-

رهاب الأماكن المغلقة

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

رهاب الأماكن المغلقة أو فوبيا الأماكن الضيقة، بالإنجليزية (Claustrophobia) مشتقة من الكلمة اللاتينية “Claustrum” والتي تعني مكان مغلق، وأيضًا مشتقة من الكلمة اليونانية (Phobos) أي الخوف؛ وهو حالة من الخوف والذعر التي تصيب بعض الأشخاص عند التواجد في مكان مغلق أو ضيق. فما هي أعراض وأسباب وطرق علاج رهاب الأماكن المغلقة عند الأفراد؟

نبذة عن رهاب الأماكن المغلقة

رهاب الأماكن المغلقة نوع من أنواع الفوبيا المتعددة ويعد هذا النوع واحداً من أكثر أنواع الفوبيا انتشاراً. حيث يشعر الفرد المصاب بحالة من الخوف والذعر غير العقلاني عند التعرض لموقف معين، مثل استخدام المصعد أو التواجد في غرفة مغلقة الأبواب ولا تحتوي على منافذ. أيضا عند التواجد في منطقة محصورة فيها مجموعة كبيرة من الناس وغيرها من المواقف المشابهة. تختلف شدة الخوف من شخص لآخر، فمن الممكن أن تتحول إلى نوبة هلع عند البعض، وفي هذه الحالة يتطلب إدخال العلاج النفسي.

أسباب رهاب الأماكن المغلقة

إن السبب الرئيسي لحدوث فوبيا الأماكن المغلقة هو تعرض الشخص المصاب لموقف صادم في مرحلة الطفولة. حيث يرتبط الشعور في ذلك الوقت مع المكان الذي حدث فيه. من الممكن أن تختفي حالة الرهاب هذه مع إنتهاء فترة الطفولة، وفي بعض الحالات يكون تأثير الصدمة أكبر فتستمر حتى بعد النضوج. هنا أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى حالة رهاب الأماكن المغلقة:

  • أسباب وراثية؛ حيث أثبتت بعض الدراسات أنه إذا كان لأحد الوالدين تاريخ مع فوبيا الأماكن المغلقة يكون أبنائهم أكثر عرضة للإصابة بها.
  • عقوبة الاحتجاز في غرفة مغلقة لمدة طويلة من الوقت.
  • تعرض الشخص للإساءة أو التنمر أو التخويف.
  • التعرض لحادثة سابقة مثل تعطل المصعد خلال الصعود أو حدوث مشكلة ما أثناء الطيران أو ركوب الحافلة وخاصة في مرحلة الطفولة.
  • زيادة مستويات التوتر والقلق عند بعض الأفراد نتيجة خلل معين في الدماغ.

أعراض رهاب الأماكن المغلقة

أعراض رهاب الأماكن المغلقة

من الممكن أن يختبر الشخص الذي يعاني من فوبيا الأماكن المغلقة بعض الأعراض المزعجة الناتجة عن شدة التوتر والقلق، وذلك عند التعرض لأحد مسببات القلق. كما يمكن تقسيم هذه الأعراض حسب شدة الحالة إلى:

أعراض عامة أو شائعة

  • الشعور بالغثيان.
  • جفاف في الحلق.
  • تسارع نبضات القلب.
  • ضيق التنفس أو سرعة التنفس.
  • تعرق الجسم.
  • التوتر والقلق.
  • الصداع وخفة الرأس.
  • الشعور بالإغماء والدوخة.
  • الحاجة الملحّة للتبول.

أعراض نفسية أكثر خطورة

  • الإصابة بنوبات الهلع المتكررة.
  • الخوف الشديد من فقدان السيطرة.
  • الخوف غير المنطقي من الموت.

