تعد متلازمة اليد الغريبة، أو اليد المتمردة، أو متلازمة اليد الملقوفة، حالة عصبية نادرة تتحرك فيها اليد حركات تلقائية، كما أنها تفقد السيطرة على نفسها، وتشكل خطراً كبيراً على الشخص المصاب، وفي هذه المقالة تعرف معنا إلى الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج.
ما المقصود بمتلازمة اليد الغريبة؟
متلازمة اليد الغريبة هي حالة عصبية مزمنة نادرة الحدوث، يعاني فيها المصاب من فقدان السيطرة على حركة اليد. في حين أنها في أحيان أخرى تؤثر على حركة قدم واحدة، لكن ليست بنفس درجة الشيوع كما في اليد.
خلال نوبات المرض تتحرك اليد عمداً؛ للقيام بأعمال غير مقصودة، وكأن لها عقل آخر منفصل عن الجسم. غالباً ما تُصيب هذه المتلازمة البالغين، لكنها أيضاً من الممكن أن تصيب الأطفال على حد سواء. كما أنها تُعرف أيضاً بمتلازمة الدكتور سترينجلوف Dr – Strangelove ،Syndrome أو اليد الفوضوية.
لماذا يعرف هذا الخلل بمتلازمة الدكتور سترينجلوف؟
سميت هذه المتلازمة على اسم الدكتور سترينجلوف، أحد الشخصيات المعروفة في فيلم ستانلي كوبريك عام 1964، ويعد مصدر موثوق فيه حيث كان يعاني من متلازمة اليد الغريبة – اليد المتمردة – اليد الملقوفة
حقائق حول متلازمة اليد الملقوفة
- غالباً ما يصيب هذا الاضطراب اليد اليسرى.
- يُطلق بعض المرضى اسماً على اليد المصابة.
- كما أنهم يشعرون بأنها شخص آخر منفصل عنهم، لكنهم لا ينكرون ملكيتها.
تاريخ اكتشاف متلازمة اليد الغريبة
لقد تم تسجيل أول حالة مصابة بمتلازمة اليد المتمردة من قبل طبيبة النفس الألمانية كورت جولدشتاين عام 1908. حيث ذكرت خلال تقرير لها عن امرأة أصيبت بجلطة أثرت على جانبها الأيسر، كما تطرق الأمر إلى اليد اليسرى، وأصبحت تتصرف بشكل عشوائي كما لو كانت شخص آخر. في حين أن البعض الآخر يعتقد أن تلك اليد مسكونة من قبل روح أخرى.
أسباب الإصابة بمتلازمة اليد الفوضوية
هناك عدة أسباب قد تساهم في ظهور الاضطراب العصبي هذا ومنها:
- الصدمة Trauma.
- مرض السرطان Cancer.
- جراحات علاج مرض الصرع.
- مرض تمدد الأوعية الدموية في الدماغ Neurodegenerative diseases.
- الأمراض التكنسية العصبية Brain aneurysms مثل مرض الزهايمر.
- إجراء العمليات الجراحية تفصل بين نصفي الكرة المخية.
- وجود جروح في منطقة القشرة الحزامية الأمامية، أو القشرة الجدارية الخلفية، أو مناطق الحركة في الدماغ لدى المصابين بهذه الحالة.
- كما أظهرت فحوصات الدماغ التي أجريت على مجموعة من الأشخاص ممن يعانون من متلازمة اليد الغريبة، أن لديهم أنشطة منفصلة في المنطقة الحركية الأولية المقابلة isolated activities in the contralateral primary motor area.
يُعتقد أن متلازمة اليد المتمردة هذه بسبب حدوث إصابة، أو تلف في القشرة الجدارية parietal cortex، ما يتسبب في التأثير على أنظمة التخطيط المتعمد، بالإضافة إلى حدوث حركات عفوية.
هذا بالإضافة إلى الأسباب التالية:
السكتة الدماغية Stroke
نتيجة انسداد أحد الشرايين الموصلة للدم في الدماغ، ما يتسبب في ظهور بعض الأمراض مثل شلل أحد شقي الجسم، أو تلعثم بالكلام، بالإضافة إلى صداع رهيب لا يمكن تحمله، وتغيرات في الرؤية.
الرجفان الأذيني Artrial Fibrillation
تنشأ نتيجة انسداد أحد الشرايين الموصلة للدم في الدماغ. الأمر الذي يتسبب في ظهور بعض الأمراض مثل شلل أحد شقي الجسم، أو تلعثم بالكلام، بالإضافة إلى صداع رهيب لا يمكن تحمله، وتغيرات في الرؤية.
المقصود هنا عدم انتظام ضربات القلب، إذ تعمل الأذينات بسرعة، لكن مع ذلك لا تستطيع الانقباض بالصورة الطبيعية. الأمر الذي يتسبب في ركود الدورة الدموية، وبالتالي احتمالية تكون جلطات، والتي بدورها قد تنتقل إلى الدماغ، ما يتسبب في السكتة الدماغية أيضاً.
