-

اكاروس التين؛ أهم 6 أسباب للإصابة به على أشجار التين، وأهم المعلومات التي تهم المزارع

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

يعتبر اكاروس التين (Ficus spider) من الآفات الزراعية التي تصنف كآفات خطيرة على أشجار التين، وقد يسبب تدني في الإنتاجية و مردود مزارعي التين وضعف عام للشجرة ويجذب الآفات الأخرى إليها، فما هو هذا الأكاروس الضار، وما هي علامات ودلالات الإصابة باكاروس التين، وما هي سبل مكافحة اكاروس التين؟

آفة اكاروس التين

إن اكاروس التين هو حيوان عنكبوت، ويعتبر هذا العنكبوت الذي يصيب أشجار التين آفة زراعية تهدد إنتاج وزراعة ومردود التين على المدى القصير والبعيد. ينتشر هذا الأكاروس في مناطق زراعة التين حول العالم، حيث يتواجد في أوروبا، وأفريقيا، وآسيا، وأمريكا، وشرق المتوسط. يمكن أن يتكاثر بقوة في تركيا، وقبرص، وإسبانيا، والباكستان، وأفغانستان، وسورية، والأردن. قدرت العتبة الاقتصادية أضرارًا بأكاروس التين في مناطق زراعته تقدر بحوالي 50 % مع تفاقم الإصابة، لذلك فإن أضرار هذا الأكاروس تستدعي المكافحة.

الوصف

إن اكاروس التين هو عنكبوت صغير الحجم له أربع أزواج من الأرجل، ولهذا السبب في الحقيقة لا يمكن للمزارع ملاحظته بالعين المجردة ككائن حي مباشرة، بل يستطيع معرفة موجوده من خلال أعراض الإصابة وحدها. يمكن العثور على العنكبوت ضمن أجزاء الشجرة مختبئًا، أو بين البراعم أو على السطح السفلي للأوراق، كما يمكن أن يختبئ بين المحاصيل والأشجار والأعشاب التي تتواجد في أماكن زراعة التين.

الإصابة باكاروس التين

أعراض الإصابة بالآفة على أوراق تين

إن الطور الضار من اكاروس التين هو الحوريات والاكاروسات الكاملة، حيث يهاجم العنكبوت البراعم في بداية نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو فيمتص عصارتها ثم ينجم عن ذلك ضعفها ثم عدم تفتحها. بعد ذلك، ينتقل الأكاروس إلى أوراق التين، فيتغذى عليها بامتصاص العصارة النباتية الخلوية من سطحها السفلي. نتيجة لذلك، تظهر على الأوراق بقع باهتة صفراء نحاسية، ثم تتلون باللون الصدئي وتجف ثم تموت وقد تتساقط أو تبقى متماوتة على الأشجار. يؤدي ذلك كله في الأغلب إلى ضعف تكوين ثمار التين وضعف الأشجار وتدني الإنتاج.

خطورة اكاروس التين

إن اكاروس التين ليس من الآفات التي تكافح مباشرة؛ بل تتم المكافحة فقط عند الإصابة الخطيرة التي يكون هناك ضرر حقيقي ناجم عنها. قد تشتد الإصابة ضمن بساتين التين نتيجة عدم عناية المزارع بشجرة التين أو الأشجار المحيطة بها، أو زراعة الخضار وبقية النباتات بين أشجار التين. مع تفاقم الإصابة بالأكاروس فإنه يضعف أشجار التين وأماكن الإصابة فتتشجع آفات أخرى لمهاجمة الأشجار ومن أهمها حشرة التين الشمعية، وحشرة التين القشرية، وحلم التين، وحفار التين، والنطاطات وحشرات القلف وغيرها من آفات ضارة.

متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟

في الحقيقة، لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة لاكاروس التين بصورة خاصة إلا في حال التداخل مع آفات ضارة أخرى ضمن بستان التين. كما لا يتم اللجوء للمكافحة المتكاملة إلا حين يصل الضرر إلى العتبة الاقتصادية أو ما يسمى الحد الحرج للضرر الاقتصادي ضمن بساتين التين المصابة بالأكاروس. بمعنى آخر، نلجأ للمكافحة المتكاملة IPM فقط عندما يشاهد المزارع الضرر الفعلي يتفاقم وهو يراقب الأشجار المصابة، وخاصة في حال الإصابة بحفار ساق التين Hesperophanes وحفار التين الاستوائي Batocera rufomaculata Dee Geer.

