-

التهاب الصفاق المعدي السنوري؛ أهم طرق العلاج

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

التهاب الصفاق المعدي السنوري (FIP) أحد الأمراض التي تنتج جراء إصابة القطط بأحد السلالات من فيروس يسمى فيروس كورونا السنوري، يطلق عليه أيضًا اسم الفيروس التاجي المعوي السنوري (FeCV). يشيع انتشار هذا الفيروس، ولا يعد خطيرًا في حد ذاته. بل تكمن خطورته عندما تتحد العوامل المختلفة ليتطور إلى التهاب الصفاق المعدى السنورى.

ما هو التهاب الصفاق المعدي السنوري؟

يعد التهاب البريتون المعدي السنوري (FIP) مرضًا فيروسيًا يصيب القطط بواسطة سلالات معينة من فيروس يسمى فيروس كورونا السنوري. تتواجد معظم سلالات هذا الفيروس في الجهاز الهضمي ولا تسبب مرضًا خطيرًا. عادةً ما يقاوم الجهاز المناعي للقطط المصابة هذا الفيروس، بواسطة الأجسام المضادة في غضون 7 – 10 أيام من الإصابة. يعد الفيروس شائعًا للغاية، إذ يوجد حوالي 10% من القطط مصابة بـه.

إذا حدث وأصيب فيروس fip للقطط بطفرة واحدة أو أكثر، فإنها تعمل على تغيير سلوكه البيولوجي، مما يؤدي إلى إصابة خلايا الدم البيضاء بالفيروس ونشره في جميع أنحاء الجسم. عند حدوث ذلك، يشار إلى الفيروس باسم FIPV.

يحدث تفاعل التهابي شديد مع الفيروس المصاب بالطفرة والأوعية الدموية للخلايا المصابة. غالبًا ما تكون الخلايا المصابة في البطن أو الكلى أو الدماغ. يتولد عن هذا التفاعل بين الجهاز المناعي للجسم والفيروس تطوير الإصابة بالتهاب الصفاق المعدي السنورى.

عوامل الخطر للإصابة بالتهاب الصفاق المعدي السنوري

أي قطة تحمل الفيروس التاجي المعوي السنوري (FeCV) معرضة لخطر الإصابة بالتهاب الصفاق المعدى السنورى، لكن تعد:

  • القطط الأصغر سنًا معرضة بنسبة أكبر لخطر الإصابة بهذا المرض.
  • نحو 70% من الحالات المشخصة بالتهاب البريتون المعدي السنوري كان عمرها يقل عن سنة ونصف.
  • حوالي 50% من الحالات تحدث في القطط التي يقل عمرها عن 7 أشهر.
أكثر طرق انتقال فيروس FeCV شيوعًا هي العدوى من الأمهات، إذ تنقل الأمهات المصابة الفيروس إلى قططهن الصغيرة. يشيع هذا الانتقال عندما يكون عمر القطط ما بين خمسة وثمانية أسابيع إذ تكون في حاجة لرعاية الأم.

أعراض التهاب الصفاق المعدي السنوري

لا تظهر عادةً أعراض واضحة على القطط في أثناء الإصابة الأولية بالفيروس التاجي المعوي السنوري. لكن قد تظهر على بعض القطط أعراض خفيفة في الجهاز التنفسي العلوي، مثل:

  • العطس.
  • ذرف الدموع.
  • إفرازات الأنف.

أيضًا قد تعاني بعض القطط اضطرابات معدية معوية خفيفة مثل: الإسهال. في معظم الحالات تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها ونسبة صغيرة فقط من الحالات تتطور إلى التهاب البريتون المعدي السنوري الذي قد يحدث خلال أسابيع أو شهور أو حتى سنوات بعد التعرض الأولي للفيروس التاجي المعوي السنوري.

هناك نوعان رئيسيان من التهاب البريتون المعدي السنورى، هما:

  • التهاب الصفاق المعدي السنوري الرطب
  • التهاب الصفاق المعدي السنوري الجاف.

بغض النظر عن النوع الذي سيتطور إليه المرض في نهاية المطاف، فإن القطط المصابة عادةً ما يظهر عليها علامات غير محددة للمرض في البداية، مثل:

  • فقدان الشهية.
  • الاكتئاب.
  • فقدان الوزن.
  • الحمى.

