-

إدمان البنزوديازيبين

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

قد يكون مرض إدمان البنزوديازيبين النفسي خطيرًا بالفعل، لذلك يجب معرفة أسباب إدمان البنزوديازيبين، كذلك فمن الضروري معرفة سبل علاج إدمان البنزوديازيبين الممكنة. إن هذا الإدمان هو واحد من الإدمانات الشائعة وهذا بسبب ظروف الحياة التي يعيشها أغلب الناس. يعني هذا الإدمان عدم القدرة على العلاج النفسي من دون البنزوديازيبين. إن هذا الإدمان يجعل حياة المريض رديئة وسيئة، لذلك فلنتعرف على هذا المرض النفسي.

إدمان البنزوديازيبين

في الحقيقة، إن إدمان البنزوديازيبين (أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والمهدئة للأعصاب) هو واحد من الاضطرابات النفسية التي تصيب من يريدون أن يعالجوا أنفسهم. إن هذا الإدمان يلجأ إليه المريض النفسي لكي يرتاح بسهولة أثناء العلاج، ولكن الإدمان على الدواء نفسه هو مرض يجب علاجه. انطلاقًا من ذلك، فلا يمكن علاج المرض بالمرض. لا يفهم المريض بسهولة أن الإدمان على مهدئات الأعصاب ومضادات الاكتئاب هو أمر سلبي بحد ذاته. كذلك، فإن المريض لا يفهم أن لهذا الإدمان مضاعفات وآثار سلبية على صحته، تسبب له المرض من جديد. من الضروري جدًا أن يعرف المريض أسباب البنزوديازيبين التي هي لديه، لكي يحدد المشكلة لحلها. كذلك، فمن الضروري أن يعرف سبل علاج إدمان البنزوديازيبين لكي لا يتطور المرض.

أسباب إدمان البنزُديَزبين

أسباب إدمان البنزوديازيبين

إن لإدمان البنزوديازيبين أسباب متنوعة، هناك ما هو مباشر وهناك ما هو غير مباشر. وفيما يلي من أسباب:

فقدان الإيمان بالشفاء الذاتي

يعتقد المريض، في الواقع، بأن مرضه لن يشفى أبدًا من دون مهدئات الأعصاب أو (مضادات الاكتئاب). رغم أن المريض قد يشعر بالتحسن من دون اللجوء للدواء، لكنه لا يفعل ذلك، فهو خائف من فشله في العلاج الذاتي. هذا يعني أن فقدان الإيمان بالنفس، يؤدي لفقدان الإيمان بالشفاء الذاتي من المرض النفسي.

راحة وسهولة

أيضًا، يظن المريض بأنه من السهل جدًا استخدام العقار والدواء أو الحقن للعلاج، بدلاً من العلاج النفسي. العلاج النفسي بنظر المريض هو أمر مستحيل، أو صعب جدًا، بالتالي فهو غير مضمون بالنسبة إليه. يفكر المريض بخوف وقلق شديدين بشأن مستقبله مع مرضه النفسي، لذلك، يشعر بأن اعتماده على الدواء هو الحل الأسرع والأسهل.

تأثير كيميائي لإدمان البنزوديازيبين

بطبيعة الحال، فإن البنزوديازيبين نفسه هو دواء له تأثير إدماني في حال لم يوصف بشكل صحيح. قد يكون السبب هو أن المريض لم يأخذ الدواء بالتدريج، أو أنه وصفه لنفسه من دون طبيب مختص. أيضًا قد يكون السبب هو الإقلاع المفاجئ عن الدواء وليس الإقلاع التدريجي. إن التأثير الكيميائي لدواء البنزوديازيبين يتعلق بالدماغ بشكل أساسي، أو بالجهاز العصبي المركزي، لذلك، فإنه يسبب الإدمان في حال لم يتعامل المريض معه بشكل متوازن وتدريجي.

طول الفترة الزمنية

كذلك، فإن طول الفترة الزمنية لاستخدام البنزوديازيبين يلعب دورًا في عدم القدرة على الإقلاع عنه. في الواقع، إن هذا الدواء له فترة محددة علاجية يصفها الطبيب النفسي بشكل معقول. بعد ذلك، فإن الطبيب يبدأ بتدريج انقطاع المريض عن الدواء. إن فترة تعاطي الدواء يجب أن تكون قصيرة، لكن استخدامه لفترة طويلة يزيد عدم قدرة المريض على الإقلاع عنه.

أمراض أخرى

قد يكون المريض مصابًا بأمراض أخرى، كمرض القلق النفسي. أيضًا قد يكون مصابًا بأمراض جسدية عضوية، وتجعله هذه الأمراض قلقًا وخائفًا أكثر على صحته. هذه الأسباب تجعل المريض يضيف دواء البنزُديَزبين إلى قائمة أدويته من باب أنه يطمئن على جسده ويقيه المرض النفسي، لكنه في الحقيقة يسبب لنفسه المرض دون أن يعي ذلك.

