-

روبرتو مانشيني

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

خلفاً لما حققه كل من “فيتوريو بوتزو” المتوج بلقب كأس العالم في الثلاثينيات لمرتين، و”مارتشيلو” المتوج بلقب كأس العالم في عام 2006، سجل “روبرتو مانشيني” خلال 3 أعوام قضاها بين أسوار المنتخب الإيطالي، رقماً قياسياً كبيراً بخوضه 33 مباراة بدون هزيمة رفقة المنتخب الإيطالي، وعلى الرغم من هذا الإنجاز، إلا أنه ما زال متواضعاً، وواصفاً ما حققه خلال الثلاثة أعوام المنصرمة بأنه ليس مهماً بالنسبة له، كما واعتبر ما حققه “فيتوريو بوتزو” هو الأكثر أهمية.

شرح قراءه الأكواد ا...

Please enable JavaScript

شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

روبرتو مانشيني يصنع التاريخ مع الطليان

روبرتو مانشيني

لم يتوانى مانشيني في صنع التاريخ مع الطليان، فحتى هذه اللحظة، وبغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية اليوم في مسابقة “يورو 2020″، إلا أنه قاب قوسين أو أكثر لتدوين اسمه في سجلات المدربين الوطنيين العظماء، جنباً إلى جنب رفقة “بوتزو وليبي”، لقيادة منتخب بلاده إلى اللقب الأول والأغلى والذي غاب عن خزينة الدولة من عام 1968.

الآن أصبح بإمكان الدخول إلى عالم المراهنات الرياضية والكازينوهات أون لاين، والمراهنة على مجريات المباريات، توقع نتائج المباريات، وراهن على فريقك من خلال مواقع الكازينوهات اون لاين المنتشرة عبر الإنترنت، للفوز بالجوائز القيمة، أدخل الآن إلى مراهنات كرة القدم اون لاين.

من القاع… للقمة

في حال حقق المنتخب الإيطالي اللقب الغالي اليوم، فهذا بحد ذاته إنجاز منقطع النظير، بالنظر لحالة الطليان بعد أن تولى “روبرتو مانشيني” تدريب المنتخب الإيطالي في عام 2008، كانت حالة المنتخب الوطني يرثى لها، خاصة بعد أن أخفق اللاعبين في التأهل والمشاركة في كأس العالم في عام 2018، تلك الفضيحة أسفرت عن طرد المدرب “جيان بيرو فنتورا”، إضافة إلى رحيل رئيس الاتحاد “كارلو تافيكيو”، ولم ينتهي الأمر إلى هذا الحد فقط، بل شهد الشارع غضباً شعبياً وقلقاً كبيراً على مستقبل المنتخب، خاصة بعد أن كان المنتخب من أقوى المنتخبات المنافسة على الألقاب.

صحوة بعد نوم عميق

بعد أن تبعثرت أمال المنتخب الإيطالي، عاد مانشيني من بعيد للملمة جراح الفريق، وجمع شتاته، وتجديد دمائه، وبناءه من جديد، ليعود للحياة مجدداً، بخطوات ثابتة، ولكنها بطيئة، وأشاد مدرب فريق نابولي السابق “جينارو غاتوسو” بأن ما جاء به روبرتو مانشيني من أفكار عبقرية، لم تكن موجودة في السابق داخل قاموس المنتخب الإيطالي، وكشف “جينارو غاتوسو” عن أن تلك الأفكار كانت مقتصرة على تهيئة اللاعبين ذهنياً وإكسابهم التفكير الإيجابي، فضلاً عن الاعتماد على الجيل الشاب، لإنتاج لاعبين قادرين على البراعة والتضحية فوق أرضية الميدان.

بخطى ثابتة نحو القمة

على الرغم من أن النتائج الأولية للمدرب لم تكن مبشرة بالأمل، حيث حقق مانشيني رفقة اللاعبين فوزاً واحداً في أول ستة مباريات خاضها رفقة المنتخب، كانت مباراة ودية أم منتخب المملكة العربية السعودية، ولكنه في المقابل عمل جاهداً على ترسيخ أفكاره ورؤيته الواضحة، التي تجلت وباتت علنية، خاصة بعد أن تلقى المنتخب الإيطالي الهزيمة الأخيرة له أمام المنتخب البرتغالي في عام 2018، في مسابقة “أمم أوروبا”.

