-

طرق الري الحديثة؛ تعرف إلى مزايا الري بالرش وبالتنقيط ومستقبل السقي

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

طرق الري الحديثة من أهم الابتكارات في تاريخ البشرية. وقد ساهمت تكنولوجيا الري الحديثة في نمو المحاصيل الزراعية وجودتها. وتتعدد أنواع نظم الري الحديثة؛ ما بين الري بالرش والري بالتنقيط، تعرف إلى مزايا الري بالرش وبالتنقيط ومستقبل السقي.

ما هو الري؟

الري بمعناه الشامل هو سقي المحاصيل عن طريق جلب المياه من الأنابيب أو القنوات أو الرشاشات أو غيرها من الوسائل، التي من صنع الإنسان، بدلاً من الاعتماد على هطول الأمطار وحدها. ونظراً لأن الأماكن التي تسقط فيها أمطار متفرقة أو موسمية فلا يمكن أن نحافظ على الزراعة بدون الري.

واستطاع الإنسان على مدار القرون أن يبتكر العديد من طرق الري الحديثة، التي تساعده في ري المحاصيل بدون الاعتماد على هطول المطر، حيث أن انعدام المطر في بعض مواسم العام كان حافزاً له لاختراع أنظمة تعتمد في المقام الأول على حفظ المياه لاستخدامها في ري المحاصيل الزراعية.

تطور طرق الري

مارست الحضارات القديمة في أجزاء كثيرة من العالم الري. وربما لم يكن من الممكن أن تكون هناك حضارة بدون شكل من أشكال الري. لقد كان أول شكل من أشكال الري ينطوي على أشخاص يحملون دلاء المياه من الآبار أو الأنهار لسقي محاصيلهم. لكن مع تطور الزراعة وظهور تقنيات طرق الري الحديثة، قامت المجتمعات الزراعية ببناء قنوات الري وكذلك السدود ومرافق تخزين المياه. وكانت هذه المياه تستخدم للشرب والغسيل وري المحاصيل الزراعية.

أما طرق الري الحديثة فتستخدم الخزانات والصهاريج والآبار لتزويد المحاصيل بالمياه. وتشمل الخزانات أيضًا طبقات المياه الجوفية، وكذلك الأحواض التي تجمع ذوبان الجليد، والبحيرات، والأحواض التي أنشأتها السدود.

هذه القنوات أو خطوط الأنابيب تنقل المياه من الخزانات إلى الحقول، وغالباً ما تعتمد القنوات وخطوط الأنابيب على قوة الجاذبية.

أنواع أنظمة الري الحديثة

تُروى المحاصيل بعدة طرق: إغراق الحقل (field) بالكامل، أو توجيه المياه بين صفوف النباتات، أو رش المياه من خلال رشاشات كبيرة، أو ترك الماء يسقط على النباتات من خلال ثقوب في الأنابيب. ومن الأنواع الأكثر شيوعاً للري:

الري بالتنقيط أحد أهم طرق الري الحديثة

الري بالتنقيط

تكتسب طريقة الري هذه شعبية في المناطق التي تعاني من ندرة المياه. حيث يتم وضع أنابيب ضيقة ذات ثقوب صغيرة في الحقول، وعندما يتدفق الماء عبر الأنابيب، فإنه يقطر في مكان جذور النباتات، كما تمتص الجذور الماء وتزوده بالنباتات. علاوة على ذلك، فإنه لا يتم إهدار الماء بهذه الطريقة.

يعتبر ترك الماء يسقط على النباتات من خلال ثقوب في الأنابيب، المعروف باسم الري بالتنقيط، أحد أكثر طرق الري كفاءة. حيث يعمل الري بالتنقيط على تركيز الماء على النبات نفسه، بينما يمكن للطرق الأخرى إهدار المياه عن طريق تركها تمتص في الأرض حيث لا توجد نباتات ويمكن كذلك أن يتبخر الماء في الهواء عند رشه من خلال الرشاشات.

