-

عبد الحميد الثاني (1842 – 1918م)

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

السلطان عبد الحميد الثاني (Abdul Hamid II) هو السلطان العثماني الرابع والثلاثون، حكم الدولة العثمانية في فترات عصيبة كانت تلفظ فيها الخلافة أنفاسها الأخيرة.

شرح قراءه الأكواد ا...

Please enable JavaScript

شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

نبذة عن السلطان عبد الحميد الثاني (Abdul Hamid II)

وُلد عام 1258 هجرياً الموافق عام 1842م، في مدينة إسطنبول. كان والده هو السلطان عبد المجيد الأول ووالدته (تيرمجكان)، كانت من أصل شركسي أرميني وتوفت وهو ابن الثامنة. احتضنته زوجة أبيه (رحيمة برستو) في رعايتها وكانت تحبه جداً.

اشتغل في النجارة، وكان نجاراً مميزاً ما زالت بعض أعماله موجودة للآن. تعلم اللغة العربية، الفرنسية والفارسية بجانب اللغة التركية. درس في عدة مجالات مثل الشعر، الأدب، التاريخ ودرس في المجال السياسي.

تُوفى والده وكان عمره 18 عاماً، ثم تولي الخلافة عمه عبد العزيز وكان السلطان عبد الحميد الثاني (Abdul Hamid II) ثاني ولاة العهد لعمه بعد أخيه مراد.
سار السلطان عبد العزيز على نهج عبد المجيد الأول في سياسته، واستمرت خلافته ل15 عام بعد اغتياله من بعض رجال القصر.

تسلم الحكم مراد الخامس، ولم تدم فترة حكمه إلا حوالي ثلاثة أشهر لإصابته بخلل عقلي. ثم تولى السلطان عبد الحميد الثاني مقاليد الحكم.
كان معروفاً عنه حبه للرياضة والتمسك بشعائر الإسلام، كما أنه كان يميل للعزلة.

تُوفي عام 1334 هجرياً الموافق 1918م مع نهاية الحرب العالمية الأولى.

تولي السلطان عبد الحميد الثاني للخلافة

بويع على الخلافة 1293 هجرياً_1876م، وكان عمره 34 عام. تولي الحكم في ظل ظروف صعبة، حيث كانت هناك اضطرابات دولية مع الروس، وكذلك مشاكل داخلية، خصوصاً في البلقان.

ثورة البلقان

كانت البوسنة والهرسك تقوم بثورات على الدولة، كذلك بلغاريا، بينما كان الجبل الأسود وصربيا في حرب مع الخلافة.
هنا تدخلت بعض الدول الأوروبية بالحجة المعتادة والمتكررة إلى وقتنا هذا (التدخل لإحلال السلام)، فقامتا روسيا والنمسا باستغلال الموقف لتحقيق مصالحهما ووعدوا الأطراف الأخرى بالمحاربة بجانبهم.
بالفعل قامت الحرب لكن رد الجيوش العثمانية كان قاسياً، واستطاع أن يهزمهم ويتوغل حتى بلغراد.

الحرب ضد روسيا

بعثت الدول الأوروبية عدة طلبات للخلافة بشأن تحسين أحوال رعاياهم النصارى، وكذلك حل مشاكل البوسنة والهرسك.
لكن مجلس الخلافة رفض ذلك واعتبره تعدي على سيادتهم. اعتبرت روسيا أن ذلك الرفض سبباً كافياً للحرب، في حين أن الدولة العثمانية كانت في مرحلة اضمحلال وتعاني من المشاكل الداخلية.

استولت جيوش الروس على أدرنة وبلغاريا، وكذلك دخلوا الأناضول، ومع عودة الجبل الأسود وصربيا لشن الحرب، كانت الخلافة العثمانية مضطرة لعقد معاهدة سلام وهي (معاهدة سان ستيفانو).

الأراضي التي خسرتها الدولة العثمانية

بناءً على معاهدتي سان ستيفانو وبرلين، والتي شهدت ضعف الدولة العثمانية، تم استغلال ذلك الضعف من الدول الأوروبية. حيث تم فقدان:

  • أراضي الجبل الأسود وصربيا.
  • البغدان، بلغاريا والأفلاق.
  • أرض تونس، وتم احتلالها من فرنسا.
  • ولاية مصر، وتم احتلالها من بريطانيا في عام 1882م.