أعراض إدمان البنزوديازيبين

نتيجة للإدمان على الدواء المهدئ للأعصاب، والمضاد للاكتئاب، تنجم عن ذلك أعراض إدمان البنزوديازيبين. من هذه الأعراض:

  • القلق والتوتر الدائمين
  • الأرق
  • عدم القدرة على التركيز إلى حد كبير
  • حموضة المعدة (الارتجاع المريئي المعدي)
  • صداع شديد وآلام في الرأس
  • تشنجات عضلية
  • آلام عصبية، أو آلام عامة في الجسم
  • ضيق التنفس وتسارع ضربات القلب
  • الذهان أو اقتحام أفكار سلبية لعقل المريض
  • ارتفاع ضغط الدم
  • الحساسية الزائدة للضجة والضوء
  • الكوابيس الليلية ونوبات الهلع
  • الدوار والإغماء
  • الغثيان والإقياء

مضاعفات إدمان البنزُديَزبين

قد تنجم عن إدمان البنزوديازيبين مضاعفات خطرة خاصةً إذا كان هناك عوامل خطورة. ومن عوامل الخطورة وجود أمراض أخرى في الجسم كارتفاع الضغط، والكولسترول، وأمراض عضلية أو عصبية. من هذه المضاعفات:

الاضطراب الوسواسي القهري

قد يتسبب الإدمان على البنزوديازيبين في الشعور بوسواس دائم ومتواصل وقهري. يقول المريض في نفسه (أنا لا أستطيع الراحة من دون جرعة الدواء). نتيجة لذلك، فإنه يشعر بالقهر الدائم، والوسواس يزداد ويأكله نفسيًا، ويصاب بسبب ذلك باضطراب الوسواس القهري.

اضطراب ما بعد الصدمة

في حال لم يتمكن المريض من تجاوز نفسه، والتغلب على الدواء وإدمانه، فإنه قد يصاب باضطراب ما بعد الصدمة. إن إدمان الدواء يسبب ضعف المناعة النفسية، وفقدان الشعور بالإيمان، لذلك فإن المريض يشعر باليأس التام والقنوط الشديد. بعد ذلك، يصاب المريض باضطراب ما بعد الصدمة بسبب العجز التام عن مجابهة الواقع.

أمراض خطيرة

إن إدمان الدواء نفسه، بالإضافة لجملة من العوامل الأخرى والمضاعفات، قد يسبب أمراض خطيرة (جلطة قلبية، سكتة دماغية، سكر نوع أول أو ثاني…. إلخ). قد يحصل ذلك خاصةً إذا كانت هناك عوامل خطورة أو عوامل وراثية تساعد على ظهور المرض.

علاج إدمان البنزُديَزبين

سبل علاج إدمان البنزوديازيبين

من أجل علاج البنزوديازيبين، لا يجب إطلاقًا استعمال أي دواء آخر، لأنه لا يمكن علاج إدمان الدواء بالدواء في هذه الحالة. من سبل العلاج:

علاج إدمان البنزوديازيبين الإرشادي

إن الإرشاد هو اختصاص من الاختصاصات النفسية، حيث يقوم الطبيب النفسي المعالج بتوجيه المريض إلى أحد زملائه الأطباء المختصين بالعلاج الإرشادي. هذا يعني أن هناك جملة من الإرشادات (ماذا يحدث مع المريض وكيف يتصرف أثناء ما يحدث). بمعنى آخر، السلوك وتدريب رد الفعل على السلوك. أيضًا يقترح الطبيب بقاء المريض إلى جانب من يحبهم ليتخلص من عزلته المؤذية على الأقل حتى يتعالج. يساعد الإرشاد النفسي إلى حد كبير في تغلب المريض على مرضه، ويعد من أهم سبل علاج إدمان البنزوديازيبين. بالإضافة لذلك، يتم الإقلاع عن الدواء بالتدريج الذي يوصي به الطبيب.

علاج إدمان البنزوديازيبين النفسي

العلاج النفسي يعتمد على المريض نفسه. يجب على المريض أن ينظر إلى جسمه بقوة أكبر، وأن يؤمن بأنه قادر على الشفاء ذاتيًا. الشفاء الذاتي هو الشفاء الأسلم والأكثر فعالية، لأنه يقوي المناعة النفسية، ويزيد عزيمة الإنسان في تحدي نفسه والصعوبات المحيطة به. كما أن العلاج النفسي إذا تم بشكل صحيح فإنه يقود إلى شعور الإنسان بالرضى والسكينة والثقة بالنفس، خاصة إذا حدث وعالج الإنسان نفسه بنفسه. كذلك، فإن العلاج النفسي يجعل الإنسان ناضجًا، ويكسبه الخبرة في الحياة، ويمنحه قدرةً على التعامل مع ما يَخْبَرُ من تجارب جديدة.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على إدمان البنزوديازيبين وأسبابه وجذوره. أيضًا نكون قد ألمّينا بأعراضه التي تدل عليه ونكون قد أحطنا العلم بسبل علاجه الممكنة. إن صحة الإنسان النفسية هي رأسماله الأكبر والأثمن، ومن لديه الصحة، لديه باختصار كل شيء، لذلك فيجب على الإنسان أن يعالج أمراضه النفسية قبل الجسدية.