تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي ، تخفي تحت طيات الجليد تاريخ أحقاب جيولوجية قد يغير تاريخ الأرض بأكمله. وفيها مخزون ماء عذب كاف لإشعال حروب طاحنة. وأنتاركتيكا هذه كلفت الكثير من الأرواح لاكتشافها. فما تاريخ الأحقاب الجيولوجية الموجودة تحت جليد انتاركتيكا؟ وما تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي ؟
إن لـقارة أنتاركتيك تلك القارة المتجمدة الجنوبية تاريخ تغيرات جيولوجية حافل تحت قشرة اليابسة من الكرة الأرضية، وقديم قدم المستحاثات فيها. ولقد تجد ذكر تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي وارد ضمن مخطوطات القدماء، في الكتاب الأطلس المصور بالرسومات، لكن دون تأكيد أو إثبات لوجودها.
فهي تنتمي لـ (القارة غندوانا العظمى)، ومن ثم انفصلت عنها على مر الأزمان بشكل كامل، بعدما تشكل ممر دريك، الذي بينها وبين أمريكا الجنوبية.
وكباقي القارات ابتعدت تلك القارة القطبية عن مركز القارة الرئيسي غندوانا العظمى، إلا أنها تميزت بأن كانت أكثر القارات برداً على الإطلاق، دون أمطار تُذكر أو ثلوج الأمر الذي جعلها تعد الصحراء جليدية الأكبر في الأرض.
قد يستغرب القارئ إن أخبرناه أن تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي في منتهى الدفء والحرارة! حيث أن القطبية الجنوبية كانت مسرحاً لتقلبات مناخ كوكبنا المزاجي، وأنها في مرحلة زمنية ما كانت منطقة استوائية! نعم استوائية وتعني استوائية حرفياً.
وسنتحدث هنا عن الأحقاب الجيولوجية، التي مرت على قارة غندوانا التي انفصلت عنها القارة القطبية الجنوبية، وغدت لاحقاً القطب الجنوبي أو القطبية المتجمدة انتاركتيكا.
قارة أنتاركتيكا وغندوانا خلال الحقبة القديمة
في تلك الحقبة من تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي، كان النصف الشمالي، من كوكبنا يضم جزءاً كبيراً من غرب القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيك (Antarctica)، أما شرقها فكان عند خط الاستواء، لا جليد يغطيها ولا برد، وذات درجة حرارة مرتفعة! وتمثلت هذه الحقبة في عدة عصور:
العصر الكامبري
خلال هذا العصر من تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي ظهرت كميات كبيرة من الأحجار الجيرية، والرملية، وأيضاً الطفل الصفحي، وترسبت في الجزء الشمالي لقارة أنتاركتيكا. بينما تكاثرت تحت أعماق البحر كائنات لافقاريات في الجزء الشرقي، من القارة القطبية الجنوبية، عند خط الاستواء. كما تكاثرت أنواع من المفصليات المعروفة بثلاثية الفصوص.
العصر الديفوني
مالت صفيحة أنتاركتيكا، في هذا العصر باتجاه خطوط العرض إلى الجنوب أكثر فأكثر، ومن ثم لتأخذ مكانها في أقصى الجنوب من الكرة الأرضية، ليغدو مناخها أشد برودة وأقسى. لكن حتى تاريخ ذلك العصر، لم تمنع التغيرات القاسية الشديدة البرودة من استمرار نمو النباتات، بالإضافة إلى كائنات مختلفة.
العصر البرمي
في هذه المرحلة انتشرت النباتات البذرية، كالسرخس الذي نمى تحت المستنقعات، وبمرور الزمن أصبحت بقايا تلك السراخس في المستنقعات رواسب فحم، في سلسلة الجبال العابرة لقارة انتاركتيك القطبية.
في نهايات هذا العصر بدأ الاحترار السيطرة على أجزاء كبيرة من غندوانا، بمناخ حار وجاف نوعاً ما، ليعلن نهايات العصر البرمي.
