-

النوم وأمراض القلب

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

وجد بحثٌ جديد نُشر في كلية هارفارد الطبية أن نظام النوم المتردد هذا قد يزيد من خطر إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وجدت دراسةٌ أخرى جرت على مدى خمس سنين أن أنماط النوم العشوائية -على الأقل عند البالغين الكبار- تقود إلى احتمالات أعلى من الإصابة بجلطات القلب ونوباته، بالمقارنة مع أنماط النوم المنتظمة.

هذا يعني أن نظام النوم عاملٌ مهم خطير من عوامل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول والسمنة والسكري، وهنا نضيف أمراض القلب أيضًا.

وهذه الدراسة مهمّة من جهة أنها تظهر خطرًا كان من قبل مخفيًّا، على حد تعبير توماس أيالا، وهو طبيب قلب حاصل على الدكتوراه في مركز القلب التابع لمركز ميرسي الطبي في بالتيمور، علمًا أن توماس لم يشارك في الدراسة.

خلافًا للعمر وتاريخ الأسرة، النوم شيءٌ نستطيع أن نتحكم به. وكلّما عرفنا عامل خطرٍ نستطيع التحكم به، تسلّحنا بسلاح جديد في معركتنا ضد رئيس القتلة في الولايات المتحدة.» يقول توماس.

تنظيم النوم

أجريت التجربة على ألفي مشتركٍ تراوحت أعمارهم بين 45 و84 سنة، في دراسة متعددة العرقية عن تصلب الشرايين.

وهي دراسة لم تزل جارية يمولها المعهد الوطني للقلب والرئة والدم، وهو تابع للمعاهد الصحية الوطنية.

تعقبت الدراسة آلاف الأمريكان المنتمين إلى أعراق متعددة وست مجتمعات مختلفة، حتى تفهم أمراض القلب والأوعية الدموية فهمًا أحسن.

  • أما المشاركون غير المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية فخضعوا لفحص من ليلة واحدة جرى في بيتهم.
  • ثم ملؤوا استبانةً عن عادات نومهم. ثم ارتدوا في الأيام السبعة التالية جهازًا على معاصمهم يراقب نومهم ويقظتهم.

راقب الباحثون الناس خمس سنين بعد ذلك:

  • فأما أكثر الناس عشوائية في النوم، الذين يغيرون مقادير نومهم ومواعيده، فانتهى بهم الأمر باحتمال إصابة بمرض في القلب والأوعية الدموية يساوي ضعفي احتمال إصابة المنتظمين في نومهم.

نُشر البحث على الإنترنت في 2 مارس في صحيفة الكلية الأمريكية لطب القلب.

وحتى عندما أقصى الباحثون عمّال المناوبات، الذين لا يكاد ينتظم نومهم، كانت النتائج نفسها، وكان الارتباط أشد ما يكون عند الأقليات، لا سيما الأمريكان الأفارقة.

استنتج المؤلفون أن «تغيير موعد النوم أو توقيته بمدة أكبر من 90 دقيقة، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر أمراض القلب والأوعية الدموية».

لماذا يحتاج القلب إلى انتظام النوم؟

ككثير من الأنظمة في الجسم، يعتمد نظام القلب والأوعية الدموية على أنماط الساعة البيولوجية حتى يعمل عملًا صحيحًا.

فضغط الدم مثلا، ينخفض في الليل، ويرتفع ارتفاعًا كبيرًا قبل الاستيقاظ، ويكون أعلى ما يكون عند الظهر.

والصباح أيضًا أكثر الأوقات التي يصاب بها الناس بجلطات القلب ونوباته ووفياته المفاجئة، على حد اكتشاف الخبراء.

وإن كان ليس في مقدور العلماء أن يحددوا الآليات التي تربط عشوائية النوم بأمراض القلب والأوعية الدموية.

فإن الراجح أن الاضطرابات في أنماط الساعة البيولوجية سبب من الأسباب.

اضطرابات الساعة البيولوجية تؤثر على أنماط الجهاز العصبي الذاتي، الذي ينظم مباشرة عمل القلب.

هذا وإن عادات النوم غير المنتظمة تؤثر أيضًا على مواعيد الأكل والتمرين، وهو مما يضرّ القلب.

وحتى نفهم هذه النتائج أكثر، يأمل الباحثون بدراسات مستقبلية تنظر في العلامات الحيوية للدم حيث يمكن أن يظهر الرابط الخفي.

هذا وإن دراسات أكبر تتبع مشاركيها على مدى أطول مهمّة لتؤكد هذه النتائج.

أهمية الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة

قد يكون مغريًا أن تحرق ليلتك سهرًا عندما تكون عالقًا في كتابٍ جيّد مفيد أو في مسلسل من مسلسلات نتفلكس، أو أن تنام في العطل بعد الحفلات السامرة.

أمّا قلبك، فيرى أن من المهم لصحته أن تحافظ على مواعيد نوم منتظمة، أي أن تنام وتستيقظ في المواعيد ذاتها كل يوم من أيام الأسبوع، حسب ما تظهره دراسة النوم وأمراض القلب.

«بمعنى من المعاني، ليس من المفاجئ أن نعرف أن النوم مهمّ جدًّا لصحّة قلوبنا»، يقول الدكتور أيالا.

ويقول إن من شأن التطور أن يخلصنا من عادةٍ تعرض أسلافنا لخطر الافتراس في معظم فترات حياتهم، حتى يحافظ على صحتنا.

النوم الجيّد مهم للحفاظ على الصحة العامة، أما النوم السيئ فيرفع خطر الإصابة بأمراض منها السكري والسمنة.

بالإضافة إلى تحسين النشاط الجسمي، والانتظام في حمية صحية، وعدم التدخين، والحفاظ على وزنٍ صحي، وأشياءَ أخرى.

إذا كنت تريد أن تقلل خطر إصابتك بأمراض القلب، فلعلّك تعوّد نفسك النوم في الوقت نفسه كل يوم.