اكتشف العالم فليب دي كلير المبيدات الحشرية الفوسفورية في أوائل القرن التاسع عشر، ولكن في ذلك الوقت لم يتم استخدامها كمبيدات حشرية، بل تم تطوير أبحاث في هذا المجال لتصنيع الأسلحة الكيميائية وغازات الأعصاب. بعد ذلك أثبتت فعاليتها وكفاءتها كمبيدات بيطرية ومبيدات للآفات الزراعية، وآفات للخضراوات، والفاكهة، والقطن. تعرف إلى أسباب انتشارها ومخاطرها على الإنسان.
المبيدات الحشرية الفوسفورية (OPs)
المبيدات الفوسفورية هي استرات ناتجة عن تفاعلات عديدة بين حمض الفوسفوريك والكحولات، ونتيجة هذه التفاعلات تم خلق العديد من المركبات المنتمية لمجموعة الكيماويات هذه، ولذلك تم استخدام هذه الكيماويات كمبيدات الآفات المستخدمة على نطاق واسع لمكافحة الحشرات ورش الخضراوات.
أسباب انتشار المبيدات الحشرية الفوسفورية
تعتبر المبيدات الفوسفورية أكثر المبيدات الحشرية استخداما وانتشارا، فبالإضافة لثمنها الرخيص والذي يسمح بشرائها واستخدامها، فإنها ذات تأثير سريع ومفعول سمي قوي، لكنها مركبات غير مستقرة، فلا تبقى طويلا في البيئة وتتفكك حيويا بسرعة في التربة، وهذا ما أشاع استخدامها أكثر. وتتصف ببساطة الاستعمال، فهي لا تتطلب جهد، بالإضافة لسهولة الحصول عليها.
مخاطرها على الإنسان
تؤثر المبيدات الحشرية الفوسفورية بشكل خطير ومباشر على الانسان في حال عدم اتباع الوسائل اللازمة والواقية عند استخدامها، ويتركز تأثيرها على الجهاز العصبي للإنسان والحشرات على حد سواء، لذلك كانت تستخدم كغازات للأعصاب في الحروب لتتسبب بالعديد من حالات التسمم والاختناق.
يطلق على هذه المركبات لقب مثبطات الكولين استيراز، لأنها تقوم بتثبيط فعل انزيم الاسيتيل كولين استيراز (Acetylcholinesterase)، والذي يقوم بنقل السيالة العصبية بين الأعصاب و في الوصلات العصبية العضلية، لذا عند تثبيطه يحدث استمرار لمرور الاشارة العصبية، والذي يسبب بدوره حالة من التنبيه الزائد وكنتيجة لذلك يحدث انقباض للعضلات، وارتعاشات، وشلل وفي النهاية الموت.
سمية المبيدات الفوسفورية
تظهر أعراض التسمم بالمبيدات الفوسفورية عادة خلال دقائق إلى ساعات عقب التعرض للمبيد، وبسرعة تختلف بحسب طريقة دخول المبيد للجسم. تختلف الحساسية تجاهها من فرد لآخر في أي مجتمع، كلما كان الشخص أقل مناعة وأكثر حساسية، كانت نسبة تعرضه للموت أكبر، وكلما زادت نسبة المبيد وكميته في المحيط بشكل أعلى من المعدل الطبيعي، يرتفع عدد حالات الوفيات بسببها، وتدعى هذه الجرعة بالجرعة السامة.
تتشابه أعراض التسمم بالمبيدات الحشرية الفوسفورية بأعراض الانفلونزا إلى حد كبير، وتترتب حسب أسبقية الظهور أولا، إليك أبرز 6 اعراض للتسمم بها:
وسائل الحماية
تعتمد طرق الوقاية من المبيدات الفوسفورية بشكل أساسي باتباع التوصيات والتعليمات الواردة على عبوة المبيد، لذا يجب الالتزام بالتعليمات والارشادات بعناية وبدقة، ولكن بشكل عام يوجد عدة أساليب توقي بشكل كبير من خطرها وهي:
- ارتداء الملابس الواقية والمناسبة والموصي بها أثناء الرش، والتأكد من صلاحيتها.
- التيّقن من سلامة ألة الرش وعدم تسريب المادة من خلالها.
- وجوب الرش مع إتجاه الريح.
- عدم الاكل والشرب والتدخين أثناء الرش وعدم الدخول إلى مكان الرش بعده مباشرة.
- غسل الأدوات المستخدمة وألة الرش والملابس بشكل منفصل عن باقي الملابس.
- عدم تخزين المبيدات الحشرية الفوسفورية المتبقية في عبوة غير عبوتها الأصلية واتلاف العبوات الفارغة.
- ومن الضروري اصطحاب حقيبة اسعافات أولية لتدبير أي حالة بشكل اسعافي ومن ثم اصطحاب المريض مع العبوة للمشفى.
العلاج الأولي لتسمم مركبات الفسفور العضوي
يشتمل على المعالجة المسبقة بالكارباميت وذلك لحماية الكولين استيراز من التثبيط وذلك كوقاية قبل التعرض للمبيد وبعد التعرض له، بالإضافة إلى الأتروبين، والأكسيم، والديازيبام. كما ينصح باتخاذ تدابير عامة مثل السوائل الوريدية والأوكسجين.
وقد بينت الدراسات أن محاولات تطهير المعدة بالفحم المنشط أو بغيرها من الوسائل هي إجراءات عديمة الجدوى. وعلى الرغم من وجود خطر نظري على العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعتنون بحالات التسمم، إلا أن درجة الخطر هذه تبدو صغيرة للغاية.
من الضروري أن يكون الإنسان على مستوى عالي من الوعي عند التعامل مع هذه الكيماويات، لهذا تقام العديد من الدورات التدريبية المجانية للفلاحين، كي توضح لهم كيفية التعامل والوقاية من المبيدات الحشرية الفوسفورية في حال اُسيء استخدامها.