-

تاريخ تطور الدراجات النارية

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

على مر العصور تطورت الدراجات النارية على مراحل تدريجية مثل العديد من الاختراعات الأخرى. ولا يوجد شخص بعينه يمكنه أن يدعي أنه المخترع الوحيد للدراجات النارية. حيث أنه تم تقديم عدد من النماذج بواسطة العديد من المخترعين. وظهر معظم هذه النماذج في النصف الثانى من القرن التاسع عشر، وتحديدًا في قارة أوروبا.

مراحل تطوير الدراجات البخارية

عام 1867

يمكننا القول بأن أول دراجة بخارية تعمل بالبخار ظهرت فى عام 1867. حيث قام أحد الحدادين فى باريس وهو (بيير ميشو)، بإنشاء أول شركة كانت تقوم بتصنيع دراجات بدواسات، وكانت الشركة تعرف باسم “Michaux et Cie”. وكانت تلك الدراجات وقتها تسمى “velocipede”، أو “Michauline”. وأكمل الابن (إرنست ميشو) مسيرة والده، وقام بتركيب محرك بخارى صغير فى واحدة من الدراجات التى كانت تصنعها الشركة، لتظهر بذلك أول دراجة بخارية تعمل بالبخار عام 1867.

عام 1868

ثم جاء المخترع الأمريكي (سيلفستر هوارد روبر) (1823-1896)، الذى طور دراجة بخارية ذات أسطوانتين مع غلاية تعمل بالفحم بين العجلات في عام 1868. وكان هذا شكلًا مبكرًا من الدراجات النارية مع دواسات مثبتة على العجلات الأمامية. ويمكن اعتبار اختراع (روبر) أنه أول دراجة نارية، لأنها تحتوي على محرك بخاري يعمل بالفحم. وانتهت مساهمته في تطوير الدراجات النارية فجأة، عندما توفي أثناء عرض إحدى آلالاته في ولاية ماساتشوستس عام 1896.

فى نفس العام حصل المهندس الفرنسي (لويس بيريكس) على براءة اختراع لآلة مماثلة تعمل بالبخار ولكن بأسطوانة واحدة، وربما قام باختراعها بشكل مستقل عن (روبر)، وعلى الرغم من أن براءة الاختراع كانت فى عام 1868، فإن هذا الاختراع أصبح قابلاً للتشغيل بداية من عام 1871.

عام 1881

في عام 1881، طور الأمريكى (لوسيوس كوبلاند) غلاية بخار بحجم أصغر بكثير، يمكنها أن تدفع العجلة الخلفية للدراجة بسرعة مذهلة تبلغ 12 ميلاً في الساعة. وفي عام 1887، أسس (كوبلاند) شركة تصنيع وأنتج أول ما يسمى “Moto-Cycle” أو “موتو-سيكل”، وكانت في الواقع دراجة ثلاثية العجلات.

اختراع أول دراجة نارية تعمل بالبنزين

اختراع أول دراجة نارية

ظهرت العشرات من التصميمات والأنواع المختلفة للدراجات ذاتية الدفع على مدى السنوات العشر اللاحقة. ولكن يُعتقد عمومًا أن أول من استخدم محرك احتراق داخلي للبنزين كان الألماني (جوتليب دايملر) وشريكه (ويليام مايباخ). حيث طورا دراجة أُطلِق عليها Petroleum Reitwagon أو Daimler Reitwagen فى عام 1885. وكانت هذه لحظة فارقة في تاريخ هذه الدراجات، حيث تم استخدام محركات بنزين قابلة للدمج والتطبيق في الدراجات الحديثة. لذلك أطلقوا علي (دايملر) وقتها “أبو الدراجات النارية”.

قد استخدم (جوتليب دايملر) محركًا جديدًا من اختراع المهندس (نيكولاس أوتو). وكان (أوتو) قد اخترع أول محرك احتراق داخلي رباعي الأشواط في عام 1876، والذي عرف باسم “محرك أوتو سيكل”. وبمجرد أن أكمل أوتو محركه، استخدم (دايملر) هذا المحرك فى دراجته. والغريب أنها كانت لا تحتوي على عجلة أمامية قابلة للمناورة، ولكنها تعتمد بدلاً من ذلك على زوج من العجلات المساعدة، لإبقاء الدراجة في وضع مستقيم أثناء المنعطفات.