عادةً ما تتطور علامات التهاب الصفاق المعدي السنوري الرطب وتتقدم بسرعة نسبيًا وتشمل تطور العلامات، تراكم السوائل في تجاويف الجسم، مثل: البطن والصدر لذلك يظهر على القطط الأعراض الآتية:

  • انتفاخ البطن بسبب تراكم السوائل في البطن.
  • صعوبة التنفس بشكل طبيعي، إذا كان تراكم السوائل مفرطًا.
قد يتحول التهاب الصفاق المعدي السنوري الرطب إلى الجاف والعكس صحيح.

تشخيص FIP

حتى الآن لا يوجد اختبار حاسم لتشخيص التهاب الصفاق المعدي السنوري لكن يمكن قياس مستويات الأجسام المضادة لفيروس كورونا في الدم، ولكن:

  • هذا الاختبار لا يميز إذا ما كانت القطة تعاني فقط الفيروس التاجي المعوي السنوري أم أنه قد تطور إلى التهاب الصفاق المعدي السنوري.
  • تعني النتيجة الإيجابية أن هذه القطة تعرضت مسبقًا لفيروس كورونا، لكن ليس بالضرورة التهاب الصفاق.

غالبًا ما يشخص الأطباء البيطريين التهاب الصفاق المعدي السنوري، إذا توافرات تلك العناصر:

  • إذا كانت القطط الصغيرة تعاني الحمى.
  • لا تستجيب للمضادات الحيوية.
  • لديها نسبة عالية من الأجسام المضادة لفيروس كورونا.
  • يؤكد هذا التشخيص تراكم سائل أصفر اللون داخل تجاويف الجسم.

اختبارات أخرى

لا تسبب عدوى التهاب الصفاق المعدي السنوري ارتفاع الأجسام المضادة للفيروس في القطط التي تعاني ضعف في جهاز المناعة، بسبب عدم قدرة الجهاز المناعي على محاربة الفيروس.

هناك بعض الاختبارات الأخرى التي يمكنها الكشف عن وجود الفيروس نفسه: مثل اختبار immunoperoxidase، الذي يكشف عن البروتينات الفيروسية في خلايا الدم البيضاء المصابة بالفيروس، لكن تظل الخزعة ضرورية للجزم بتأكيد التشخيص.

هناك اختبار آخر، يسمى اختبار التألق المناعي. يمكنه أيضًا اكتشاف البروتينات الفيروسية في خلايا الدم البيضاء المصابة بالفيروس في الأنسجة أو سوائل الجسم.

استخدمت في الآونة الأخيرة تقنية تسمى تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) للكشف عن المادة الوراثية الفيروسية في الأنسجة أو سوائل الجسم. مع أنّ أن هذه الاختبارات تساهم في تشخيص المرض، إلا أن أيا منها ليس دقيقًا بنسبة 100٪.

علاج التهاب الصفاق المعدي السنوري

علاج التهاب الصفاق المعدي السنوري مميت في جميع الحالات تقريبًا. قد تطيل العلاجات الداعمة طول العمر وتحسن نوعية الحياة، ومع ذلك، لا يوجد علاج محدد. الخيارات المستخدمة حاليًا في علاج الصفاق هي:

  • الأدوية المضادة للالتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات (بريدنيزولون).
  • بعض الأدوية التي تثبط جهاز المناعة (مثل سيكلوفوسفاميد)، قد تقلل مؤقتًا من الالتهاب (Inflammation) وتحسن نوعية حياة القط.

هناك عقار تجريبي يسمى بوليبرينيل المناعي (PI)، لكنه قيد التجارب حاليًا. يتوقع استخدامه في النوع الجاف من التهاب الصفاق المعدي السنورى. لكنه لم يحصل بعد على موافقة هيئة إدراة الغذاء والدواء. لذلك عند تشخيص القط بالتهاب الصفاق، قد يكون القتل الرحيم هو الإجراء الأكثر إنسانية وملاءمة.

