-

أن تستبدل…. الخذلان والقتل الصامت

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

هل جربت مرة أن يستبدلك أحدهم؟ هل تجرعت مرارة الهجران وأنت ترى مكانك لم يصبح شاغرا بعد رحيلك عن عمد أو عنوة، وبشكل قسري؟ سنصحبك في رحلة مألمة فشد من أزرك، ومسد نياط قلبك ولا تحزن، لربما مواجهتك بالحقيقة فيها التعافي والشفاء. تعال معنا إلى رحلة إلى الخذلان والقتل الصامت.

شعور الاستبدال

الفراق قد يكون خيار صعب، ويأخذ المرء الكثير من الوقت حتى يتعافى ويستجمع رباطة جأشه من جديد، وهو موقف وشعور لا يحسد المرء عليه بكل المقاييس.
ولكن ماذا لو صحب هذا الشعور القاسي الاستبدال!

هل تعلم ما هو الاستبدال؟ هو أن يقوم الطرف الآخر بإلقاء ذكرياتك ويمنح مكانك بدم بارد لآخر، فلم يكفه أنه نحاك جانبًا، بل استبد وتجبر، وتناسى ما كان بينكما. مسح وجودك وكأنك لم ترتشف يوما من هذا الكوب، ولم تمشط شعرك هنا، ولم تجهز طعامك هناك، وفي تلك الحجرة لم تترك بصمات أصابع يوما ما. نزع صوتك من هذا الفناء، ولملم روحك العالقة على الجدران بعنوة، وفي موقف تقشعر له الأبدان خطف رائحتك من الوسائد، ومن الثياب، ومن الهواء الذي يطير، ويحلق في الأرجاء. ألقي بكل ما يتعلق بك في الجحيم…. شعور يدمي القلب، ويألم النفس لدرجة تمنيت فيها أن يلقيك يومها في الجحيم ولا تشهد هذا اليوم وأنت حي ترزق.

التعلق بالذكريات القتل الصامت

هناك….. حيث تمنيت أن تكون …. تشاركه الهواء الذي يتنفسه، تغفو على كتفيه، تشتم عبيره، تشعر بأنفاسه، تسمع دقات قلبه، ولكنك لست هناك… وللأسف. هناك…. حيث يلهو هو، هناك حيث يأكل، حيث يغمض عينيه بتثاقل متناسي أنه في مكان ما يرقد قلب بين الموت والحياة، قلبك أنت. لأنه وببساطة قد حل أحدهم محلك، هناك حيث لا زال قلبك وعمرك وأيامك عالقة بين ثنايا الأشياء.

لكن، كما عودتنا الأقدار وهذبتنا أفاعيلها أنه لا شيء يأتي صدفة أو بارتجالية، بالرغم من الألم وحجمه، قد يكون هو الحل الصائب لك. فكر كيف تخرج من الحالة النفسية السيئة التي تركك فيها أحدهم.

ربما كان ما حدث تصحيح لوضعك، وأنه لم يكن بوسعك البقاء مع من لا يملك قلب ولا يقدر وجودك، وأنك مررت على حياته مرور الكرام…. عزاؤك أنك لم تقدم كرامتك وكبريائك قربان لبقائك معه، حتى وأنت تعلم أن البعد عنه موت محقق، ولم ولن تبوح له بأنك تموت في اليوم ألف مرة وتبكي عيناك بحرقة أسفا على ما ألم بك.