لم يسلم روبرتو مانشيني حينها من الانتقادات اللاذعة حول إمكانيته كمدرب من قيادة المنتخب الإيطالي، ومدى قدرة المدرب على الصمود في البطولات الكبيرة في تشكيلة تكاد تخلو من اللاعبين الكبار أصحاب الخبرات، ولكن كان لمانشيني رأي آخر مغاير، فأظهر قدراته وعزز مبادئه الرياضية في اللاعبين، وهذا ما أثبته اللاعبين في مسابقة “يورو 2020″، حيث أصبح واضحاً قدرة المدرب على استمراره في المنافسة واللعب بالطريقة التي يراها هو مناسبة للاعبين، بغض النظر عن مجريات المباراة، وإصابات اللاعبين، والتغييرات الغريبة التي يقوم بها في بعض الأحيان.

الجميع سعيد… والإبتسامة لا تفارق اللاعبين

خلال مسيرة “روبرتو مانشيني” مع المنتخب الإيطالي، تمكن من إخراج اللاعبين من الضغوطات وشحذ هممهم. فقبل أن تبدأ المباراة الافتتاحية في مسابقة “يورو 2020” أمام المنتخب التركي، صرح مانشيني للإعلام قائلاً بأن الوقت قد حان من أجل إعادة الابتسامة لوجوه اللاعبين ولمحبي ومشجعي المنتخب الإيطالي. وأضاف بأن التتويج بلقب المسابقة هو الهدف الذي يتطلع إليه كل لاعب وعاشق للمنتخب الإيطالي.

مهمة روبرتو مانشيني اكتملت مع المنتخب

كمدرب للمنتخب، مهمته اكتملت، بل شارفت على كتابة أخر السطور في مسيرته بغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية فوق أرضية ملعب “ويمبلي”، حيث تمكن مانشيني من نشر الحب داخل المنتخب، ووقع في حب الجماهير، وأمتع محبي وعشاق كرة القدم، وبكل تأكيد سنرى مدرباً مغايراً لما ظهر عليه طوال المسابقة.

تشكيلة المنتخب الإيطالي

وعلى الرغم من أن تشكيلة المنتخب الإيطالي تفتقر للاعبين الكبار أصحاب الخبرة في المسابقة الكبرى، إلا أن الصحافة الإيطالية انهالت بالمدح والإشادة بالمدرب الفذ، فصحيفة “Corriere della sera“، أطلقت عليه لقب “كابتن مانشيني”، وصحيفة “Corriere dello sport” لقبته بالأستاذ الإيطالي، ووصفه المدرب السابقة للمنتخب الإيطالي “أريغو ساكي” بأنه مدرب فذ، يعمل بشكل رائع ومذهل، وأكد ساكي على أن المنتخب الإيطالي لم يكن قادراً على اللعب بهذه الطريقة أبداً، مشيداً بأداء المدرب، ومعرباً عن أمله من أن يقوم جميع المدربين بانتهاج نفس الأسلوب الذي يقوم به مانشيني مع المنتخب.

روبرتو مانشيني

وتمكن المنتخب الإيطالي من الاستحواذ على إعجاب محبي ومشجعي كرة القدم، بغض النظر عن المنتخب الذي يشجعانه، فبفضل أسلوبه التدريبي، وأفكاره العبقرية، وتغييره للنهج الدفاعي القديم والتقليدي للمنتخب. تمكن روبرتو مانشيني من الوصول بلاعبيه للنهائي. فبعد أن شهدت تشكيلة المنتخب الإيطالي تواجد تسعة من اللاعبين الشباب، لا تكاد أعمارهم تتعدى الـ 25 عاماً، أصبح لدى الجميع إيمان عميق بأن المنتخب الإيطالي سيكتب التاريخ قريباً.

روبرتو مانشيني جاء من بعيد ليرسم الابتسامة على وجوه المشجعين، ويعيد الأمل للاعبين ولكرة القدم الإيطالية. ما زالت بصمته بارزة، ولكن فوزه في نهائي المسابقة وتتويجه باللقب الغالي، سيكون الإرث الكبير الذي سيدخله التاريخ.