-

نمشة الزيتون القشرية Crusty Olive Freckles؛ أهم 3 أسباب لها في البساتين، ومعلومات للمزارع

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

تعتبر نمشة الزيتون القشرية (Crusty olive freckles) من الآفات الزراعية الخطيرة التي تصيب أشجار الزيتون، وتؤدي هذه الآفة لضعف النباتات وانجذاب آفات أخرى إما ماصة للعصارة النباتية أو حفارة، كما تؤثر في إنتاجية ومردود محصول الزيتون الزراعي، فما هي علامات ومظاهر الإصابة بنمشة الزيتون القشرية، وكيف يمكن مكافحة نمشة الزيتون القشرية عند الخطورة وإصابة بساتين الزيتون بها؟

آفة نمشة الزيتون القشرية

إن نمشة الزيتون القشرية هي واحدة من الحشرات القشرية الخطيرة. تصيب هذه الآفة أشجار الزيتون من خضيري ومدعبل وغيرها من أنواع. تنتشر هذه الآفة بصورة خاصة في المناطق المتوسطية والنموذجية المعتدلة الباردة حيث زراعة الزيتون، حيث يمكن أن تتواجد في حوض البحر المتوسط. يكثر وجود هذه الآفة في اليونان، وإيران، والعراق، وسورية، والأردن، ولبنان، والمغرب، وتونس، وإسبانيا، والبرتغال، وإيطاليا، وقبرص.

وصف الآفة

وصف شكل الحشرة

كثيرًا ما تشبه نمشة الزيتون القشرية حشرة التين الشمعية. إن جسم الحشرة نصف كروي ويكون معلقًا وثابتًا على الجزء المصاب من شجرة الزيتون، كما أن قطر الجسم يبلغ حوالي 5 مم. أما اللون فهو بني غامق أو أسود شاحب على الأماكن المصابة. بالإضافة لذلك، تتميز الحشرة بوجود بروز أعلى في الجسم يأخذ شكل صليبين متداخلين أفقيًا.

الإصابة بنمشة الزيتون القشرية

تتجلى أعراض ودلالات الإصابة بنمشة الزيتون القشرية من خلال امتصاص العصارة النباتية بصورة خاصة في أشجار الزيتون الضعيفة غير المعتنى بها. لا تسلك هذه الآفة سلوك الحافرت أو صانعات الأنفاق، بل سلوك ماصات العصارة والأنسجة، وتتجلى الأعراض والمظاهر عند الإصابة بالآفة على أشجار الزيتون كالتالي:

  • تهاجم الأطوار الضارة من حوريات وحشرات كاملة الأوراق والأغصان والفروع الحديثة لأشجار الزيتون دون تمييز.
  • ثم تمتص الأطوار الضارة المذكورة العصارة النباتية للأنسجة في الأوراق وأماكن الإصابة الأخرى، وتصل الأضرار إلى 40% خسارة في العصارة.
  • كما تفرز كمية كبيرة من الندوة العسلية فتشجع نمو فطر العفن الأسود (Pencillium) على الأجزاء المصابة من شجرة الزيتون.
  • تؤدي المظاهر السابقة إلى تدني القيمة التجارية والتسويقية لثمار الزيتون بصورة كبيرة، وقد ينخفض الإنتاج بحوالي 50- 60%.
  • أيضًا تضعف أشجار الزيتون والنباتات بصورة عامة نتيجةً لضعف تنفسها فتذبل وتتماوت.
  • كما تتجعد الأوراق المصابة وتلتف حوافها على شجرة الزيتون المصابة بالنمشة.
  • بالإضافة لذلك، تصبح مناطق الإصابة ضعيفة مما يشجع ظهور حشرات أخرى سواء كانت ماصة للعصارة النباتية أو حفارة، ومنها عثة ثمار الزيتون، ونيرون الزيتون.
  • كما أن الإصابة الشديدة وعدم المكافحة تؤدي إلى جفاف الأشجار وموتها بالكامل، ويسبب خسائر هائلة في إنتاج بساتين الزيتون.

