-

زراعة الرئة؛ تعرف إلى كيفية اجراء هذه العملية

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

زراعة الرئة هي عملية جراحية لاستبدال رئتين سليمتين مأخوذتين من جسد متبرع بإحدى أو كلتا رئتي المريض التالفتين. فيما يلي تعرف إلى كيفية اجراء هذه العملية وأسباب القيام بها، وأيضًا أبرز 7 مخاطر لهذه العملية.

كيفية إجراء جراحة زراعة الرئة

يؤتى بالرئتين الجديدتين عادة من متبرع ميت دماغيًّا ومرتبط بأجهزة الإنعاش وأصغر من 65 في العمر. ويجب أن تكون رئتا المتبرع سليمة من كل عيب أو مرض ومتطابقة قدر الإمكان مع النمط النسيجي للآخذ، مما يقلل من فرص رفض جسم الآخذ للعضو المزروع.

ويمكن أخذ الرئة من متبرع حي كذلك ولكن يحتاج الأمر إلى متبرعين أكثر، أذ يتبرع كل منهم بجزء من إحدى رئتيه (تدعى أقسام الرئة بالفصوص). ومن ثم تجمع الفصوص المأخوذة لتشكيل رئة كاملة تزرع في جسد الآخذ.

كما هي العادة يكون المريض تحت التخدير العام خلال جراحة زراعة الرئة. ثم يجرى شق جراحي في جدار الصدر. وغالباً ما تجرى جراحة زراعة الرئة بمساعدة آلة محاكاة قلبية رئوية.

  • تقوم آلة المحاكاة بعمل القلب والرئتين خلال فترة توقف قلب المريض ورئتيه عن العمل لإجراء الجراحة.
  • ويجرى الشق في حالة الزرع المفرد للرئة على جانب الصدر في الجهة التي ستزرع الرئة فيها.
  • وتستغرق العملية ما بين 4 إلى 8 ساعات. وتزال في أغلب الحالات الرئة الأقل عملًا والأكثر تضررًا.

أما في حالة الزرع المزدوج للرئتين معًا فيجرى الشق تحت الثدي ويمتد إلى كلا جانبي الصدر، وتستغرق العملية ما بين ستة إلى 12 ساعة.

وتتضمن الخطوات الأساسية خلال جراحة نقل الرئة بعد إجراء الشق الأولي ما يلي:

  • وصل نظام المريض الدموي إلى جهاز محاكاة القلب والرئة.
  • إزالة إحدى أو كلتا رئتي المريض.
  • تستكمل جميع الخطوات في أحد الجانبين قبل الانتقال إلى الجانب الآخر، في حالة المرضى الذين يخضعون لزرع مزدوج.
  • تخاط الأوعية الدموية والمسالك الهوائية للرئة الجديدة إلى أوعية جسم المريض وأقنيته الهوائية.
  • تخاط الفصوص الرئوية أو الرئة المتبرع بها إلى مكانها.
  • تدخل أنابيب صدرية لتصريف السوائل والهواء والدم خارج الصدر لعدة أيام بعد إجراء عملية الزرع، من أجل إفساح المجال للرئة الجديدة لإعادة التمدد.
  • يفصل المريض عن جهاز محاكاة القلب والرئة حالما تخاط الرئة الجديدة وتبدأ عملها.

وتجرى في بعض الأحيان زراعة القلب ونقل الرئة (زراعة قلب – رئة) في نفس الوقت في حال الحاجة لزرع قلب.

أسباب وموانع إجراء زراعة الرئة

تجرى زراعة الرئة أغلب الأمر عندما لا تنفع جميع الخيارات العلاجية الاخرى في علاج الفشل الرئوي. ويوصى بزراعة الرئة من أجل المرضى ممن هم أصغر من 65 عامًا في العمر ولديهم أمراض رئوية حادة. ومن بعض الأمئلة عن الأمراض التي قد تستدعي زراعة الرئة:

  • مرض التليف الكيسي.
  • الأذية في الشرايين الرئوية بسبب تشوه قلبي ولادي.
  • انهيار المجرى الهوائي أو الرئة (توسع القصبات).
  • النفاخ الرئوي أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • الأمراض الرئوية التي تسبب تندم وتورم النسيج الرئوي (كمرض الرئة الخلالي).
  • ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية (ارتفاع ضغط الدم الرئوي).
  • مرض الغرناوية (أو داء الساركوئيد Sarcoidosis).

