تعد الأسمدة الزراعية بمثابة طعام للبنات، فهي عبارة عن عناصر طبيعية أو صناعية، إذ تُضاف إلى التربة لزيادة الخصوبة, لذا سنتعرف على أنواع الأسمدة الزراعية ومنها الأسمدة الحيوية، الأسمدة العضوية والكيميائية وأهميتهم للنبات.
أهمية الأسمدة الزراعية للنبات
في الواقع يحتاج النبات للعناصر الغذائية لإتمام عملية البناء الضوئي، وهذه العناصر تتوفر في أنواع الأسمدة الزراعية، وأهميتها:
- تساعد النبات على مقاومة الأمراض.
- تجعل النبات ينمو بسرعة وبنشاط، وأيضًا تزيد نسبة المحصول.
- تمد النبات بالعناصر الغذائية اللازمة للازدهار والنمو، مثل: الفسفور والبوتاسيوم.
- تنظيم الوظائف الحيوية للبنات.
- تساعدأيضًا الأسمدة الزراعية النبات على امتصاص النيتروجين من التربة.
- كذلك تزود فاعلية الكائنات الدقيقة المفيدة للتربة.
ما هي أنواع الأسمدة الزراعية؟
تنقسم الأسمدة الزراعية إلى ثلاثة أنواع، وهي: كيميائية (صناعية)، وعضوية (طبيعية)، وحيوية (بيولوجية).
الأسمدة العضوية
أحد أنواع الأسمدة الزراعية عبارة عن عناصر طبيعية لا تحتاج لأي إضافات صناعية، كذلك نمد التربة بالأسمدة العضوية لتحسين بنيتُها، عادةً ما تُستخدم في الزراعة العضوية وتنقسم إلى عدة أنواع، على سبيل المثال:
السماد الحيواني
من أهم الأسمدة العضوية المستخدمة في تحسين الخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة؛ لأنه يمد التربة بالعناصر الدقيقة، مثل: النحاس والبورون والمنجنيز؛ السماد الحيواني عبارة عن روث الحيوانات ويختلف باختلاف عمر الحيوان وطريقة تغذيته، وأيضًا طرق جمع السماد وتخزينه.
أيضًا يزيد نسبة المادة العضوية في التربة؛ لأنه يتكون من نيتروجين وفوسفور وبوتاسيوم؛ ولكن لا تضع روث الحيوانات مباشرةً على التربة ولكن بعد أن يتحول إلى سماد، ولا تستخدم روث القطط والكلاب؛ لأنه يحتوي على طفيليات تُؤذي التربة.
مخلفات الطيور
من أهم مصادر النيتروجين للتربة، ولا توضع مباشرةً على التربة مثل روث الحيوانات، ولكن يجب الانتظار إلى أن تصبح سماد.
سماد السمك
يعد سماد السمك مصدر غني بالكالسيوم والفسفور والمغذيات، إذ تستخدم الأسماك المتحللة كأسمدة نتيجة غناها بالنيتروجين.
الكمبوست
يشبه الكمبوست روث البقر، وينتج عن طريق تخمر المخلفات العضوية النباتية، مثل: قش الأرز والتبن وفروع الأشجار والحطب والأوراق والمخلفات المنزلية؛ كذلك يحسن الكمبوست جودة التربة ويزيد الإنتاج؛ نتيجة غناه بالعناصر الغذائية اللازمة للتربة، وكذلك يزيد خصوبة التربة ويساعد على تهويتها.
أسمدة بذرة القطن
على الرغم من غناها بالنيتروجين واحتوائها على كمية من الفسفور والبوتاسيوم، إلا أنها تعد مصدر بطيء المفعول غير أنواع الأسمدة الزراعية الأخرى كما أنها لا تتواجد إلا في مناطق زراعة القطن؛ وأيضًا تستخدم في فصل الخريف قبل الزراعة لإتاحة الفرصة للنيتروجين أن يعمل بكفاءة قبل فصل الربيع.
دم الحيوانات
يعد من أحد أنواع الأسمدة الزراعية حيث يمكن إنتاج أسمدة من دم المواشي المذبوحة بعد تجفيفها، إذ إن مفعولها سريع جدًا؛ نتيجة غناها بالنيتروجين، لكن لها آثار سيئة على النبات فتسبب حرقه، نتيجة حمضيتها العالية، لذا يُفضل البدء بها قبل الزراعة.
أسمدة العظم
عبارة عن عظام مواشي مطحونة، وهي غنية بالفسفور والنيتروجين، ومفيدة جدا لنباتات الزينة والأشجار المثمرة.
ريش الطيور
من المواد التي ينتج منها الكمبوست؛ نتيجة غناه بالنيتروجين وسرعة تحلله، إذ ينصح بوضع المياه فوق الريش لزيادة وزنه ومواجهة الرياح.
الفوسفات الصخري
تُطحن الصخور للحصول على السماد، إذ تعد العناصر الموجودة به غير قابلة للذوبان في الماء؛ لذا يعد من أفضل الأسمدة المضافة للتربة؛ لأنه يمدها بالفوسفات مدة طويلة.
سماد الجير
يضاف الجير إلى التربة بسبب غناه بالكالسيوم، إذ يزيد من فاعلية الأسمدة وكذلك يزيد من تثبيت النيتروجين في التربة، أيضًا يساعد على تحسين جذور النباتات، وتجنب فقد العناصر الغذائية خلال عملية الترشيح.
الأسمدة الخضراء
تزرع النباتات البقولية في التربة الفقيرة بالعناصر الغذائية مثل التربة الرملية لإمدادها بالنيتروجين؛ بالإضافة إلى حرث بقاياها مع جزيئات التربة فيُزيد من خصوبتها.