عوامل تشجع الإصابة

إن هناك عوامل تشجع الإصابة باكاروس التين، وأهم العوامل أو أسباب الإصابة به ستة:

  • زراعة الخضار والمحاصيل الحقلية بين أشجار التين، حيث تساعد الأكاروس في الانتقال والهجرة إلى أشجار التين.
  • عدم عناية المزارع بأشجار التين بصورة عامة من ري، وتسميد، وتقليم، وخاصة الري المهمل الذي ينساه كثير من المزارعين.
  • كما أن وجود بعض الآفات الخطيرة قد يسبب الإصابة بالأكاروس، كوجود حلم التين، أو حشرة التين الشمعية والقشرية وغيرها.
  • بالإضافة لذلك، فإن جهل المزارع باستعمال المبيدات الحشرية، واستخدام مبيدات غير مناسبة للقضاء على حوريات وعناكب الأكاروس، يشجع الإصابة.
  • ضعف التسميد الآزوتي يضعف مقاومة شجرة التين ويشجع الإصابة بالأكاروس وغيره من الآفات.
  • كما أن زيادة التسميد بالآزوت تجعل النمو الخضري غض وهش، وهذا ما يعشقه الأكاروس ويجعله يهاجم الشجرة.
  • دورة الحياة

    يكون اكاروس التين خلال فصل الشتاء في كانون الأول/ ديسمبر ضمن أجزاء النبات أو بين المحاصيل والخضار المزروعة حول التين. كما يمكن أن يتواجد العنكبوت على الأوراق وكذلك الثمار خلال أشهر الصيف في تموز/ يوليو، والخريف في تشرين الأول/ أكتوبر. بعد التزاوج، تضع أنثى الأكاروس بيضها بحوالي 60 بيضة وقد يصل العدد إلى 150 بيضة تحت حراشف البراعم، أو على السطح السفلي للأوراق، أو على أجزاء النبات نفسها. بعد ذلك، تخرج الحوريات وتبدأ التغذية في أماكنها على البراعم والأوراق ومص عصارة النبات الخلوية. يختلف عدد أجيال الأكاروس حسب مكان التواجد، ونوع العائل، والحرارة والرطوبة. كما أن للأكاروس عدة أجيال في السنة الواحدة بحوالي 2-4 أجيال ضمن بساتين التين.

    مكافحة اكاروس التين

    سبل مكافحة الآفة بالوقاية والعلاج

    عند مكافحة اكاروس التين، تتبع إجراءات وقائية، وأخرى علاجية استئصالية.

    مكافحة وقائية

    تتم المكافحة الوقائية من خلال العناية العامة بشجرة التين وخاصة الري الجيد، ويراعي المزارع عدم زيادة التسميد الآزوتي أو تقليله، والتسميد المتوازن بالآزوت والفوسفور والبوتاس، وقد يضطر للتسميد بالمغنزيوم. كما يراعي المزارع عدم إحداث جروح أثناء التقليم الإثماري وتقليم التربية، والتقليم بشكل جيد سنويًا لشجرة التين مع تعقيم المقص قبل التقليم. بالإضافة لذلك، يجب على المزارع تجنب زراعة الخضار والمحاصيل بين أشجار التين، ويفضل فصل بساتين التين عن باقي أنواع الزراعات. كما يفصل أن يقوم المنتجون والمزارعون بتركيب مصدات رياح تمنع هجرة الأكاروس وانتقال الحوريات في الهواء.

    مكافحة علاجية استئصالية

    تتم مكافحة الأكاروس بالمبيدات المتخصصة بالعناكب، حيث يستعمل المزارع الزيوت الرديئة ويقويها بإضافة المبيد كلوروبنزيلات Chlorobenzilate) pestacide)، أو المبيد تترادفون Tetradifon. يتم رش أشجار التين أثناء وجود الأكاروس على الأوراق في أيار/ مايو وتموز/ يوليو وتشرين الأول/ أكتوبر. أيضًا يمكن للمزارع أن يرش أشجار التين بالكبريت المكروني فهو نافع جدًا في هذه الحالة، خاصة في حال وجود أمراض فطرية حيث يساعد الكبريت في مكافحة الأكاروس والفطور على السواء.

    الإدارة المتكاملة لاكاروس التين

    إن المقصود بالإدارة المتكاملة لاكاروس التين، هي المكافحة الوقائية والعلاجية نفسها بالإضافة إلى الإجراءات العنائية الزراعية. يراعي المزارع قدر الإمكان الاستفادة من عمليات العناية بالحقل أو المزرعة أو بستان التين، فيحرث المزارع الأرض حراثة سطحية قدر الإمكان 12 سم وتنعيم التربة للقضاء على الآفات. بالإضافة لذلك، يقوم المزارع بتقليم أشجار التين بصورة جيدة سنويًا مع تعقيم مقص التقليم قبل التقليم الإثماري أو تقليم التربية.

    بذلك؛ نكون قد تعرفنا على اكاروس التين وأضراره في حال إصابة بساتين التين، وكذلك نكون قد حددنا أهم سبع أسباب للإصابة به، ودورة الحياة وموعد المكافحة الدقيق للأكاروس. لا بد أن يكون مزارعوا ومنتجوا التين حريصين على إنتاجهم من الآفات الضارة.