وقد يمتنع عن إجراء زراعة الرئة على في حال كان المريض:

  • يعاني سوء تغذية أو أضعف من أن يتحمل العمل الجراحي.
  • استمراره في التدخين أو دمان الكحول أو المخدرات.
  • لديه التهاب كبد نشط من النمط B أو c أو مصابًا بفيروس الإيدز.
  • ذا إصابة سابقة بالسرطان خلال العامين الأخيرين.
  • لديه علة رئوية يحتمل أن تؤثر على الرئة الجديدة.
  • لديه أمراض حادة في أعضاء أخرى.
  • غير قادر بشكل مؤكد على الالتزام بأخذ أدويته.
  • غير قادر على الاستمرار في زيارات المشفى ومعاينات الأطباء والخضوع للفحوصات الضرورية.

مخاطر إجراء جراحة زراعة الرئة

تتضمن مخاطر نقل الرئة:

  • خثرات دموية (تخثر الأوردة العميقة).
  • سكري، هشاشة عظام، أو ارتفاع مستوى كوليسترول الدم بسبب الأدوية المعطاة بعد الزرع.
  • خطر أكبر للإصابة بعدوى بسبب أدوية تثبيط المناعة التي تعطى للمريض لتجنب رفض الجسم للعضو المزروع.
  • تأذي الكلية أو الكبد أو أعضاء أخرى بسبب أدوية تثبيط المناعة.
  • خطر مستقبلي للإصابة بالسرطان.
  • مشاكل في مواقع ربط الأوعية الدموية والمسالك الهوائية.
  • رفض الجسم للرئة الجديدة، والذي قد يحدث بشكل فوري بعد الزرع بأربع إلى ست أسابيع أو قد يحصل بعد فترة أطول.
  • قد لا تعمل الرئة الجديدة من الأساس.

إضافة إلى مخاطر الجراحة عمومًا والتي تتضمن العدوى أو النزيف، ومخاطر التخدير الذي قد يسبب رد فعل تحسسي للأدوية.

زراعة الرئةزراعة الرئةزراعة الرئة

مرحلة ما قبل إجراء الزرع

سيخضع المريض عند ترشيحه لنقل الرئة لعدة فحوصات من قبل فريق مختص لتحديد ما إذا كان مرشحًا جيدًا للزرع أم لا، ومنها:

  • تحاليل دموية أو جلدية لتقصي وجود العدوى.
  • اختبار تحديد زمرة دم المريض.
  • فحوصات لاختبار قوة القلب كتخطيط القلب الكهربائي وتصوير صدى القلب والقثطرة القلبية.
  • اختبارات لتقييم وضع الرئتين.
  • فحوصات لتقصي وجود السرطانات في مراحلها المبكرة.
  • اختبار لتحديد الزمرة النسيجية للمريض للتأكد من أن الجسم لن يرفض العضو المزروع.

يدرج اسم المريض على لائحة انتظار محلية إذا ما كان مرشحًا مناسبًا لنقل الرئه. ويتحدد موقع المريض على قائمة الانتظار بعدة عوامل، منها:

  • نوع المرض الرئوي المصاب به.
  • مدى حدة المرض.
  • مدى احتمالية نجاح الزرع.

