-

محمود تريزيجيه؛ مسيرته الرياضية والأرقام اللي حقهها بشكل فردي أو جماعي

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

يعيش محمود تريزيجيه نجم وسط المنتخب المصري، واحدة من أفضل أيامه حاليًا، خاصة بعدما حقق أخيرًا حلم حياته وأتم انتقاله إلى صفوف فريق أستون فيلا الإنجليزي في الصيف الماضي، قادمًا من نادي قاسم باشا التركي.

بدايات مسيرة محمود تريزيجيه الرياضية

في 1 أكتوبر 1994، شهدت محافظة كفر الشيخ المصرية حدثًا جليلًا تمثل في مولد محمود أحمد إبراهيم حسن، حيث لم يعلم أحد حينها أن هذا الطفل سوف يتحول عقب ذلك إلى واحد من بين أمهر اللاعبين في تاريخ مصر. وأشارت تقارير صحفية بريطانية إلى أن محمود تريزيجيه أتم انتقاله إلى النادي الإنجليزي مقابل نحو 11 مليون جنيه إسترليني، فيما أنه يحصل اللاعب نفسه على 2.5 مليون يورو كراتب سنوي، وذلك حتى نهاية عقده الممتد لصيف 2023.

كيف حصل على لقب تريزيجيه؟

يعود ذلك إلى حينما كان في سن التاسعة، حيث أطلق عليه مدربه في المدرسة هذا الاسم نظرًا لتشابه طريقة لعبه مع أسطورة الهجوم الفرنسية ديفيد تريزيجيه، بالإضافة إلى سجله التهديفي المميز.

في 2002، وحينما كان يبلغ من العمر حوالي الـ8 سنوات انضم محمود إلى صفوف ناشئي النادي الأهلي، خاصة بعدما تمكن من اجتياز الاختبارات هناك بمهارة كبيرة، ليستمر على مدار 10 سنوات في الترقي بالفرق السنية للنادي.

في عام 2012 تمكن من تسجيل مشاركته الأولى بصفوف النادي الأهلي، وتشاء الظروف أن تكون أمام المنافس التاريخي للأهلي، نادي الزمالك، وذلك في المباراة التي انتهت بفوز الأول “1 – 0” ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا.

أنهى “محمود تريزيجيه” موسم “2011 – 2012” موسمه الأول مع الأهلي وفي جعبته 4 مباريات جميعها في دوري أبطال أفريقيا، لم ينجح خلالهم في صنع أو تسجيل أي هدف، ولكن يُحسب له بالطبع أنه ساهم في فوز الأهلي باللقب في النهاية.

بداية مسيرة محمود تريزيجيه النجومية

مسيرة محمود تريزيجيه

في موسم “2012 – 2013″، نجح محمود تريزيجيه في التأقلم مع أسلوب الأهلي، ورغم أنه لم يتمكن من إظهار نجوميته الفعلية، إلا أنه شارك في 17 مباراة، لم يسجل خلالهم أي هدف وصنع هدف وحيد.

أما موسم “2013 – 2014” زاد عدد المباريات التي ظهر بها تريزيجيه وتمكن من المشاركة في 30 مباراة، نجح خلالهم في تسجيل هدفين.

كان موسم “2014 – 2015” (الموسم الأخير للاعب بصفوف الأهلي) هو الفارق في مسيرة محمود تريزيجيه مع النادي بالفعل، حيث ظهرت إمكانياته التهديفية وقدرته على الاختراق وتسجيل الأهداف بصورة كبيرة، بعدما تمكن من تسجيل 5 أهداف وصنع 8 أخريين لزملائه بجميع المسابقات.

بخلاف ذلك، أثبت تريزيجيه أيضًا قدرته الكبيرة على اللعب في أكثر من مركز، حيث كان بمثابة “جوكر” في الهجوم بقدرته الكبيرة على اللعب في مراكز الجناح الأيسر (مركزه الأساسي) والجناح الأيمن وصانع الألعاب، وبالتالي فقد جذب كل هذا أنظار نادي أندرلخت البلجيكي له، وتقدم للأهلي بعرض رسمي لاستعارته في صيف 2015، وهو يبلغ من العمر 21 عامًا، ليخوض بذلك رحلته الاحترافية الأولى.

