-

مغارة موسى؛ على بعد 7 ألف متر في مدينة بلودان

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

قطعة من الجنة؛ تدعى مغارة موسى، تتربع على على بعد 7 ألف متر في مدينة بلودان السورية؛ الذي يحتظنها ويحنو عليها، فما هي الأسباب التي تدفعك لزيارتها؟ وما هي أميز المناظر الخلابة فيها؟ ولماذا يقصدها السواح وأهالي المنطقة بكثرة؟ سأقدم في هذه المقالة معلومات عن هذه المغارة العريقة، وسأذكر سبب تسميتها، وكيف بقيت محافظة على جمالها؛ برغم الحرب والأيام القاسية التي مرت عليها.

سبب تسمية مغارة موسى

يعتقد الكثير أن مغارة موسى تعود للنبي موسى عليه السلام، ولكن الواقع ليس كذلك، فيعود سبب تسمية مغارة موسى نسبة إلى مالكها، وهو (صفوان موسى المراعي)، الذي سعى لفترة زمنية تقارب 15 عام؛ وهو يعمل بيده، لكي تتحول المغارة إلى مقصد سياحي، فقد امتلك حسًا فنيًا دفعه للعمل بيده من أجل تحسين جمال المغارة، ومنه لتتحول إلى معلم سياحي فتان، وزاده دافعًا للعمل إحباط الناس له واتهامه بالجنون؛ فكيف يعمل على تهيئة مغارة مهجورة؟ ولكن عندما تكلل عمله بالنجاح؛ وهبها اسم والده تخليدًا له، وقد قال واصفًا إنجازه: “أردت أن يكون لي معلمًا سياحيًا، كخوفو وخفرع ومنقرع”.

ما هي إجراءات صفوان موسى في مغارة موسى؟

من الإجراءات الهامة التي قام بها مالك المغارة، والتي زادتها جمالاً:

  • حول صفوان المرعي الجانب المنخفض منها إلى بحيرتين، غير عميقتين.
  • مدد الكهرباء إلى الداخل، وكل مستلزمات الخدمات للزائر.
  • جهز الطرق الداخلية والخارجية، وهيأ مرآب للسيارات.
  • عزز تأهيل النبع العذب؛ لتأمين خدمات المغارة.
  • أضاف سوقًا للمهن اليدوية، لتضفي لمسة تاريخية عريقة على المكان.
  • وضع منافذ لتهوية المغارة، تكون ممتدة من باطن أرضها إلى سطحها.
  • استجلب نحاتين؛ نحتوا المنحوتات على الجدران، فنحتوا الكراسي والسلالم، والأبواب الخشبية المرصعة بالصدف، والأبواب الحجرية، وهياكل حيوانات منقرضة، ومجسمات لسيدات يحملن الجرار التي تملأ البحيرتين.
  • أضاف نباتات الزينة الخارجية والداخلية لتزيد المكان جمالاً.

كيف حفرت مغارة موسى؟

منحوتات مغارة موسى

من يدخل هذه المغارة، سيذهله صرح يروي قصة أيادي قديمة، تظافرت بفأسها وفانوسها؛ وآزرتها ظهور الحيوانات بعمليات النقل، وكل ما كان من وسائل بدائية، لتترك التاريخ يروي قصص المشاق والصعاب التي قاسوها، بهدف استخراج رمل المازار، الذي كان عاملاً هامًا في البناء، مما زاد من تجويفها اتساعًا، وذلك قبل قرن من الزمان، وقد كانت مهجورة مظلمة لا يرتادها إلا قلة من أبناء المنطقة، ممن احتاجوا ذلك الرمل، الأمر الذي أجج في أفنيتها الوحشة والخوف، فهل خطر ببال أحدهم، أن هذا الظلام الموحش سيكون قبة سياحية أخاذة.

وصف مغارة موسى

أقواس مغارة موسى

المغارة هي تجويف كبير، يقع في قلب جبل بلودان على7 ألاف متر في قلب بلودان الدمشقية، على بعد 55 كم غربي العاصمة السورية، على طريق الزحلات الشقيف، القريب من الحدود اللبنانية، علمًا أن ارتفاع بلودان هو 1500متر عن سطح البحر، جعلها مصيفًا متميزًا، الأمر الذي زاد المغارة أهمية.عمق المغارة300 مترمساحة المغارة7000 متر مربعسعتهايمكن أن تتسع ل 500 زائرتستقبل بموسم الصيفما يزيد على 100000 زائرتاريخ افتتاحها2006

أهم ما يميز مغارة موسى، برودة جوها في الصيف، بينما يعتدل شتاءً، فهي مصيف ومشتى بنفس الوقت.