القطب الجنوبي وغندوانا خلال الحقبة الوسطى
في هذه الفترة الزمنية من تاريخ قارة أنتاركتيك المتجمدة، وبسبب زيارة درجة الحرارة، تحول قسم كبير من غندوانا، وبشكل تدريجي إلى صحراء.
كان هناك كميات كبيرة من السرخس البذري في الشرق من القارة غندوانا (القطب الجنوبي لاحقاً). هذا وازادت نسب الطّفل الصفحي، وأيضاً الحجر الرملي، عدا عن انتشار الزواحف الشبيهة بالثدييات. ولذلك فإن تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي، في تلك الحقبة غني جداً والتي كانت مقسمة إلى عدة عصور:
العصر الثلاثي المبكر، أو العصر الثلاثي السفلي.
وفيه بدأت الملامح الأولى لـ شبه الجزيرة القطبية.
العصر الجوراسي أو الجوراوي
وفي هذا العصر من إن تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي، بدأت تتشكل شبه الجزيرة الجنوبية القطبية، كما وانفصلت أفريقيا عن غندوانا.
العصر الطباشيري أو الكريتاسي
في أوائل هذا العصر من تاريخ قارة أنتاركتيكا المتجمدة، انفصلت شبه القارة الهندية، بينما بقيت استراليا متصلة بها حتى نهايات العصر الكريتاسي. وحتى اليوم تشير الدراسات والأبحاث، أن تجلد القارة البحري كان في فترة العصر الطباشيري.
أما بالنسبة للنباتات في تلك الحقبة، فلقد انتشرت:
أنواع غابات الصنوبريات، الموجودة بوفرة في غرب القارة، كما وانتشرت أشجار الزان الجنوبي.
أما الحيوانات، فانتشر حيوان الأمونيت، حول سواحل القطبية الجنوبية تحت أعماق البحار.
بالإضافة إلى انتشار الديناصورات، وبعدة أجناس مختلفة، بحسب ما تدل بقايا المستحاثات.
إنما! خلال تلك الحقبة الوسطى من تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي، كانت غندوانا تتفكك، لتنفصل انتاركتيكا عن غندوانا بشكل تدريجي.
تفكك القارة غندوانا خلال تاريخ قارة أنتاركتيكا المتجمدة
في هذه الحقبة بدأ الجليد يكسو المنطقة الجنوبية، والتي تدعى اليوم القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا، لتغدو القارة الأبرد بين القارات في العالم، وفيها هذه الحقبة كان:
العصر الإيوسيني
في هذه المرحلة من تاريخ أنتاركتيكا المتجمدة، انفصلت فيه استراليا عن غندوانا بشكل كامل. وانخفضت درجة الحرارة أكثر، وبدأ الجليد يسيطر، لتأخذ انتاركتيكا بين القارات صفة القارة القطبية الجنوبية المتجمدة، أو القطب الجنوبي.
حدث انقراض الإيوسيني الأوليغوسنيي
وتشير هذه التسمية من تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي، إلى العصر الذي تعرضت فيه جميع أشكال الحياة للانقراض، تحت جليد القطبية المتجمدة، سواء كانت نباتات، أو حيوانات، أو أي شكل كان.
هذا وفي ذلك العصر ظهر ممر دريك ليقطع بين أمريكا الجنوبية وبين القطبية الجنوبية. وكل هذه المتغيرات أدت إلى بدايات ظهور التيار القطبي للقارة القطبية الجنوبية، ذلك التيار الذي استطاع عزل وإخفاء القارة القطبية، بعيداً جداً وبشكل كامل عن باقي القارات. ومن هنا بدأ تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي لتصبح الأسطورة الموجودة في خيالات البحارة والفلاسفة والمخطوطات القديمة فقط.
