استئصال باطنة الشريان السباتي (Carotid endarterectomy) هي عملية جراحية تجرى للمرضى الذين يعانون من مرض الشريان السباتي الذي ينقل الدم إلى الدماغ. يحدث المرض عندما تصاب هذه البطانة بتراكم المواد الكوليسترولية والدهنية الشمعية عليها. مما يؤدي لتضيق لمعة الشريان وحدوث نقص التروية. ما أهم المعلومات عن العملية وكيف تجرى؟
لمحة عن استئصال باطنة الشريان السباتي
إن عملية استئصال بطانة الشريان السباتي هي أحد عمليات جراحة العنق التي يقوم بها طبيب متخصص في جراحة الأوعية الدموية. تتم هذه العملية لعلاج مرض الشريان السباتي الذي يحدث نتيجة تراكم المواد الدهنية ذات القوام الشمعي على البطانة. ثم، بسبب ذلك تتضيق لمعة الشريان. بالتالي، نقص كمية الدم الواصلة إلى الدماغ عبره.
الشرايين السباتية
إن الشرايين السباتية هي الشرايين الرئيسية في منطقة العنق والتي تنقل التروية الدموية إلى الرقبة، الوجه والدماغ.
سبب إجراء الجراحة
إن تشكل هذه المواد الدهنية على باطنة الشريان حدثية تسمى (التصلب العصيدي) أي تراكم العصائد (اللويحات الدهنية) التي تسد اللمعة. بالتالي، يتم اللجوء لجراحة استئصال هذه البطانة من أجل تحسين تدفق الدم إلى الدماغ. وبدورها، تقلل من احتمال حدوث السكتة الدماغية (الجلطة). ذلك أن هذه اللويحات الدهنية يمكن أن تتحطم وتنتقل إحدى قطعها في مجرى الدم نحو الدماغ بسبب الحركة الإنسيابية للدوران الدموي في هذه المنطقة مسببة انسداد أحد فروع الشجرة الشريانية الدماغية الصغيرة.
الأعراض التي تتطلب مراجعة طبيب الجراحة
حالياً، يعتبر اللجوء لجراحة استئصال باطنة الشريان السباتي مهماً بحال ظهرت أعراض نقص التروية الدماغية، فيما يلي أهم 3 أعراض لإجرائه:
- شعور بالخدر في منطقة الوجه، الساق، الذراع.
- ظهور مشاكل في الكلام.
- تضرر وفقدان الرؤية في إحدى العينين.
تفاصيل حول عملية الشريان السباتي
يتم اعتماد التخدير العام أو التخدير الموضعي من أجل الجراحة. بعد تهيئة المريض تخديرياً، تهدئته وتسكينه، يقوم الجراح بعمل شق طولي في العنق (حوالي 7 – 10 سم). يتلو ذلك، عمل شق صغير، فتح لمعة الشريان وإزالة اللويحات الدهنية السادة للمعة. وعندما ينتهي، يقوم بوضع رقعة صنعية بديلة للبطانة أو قد يستخدم طعماً من وعاء دموي آخر.
من الواجب ذكره، أن التخدير الموضعي يتيح لطبيب التخدير مراقبة وظائف المخ في حال كان المريض في حالة يقظة. لكن، حتى الآن لا يوجد أية توصيات توضح أي من نوعي التخدير هو الأفضل والأكثر أماناً للمرضى.
طريقة أخرى للإجراء
يقوم بعض الجراحين باستئصال باطنة الشريان السباتي بتقنية technology قلب الشريان. تتضمن هذه التقنية القطع الجراحي للوعاء السباتي ثم قلبه بحيث يصبح داخله خارجاً وخارجه داخلاً. يتلو ذلك، إزالة اللويحات الدهنية. وفي النهاية، يعاد توصيله مكان القطع.
متى تجرى عملية استئصال بطانة الشريان السباتي؟
يتم اللجوء للإجراء الجراحي بحال كان الوعاء السباتي متضيقاً بشدة. علاوة على ذلك، يتم أخذ عوامل أخرى بعين الاعتبار غير درجة الانسداد. منها شدة الأعراض وعلى هذا الأساس يقرر جراح الأوعية مدى حاجة المريض للجراحة.
