-

هارون الرشيد (149 هـ/ 766م – 193هـ/ 809م)

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

الخليفة هارون الرشيد Harun Al Rasheed هو الخليفة العباسي الخامس ، لكن من هو تحديداً وما هي قصته؟ وكيف تولى الحكم؟

نبذة عن هارون الرشيد

هو: أبو جعفر هارون بن محمد المهدي. يعود نسب الخليفة هارون الرشيد إلي الصحابي الجليل عبد الله بن عباس. ولد عام 149 هجرياً 766م، في مدينة الري، حيث كان والده والياً عليها.

ويعد هارون الرشيد أشهر الخلفاء في العصر العباسي. تربى علي الشجاعة والقتال، ورأى والده فيه صفات تؤهله لأن يكون ولي العهد من بعد أخيه الهادي.

أرسله والده للقتال من سن الخامسة عشر وأظهر براعة وشجاعة جعلته مؤهلاً ليُسند إليه ولاية أذربيجان، ومن بعدها ضُمت إلي سلطته ولاية أرمينيا. تزوج من ابنة عمه (زبيدة بنت جعفر) وأنجبت له الأمين والمأمون.

صورته بعض القصص والأعمال التلفزيونية بأنه كان خليفة يسعي للترف واللهو ويلهث وراء الملذات. كذلك وُصف بأنه كان يحج عاماً ويغزو الآخر. ذُكر في عدة مصادر أجنبية بعدة أسماء مثل(ارون، الون). تُوفي عام 193 هجرياً – 809م، في مدينة الطوس في سن السادسة والأربعين (ويقال في الرابعة والأربعين).

تولي هارون الرشيد للخلافة

كانت والدة هارون (الخيزران بنت عطاء) ترغب في توليه ولاية العهد بدلاً من أخيه الأكبر الهادي، لما كان يتميز عنه بصفات الحاكم. فبعث الخليفة محمد المهدي إلي ابنه الهادي الذي كان يقيم في جرجان ليناقشه في الأمر. لكن علم الهادي بالسبب ورفض تلبية طلب أبيه، مما أغضب الخليفة المهدي وقرر الذهاب لجرجان بقوة الجيش وكان بصحبته ابنه هارون الرشيد، ولكن توفي الخليفة المهدي في الطريق. صلى عليه هارون ودفنه ثم بعث بخاتم الخلافة لأخيه الهادي تجنباً للنزاع، ثم انتقل الهادي لبغداد لتولي أمور الخلافة.

محاولات الهادي لنزع ولاية العهد من هارون

كان أخيه الهادي يدخل في نزاعات معه لجعله يتنازل عن ولاية العهد لصالح ابنه جعفر من بعده. وكان هارون الرشيد يعلم أن النزاعات علي السلطة من شأنها هدم الدولة الإسلامية، وتقسيمها ولم يدخل في صراع مباشر معه. لكنه لم يتنازل أيضاً عن الولاية بوصاية من يحيى البرمكي. فلما علم بذلك الخليفة الهادي، أمر بسجن البرمكي ولم يخرج من السجن حتي موت الهادي وإنتهاء خلافته. ولم تدم خلافة الهادي إلا حوالى سنة وثلاثة شهور.

بداية توليه الخلافة

بويع الخليفة العباسي الخامس بالخلافة بعد موت أخيه الهادي مباشرة، وذلك سنة 170 هجرياً، وكان حينها عمره حوالى 22 عاماً. كانت حينها الخلافة العباسية شاسعة المساحة، وتحتاج إلي قيادة حكيمة راشدة للسيطرة عليها، خاصة مع صعوبة وسائل الاتصال ومتابعة أمور الحكم.

بدأ عصر الزهو والرخاء والأمان مع حكم الخليفة هارون الرشيد، وكذلك عمل على توسيع رقعة الدولة الإسلامية بمساعدة وزيره يحيى البرمكي.

بعض من الإنجازات في عصر هارون الرشيد

العملة المعدنية المتداولة في عهد هارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس.