أورام الدماغ
تشمل هذه الأورام تكون كتل من الخلايا سواء خلايا حميمية، أو خبيثة، تتواجد داخل القحف. تتسبب هذه الكتل في ظهور عدة من الأعراض نتيجة ضغطها على الدماغ، ما قد يتسبب في تبدل الوظائف العقلية.
أعراض الإصابة ب متلازمة اليد الغريبة
إليك أبرز 7 أعراض للإصابة بها:
- عدم القدرة على التحكم في حركة اليد، وكأنها تعمل بشكل منفصل عن سائر الجسد، أو أن لها عقل آخر يحركها.
- قد تلمس وجهك، أو زر قميصك، أو ربما تلتقط أشياء ثم ترميها مرة أخرى بشكل متكرر.
- تناول الطعام بطريقة خاطئة، مثل ملئ الفم بالطعام.
- من الممكن أن تصبح اليد المصابة خطر على المريض، فقد تقبل على خنق، أو ضرب نفسه، أو إضابة أي شخص.
- الإقبال على سلوكيات عديمة القيمة مثل نتف الشعر، أو حتى لمس الأعضاء التناسلية أمام الآخرين.
- غالباً ما يشعر المصابون بمتلازمة اليد المتطرفة بنقص الملكية، دون إنكارهم صراحةً ملكية الطرف المصاب.
- اليد الغريبة هذه غير متعاونة، فمن الممكن أن تقبل على إغلاق درج مثلاً قد فتحته اليد الأخرى.
كيفية تشخيص متلازمة اليد الملقوفة؟
يمكن للطبيب المعالج تشخيص متلازمه اليد الغريبه من خلال الملاحظة والتقييم، والتي تشمل شكوى من طرف غريب عادةً اليد اليسرى، واضطراب حركي لا يمكن التحكم فيه. تعد مرحلة التشخيص من المراحل العصيبة جداً، وذلك لأن هذا الخلل ناتج عن اضطراب عصبي، قد تتسب هذه الأعراض في ظهور اضطراب نفسي، والذي بدوره قد يلحق بالمريض الكثير من الأضرار الصحية.
لكن استطاع الرنين المغناطيسي أن يبين الفرق بين النشاط الدماغي بالنسبة لمن يعانون من متلازمة اليد الملقوفة، وبين الدماغ الطبيعي. إذ لوحظ وجود نشاط في المنطقة المسئولة عن الحركة في الدماغ المقابلة لليد المصابة. الأمر الذي يؤثر على المنطقة الجدارية في الدماغ parital region، ما يتسبب في حدوث اضطراب في وعي الشخص. في حين أن الأشخاص الطبيعيين لديهم نشاط متناسق كلا فصي الدماغ.
علاج متلازمة اليد المتمردة
في الواقع ليس هناك حل جذري لعلاج متلازمة اليد الغريبة، لكن الأطباء يحاولون جاهدين في استخدام الأدوية لتخفيف الأعراض. من الممكن أن يتعافى الأشخاص الذين أصيبوا بالمتلازمة بعد مرض في المخ، أو سكتة دماغية بعد مرور بعض الوقت من علاج تلك الأمراض. لكن كي نكون في الصورة، فإن فرص الشفاء من المرض تصبح أقل في المرضى الذين يعانون من أمراض التنكس العصبي، نتيجة عدم تجدد الخلايا التي يتم فقدانها في هذا المرض.
من الممكن استخدام علاجات للتحكم في حركة العضلات مثل توكسين البوتولينوم (البوتوكس). هذا بالإضافة إلى عوامل الحجب العصبي العضلي (Neuromuscular Blocking Agent)، بالإضافة إلى البنزوديازيبينات.
يساهم العلاج السلوكي، والمعرفي في تخفيف أعراض متلازمة اليد المفرطة هذه. قد يساعد العلاج بالصندوق المرآة (Mirror box therapy) في التحكم في حدة الأعراض، بالإضافة إلى تقنيات التدريب المرئي المكاني. أحياناً يحاول الفرد كبح جماح يده الغريبة، وذلك عن حبسها بين أرجلهم أو الجلوس عليها. بينما يجد البعض الآخر أنه من المفيد حمل كائن في هذه اليد لمنعه من أداء المهام.
قد يساهم توجيه المصاب واعطائه أوامر لفظية؛ للكف عن هذه العادة. غالباً، لا تعطي هذه العلاجات نتائج فعلية تدوم لفترة طويلة، لذا قد يقترح الطبيب المعالج علاجات فيزيائية ومهنية.
اقرأ المزيد:
- مرض تدلي الأمعاء الدقيقة
- فرط التعرق (Hyperhydrosis)؛ متى تطلب المساعدة الطبية
- مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه (attention deficit hyperactivity disorder)؛ علاج ADHD وأعراضه وتشخيصه
إذا كنت تعاني من متلازمة اليد الغريبة Alien hand syndrome، وأصبحت أعراض الإصابة بالمرض تشكل لك خطراً على حياتك، فلا تتردد بزيارة الطبيب المختص، لعلاج الأسباب الرئيسية، ومن ثم التخلص من هذا الإضطراب.