الحد الحرج للآفة

إن الحد الحرج لنمشة الزيتون القشرية يعني العتبة الاقتصادية. وإن المقصود بالعتبة الاقتصادية هو مستوى تعداد الآفة الذي وصلت إليه في بساتين الزيتون المصابة ومدى خطورتها وتكاثرها، ولدينا ثلاث حالات:

  • توقع المزارع للضرر الاقتصادي على أشجار الزيتون قبل وقوعه، وبالتالي الوقاية من الإصابة قبل حدوثها، وهو الأفضل.
  • تمكن المزارع من تحديد المظاهر والعلامات التي تدل على الإصابة وبالتالي المكافحة المبكرة لهذه النمشة، مما يقلل فرص خسارة محصول الزيتون.
  • حدوث المكافحة بشكل متأخر، ومع تفاقم الآفة، وهذا يضاعف فرص خسارة محصول الزيتون النهائي.
  • كما أن العتبة الاقتصادية تعني اللجوء إلى المكافحة فقط في حال استدعى الأمر ذلك، لأن اللجوء إلى المكافحة من دون دوافع حقيقة أو أضرار واضحة أو إصابة جلية يعد خطيرًا على أشجار الزيتون والبساتين أكثر من الإصابة نفسها، وانطلاقًا من ذلك، يجب على المزارع الإلمام بـ:

    • عدم اللجوء للمكافحة بالمبيدات إن لم تكن هناك إصابة حقيقة بالنمشة في بستان الزيتون.
    • كما يراعي المزارع استعمال حلقة مبيدات خاصة عند مكافحة النمشة في بساتين الزيتون.
    • أيضًا يجب على المزارع تفادي استعمال مبيدات ضارة بالأعداء الحيوية المفيدة التي تتكاثر في بساتين الزيتون وبين الأعشاب.
    • بالإضافة لذلك يجب استعمال مبيدات اختيارية أو جهازية حصرًا ويفضل أن تكون فوسفارية منصوح بها.

    خطورة نمشة الزيتون القشرية

    تنبع خطورة نمشة الزيتون القشرية من عدة عوامل هامة، وأهم العوامل:

    • تعتبر هذه الحشرة ماصة للعصارة النباتية لأشجار الزيتون وبالتالي فهي تجذب آفات أخرى إلى النباتات كالأكاروسات والفراشات والحفارات.
    • قد تكون هذه الآفات المنجذبة ماصة للعصارة مثل (الدفلة القشرية، نمشة الزيتون السوداء، حشرة الزيتون القشرية).
    • كما قد تكون الآفات المنجذبة حفارة مثل فراشة الزيتون الحافرة للأوراق، وفراشة الزيتون النارية الحافرة للجذوع والفروع، وهلزينوس ونيرون الزيتون.
    • أيضًا يمكن أن تنجذب آفات أخرى غير حشرية (فطور الذبول، بكتريا التقرح، أمراض أخرى كالسل والتدرن التاجي) على أشجار الزيتون المصابة بالنمشة.
    • مع تداخل الآفات في ما بينها، تزداد الخطورة وتنتقل إلى بساتين مجاورة، مما يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية IPM ضمن بساتين الزيتون المتضررة.

    عوامل تشجع الإصابة بالحشرة

    بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بنمشة الزيتون القشرية، وأهم العوامل ثلاثة:

  • ارتفاع درجات الحرارة فوق 35- 38 مئوية المناسب لتطور وتكاثر الآفة وتشكل القشرة الخاصة بها.
  • كما أن تذبذب الرطوبة وعدم انتظامها يساعد النمشة إلى حد كبير، وغالبا رطوبة 70% مع حرارة مناسبة تساعد في الإصابة.
  • أيضًا فإن وجود آفات أخرى في الحقل كالعناكب الحمراء والحشرات القشرية والحافرات يساعد في الإصابة كثيرًا على أشجار الزيتون.
  • دورة حياة الآفة

    تمضي نمشة الزيتون القشرية فصل الشتاء بطور البيض أو كحوريات غير كاملة في فروع وجذوع أشجار الزيتون مختبئة. كما يمكن أن تتواجد في طورها الكامل في بعض مناطق العالم المتوسطية والمعتدلة الباردة مع حرارة 35 وما فوق. بعد ذلك، ومع وصول درجات الحرارة إلى ما يلائم فزيولوجيا جسم الحشرة، فإنها تتابع نموها لتصل إلى نمو ممتاز عند حرارة 37 مئوية؛ تتطور الحوريات خلال 72 يومًا وتصل بعدها إلى طور الحشرة الكاملة، وبالنسبة لأجيال الحشرة فهناك حالتان:

  • في المناطق الدافئة أو في حالة الزيتون المروي يكون هناك 2-3 للحشرة في السنة.
  • أما في حالة الزيتون غير المروي فيكون للحشرة جيل واحد في العام.
  • مكافحة نمشة الزيتون القشرية

    مكافحة هذه النمشة عندما تصيب الزيتون

    من أجل مكافحة نمشة الزيتون القشرية تتبع إجراءات وقائية، وإجراءات علاجية.