  • أنشأ الخليفة هارون الرشيد بيت الحكمة في بغداد. وكانت تضم العديد من الكتب وتعد من أكبر المكتبات في العالم حينها. حيث كانت تحتوي علي الكثير من الغرف بعضها مخصص للكتب وبعضها للمحاضرات.
  • تمت ترجمة كتاب الأصول للغة العربية في عهده لأقليدس. ويعد هذا الكتاب من أعظم الكتب العلمية الهندسية.
  • تم إنشاء أول مصنع ورق في عهده، ثم أصبح هناك سوق الوراقين الذي كان مشهوراً في بغداد، والذي ضم الكثير من الدكاكين التي تهتم بالسلع الورقية.
  • اهتم بالتعليم وتطوير العلوم خاصة الفيزياء والفلك، وتم اختراع العديد من الاختراعات في عهده مثل الساعة المائية.
  • اهتم بالزراعة وحفر الترع، كذلك بناء الجسور والقناطر.
  • اعتنى بالإصلاح الداخلي، فشرع في بناء المساجد، كما تم استخدام القناديل المضيئة لأول مرة في إضائة الطرق والجوامع.
  • أمر الخليفة هارون الرشيد ببناء مستشفي الرشيد. وكانت تعد أكبر مستشفي في العالم حينها وضمت أمهر الأطباء وتوافرت فيها أفضل الإمكانيات.
  • ازدهرت حركة التجارة في عهده، مع تأمين وحراسة طرق التجارة.
  • اهتم بمدينة بغداد وأصبحت قبلة طلاب العلم والعلماء، وضمت جوامعها أناس من جميع أنحاء العالم الإسلامي.

المدن التي فُتحت في عهد الرشيد

  • تم فتح مدينة (دبسة) بقيادة الأمير عبد الرحمن بن عبد الملك عام 176 هجرياً.
  • قاد الخليفة هارون الرشيد الجيش بنفسه وفتح حصن الصفصاف بالقوة عام 181 هجرياً.
  • غزو بلاد الروم، حيث كانت هناك هدنة بين هارون الرشيد وملكة الروم آنذاك (إيريني). فتولي الحكم امبراطور أحمق بعد تمرده علي الملكة وقتلها يسمى (نقفور). وبعث رسالة للخليفة هارون الرشيد كان مفادها:

ما أن فرغ هارون الرشيد من القراءة حتي اشتد غضبه من الإهانة الواضحة في الرسالة، وخاصة حينها كان الخليفة هارون يعد الحاكم الأقوي في العالم. فبدأ في الرد بالكلام الآتي:

ثم قاد بنفسه جيشاً كبيراً ودك به الحصون الرومية، مما دفع نقفور للتوسل للخليفة هارون ودعاه بلقب (أمير المؤمنين)، وعرض عليه ما يملك من الكنوز كجزية، ولكن الخليفة هارون الرشيد رفض ذلك واشترط إطلاق سراح جميع الأسري المسلمين الذين يقبعون في السجون الرومية حتي يقبل جزيته.

إخماد الثورات الداخلية والخارجية

الفتن الداخلية

ظهرت بعض الحركات التي تنادي بالاستقلال عن الخلافة، ولكن قابلها الخليفة بحزم وقضى عليها وكان ذلك عام 178 هجرياً. كذلك كانت هناك عدة حركات في مصر وأفريقيا وتم التصدي لها وكان ليحيى البرمكي دور كبير في ذلك.

الثورات الخارجية

قام بها بعض من المتسببين في الفتنة الكبري، وهم طائفة الخوارج الذين أشعلوا الفتنة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان. ظل خروج هذه الطائفة في عهد بني أمية وكذلك بني العباس، ولكن لم تكن خطورتهم مثل بداياتهم، لذلك كان سهل علي الخليفة هارون الرشيد إخماد فتنتهم.

نكبة البرامكة

كانت عائلة “البرامكة” مقربة جداً لعائلة هارون الرشيد وكانوا عوناً قوياً له. وكانوا متغلغلين في السلطة ومتقلدين الكثير من المناصب وأبرزهم الوزير يحيى البرمكي. ثم حدث ما أثار دهشة الجميع حيث قام هارون الرشيد بمعاداتهم وتجريدهم من السلطة.

وقد اختلفت الروايات في أسباب ذلك لكن أبرزها (يقال أنها كانت عبارة عن فتنة أشعلها بعض المقربين من الخليفة حقداً علي البرامكة ولقطع سبل توغلهم في الدولة أكثر من ذلك). حتي أن الخليفة هارون ندم علي ذلك بعدها وقال:

استطاع هارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس تقديم الكثير من الإنجازات للدولة الإسلامية، مما أدى إلى ازدهارها بشكل كبير.