سياسة ومشاريع السلطان عبد الحميد الثاني

سياساته

  • اهتم بالأسطول الحربي وزاد من قدراته، وكان معروفاً عن الجيش العثماني قوته البحرية منذ زمن “السلطان سليمان القانوني”. رغم ضعف الدولة العثمانية في أواخر عهدها، لكن لم تفقد قوة جيشها البحري.
    زود السلطان من عدد السفن الحربية، وكذلك أدخل سلاح الغواصات للجيش، حيث في عهده تم إطلاق طوربيد تحت الماء لأول مرة في العالم.
  • عمل السلطان عبد الحميد الثاني على تعريب الدولة، وكان يرى ضرورة اتخاذ اللغة العربية كلغة رسمية.
    حتى أنه اقترح ذلك على سعيد باشا عندما كان الصدر الأعظم للدولة، ولكن سعيد باشا رفض ذلك خوفاً من فقدان الهوية التركية. كان السلطان عبد الحميد يرى أن ذلك من شأنه أن يقرب دولة الخلافة من العرب.
    كان عامةً مختلفاً في تفكيره عن رجال الدولة في عصره المتأثرين بالغرب، وكذلك كان مختلفاً عن ممن سبقوه من الخلفاء الضعفاء الذين أضاعوا هيبة الدولة العثمانية.

المشاريع

  • خط السكة الحديد الذي يربط بين دولة الخلافة والحجاز. كان هذا المشروع بمثابة المعجزة بالنسبة للحجاج، حيث وفر عليهم جهد كبير في السفر من 40 يوماً إلى 4 أيام فقط وتم افتتاحه عام 1908م.
  • إنشاء ما يسمى الجامعة الإسلامية، حيث حاول من خلالها السلطان عبد الحميد الثاني جمع القوى الإسلامية لمواجهة الوباء الغربي الذي توغل في الدولة.

علاقة السلطان عبد الحميد الثاني مع الدول الأوروبية واليهود

علاقته مع الدول الأوروبية

عمل الغرب على تفتيت وتشتيت دولة الخلافة لفترات كبيرة وبعدة طرق، ونجحوا في ذلك تدريجياً، حتى تولى السلطان عبد الحميد الثاني، والذي كان مختلفاً وأشبه بالسلاطين الأوائل الذين أسسوا الدولة العثمانية.
لم يرق ذلك لحكام أوروبا، ولذلك كانت العلاقات متوترة، وعملوا على إسقاطه وحتى محاولات لاغتياله.

علاقته مع اليهود

في ظل المشروع القائم لتوطين اليهود في أرض فلسطين، لاقى هذا الأمر رفضاً شديداً من السلطان عبد الحميد الثاني. حاول رئيس الجمعية الصهيونية (هرتزل) إقناع السلطان عبد الحميد بأن يسمح ببناء وطن لليهود في الأراضي الفلسطينية، وعرض عليه سداد ديون الدولة العثمانية، وكذلك ثروة ضخمة من الذهب.
شعر السلطان عبد الحميد الثاني بنوايا هرتزل لرشوته وطرده.

الفترات الأخيرة في حياة السلطان عبد الحميد الثاني ووفاته

انضم لحركة التمرد بعض فئات الشعب وكان شعارهم الرجوع للشريعة. علي الجانب الأخر خرجت جمعية الاتحاد والترقي بجيش سُمي بجيش الحركة بقيادة (محمود شوكت باشا)، وادعوا أنهم خرجوا لنجدة السلطان.

طلب قائد الجيش من السلطان أن يتدخل لمواجهة الحركة لكنه رفض وقال إنهم مسلمون. دخل جيش الحركة إسطنبول وعاث بها فساداً بعد السيطرة عليها، نهب القصر مقر السلطان، وأعدم الكثير.

قام محمود شوكت باشا بدعوة مجلسي النواب والأعيان، وأصدروا فتوى بخلع السلطان عبد الحميد الثاني بالضغط على شيخ الإسلام وكان ذلك عام 1909م.

تم نفي السلطان إلى سالونيك (Thessaloniki) وبقي هناك تحت الحراسة. ومع قيام حرب البلقان عام 1912م، أصبحت سالونيك في خطر، فقاموا بإرجاع السلطان لإسطنبول من جديد وتوفي بها نتيجة مرض السل عام 1918م.

السلطان عبد الحميد الثاني (Abdul Hamid II) يعد السلطان العثماني الأخير، رغم أن أخاه محمد الخامس خلفه في الحكم بعد خلعه، ولكن كانت صلاحيات محمد الخامس مقيدة ولم تكن له حرية اتخاذ القرارات.