رهاب السعادة (happiness phobia)، يعرف أيضاً باسم الشيروفوبيا أو فوبيا السعادة، لكن ما هي هذه الفوبيا، أبرز 3 أسباب للإصابة بها، الأعراض وطرق العلاج؟
مفهوم رهاب السعادة
إن الاسم العلمي لرهاب السعادة هو الشيروفوبيا، هذه الكلمة مقسمة لجزئين، شيرو وهي كلمة يونانية ومعناها نبتهج، وفوبيا ومعناها رهاب. يظهر هذا المرض حين يشعر الفرد بحالة نفور غير منطقية وعقلانية من السعادة، يرافقها خوف من المشاركة في النشاطات التي يجدها الآخرون باعثة للمتعة والسعادة.
إضافة إلى ذلك، ما من تعريفات أو أبحاث واسعة فيما خص فوبيا السعادة، حيث أن تشخيصها من قبل الأطباء النفسيين يرتكز على المعايير الموجودة في آخر إصدار للدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات العقلية (DSM-5). مع العلم أن هذا الدليل لم يصنف الشيروفوبيا اضطرابا. لكن ذلك لا ينفي محاولة الأطباء إيجاد أفضل طرق العلاج لها.
ما هو رهاب السعادة؟
اعراض الشيروفوبيا
لم يجمع الأطباء على تصنيف الشيروفوبيا كأحد أشكال اضطراب القلق إلا أن هذا المرض يرتكز على قلق المصاب من ممارسة الأنشطة التي تمنح السعادة، دون أن يكون حزيناً بالعموم، وفيما يلي أبرز أعراض رهاب السعادة:
- القلق من الذهاب إلى التجمعات والحفلات والمناسبات الاجتماعية السعيدة.
- عدم قبول فرص التغيير الإيجابية خوفاً من حصول أشياء سيئة.
- تجنب المشاركة بالنشاطات الاجتماعية المرحة بالعموم.
إضافة إلى ذلك تسيطر على دماغ المصاب بهذا المرض الأفكار غير المنطقية التالية:
- إن السعادة تغير المرء للأسوأ.
- إظهار الفرح شيء سيء للفرد ولجميع معارفه.
- البحث عن السعادة مضيعة للجهد والوقت.
- بعد الفرح يأتي الحزن، لذا لا فائدة منه.
- الحظ السعيد يعني مجموعة كوارث في طريقها إليك.
- الإفراط في السعادة عواقبه وخيمة.
أسباب فوبيا السعادة
اسباب فوبيا السعادة: الأمور الجيدة يتبعا أخرى سيئة
بعد أن تعرفنا على مفهوم وعوارض فوبيا السعادة، إليك نظرة مبسطة حول أهم 3 أسباب لها”
إن الاعتقاد أن سير الأمور على ما يرام وبصورة جيدة، يتبعه عادةً حصول أمور سيئة، هو ما يجعل المريض يخاف من ممارسة النشاطات الممتعة، في سبيل الوقاية من تلك الأمور. وذلك نتيجة مروره بصدمة عاطفية أو جسدية قديمة.
في المقابل يعد الشخص الانطوائي أكثر عرضة لمرض رهاب السعادة، ذلك أنه في العادة يحب القيام بمختلف الأنشطة لوحده أو مع شخص أو اثنين فقط لا غير. حيث أنه يخاف ولا يكون مرتاحاً في الأماكن المكتظة والصاخبة. وهذا ما يجعله غريباً ومختلفا بالنسبة للجميع.
إضافة إلى ما سبق، الكماليون أيضاً من الشخصيات التي قد تصاب بفوبيا السعادة. حيث أنهم يجدون أن الفرح مرتبط فقط بالأشخاص الكسالى أو غير المنتجين. وهذا ما يدفعهم لتجنب النشاطات المانحة للسعادة كونها غير منتجة.
طرق علاج رهاب السعادة
نظرًا لقلة الدراسات المفصلة بشأن مرض الشيروفوبيا، واعتباره اضطرابًا منفصلاً، لذلك ما من أدوية موافق عليها من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وما من علاجات محددة. لكن يوجد بعض العلاجات الآتية والمتبعة من قبل الأطباء النفسيين:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يساعد المريض على معرفة الأفكار الخاطئة وكذلك السلوكيات التي تساعده على تغيير طرق الاسترخاء. على سبيل المثال:
- كتابة اليوميات.
- ممارسة الرياضة.
- التنفس بعمق.
المعالجة بالتنويم المغناطيسي
يقوم على التعرض لأحداث مفرحة حتى يدرك المريض أنه ما من آثار سلبية للسعادة. مع العلم، ليس كل من ينفر من السعادة أو لا يشعر بها إلا عبر تجنبها، هو بحاجة لعلاج. إلا في حال بات الشيروفوبيا يؤثر سلباً على حياته الشخصية أو المهنية.
علاج حالة الصدمة
حيث أن تعرض الشخص لصدمة في الماضي قد يكون أحد أسباب رهاب السعادة، لذلك إن تحديد هذه الحالة ومحاولة معالجتها من قبل الطبيب النفسي، هو أحد طرق العلاج الفعالة للشيروفوبيا.
النظرة المستقبلية للمرض
هل يمكن التغلب على مرض الشيروفوبيا؟
يحاول الناس حماية أنفسهم من السعادة، وذلك بسبب تعرضهم سابقاً لمأساة أو نزاع أو صدمة، مما يؤدي لظهور رهاب السعادة لديهم. وبالتالي إن كان يعيق حياتهم سواء العائلية أو المهنية ويقلل من جودتها، فهنا لا بد من إيجاد العلاج الفعال من قبل الطبيب المختص.
في المقابل، صحيح أن تغيير طريقة التفكير (Outline of thought) يحتاج من المريض جهد ووقت طويل، إلا أن الاستمرارية ضرورية كي يساعد نفسه في مواجهة المخاوف والقلق من السعادة والتغلب عليها.
ما هو القلق؟
يعد القلق شعوراً متزايداً وغير مبرر بالخوف، مع تصور وجود تهديد معين.
اقرأ المزيد:
- التفكير الإيجابي؛ أنواعه وأهم فوائده و 8 طرق للتفكير بشكل إيجابي
- اعراض الاكتئاب البسيط
- اللياقة الذهنية؛ أبرز 7 فوائد وتمارين لتحسين الأداء والإبداع والتفكير
في الختام، تبقى السعادة مطلب كل شخص وغايته في كافة جوانب حياته. وبالتالي حين تصبح السعادة مصدر خوف وقلق بالنسبة لك، ابحث عن أسباب ذلك، فقد تكون مصابًا برهاب السعادة وتظهر عليك أعراضها. الجأ للمعالج النفسي ليحدد لك كيفية المعالجة، كي تنعم بحياة متوازنة وممتعة.