أنتاركتيكا المتجمدة في الزمن الحالي
إن أنتاركتيكا القطبية الغامضة، تعد الاكتشاف الأصعب بين الاكتشافات. وفي مفارقة علمية صادمة، كان اكتشاف كوكب أورانوس قبل اكتشافها!
فلقد تأخر اكتشافها ودراستها كثيراً، بسبب الجليد الذي يكسو سطح يابستها، حيث أن القارة القطبية الجنوبية بأكملها تقريباً، تقع تحت طبقة جليد عميقة جداً، هذا عدا عن البرد الشديد.
لولا التقدم العلمي والتقنيات التي صممت خصيصاً لحالات البرد الشديدة. لبقيت القطبية الجنوبية. مجرد حلم غامض يداعب خيال الأساطير.
تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي مناخياً
في البداية، إن طول الخط الساحلي الجليدي في القطبية الجنوبية المتجمدة تقريباً [17,968 كـم]. أي ما يعادل [11,165 ميل]. إنما بأكمله تحت كتلة الجليد.
ولمحه بسيطة عن درجه الحرارة هناك، كافية لتدرك مستوى وحجم كتلة الجليد على سطح تلك المنطقة، وقسوة مناخ أنتاركتيكا دون جهد. بالإضافة إلى المحيطات من حولها. والتي تدعى اختصاراً (المحيط الجنوبي):
أن معظم اليابسة من القارة الجنوبية تحت الجليد، لا تظهر حتى في فصل الصيف.
يغطي الجليد المتجمد أعلاها بشكل دائم، بما يقارب 98% من مساحتها.
تكون درجات الحرارة في الصيف [-30°] درجة مئوية تحت الصفر. أما في الأشهر المتبقية من العام. فيغمرها شتاء طويل. وسجلت محطة فوستوك التابعة لدولة روسيا. درجة حرارة [-89.6°]. لكن في عام 2010م سجل القمر الصناعي. درجة حرارة [-94.7°] درجة مئوية تحت الصفر.
إلا أنه لوحظ مؤخراً أن القطبية الجنوبية، آخذه في تغير مناخها، وارتفاع درجاتها نوعاً ما، وانهيار جروف جليدية فيها. بعضها كان ضخماً. وبعضها انهار على دفعات. (جرف لاسن -ب وجرف ويلكينز).
وهذا ما أقلق العلماء بشكل كبير، لأن في استمرار ذوبان وانهيار الجروف الجليدية. نتائج مرعبة على مستوى ارتفاع منسوب البحر عالمياً، وبالتالي نتائج كارثية على الحياة البشرية وعلى التوزع الجغرافي، فلقد تغرق مدن بأكملها، وكأنها لم تكن يوماً.
تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي جغرافياً
في الواقع، إن تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي، جغرافياً واسع جداً، حيث إن سلسلة الجبال الضخمة، العابرة لقارة القطب الجنوبي، وتدعى (ترانسأنتاركتيك)، والتي تتواصل دون انقطاع من ما يدعى رأس الأدار، حتى رأس المعاطف، بحيث تقسم القارة قسمين أنتاركتيكا الشرقية، وأنتاركتيكا الغربية. حيث يبلغ ارتفاع بعض القمم فيها أكثر من [4300م]، وهي مناطق صخرية خالية تقريباً من الجليد، ولذلك سميت ( الوديات الجافة).
كما يوجد فيها العديد من البحيرات، بالإضافة على مساحات هائلة تغطيها النيازك، حيث يوجد في انتاركتيك أكبر العدد الأكبر من النيازك في الأرض. وفي هذا الجدول توضيح مبسط لأنواع السواحل في القطبية الجنوبية:
أنواع السواحل القطبية الجنوبية. النسبة الجرف الجليدي العائم. 44% الجدران الجليدية المرتكزة على اليابسة. 38% جبهة جليدية أو يسمى جدار جليدي، كما ويسمى تيار جليدي (مخرج جليدة ثلجية. 13% الصخور في القارة أنتاركتيكا 5% المجموع الكلي للنسب 100%
تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي وأشكال الحياة
حين نحاول التعرف على تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي، نرى أنه لا تعود ملكية القارة القطبية الجنوبية إلى أحد.
