-

الكاهن آريوس (256 – 336م)

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

الكاهن آريوس (Arius) يعد واحداً من كهنة الكنيسة الذين رفضوا التخلي عن مبادئهم، حارب عقيدة الثالوث التي كان صاحبها أثناسيوس ولم يؤمن بها.

من هو الكاهن آريوس (Arius)

  • وُلد عام 256م، وهو ليبي الأصل من أصول بربرية أو أمازيغية، كان والده يسمي أمونيوس.
  • انتقل إلى مصر لتلقي التعليم في مدرسة الإسكندرية، ثم سافر إلي أنطاكية وتتلمذ على يد المعلم لوسيان (Lucian).
  • جمع ثقافة دينية وفلسفية واسعة، فدرس علوم اللاهوت وكان مؤمناً بها، كما أتقن فن الجدل والفصاحة.
  • عاد إلى مصر فرُسم شماساً ثم كاهناً، وكان خادماً لإحدى كنائس الإسكندرية عام 310م.
  • تعرض الكاهن آريوس لانتقادات لاذعة ممن خالفوه الفكر، ولكن شهدوا له أيضاً بالأخلاق الحميدة والزهد.
  • تم اتهامه بالهرطقة، وقام الإمبراطور قسطنطين بحرق جميع كتب الكاهن آريوس وهو حي، حتى بعد مماته قام أخصامه من الأرثوذكس بحرق ما تبقي منها.

لم نستدل من معلومات عنه وعن نشأته، إلا من خلال ما كتبه كهنة الكنيسة عن هرطقته. دفع ذلك بعض العلماء إلي التشكيك في آرائهم عنه (بما أنهم خصوماً له)، واستنتاج شخصية الكاهن آريوس الحقيقية.

الاختلاف العقائدي بين أثناسيوس والكاهن آريوس

يُقال إن أثناسيوس كان وثنياً يتبع ديانة المصريين القدماء، ثم دخل المسيحية وتعمق فيها وأصبح فيما بعد قساً كبيراً. مفاهيم الوثنية التي نشأ بها أثناسيوس، أثرت علي أفكاره فيما بعد حتى بعد اعتناقه المسيحية.

الثالوث المقدس (Holy Trinity)

يُنسب إلي أثناسيوس خلق عقيدة الثالوث وملخص فكرة التثليث باختصار، أن الله واحد يتجسد في ثلاثة أشخاص (الأب، الابن يسوع والروح القدس). من وجهة نظره أن الثلاث أشخاص منفردين ومستقلين ولكن يرجع جوهرهم لنفس المادة.
تعتبر العلاقة بينهم مترابطة فإن الأب أرسل الابن للأرض من خلال الروح القدس، والروح القدس تعتبر بدورها روح للأب وللابن في نفس الوقت.

آريوس ودحض أفكار أثناسيوس

قام الكاهن آريوس (Arius) بمحاربة عقيدة الثالوث بشدة. استطاع بفصاحته وعلمه أن ينفي وجود أي آيات في الإنجيل تقول بألوهية المسيح عيسى.

قام خلاف كبير بين أثناسيوس وآريوس (ومن معه من الموحدين)، وأيضاً كان هناك خلاف من جهة أخرى بين أثناسيوس وبابا الإسكندرية (ألكساندريوس الأول).

نفي الكاهن آريوس بعد المجمع المسكوني الأول

نتيجة الخلافات التي كانت جلية للجميع، قام الإمبراطور قسطنطين بإنشاء مجمع (عبارة عن مناظرة)، لمناقشة القضايا محل النزاع بين الأطراف وكان هذا في عام 325م.

دارت المناظرة وانتصر في النهاية آريوس بعقيدة التوحيد. ولكن رغم ذلك وُجهت اتهامات له ومن معه، وتم نفيه إلي ليريا (Lyria).
ذلك كان بحكم من الإمبراطور قسطنطين، الذي كان لا يؤمن بالتوحيد ويقال إنه كان وثنياً. حيث كان النفي ناتج عن أمر الإمبراطور بالتوقيع على عريضة تثبت ألوهية المسيح ولكن آريوس رفض.

عملية نفي الكاهن آريوس زادت الأمور سوءً، حيث كانت قد ظهرت بالفعل طائفة مؤيده له ولأفكاره. أشعلوا الاحتجاجات مما أضطر الإمبراطور إلي التخلي عن عقوبة النفي وإرجاع آريوس من جديد.

أفكار الكاهن آريوس وظهور الآريوسية

تعاليمه وأفكاره

  • معارضته للكنيسة كانت جلية، حيث كان يقول إذا كان الله مجهول، فذلك لا يعني أن يسوع هو الإله لمجرد أنه معلوم ( وكان هذا التفسير نتيجة تأثره بفلسفة أفلاطون).
  • مع افتراض أن الله واحداً لا يتجزأ، فمن الجلي أن يسوع غير الله وقد أتي بعده، وليس مشاركاً في القدرة الإلهية، كما قال إنه مخلوقاً سامياً وليس خالقاً.
  • يقول البعض إنه ربما مات مدافعاً عن اقتناعاته ومحاربته لفكرة ألوهية المسيح، ملقين التهم على أعدائه بالتدبير لقتله مسموماً.

الآريوسية

وهم أتباع الكاهن آريوس، وبدأ إتباعهم لأفكاره في حياته، وكما ذكرنا كان لهم دوراً كبيراً في عودته من منفاه. لم تكن معتقداتهم واحدة في اللاهوتية، ولذلك تقسموا فيما بعد إلى فرقتين:

  • الآريوسية المعتدلة

    هم الذين اتخذوا النظرية الأوريجيانية التي تقول بالفروق بين الأب والابن وأن الابن خاضع، وكذلك آمنوا بالتشابه أو التساوي في الجوهر.

  • الآريوسية المتشددة

    كان يرأس هذه الجماعة يوسابيوس النيقوميدي، وقد كانوا على عكس الفرقة المعتدلة تماماً.
    قد قاموا بالتفرقة بين الأب والابن بشكل كبير، ثم تطورت أفكارهم بشكل واضح للنظر في جوهر جميع الموجودات وتحليلها، ثم ذهبوا إلى أن جوهري الأب والابن ليسا مختلفين فحسب بل متناقضين.

  • الكاهن آريوس (Arius) حكي عنه البعض أنه ممن حملوا علي عاتقهم مستقبل أمتهم، وقال البعض إنه مهرطق يسمم عقول الناس بأفكار غريبة، وما بين ذلك وذاك حاولنا استسقاء الحقيقة قدر المستطاع من أقوالهم.