-

ابن وحشية النبطي (القرن الثالث الهجري)

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

ابن وحشية النبطي Al nabati كيميائي، فلكي، اهتم بعلوم السحر والفلاحة، وهو عالم لغوي قام بترجمة 89 لغة مختلفة منها اللغة الهيروغليفية القديمة في مخطوطته التي تحمل اسم (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام).

من هو ابن وحشية النبطي؟

هو أبو بكر أحمد بن علي الكزداني، المشهور باسم (ابن وحشية النبطي). عاش في النصف الأخير من القرن الثالث الهجري، وغير مؤكد تاريخ مولده ووفاته. وهو عربي كلداني الأصل والمنشأ، وُلد وعاش في الكوفة (العراق).

يعد أحد فصحاء النبط باللغة الكلدانية، وُلد لعائلة آرامية في العراق. كان الكلدانيون من أعلم الناس بالمعارف والعلوم في زمانهم ومنهم خرج ابن وحشية النبطي.

“اقرأ أيضاً: شيخ الإسلام ابن تيمية”

ترجمة ابن وحشية النبطي للغة الهيروغليفية

ترجمة النبطي للهيروغليفية
تسجيل جين رانك باست...

Please enable JavaScript

تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة

كما ذكرنا سابقاً أن النبطي كان عالماً لغوياً جمع معرفة أغلب اللغات تقريباً. كانت اللغة الهيروغليفية القديمة الأكثر تحييراً للجميع لرموزها المعقدة، التي كانت لغزاً يؤرق فضول جميع العلماء.

حتى تمكن من ذلك العالم المسلم ابن وحشية النبطي، وقال بأن الرموز الهيروغليفية هي عبارة عن رموز صوتية، حيث قام بتحليلها ومقارنتها باللغة العربية.

يقول بعض المؤرخين أن ابن وحشية النبطي توصل في كتاباته إلى الرموز الهيروغليفية التي تصف النجوم، الكواكب، المعادن، الحيوانات والجماد، وكذلك الرموز غير المادية مثل التي تتحدث عن الخير، الشر والروح.

كان اكتشاف النبطي بمثابة تغيير لنظرة الغرب لعلماء المسلميين والعرب. حيث كان يظن الغرب أن العرب يعتقدون بوثنية الحضارة المصرية القديمة (خاصة “الأهرامات”)، كما جعلهم يعتقدون بأن هناك علماء من العرب ألهموا علماء أوروبا منذ قديم الأزل. خصوصاً أن مخطوطة ابن وحشية النبطي ما زالت تُعرض إلى وقتنا هذا في معرض مكتبة لندن الوطنية، وباريس بالإضافة إلى عدة مكتبات أوروبية أخرى.

والجدير بالذكر أن ما توصل إليه ابن وحشية النبطي لم يكن مرجعية بالنسبة للمؤرخين العرب فيما بعد. حيث ظلت اقتناعاتهم تجاه الحضارة المصرية القديمة متعلقة بالأساطير والرويات التي تناقلتها الألسنة عبر الأجيال. يمكن اعتبار هذا التجاهل لمجهودات النبطي كسبب من أسباب تهميش دوره الواضح في تفسير اللغة الهيروغليفية.

شامبليون وحجر رشيد

عثر الجندي الفرنسي (بيير فرانسوا) أثناء الاحتلال الفرنسي لمصر عام 1799م، على حجر رشيد خلال عملية حفر استهدفت تقوية قلعة عسكرية بمدينة رشيد (عرفت فيما بعد بقلعة جوليان).

كان الحجر يحتوي علي ثلاث لغات مختلفة:

  • الهيروغليفية.
  • اللغة الديموطيقية.
  • اليونانية.

شرع العلماء الأوروبيين في محاولات لتفسير اللغات المكتوبة لمدة عشرين عاماً. استطاع عدة علماء التعرف على عدة أسماء موجودة على الحجر مثل اسم بطليموس، بالإضافة إلي أسماء للملوك القدامى وذلك عن طريق مقارنة الأسماء في اللغتين الديموطيقية واليونانية.

حتى جاء شامبليون في عام 1822م، بتفسيره لرموز الهيروغليفية عن طريق مقارنة الأسماء وتكرارها في اللغتين الأخريين، بجانب _كما يقال_ أنه كان عارفاً باللغة القبطية التي تحتوي على كلمات كثيرة من اللغة المصرية القديمة.

وُجهت اتهامات فيما بعد لشامبليون بأنه اعتمد في تفسيراته على ما جاء في مخطوطة ابن وحشية النبطي الذي سبقه في فك الرموز الهيروغليفية بحوالى ثمان قرون.

خاصة أن مخطوطة شوق المستهام تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية عام 1806م، أي قبل اكتشاف شامبليون بحوالى 16 عام، مما يطرح الشكوك حول اقتباس شامبليون لمحتويات مخطوطة النبطي. مع العلم أن شامبليون نسب الاكتشاف لنفسه ولم يذكر أنه لجأ لمساعدة، وربما كان هذا سبب الاتهامات التي وُجهت إليه.

“اقرأ أيضاً: الإمام النووي”

“اقرأ أيضاً: المساجد التاريخية في مصر

مؤلفات ابن وحشية النبطي

مؤفات النبطي، شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام

للنبطي عدة مؤلفات في عدد من المجالات التي كان يهتم بها نلخصها فيما يأتي:

في مجال الكيمياء

  • “الأصول الكبير”.
  • “الأصول الصغير”.
  • “كتاب السموم”.

في مجال السحر

  • “السحر الكبير”.
  • “السحر الصغير”.
  • “طرد الشياطين”.

وُجهت اتهامات للنبطي “بالسحر والشعوذة” نتيجة اهتماماته بهذا المجال.

في مجال الزراعة

ترجم ابن وحشية النبطي كتاب (الفلاحة النبطية) ومؤلف الكتاب يدعى قوثامي. يتحدث الكتاب عن الحضارة البابلية، وكيف أنها أثرت في نظام الفلاحة بشكل عام، وتحدث الكتاب أيضاً عن العلوم الباطنية وليست الزراعة فقط.

في اللغة

  • “شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام”.
  • “شمس الشموس وقمر الأقمار في كشف رموز الهرامسة”.

ابن وحشية النبطي Al nabati رغم أنه من العلماء الذين نالهم التهميش وربما لا يعرفه الكثير، لكن لا نستطيع إنكار مجهوداته وبراعته خاصة في مسألة فك رموز اللغة الهيروغليفية، وهذا ما عجز عنه العديد من العلماء والباحثين.