مزايا الري بالتنقيط

  • يصل الماء مباشرة إلى جذور النباتات.
  • يوفر الكثير من المياه، والتي يمكن استخدامها لري المزيد من المساحات.
  • لا تنمو الحشائش لأن الماء يصل مباشرة إلى النباتات ولا ينتشر في أي مكان في الحقل.
  • يتم زيادة غلة المحاصيل في هذه الطريقة.
  • المنطقة المجاورة للنباتات جافة لذا فإن نمو البكتيريا محدود.
  • يقلل من استخدام المياه في الزراعة.

الري بالرش

الري بالرش

تعد طريقة الري بالرش إحدى طرق الري الحديثة وهي طريقة سهلة وبسيطة للري في الوقت الحاضر. حيث يتم توفير المياه للحقول عن طريق رش قطرات الماء، على غرار المطر ولكن عبر الأنابيب. في هذا النوع من الري، يتم تجنب أي فقدان للمياه، كما أن مشكلة التشبع بالمياه غير موجودة في هذا النظام، هذا بالإضافة إلى الحفاظ على توازن المياه الجوفية.

يتم استخدام الري بالرش في المناطق ذات المياه الأقل ومستوى الأرض غير المستوي. حيث يتم وضع خط الأنابيب الرئيسي في الحقل، ومن ثم ربطها بخطوط الأنابيب العمودية بفوهات دوارة. كما يُسمح للمياه من الآبار الأنبوبية بالمرور عبر خطوط الأنابيب هذه تحت الضغط، والتي تتسرب من الفوهات الدوارة وترش على المحاصيل.

الجدير بالذكر أن الري بالرش مطلوب في المناطق التي يُلاحظ فيها تغير في درجة حرارة الأرض والبيئة والرطوبة. حيث يُحسّن الرش المستمر للمياه الظروف الفيزيائية وتكوين التربة، لذلك فهي أحد أنواع نظم الري المثالية لمثل هذه الظروف.

مزايا الري بالرش

إليك أبرز 6 مزايا للري بالرش:

  • يساعد في الحفاظ على التربة.
  • يزيد من إنتاجية التربة.
  • يحمي المحاصيل من الصقيع الشديد أو درجات الحرارة.
  • يمكن استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية بواسطة نظام الرش.
  • يتم الحفاظ على الحالة المادية وتكوين التربة.
  • إنه مفيد جداً للتربة الرملية والأراضي غير المستوية.

مستقبل الري

تعد طرق الري الحديثة من أهم العناصر التي تساهم في مستقبل الزراعة الحديثة. فخلال القرن العشرين تضاعفت مساحة الأراضي المروية في العالم، حيث يُقدَّر أن 18 في المائة من أراضي المحاصيل في العالم تُروى الآن. حدث هذا التوسع بشكل رئيسي في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، حتى النظم البيئية الصحراوية مثل تلك الموجودة في الأردن على سبيل المثال تستخدم الري، فالأردن تستخدم مجموعة متنوعة من تقنيات الري بالمياه الجوفية من الآبار وخزانات المياه الجوفية.

إننا في حاجة ماسة إلى المزيد من الأراضي الزراعية، وبالتالي ريها من خلال العديد من أنواع نظم الري، وذلك من أجل المساعدة في تلبية الطلب العالمي على الغذاء. ومع ذلك، يخشى العديد من الخبراء من أن التوسع في استخدام الري في بعض المناطق سيؤدي إلى استنفاد طبقات المياه الجوفية، مما يقلل من كمية المياه العذبة المتاحة للشرب والنظافة.

إن مستقبل أنظمة الري وتطورها سيساعد في الحفاظ على المياه، حيث إننا نعاني من ندرة المياه اللازمة للزراعة. لذا يجب أن يكون مستقبل أنظمة الري من ضمن أهدافه الأساسية المساهمة في ترشيد استهلاك المياه المستخدمة في الزراعة.

تعد طرق الري الحديثة وسيلة سهلة وفعالة لمزيد من الأراضي المزروعة، ومستقبل أنظمة الري يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، لكن مازال هناك العديد من المخاوف المتعلقة بندرة المياه في العالم، لهذا السبب تظل جهود الوكالة الدولية للتنمية المستدامة مستمرة من أجل الحفاظ على المياه على هذا الكوكب.