جولة في مغارة موسى

تبدأ المغارة بفناء يحتوي على ممر متعرج، تم تصميمه بطريقة تراثية، لتدخل المغارة؛ وترشدك لوحة كتب عليها “مغارة موسى ترحب بكم”، ثم تستقبلك المغارة ببحيرتيها المهيئتين، ثم تأخذ لك طريقًا وسط الدهاليز، لتغوص بعدها في أعماق تخالها عالم سحري منحوت بطريقة فنية مدروسة.

تسجيل جين رانك باست...

Please enable JavaScript

تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة

سوف تبهرك الشلالات التي صنعتها هندسة بشرية مميزة، وتنتشر فيها متكئات تشبه غرف الجلوس، ومنحوتات بأشكالها عديدة، وأهم ما تم نحته تجسيد للرجال الذين حفروها؛ عبر السنين، وحيواناتهم، وسيدات يحملن جرارًا ينزل منها الماء لملء البحيرتان! كما تحتوي مغارة موسى على مطعم داخلي، مخصص لتقديم التسقية الشامية، والوجبات الشعبية للزوار، وفيها مطعم خارجي أيضًا، تتعدد وتتنوع فيه الوجبات.

بحيرتا مغارة موسى

قارب ببحيرة بالمغارة

بحيرة الأمنيات

تتوسط المغارة، وفكرتها الأسطورية، أن يلقي الشخص قطعة نقدية (coin) معينة، وبنفس الوقت يخفي في داخله أمنية معينة، تاركًا تربة هذه البحيرة تخفي أمنيته، لتتحقق في المستقبل.

بحيرة البركة بمغارة موسى

لا يتجاوز عمقها أكثر من ثلاثة أمتار، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مريم العذراء، وتيمنًا بها، أما سبب ذكر العذراء مريم في هذه المغارة فهو حب مالك المغارة للسيدة مريم.

يمكن اسئجار قارب للتجديف داخل المغارة، ليأخذك الدليل السياحي في هذه الجولة في الأعماق، وما إن تتوجه للجوف؛ ستشعر بانخفاض أكثر بالحرارة، وهدوء غريب يسوده صمت سحري عجيب.

أجنحة المغارة

تكثر في المغارة؛ الدهاليز المتعرجة، والممرات التي تأخذك يمنة ويسرة، وصعودًا ونزولاً، والتي تمتلك أسوارً على أشكال أغصان الأشجار، وكل منها له اتجاه يؤدي لجناح معين.

  • جناح ضيوف الشرف

تتواجد في هذا الجناح مجسمات ومنحوتات، ولوحات كتب عليها معلومات عن المغارة، ولمحة تاريخية عن الجهود التي بذلت لإنشاءها.

  • جناح سوق المهن اليدوية

ويحتوي هذا الجناح على متحوتات خشبية، وتحف نحاسية وزجاجية يدوية، ولوحات لفنانين محليين، وتحف شرقية، بالإضافة إلى معرض للتصوير الضوئي.

  • جناح تبريد الخضار والفاكهة

حيث يتضمن الجناح معرضًا للخضار والفاكهة التي تشتهر فيها بلودان، على مدار السنة، حيث يتم تقديمها للسياح والزوار.

المغارة في فترة الحرب

أثناء الحرب التي نشبت في سوريا، أغلقت المغارة، لأن بلودان أُدخلت في هذه الحرب بتاريخ 4/آب/ 2015، بينما عادت للنهوض؛ بعد انتهاء الحرب، وفتحت أبوبها للزوار عام 2019، وأعيدت فيها النشاطات السياحية كاملة.

في نهاية المطاف؛ أكون قد قدمت للباحث معلومات عن مغارة موسى، في جبل بلودان غربي دمشق، كما أكون قد شرحت معالمها، وتاريخها، وكيف تشكلت، وسبب تسميتها، وأجريت جولة فيها، وأهم اجتحتها وتفاصيلها.