الإسهال المرافق للصادات Antibiotic diarrhea هو حالة من الإسهال الناتج عن تعاطي المضادات الحيوية عند معالجة العدوى الجرثومية.
نظرة عامة عن الإسهال المرافق للصادات (Antibiotic diarrhea)
الصادات الحيوية هي الأدوية المستخدمة لعلاج العدوى البكتيرية. لكن العلاج بالصادات الحيوية يمكن أن يفضي إلى آثار جانبية غير محمودة بعض الأحيان كالإسهال. ويعتبر الإسهال المرافق للصادات عرضًا شائعًا. وتقدر نسبة البالغين الذين يصابون بالإسهال أثناء العلاج بالصادات بما بين 5 إلى 25 بالمئة.
كيف تسبب الصادات الحيوية الإسهال؟
تستهدف الصادات الحيوية الجراثيم بالاستفادة من بنى وعمليات حيوية تمتلكها الخلايا الجرثومية وتختلف عن الموجودة في أجسامنا. وبينما لا يمكن أن تؤذي الصادات الحيوية خلايا الجسم فهي تقتل كلا نوعي الجراثم الضارة والمفيدة القاطنة في أمعاء الإنسان.
ليست كل الجراثيم ذات أثر ضار، إذ توجد عدة من أنواع الجراثيم التي تعيش في الأمعاء وفي أماكن أخرى من الجسم. تساعد هذه الجراثيم في عملية الهضم وتلعب دورًا في الحفاظ على صحة الشخص كذلك. يمكن للصادات الحيوية أن تخل بتوازن هذه الجراثيم. وأحد الآثار الجانبية الناتجة عن قتل الجراثيم النافعة مع الجراثيم الخامجة هي احتمالية الإصابة بالإسهال.
ذلك أن من مهام الجراثيم المطاعمة القاطنة في الأمعاء أن تضبط نمو الجراثيم الانتهازية وتمنعه. والتي يمكن أن تسبب خمجًا إذا ما سمحت لها الظروف بالنمو والتكاثر، وهو ما يحدث عند قتل الصادات الحيوية للجراثيم النافعة.
وتشغل الجراثيم النافعة في الحالة الطبيعية كامل مساحة الأمعاء حيث توجد بأعداد ضخمة جدًا، وتستحوذ على كامل المواد المغذية مانعة بذلك مناسبة الظروف لنمو الجراثيم الممرضة.
من أشيع الجراثيم الممرضة نمط يدعى المطثية العسيرة، والتي تنتج سمومًا يمكن لها أن تسبب التهاب الأمعاء والإسهال. تقدر الدراسات أن قرابة 17.5 بالمئة من الناس الأصحاء يحملون هذه الجرثومة في أمعائهم. يزداد هذا الرقم عند التواجد في بيئات الرعاية الصحية كالمشافي.
أعراض ترافق الإسهال المرافق للصادات
يعرف الإسهال المرافق للصادات بأنه وجود ميوعة وسيولة في براز المريض، بتكرار ثلاث مرات أو أكثر في اليوم، أثناء أخذ الصادات.
قد يبدأ الإسهال بعض أسبوع من بدء العلاج بالصادات. إضافة إلى إمكانية تطو الإسهال حتى لبعد ثلاثة أسابيع من انتهاء العلاج الدوائي.
عند الإصابة بعدوى المطثية العسيرة فقد يختبر المريض أعراضًا أخرى من مثل:
- آلام أو تشنجات البطن.
- مستوى بسيط من الحمى.
- نقص الشهية.
- الغثيان.
ما هي الصادات الأكثر تسببًا بالإسهال؟
برغم قدرة جميع أنواع الصادات على إحداث الإسهال، فإن لبعض الأنواع أكثر احتمالية من غيرها. ولم يتضح بشكل كامل بعد سبب كون هذه الصادات أكثر احتمالية للتسبب بالإسهال من غيرها.
تشمل الصادات ذات الاحتمالية الأعلى لإحداث الإسهال:
- البنسلينات، من مثل الأمبسللين والأموكسيسيلين.