    مكافحة وقائية من الحشرة

    تتم المكافحة الوقائية من خلال اهتمام المزارع بتنظيم درجات الرطوبة في بستان الزيتون المزروع بالري السليم وتغطية فروع الزيتون المعرضة للشمس. يعتني المزارع بري منتظم لا يزيد ولا يقل عن حاجة الأشجار؛ إن الري الجيد له دور كبير في الحفاظ على ادمصاص التربة للعناصر الغذائية. أما الري الزائد يسبب الغدق واختناق الجذور وبالتالي تشجيع هذه الآفة بسبب زيادة الرطوبة فوق 70% من السعة الحقلية. أما الري القليل فيسبب الجفاف وقلة الرطوبة عن 50% ويشجع آفات أخرى حفارة. بالإضافة لذلك، يعتني المزارع قدر الإمكان بالحالة العامة لبستان الزيتون والأشجار من ري وتقليم وعزيق وإزالة أعشاب ويكرر العزيق 2-3 مرات قبل إثمار الزيتون.

    مكافحة علاجية للآفة

    أما المكافحة العلاجية فتتم باستعمال المبيدات الفسفو عضوية، حيث يراعي المزارع قدر الإمكان استعمال المبيدات في شهري آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر وقبل ظهور الحوريات الجديدة في الربيع. أيضًا يجب على المزارع استعمال مبيدات قابلة للخلط مع زيوت صيفية أو شتوية أو رديئة ودهنها على أشجار الزيتون المصابة بالنمشة. يمكن أن يستعمل المزارع المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl المقوى بزيت زيتون رديء أو أي زيت لا يحتاجه المزارع بالرش أو بدهن الأغصان وفروع أشجار الزيتون، كما يوصى قدر الإمكان اتباع حلقة مبيدات وتجنب تكرار استعمال نفس المبيد في كل موسم ضمن بساتين الزيتون المتضررة.

    حلقة استعمال المبيدات ضد النمشة

    لتجنب تكوين الآفة لسلالات مقاومة ضمن بساتين الزيتون، تتبع حلقة مبيدات خاصة، حيث يستعمل في الموسم الأول للإصابة المبيد دامثوات Dimethoate بالرش على أغصان وأوراق وثمار أشجار الزيتون المصابة بالحشرة الكاملة والحوريات. أما في الموسم التالي لإصابة أشجار الزيتون يستعمل المبيد براثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على أشجار الزيتون المصابة بالحشرة الكاملة والحورية الصغيرة مستهدفًا الأوراق والأغصان الفتية والثمار. بينما في الموسم الثالث فالمبيد مالاثيون (Malathion) بالرش على أشجار الزيتون مستهدفًا الأغصان والأجزاء القديمة والجديدة المصابة والثمار والأوراق مع شهر نيسان/ أبريل، ومرة أخرى في آب/ أغسطس وتغير الحلقة نفسها بعد 9 أعوام وتستعمل مبيدات جديدة شرط أن يكون لها نفس الخواص والتركيب وأن تكون فسفورية عضوية تعمل ضد النمشة الكاملة والحوريات معًا.

    بذلك؛ نكون قد تعرفنا على نمشة الزيتون القشرية ومدى أضرارها وخطورتها الكبيرة على أشجار الزيتون المثمرة. كما يكون المزارع قد اضطلع على العوامل المشجعة على الإصابة وموعد المكافحة وسبل تطبيق الوقاية والمكافحة العلاجية وحلقة استعمال المبيدات ضمن بساتين الزيتون المصابة. لا شك بأن مزارعي الزيتون يجب أن يكونوا حريصين على إنتاجهم الغالي وأشجارهم المباركة وخاصة من هذه النمشة وباقي آفات امتصاص العصارة والحفر.