حيث أنه لا يوجد دليل ملموس حتى اليوم على وجود سكان أصليين، لكن يوجد فيها بقايا كائنات، تعتبر قليلة قياساً إلى تنوع كائنات القارات المتوزعة في العالم، من الفقاريات أو اللافقاريات. وسنوضح بشكل موجز بعض أنواع كائنات القطبية الجنوبية:
اللافقاريات في قارة أنتاركتيكا
إن اللافقاريات، المنتشرة في القارة القطبية الجنوبية المتجمدة، رغم قلتها إلا أنها ملفتة لـ نظر العلماء وتستحق الدراسة لمعرفة تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي. لاكتشاف خباياها أكثر. وهذا بعض من اللافقاريات الموجودة في تلك القارة القطبية:
السوس المجهري، وهو من نوع القرادات.
القمل.
الديدان الأسطوانية، ويوجد أنواع أخرى من الديدان.
الكريليات، من رتبة المفصليات تشبه الجمبري، وهي (غذاء الحوت الأزرق).
الكريل القطبي الجنوبي، الكريل الرائع.
الدوارات، أو الدولابيات.
بطيء المشية.
قافزات الذيل.
الذباب الصغير، والذي يدعى الذباب القطبي الجنوبي، إلا أنه لا يستطيع الطيران لكبر حجمه!
الفقاريات في تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي
أما الفقاريات، التي انتشرت ضمن القطب الجنوبي، ستجعلك في حالة تعجب، وأنتاركتيكا الغامضة تستطيع إدهاشك في كل مرة، بتنوع وجود الفقاريات على سطح الجليد فيها أو في المحيط، حيث تعد انتاركتيا قارة العجائب:
الحيتان، أشهرها الحوت الأزرق.
الحوت القاتل، أو السفاح، وله أيضاً اسم الأوركا.
فقفة ودل، وهي الفقمة الحقيقية.
نمور البحر، أو الفقمة النمرية.
فقمات الفراء، الدب البحري.
بطريق آديلي، المعروف والشهير، والأكثر انتشاراً في القطب الجنوبي.
البطريق الإمبراطوري.
الحبّار، سهم البحار. ويحمل اسم الكلمار في حوض المتوسط.
الحبّار الضخم، أو السبيدج الضخم.
طائر نوء الثلج.
طائر القطرس، ذو القدرة العالية على التحليق طويلاً.
أسماك الجليد القدية.
خيار البحر، وهو حيوان بحري.
ملاحظة لطيفة: الدب القطبي، لا تجده في القطبية الجنوبية أبداً، إنه في الشمال.
أشكال حياة أخرى في قارة أنتاركتيكا المتجمدة
حين حاول العلماء اكتشاف تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي، وجدوا أنه يوجد أشكال مختلفة للحياة فيها، تستحق الدراسة:
الفطريات والأشنيات.
البكتيريا أو الجراثيم الزرقاء (Zarqa) أو الزراقم..
الطحالب.
بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف بكتيريا في عمق [800م] تحت الجليد.
أما النباتات تكاد تكون نادرة.
في الختام ، قد يفاجئك حين تعلم أن قارة القطب الجنوبي ليس هي بمجرد جليد بارد، وأن تاريخ القارة القطبية أنتاركتيكا قارة القطب الجنوبي، تلك القارة الغامضة المدهشة حافل بالدفء والحياة. قد تربكك كثيراً فكرة أنها ليست مجرد جليد وبطريق لطيف! بل هي أكثر. هي ذاكرة الأرض المدهشة بكل دفئها. العامرة بالحياة، تغفو بين طيات صقيع وجليد.