- السيفالوسبورينات كالسيفلاكسين والسيفبودوكسيم.
- الكليندامايسين
أطعمة ينصح بأكلها لتخفيف الإسهال المرافق للصادات
عند الإصابة بالإسهال المرافق للصادات فيمكن من خلال تعديل النمط الغذائي تخفيف الأعراض. تشمل التوصيات على العموم:
- تناول الأغذية قليلة الألياف: بينما يوصى بأكل الأطعمة كثيرة الألياف في حالة الصحة، فإنها قد تزيد الطين بلة في حالة الإسهال.
- تعويض البوتاسيوم: يمكن أن يفقد البوتاسيوم بسبب الإسهال، ويفيد أكل الأعطمة الغنية بالبوتاسيوم في تعويضه.
- تعويض السوائل والأملاح المفقودة: قد يسبب الإسهال فقدان السوائل والشوارد بشكل أسرع، ولذا من المهم جدًا أن يتم تعويضها.
يمكن الاعتماد على الأطعمة والمشروبات التالي ذكرها في حال الإصابة بالإسهال:
- السوائل كالماء والحساء والشاي منزوع الكافئيين.
- الفواكه كالموز وعصير التفاح وكميات قليلة من الفواكه المعلبة دون القطر.
- البقوليات كالرز الأبيض والخبز الأبيض والمعكرونة.
- البطاطا المسلوقة أو المخبوزة (مصدر جيد للبوتاسيوم).
- المصادر البروتينية كالدجاج واللحم والسمك.
- اللبن
أطعمة يجب تجنبها عند الإصابة بالإسهال
قد تفاقم بعض أنواع الأطعمة الأعراض أو تتداخل مع المعالجة الدوائية. تشمل هذه الأطعمة:
- المشروبات الكحولية
- المشروبات الكافئينية كالقهوة والشاي والصودا.
- الأطعمة الدسمة كاللحوم الدسمة والمخبوزات والمقليات على عمومها وغيرها.
- منتجات الألبان (باستثناء اللبن)، قد تسبب اضطرابات هضمية عند أخذ الصادات وقد تؤثر على امتصاصها.
- الأطعمة والمشروبات مرتفعة السكر المضاف كالمشروبات الغازية وعصير الفواكه والكيك والكعك.
- التوابل التي يمكن أن تهيج جهاز الهضم.
- الأطعمة الغنية بالألياف كالحبوب الكاملة والبقوليات والخضار.
يجب تجنب تناول الجريب فروت أو تناول مكملات الكالسيوم، إذ يمكن لكليهما التداخل مع امتصاص الصادات الحيوية إلى الجسم وبذلك يمكن أن يقللا تأثيرها العلاجي.
كبسولات دواء بالون الاصفرمجموعه كبسولات واقراص حبوب دواء بالون الاصفر والاحمرحبوب دواء بالون البرتقالي
تدبير الإسهال المرافق للصادات
يعتمد تدبير الإسهال المرافق للصادات على التظاهرات السريرية والعامل المسبب. في الحالات الخفيفة والمتوسطة يعتمد على الطرق التقليدية الشاملة تعويض السوائل أو إيقاف الدواء أو استبدال آخر أقل خطرًا لإحداث الإسهال به.
يؤدي إيقاف الدواء المسبب للإسهال في 22 بالمئة من حالات العدوى بالمطثية العسيرة إلى اختفاء العلامات السريرية خلال ثلاثة أيام. في حالات الإسهال الناتج عن الصادات الشديد أو المستمر يكمن التحدي في تعرف الخمج المرافق لعدوى المطثية العسرة، إذ أنها أشيع العوامل الممرضة ممكنة التعرف.
يستند التشخيص على فحص وجود الذيفانات (السموم الجرثومية) A و B في البراز. المفتاح الذهبي للتشخيص هو الاستنبات الخلوي للعينة، لكنه تقنية تستهلك وقتًا طويلًا.