تطوير الدراجات المستمر

تطوير الدراجات النارية

ظهرت العشرات من الشركات المنتجة لهذه الدراجات ذاتية الدفع، منذ أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر. حيث ظهرت أولاً في ألمانيا وبريطانيا، ثم فى الولايات المتحدة. وأصبحت الشركة الألمانية، Hildebrand & Wolfmüller، أول من أنشأ مصنعًا بخطوط إنتاج لتصنيع المركبات التي أطلق عليها ولأول مرة “دراجات نارية” في عام 1894، وتم إنتاج أول دراجة نارية فى الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة مصنع (تشارلز ميتز)، في ولاية ماساتشوستس.

محركات الدراجات النارية

تعتبر المحركات من أهم قطع الدراجة النارية، ومن المتعارف عليه أن هذه المحركات عادةً ما تكون محركات احتراق داخلي ثنائية أو رباعية الأشواط. ويوجد أيضًا أنواع من المحركات الأخرى، مثل محركات وانكلز والمحركات الكهربائية، ولكن تم استخدامها بنسبة صغيرة. ومن المتعارف عليه أيضًا أن محرك الدراجة النارية مصمم لقيادة العجلة الخلفية، ويتم نقل الطاقة الحركية إلى العجلة المدفوعة بواسطة حزام أو سلسلة أو عمود، ولكن هناك بعض أنواع الدراجات النارية التى تحتوى على محرك احتكاك في الإطار الأمامي، مثل دراجات VéloSoleX.

تحتوي معظم المحركات على علبة تروس بمستويات مختلفة يتم التحكم فيها على حسب السرعة المطلوبة. ويتم تغيير مستويات هذه التروس في معظم الدراجات النارية باستخدام دواسة القدم والمقبض القابض (Gear stick) للحركة اليدوي. وفي الآونة الأخيرة، هناك بعض الدراجات النارية التى تحتوى على علب تروس أوتوماتيكية أو شبه أوتوماتيكية.

دراجات (هارلى ديفيدسون) النارية

بالتأكيد لا يمكن أن نتحدث حول تاريخ تطوير هذه الدراجات دون أن نذكر أشهر مصنِّعيها، (هارلي-ديفيدسون)، فالعديد من المخترعين الذين عملوا مبكرًا على هذه الدراجات انتقلوا إلى اختراعات أخرى، على سبيل المثال، (دايملر) و(روبر)، استمرا في تطوير السيارات والمركبات الأخرى. ومن ناحية أخرى، استمر بعض المخترعين في تطوير هذه الدراجات حصريًا، ومن ضمن هؤلاء (ويليام هارلي) والأخوين (ديفيدسون).

في عام 1903، أنهى (ويليام هارلي) وأصدقاؤه الأخوان (آرثر ووالتر ديفيدسون)، النموذج الأوّلى منها. والتى تمتعت بمحرك عالي الجودة، مما مكنها من إثبات نفسها في السباقات. على الرغم من أنهم في البداية خططوا لتصنيعها وتسويقها كوسيلة نقل عادية وليست للسباقات. وبينما كان الاختبار ناجحًا في الغالب، لم تكن الدراجة قادرة على تسلق التلال بسهولة، لكن هارلي والأخوان ديفيدسون لم يستسلموا، وبدأوا على الفور العمل على دراجة جديدة ومحسنة تحتوى على محرك أعلى كفاءة، وبعد الانتهاء من النموذج الأوّلي لهذه الدراجة المحسنة في عام 1904، دخلت الدراجة في سباق محلي للدراجات النارية واحتلت المرتبة الرابعة.

تم إدراج محركات (هارلي-ديفيدسون) في مجلة السيارات التجارية في يناير عام 1905، وفي تلك السنة تم إنتاج خمس دراجات، وبحلول عام 1906، انتقلوا من مكانهم الصغير إلى مصنعهم الأول، والذي كان يقع في الموقع الحالي لمقر (هارلي-ديفيدسون). وأنتجوا 50 دراجة نارية خلال عامهم الأول في المصنع الجديد، أى الإنتاج كان أكثر بعشر مرات من العام السابق. وفي غضون عام واحد تم توسعة المصنع وتأسيس شركة (هارلي-ديفيدسون) رسميًا. وأنتجوا 150 دراجة نارية في عام 1907.

استمرت الشركة في النمو والتحسن عامًا بعد عام، وقدمت مميزات وتصميمات جديدة باستمرار، وتم توسيع المصنع عدة مرات لمواكبة الطلب المتزايد باستمرار على دراجات (هارلي ديفيدسون) النارية.

في الختام، نكون قفد تناولنا بطريقة مبسطة ومختصرة، المراحل المختلفة لتطور اختراع الدراجات النارية وأبرز المساهمين فى تطويرها. منذ بداية ظهورها حتى وصولها إلى شكلها الحالى الذى نراها به الآن.