بحال عدم الرغبة بالجراحة
غالباً قد يخاف بعض المرضى من الخضوع للجراحة. وبالنسبة لمشكلة انسداد الشريان السباتي، فهناك حلول قد تكون بديلة في بعض الحالات، على سبيل المثال عملية رأب الوعاء السباتي والدعامات أو ما يعرف بالقسطرة.
قسطرة الشريان السباتي
إن القسطرة هي عبارة عن أنبوبة طويلة مجوفة مزودة ببالون ذو حجم صغير يتم توصيلها عبر لمعة وعاء دموي في الرقبة. ثم، يتلو إدخال القسطرة نفخ البالون بغرض توسيع لمعة الشريان. غالباً، يتم إدخال شبكة دعامية خاصة من خلال القسطرة لتقلل من فرص تضيق اللمعة وحدوث الانسداد من جديد.
إن دعامة الشريان السباتي هي خيار بديل أقل توغلاً من الجراحة ولا يحتاج فيه المريض للخضوع لبضع الرقبة. بدلاً من ذلك، قد يقوم الجراح بإدخال القسطرة عن طريق شق صغير جداً في الفخذ.
أحدث التوصيات حول استئصال باطنة الشريان السباتي
توصي الإرشادات حالياً باللجوء لجراحة استئصال باطنة الشريان السباتي كخط أول. لأن إجراء دعامة الشريان السباتي له دور أكبر في إحداث السكتة الدماغية. ويزداد هذا الخطر بحال تم اللجوء لوضع الدعامة خلال الأيام الأولى من بداية ظهور أعراض نقص التروية الدوية الدماغية. لكن، في حالات خاصة يتعذر على المرضى الخضوع للجراحة وعندها يكون وضع الدعامة بواسطة قسطرة الشريان أحد الإجراءات البديلة.
بعد جراحة استئصال بطانة الشريان السباتي
- يتم نقل المريض إلى غرفة الإنعاش والصحو بعد التخدير.
- يحتاج المرضى غالباً إلى مراقبة تصل حتى 3 ساعات بعد الجراحة قبل النقل إلى جناح جراحة الأوعية الدموية.
- تعطي الجراحة غالباً نتائجاً جيدة ويتمكن المرضى من مغادرة المستشفى والعودة إلى منازلهم خلال يومين.
مخاطر عملية استئصال بطانة الشريان السباتي
إن المضاعفات التالية لاستئصال باطنة الشريان السباتي ضئيلة جداً ونادرة وقد تقتصر على حس الانزعاج في الرقبة أو حدوث خدر طفيف (Paresthesia) لمدة وجيزة. لكن، في حالات غير شائعة يمكن أن تتسبب الجراحة بأحد المخاطر التالية:
- السكتة الدماغية.
- ثم، الوفاة.
من الواجب ذكره، أن هذه المضاعفات الخطيرة تشكل نسبة ضئيلة لا تتجاوز 3 من كل مئة مريض. لكن، بحال عدم إجراء الجراحة يكون خطر حدوث السكتة والوفاة كبيراً للغاية وبالتالي اللجوء للعملية خيار لا بد منه.
مقالات مقترحة:
- عضو الكبد؛ جزء من الجهاز الهضمي هل يمكن لخلاياه أن تتجدد وما التركيب التشريحي له؟
- نظام مراقبة القلب BraveHeart Life Sensor؛ المواصفات والمزايا
- نقل الدم: تعرف على 4 أنواع لعملية النقل وأهم المكونات التي يمكن نقلها
- دواء باياكسن؛ تعرف إلى كيفية تناوله ودواعي استعماله وآثاره الجانبية
- أدوية الباربيتورات (Barbiturates)؛ لعلاج الأرق والنوبات والصداع
- دواء أميلوريد Amiloride؛ تعرف معنا على دواعي الاستعمال والآثار الجانبية
إن عملية استئصال باطنة الشريان السباتي أعطت نتائجاً جيدة وساهمت بتحسين حياة المرضى وتقليل خطورة تعرضهم لسكتة دماغية. لذا، من المهم الإلمام بكافة المعلومات حولها قبل الخضوع لها وتقليل المخاوف المرتبطة بإجرائها.