تشخيص رهاب الأماكن المغلقة

ليس من الصعب معرفة أن الشخص لديه رهاب من الأماكن المغلقة أو الضيقة وحالما تظهر الأعراض، لكن لهذا الخوف درجات، بعضها طبيعي وبعضها قد يصل لمستويات عالية وغير طبيعية، لذلك فإن بعض الحالات تتطلب زيارة الطبيب أو المعالج النفسي لإعطاء التشخيص المناسب. تشمل هذه الحالات التالي:

  • تجنب التعرض للمواقف المثيرة للخوف قدر الإمكان، كأن تترك المصعد وتستخدم الدرج مهما كان ذلك مُتعباً.
  • عدم التواجد في الأماكن المزدحمة نهائياً الأمر الذي يعرقل قيام الفرد بالأنشطة الحياتية اليومية.
  • الشعور بالانزعاج الشديد بمجرد غلق الأبواب والوقوف الدائم عند الباب المغلق بانتظار فتحه.
في هذه الحالات يقوم الطبيب بالفحص البدني ومراجعة تاريخ الفرد مع المواقف التي تعرض لها والتي أدت إلى هذا الخوف المفرط، ووصف العلاج المناسب.

طرق علاج رهاب الأماكن المغلقة

علاج فوبيا الأماكن المغلقة

كما ذكرنا سابقاً، من الممكن أن يختفي رهاب الأماكن الضيقة عند البعض مع الوقت ومع انتهاء مرحلة الطفولة. لكن على عكس بعض الأشخاص قد تستمر لديهم فوبيا الأماكن المغلقة حتى مع التقدم في العمر وتصبح مقلقة بعض الشيء وتحتاج الى أحد العلاجات التالية بحسب اقتراح الطبيب:

العلاج السلوكي المعرفي

يتم العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من خلال التحدث المباشر والصريح مع المعالج النفسي وإخباره بكل المخاوف والأفكار السلبية التي تراودك أثناء تعرضك لأحد المواقف المثيرة للخوف. يساعد هذا العلاج في إدارة وتوجيه هذه الأفكار والتخفيف من وطئها السلبي قدر الإمكان.

العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني

يشبه العلاج السلوكي الانفعالي العلاج السلوكي المعرفي إلى حد ما لكنه يختلف عنه بالتطبيق العملي للعلاج. يتم من خلال النقاش مع المعالج النفسي عن المخاوف والعواطف والجدال حول هذه العواطف والسلوكيات غير الصحية عن طريق توضيح عدم عقلانيتها. خصوصاً أن هذه المخاوف تكون غير عقلانية في أغلب الأحيان لكن التفكير السلبي هو الذي يعززها. ويساعد هذا العلاج في التغلب على القلق والخوف الذي ينتج عن هذه الأفكار.

العلاج عن طريق التعرض للمسبب

أثبت هذا النوع من العلاج نتائجه الفعالة في كثير من حالات الرهاب والقلق. حيث يتم من خلال التعرض التدريجي لأحد مسببات الخوف في بيئة آمنة كليا. فمثلا في حالة الخوف من الأماكن الضيقة يتم وضع الفرد في غرفة مغلقة لفترة زمنية قصيرة مع التواجد حوله ومحادثته. تدريجياً يصبح الشخص قادراً على البقاء لمدة أطول في المكان المغلق من دون الشعور بالخوف والهلع.

العلاج بالأدوية

إلى جانب العلاج النفسي وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاجات السابقة بشكل تام. يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للقلق أو الإكتئاب والتي تساعد على تخفيف حدة التوتر والقلق لنتائج شفائية أفضل.

نصائح لتخفيف حدة الخوف من الأماكن المغلقة

إذا كنت تعاني من رهاب الأماكن الضيقة، وفي حال تعرضك لموقف معين يحتم عليك البقاء في مكان مغلق وضيق، اتبع هذه النصائح الفعالة:

  • خذ نفساً عميقاٌ.
  • ابقَ مكانك وحافظ على هدوئك قدر الإمكان.
  • استرخِ مع المحافظة على انتظام التنفس.
  • تذكر أن هذا الوقت سوف يمر وأن هذا الخوف سوف يذهب معه لأنها مجرد مشاعر مؤقتة.
  • شتت انتباهك عن طريق التفكير بلحظات سعيدة قد مررت بها، أو عن طريق استخدام الموبايل.
  • ممارسة التأمل تساعد بشكل كبير في التخفيف من الخوف والتوتر.

للرهاب أنواع متعددة ورهاب الأماكن المغلقة هو أحد هذه الأنواع التي يختبرها الكثير من الأشخاص والتي ترجع للعديد من المسببات. لكن من حسن الحظ هناك العديد من طرق العلاج المتبعة للشفاء من هذا القلق.