رغم عدم ظهوره بصورة كبيرة مع أندرلخت ومعاناته بصورة كبيرة للتأقلم مع أجواء بلجيكا “شارك في 8 مباريات فقط بجميع المسابقات في موسمه الأول مع الفريق”، إلا أن أندرلخت قرر شراء عقد اللاعب بشكل نهائي ومقابل نحو 2.3 مليون يورو، وقام إعارته بعدها مباشرة إلى نادي موسكرون البلجيكي.

رحلة استعادة الذات

حين انتقل محمود تريزيجيه إلى قاسم باشا بدأت الأقاويل تشير إلى أن تجربة اللاعب الاحترافية قد فشلت بصورة كبيرة، وأنه سوف يعود مجددًا إلى الأهلي عقب انتهاء إعارته مع موسكرون المغمور، خاصة وأنه يبدو أن اللاعب فشل بصورة كبيرة في جذب انتباه مسؤولي أندرلخت نحو قدراته.

ولكن يبدو أن اللاعب أبى الاستماع إلى تلك الانتقادات، والتي كانت تزيد يومًا تلو الآخر، وقرر ببساطة أن يعيد استكشاف ذاته وإمكانياته ويُثبت للجميع خطأهم، وبالتالي ففي موسم “2016 – 2017″، شارك اللاعب في 28 مباراة بجميع المسابقات رفقة موسكرون، سجل خلالهم 7 أهداف وصنع 5 أخريين لزملائه.

تركيا وبزوغ النجومية

مع تقدم نادي قاسم باشا التركي بعرض لاستعارة محمود تريزيجيه في صيف 2017، وافق نجم المنتخب المصري على الفور، ليبدأ رحلة جديدة في تركيا استمرت لمدة موسمين.

اشترى قاسم باشا تريزيجيه بشكل نهائي عقب انتهاء مدة الإعارة”، تمكن خلالها من المشاركة في 71 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 25 هدف وصنع 18 أخريين لزملائه.

يمكن أن نقول عن فترة محمود تريزيجيه مع قاسم باشا على أنها الأفضل في مسيرة اللاعب على الإطلاق، خاصة وأنه خلال نفس الفترة نجح أيضًا في تثبيت أقدامه بتشكيل المنتخب المصري، وساهم بشكل كبير في تأهل المنتخب لكأس العالم 2018 بروسيا “تسبب في ركلة الجزاء التي سجل منها محمد صلاح هدف التأهل” وكأس أمم أفريقيا 2019.

موسم أول متوسط نسبيًا

مسيرة محمود تريزيجيه

في موسمه الأول بإنجلترا، توقعت الجماهير من تريزيجيه أن يقدم نفس المستوى الذي يقدمه محمد صلاح بكل موسم، ولكن اختلاف المستوى الفني بين اللاعبين بالإضافة إلى اختلاف طموحات الناديين “الأول ينافس على الفوز بالدوري فيما ينافس الآخر على تجنب الهبوط”.

يمكن أن نقول كذلك أن مستوى محمود تريزيجيه كان متوسطًا بصورة كبيرة، حيث نجح في المشاركة بـ27 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالهم 4 أهداف وصنع 3 أخريين لزملائه.

مباراة ليستر سيتي وأستون فيلا

رغم هذا الموسم المتوسط، إلا أنه تخلل هذا الموسم لحظة من المجد عاشها نجم وسط المنتخب المصري. ففي 28 يناير الماضي، وحينما كانت المباراة تشير إلى التعادل الإيجابي “1 – 1” بين ليستر سيتي وأستون فيلا في إياب نصف نهائي كأس الرابطة، تمكن تريزيجيه “البديل” من تسجيل هدف الفوز القاتل في الدقيقة 94 في المباراة، بعدما تلقى تمريرة من زميله في المنتخب أحمد المحمدي، ليودع الكرة في الشباك ويقود فريقه للتأهل إلى النهائي ويخرج من ملعب المباراة محمولًا على الأعناق، في لحظة ربما لن ينساها على الإطلاق.

يبدو أنه يمكن لهذه اللقطة أن تساهم في تشجيع محمود تريزيجيه على الاستمرار بصفوف أستون فيلا وإنجلترا، خاصةً وأنها كانت المباراة الفارقة في بقاء أستون فيلا ضمن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الحالي 2020-2021. جدير بالذكر أن الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي الممتاز أنطلق في 12 من شهر سبتمبر الجاري بمباراة أرسنال أمام فولهام التي حقق فيها الجانرز الفوز بثلاثية نظيفة في افتتاح الموسم الحالي 2020-2021.