الوقاية من التهاب الصفاق المعدي السنوري

الطريقة الوحيدة للوقاية النهائية من التهاب الصفاق المعدي السنوري هي منع الإصابة بعدوى الفيروس التاجي المعوي السنوري، وهو الأمر الذي لن يكون سهلًا بسبب:

  • انتشاره في كل مكان، خاصةً عند القطط التي تعيش في الأماكن المزدحمة مثل: ملاجئ القطط وأماكن الشراء؛ لذلك يوصى بتقليل كثافة إسكان القطط في الأماكن المخصصة لهم.
  • الفيروس شديد العدوى، ينتقل من براز القطط المصابة إلى القطط الأخرى عن طريق الفم.

اتبع الإرشادات الآتية، لتحمي قططك من خطر هذا الفيروس. تشمل أهم 5 طرق للوقاية:

  • الحفاظ على صحة القطط قدر الإمكان،عن طريق منع الإصابة بالفيروسات الأخرى، مثل فيروس ابيضاض الدم السنوري وفيروس الكاليسيف بواسطة التطعيم المناسب.
  • الحفاظ على التطعيمات يقلل من احتمالية الإصابة بالتهاب الصفاق المعدي السنوري.
  • حاول الحفاظ على صناديق القمامة نظيفة وأبقها بعيدة عن أطباق الطعام والماء.
  • يجب فصل القطط المصابة حديثًا وأي قطط يشتبه في إصابتها بالفيروس عن القطط الأخرى.
يوجد لقاح واحد فقط مرخص لالتهاب الصفاق، ولكن فعاليته مشكوك فيها. لا يوصى به بشكل روتيني من قبل اللجنة الاستشارية للقاح السنوري التابع للجمعية الأمريكية لممارسي القطط. هذا اللقاح آمن، لكن يجب موازنة مخاطر وفوائد التطعيم بعناية. لذلك استشر الطبيب البيطري.

هل القطط الأخرى في المنزل معرضة للخطر؟

إذا كانت قطتك مصابة بالتهاب الصفاق، فإن القطط الأخرى في منزلك تصبح أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا السنوري. نسبة قليلة من القطط المصابة بهذا الفيروس تصاب بالتهاب الصفاق. لكن يوصي عديد من الأطباء البيطريين بالانتظار لمدة شهر تقريبًا بعد وفاة قطة مصابة قبل إدخال قطة جديدة إلى المنزل لتقليل فرصة التعرض للفيروس.

أما إذا كان لديك فعلًا أكثر من قطة، فيوصى بالانتظار لمدة ثلاثة أشهر على الأقل لمعرفة ما إذا كانت أي قطط أخرى قد أصيبت بالتهاب الصفاق. لكن احذر فإن هذه القطط التي تعرضت سابقًا للفيروس قد تكون حاملة للمرض وقد تصيب أي قطط جديدة.

الأسئلة الشائعة عن التهاب الصفاق المعدي السنوري

من أهم الأسئلة الشائعة حول المرض:

ما هو عمر القطة الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الصفاق المعدي السنوري؟

يُعتقد أن معظم القطط تتعرض لفيروس كورونا في سن مبكرة جدًا، ربما خلال الأسابيع القليلة الأولى من حياتها. تتراوح أعمار معظم القطط التي تصاب به بين 3 أشهر وسنتين، لكن هذا لا ينفي أن القطط الأكبر يمكن أن تصاب به.

كيف تصاب قطة بفيروس كورونا القطط؟

تصاب معظم القطط بفيروس كورونا القطط من خلال الطريق البرازي الفموي. تشير التقديرات إلى أن حوالي ثلث هذه القطط تفرز الفيروس في برازها. تتخلص معظم القطط من الفيروس في غضون بضعة أشهر. لكن توجد نسبة صغيرة منها ستفرز الفيروس باستمرار مدى الحياة.

اقرأ المزيد:

في الختام، مرض التهاب الصفاق المعوي السنوري (Feline Infectious Peritonitis)، من الأمراض القاتلة في القطط، لذلك عليك الحذر الشديد، واتباع سبل العلاج والوقاية المذكورة للحفاظ على صحة قطتك، وعدم تعريضها للمخاطر.