وبالنسبة للبالغين فعادةً لا تحدد الفترة التي يقضيها المريض في الانتظار مدى اقترابه من الحصول على الرئة. وتكون فترة الانتظار على الأقل ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام. ويجدر بالمريض الالتزام بعدد من التعليمات والممارسات بينما ينتظر الحصول على رئة جديدة، منها:

  • اتباع النظام الغذائي الذي يحدده فريق نقل الأعضاء. عدم شرب الكحول وتجنب التدخين والحفاظ على الوزن ضمن المعدل الطبيعي.
  • أخذ جميع الأدوية كما وصفت وبالجرعة المناسبة والوقت المناسب. إخطار فريق نقل الأعضاء بأي تغيرات دوائية أو تدهور في الحالة أو ظهور عرض جديد.
  • الالتزام بممارسة الرياضة وفق النظام المعطى من قبل الأخصائيين.
  • الاتزام بحضور جميع المواعيد المحددة مع فريق النقل ومقدمي الرعاية الصحية.
  • إعلام فريق النقل بكيفية الوصول إلى المريض مباشرةً في حال توفر رئة مناسبة. والتأكد من إمكانية الوصول إليه بسرعة وسهولة.
  • إخبار الطبيب قبل العملية عن الأدوية والفيتامينات والأعشاب وأي مواد أخرى قد تناولها، من ضمنها ما أخذه دون وصفة طبية، وعما إذا ما كان قد شرب الكحول مؤخرًا.
  • يجب كذلك أن لا يأكل أو يشرب أي شيء قبل الذهاب إلى المشفى لأجراء العملية.

مرحلة ما بعد إجراء زراعة الرئة

يتوقع مكوث المريض في المشفى لفترة تتراوح ما بين سبعة إلى 21 يومًا بعد زرع الرئة. وغالبا ما يقضي المريض بضعة أيام في وحدة العناية المركزة بعد خروجه من العملية. ولمعظم المراكز التي تجري جراحات نقل الرئة برنامج ثابت للتعامل والعناية بمرضى نقل الرئة.

تستغرق فترة الشفاء الكلي قرابة ستة أشهر. غالبا ما يطلب فريق نقل الاعضاء من المريض المكوث قرب المشفى في الأشهر الثلاثة الأولى. وسيحتاج المريض جلسات متابعة دورية والخضوع لتحاليل دموية وصور شعاعية لعدة سنوات بعد عملية نقل الرئة.

تجرى زراعة الرئة، وهي إجراء ضخم، على المرضى الذين يعانون أمراضًا رئوية مهددة لحياتهم. ينجو حوالي أربع من كل خمسة مرضى في سنتهم الأولى بعد الزرع. ويعيش اثنان من كل خمسة مرضى خضعوا لزراعة الرئة بعد الخمس سنوات الأولى. ويكمن الخطر الأعلى للموت في السنة الأولى بعد الزرع، وغالبا ما يكون بسبب مشاكل رفض الجسم للرئة الجديدة.

وعملية منع رفض الجسم للرئة عملية مستمرة كذلك. إذ يرى جهاز المريض المناعي الرئة الجديدة المزروعة على أنها جسم غريب ويهاجمها. ولتجنب ذلك ينبغي على مرضى نقل الرئة (ومرضى نقل الأعضاء عمومًا) أخذ أدوية لمنع الرفض (مثبطات المناعة).

تكبح هذه الأدوية استجابة الجهاز المناعي في الجسم وتقلل من فرص رفض العضو المزروع. وبالنتيجة تضعف هذه الأدوية قدرة الجسم الطبيعية على مكافحة العدوى. وبحلول 5 خمسة سنوات، يتطور سرطان أو مشاكل قلبية لدى واحد من كل خمسة مرضى قد خضعوا لنقل الرئة.

ولكن تتحسن جودة الحياة بالنسبة لمعظم المرضى بعد زرع الرئة بسبب تخلصهم من الحاجة إلى أجهزة التنفس والعلاجات المؤقتة الأخرى التي قد تصبح غير محتملة في الحالات الدائمة. وكذلك يصبح لديهم قدرة تحمل أكبر للتمرين والجهد ويبلون أفضل على صعيد الحياة اليومية.

ليست جراحة زراعة الرئة مثل بقية عمليات نقل الأعضاء من حيث سهولتها وأمانها، إذ تحفل بمخاطر أكبر ولها نسب نجاة أقل حتى، ولكنها قد تؤثر إيجابًا إلى حد بعيد على جودة حياة المريض وراحته.