يعالج الإسهال الناتج عن عدوى المطثية العسرة بشكل أساسي بالمترونيدازول الفموي أو الفانكوميسين الفموي لمدة عشرة أيام. تتشابه الاستجابة لكلا الدواءين ويختفي الإسهال عادةً خلال يومين إلى ثلاث.
معالجات ذاتية أخرى
بالإضافة إلى تعديل النمط الغذائي يمكن للمريض اتباع بعض الخطوات لتخفيف الأعراض، منها:
تعويض السوائل المفقودة
يسبب الإسهال فقدان السوائل بشكل كبير، معرضًا المريض لخطر الإصابة بالتجفاف. يجب الحفاظ على سوائل الجسم من خلال شرب كفاية من الماء. يفيد الحساء وعصائر الفواكه قليلة السكر في تعويض ضياع السوائل كذلك.
استخدام الأدوية المضادة للإسهال بشكل متأن
تكون الأدوية المضادة للإسهال كاللوبيراميد مفيدةً في بعض الأحان في تخفيف الأعراض. لكن يجب أخذ استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية.
لأن استخدامها يمكن أن يبطئ من عملية تخلص الجسم من السموم الجرثومية الموجودة في السبيل الهضمي. ما يمكن أن يطيل زمن الإصابة ويزيد خطر المضاعفات.
متى يجب اللجوء للمساعدة الطبية؟
يجب التواصل مع الطبيب أو الذهاب للمشفى في حال أخذ المريض للصادات الحيوية وظهور الأعراض التالية:
- تكرار الإسهال لأكثر من خمس مرات في اليوم.
- وجود دم أو قيح في البراز.
- الحمى.
- آلام أو تشنجات البطن.
إذا كان الإسهال خفيفًا فقد يقترح الطبيب وقف أخذ الدواء حتى زوال الإسهال. يمكن أن يستبدل الطبيب بالصاد الحيوي آخر أقل خطرًا لإحداث الإسهال.
في حال الشك بعدوى المطثية العسرة فسيوقف الطبيب الصاد الحيوي المعطى للمريض. وعوضًا عنه سيأتي بآخر يستهدف جراثيم المطثيات كالفانكوميسين والفيداكسوميسين والمترونيدازول.
الوقاية من الإسهال المرافق للصادات
توجد بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتقليل خطر حدوث الإسهال عند العلاج بالصادات الحيوية. تشمل التوصيات:
المعززات الحيوية probiotics
تفيد المعززات الحيوية في إضافة المزيد من الجراثيم النافعة إلى الجهاز الهضمي. وقد وجدت بعض الدراسات مؤخرًا أن استخدام البروبيوتيك أثناء العلاج بالصادات الحيوية فعال في الوقاية من الإسهال.
الاعتناء بالنظافة والتعقيم
غسيل الأيدي بشكل متكرر وخصوصًا بعد استخدام المرحاض يفيد في الوقاية من انتشار جراثيم المطثية العسيرة.
اتباع التعليمات الدوائية
قد يوصي بأخذ بعض الأدوية بعد الطعام مثلًا، يجب التأكد من اتباع النصيحة لمنع حدوث تهيج الأمعاء.
عدم أخذ الصادات الحيوية إلا عند الحاجة وبوصفة طبية
بينما تعالج الصادات الحيوية العدوى الجرثومية فهي غير فعالة ضد الفيروسات كحالات الإنفلونزا ونزلات البرد. وفرط استخدامها يمكن أن يؤثر سلبًا على الأمعاء ويسبب مشاكل أخرى.
استشارة الطبيب
يجب إعلام الطبيب في حال وجود سابقة من الإصابة بإسهال مرافق للصادات. فقد يكون بالإمكان وصف دواء آخر ذو خطر أقل لإحداث المشكلة.
لجميع أنواع المضادات الحيوية احتمالية لإحداث الإسهال، لكن بعض الأنواع أكثر خطرًا من غيرها. يجب التركيز لدى الإصابة على الطعام قليل الألياف وتعويض ضياع السوائل والعناصر الغذائية. كما يجب إعلام الطبيب في حال تكرر الإسهال أو اشتداده أو حدوث تشنجات بطنية أو حمى.