الأسمدة الكيميائية
أحد أنواع الأسمدة الزراعية عبارة عن مركبات كيميائية صناعية يتم تحضيرها وإضافتها للتربة لاحتوائها على العناصر الغذائية اللازمة للنمو؛ وفي الآونة الأخيرة زاد استخدام الأسمدة الكيميائية؛ بهدف زيادة الإنتاج والربح، خاصة أن النباتات المهجنة تحتاج إلى تغذية عالية وسريعة.
أيضا تزيد من خصوبة التربة، بالإضافة إلى إمدادها بثلاثة عناصر أساسية، هي: النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم؛ وتنقسم الأسمدة الكيميائية إلى:
عناصر بسيطة:-
تضم عنصر سمادي واحد وتشمل:
- الأسمدة النيتروجينية.
- الفوسفاتية، والبوتاسيوم.
- سماد الماغنسيوم.
- سماد الكالسيوم.
عناصر مركبة:-
تضم أكثر من عنصر سمادي، مثل: النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم. الأسمدة الكيميائية.
أنواع الأسمدة الكيميائية
- الأسمدة النيتروجينية (الآزوتية)
تحتوي على عنصر النيتروجين كعنصر تسميد، فهو من العناصر الأساسية لنمو النبات، لذا تعد اليوريا هي المصدر الشائع للأسمدة النيتروجينية؛ وهي بديل عن السماد الحيواني، إذ يدخل في تكوينها عنصر النشادر (الأمونيا) الذي يستفيد منه النبات في صورة سماد.
- الأسمدة الفوسفاتية (الفوسفورية)
تحتوي الأسمدة الفوسفاتية على عنصر الفوسفور كعنصر رئيسي، لكن نادرًا ما تستخدم؛ بسبب قلة الفسفور وتكلفة نقلها الباهظة؛ إذ تصنع من الفوسفات الصخري ثم يفتت إلى حبيبات ناعمة وتتم معالجته بحمض الكبريتيك لصُنع أسمدة سائلة تسمى سوبر فوسفات.
- أسمدة البوتاسيوم
تحتوي الأسمدة البوتاسية على البوتاسيوم كعنصر رئيسي، وهو عبارة عن خليط من كلوريد البوتاسيوم وكبريتات البوتاسيوم؛ لذا تعد من أهم أنواع الأسمدة الكيميائية؛ إذ يؤثر في حجم الثمار.
- سماد الماغنسيوم
تضم عنصر الماغنسيوم كعنصر أساسي للتسميد، وأيضًا تضم فقط سلفات الماغنسيوم.
- أسمدة الكالسيوم
تعد أيضًا من الأسمدة البسيطة أحادية العنصر، إذ تستخدم أكسيد الكالسيوم الذائب في المياه ولا تقل نسبته عن 20%.
- الأسمدة المركبة
تحتوي على أكثر من عنصر غذائي، ولا تقل محتوياتها من النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم عن 40%؛ أيضًا تكون متجانسة التركيب، ولديها القدرة على الذوبان في المياه في حالة الأسمدة الذائبة؛ ولا بد أن تكون نسب العناصر المكونة لها هي نفس النسب المصرح بها.
- الأسمدة المعدنية
تزود بعض الأسمدة التربة بعناصر معدنية مختلفة، مثل: الأسمدة الكيماوية التي تحتوي على الجبس الذي يمد التربة بالكبريت.
أضرار الأسمدة الكيماوية
شاع في الفترة الأخيرة استخدام الأسمدة الكيميائية كأحد أنواع الأسمدة الزراعية كثيرًا نتيجة فاعليتها السريعة وانخفاض تكلفتها؛ لكن الأسمدة الكيميائية سلاح ذو حدين، على الرغم من أهميتها في زيادة الإنتاج وكذلك تحسين جودة المنتجات، إلا أنها تعد أكثر أنواع الأسمدة الزراعية ضررا حيث تتمثل أضرارها في:
- الإكثار من استخدام الكيماويات يحرق النباتات.
- تلوث المياه الجوفية؛ نتيجة ترشيحها من النبات إلى التربة.
- إصابة المحاصيل بالآفات والأمراض، ذلك نتيجة الإفراط في التسميد؛ خاصة استخدام الأسمدة الغنية بالنترات.
- تؤدي الأسمدة الكيميائية إلى العقم، إذ يحتوي سماد اليوريا على مادة البيوريت السامة التي تنشط في درجات الحرارة العالية، كما أن تحلل اليوريا ينتج عنه غاز الأمونيا الذي يُصيب الرجال بالعقم ويُسبب التهابات الجهاز التنفسي.
- الإصابة بالسرطان نتيجة الإفراط في استخدام الأسمدة النيتروجينية التي تحتوي على النيتريت المسبب لسرطان الدم.
الأسمدة البيولوجية (الحيوية)
- الأسمدة البيولوجية
الأسمدة البيولوجية أحد أنواع الأسمدة الزراعية إذ تحتوي على كائنات حية دقيقة، وبكتيريا جذرية، وأنواع معينة من الفطريات؛ وعند تطبيقها على البذور أو التربة، فإنها تزيد من مغذيات التربة وتوفرها بيولوجيًا، وهي بمثابة علاقة متبادلة المنفعة بين النبات والكائنات الدقيقة.
مميزات الأسمدة البيولوجية
- تعمل على زيادة النيتروجين والفوسفور للبنات طبيعيًا أكثر من أنواع الأسمدة الزراعية الأخرى.
- لا تتسبب الأسمدة البيولوجية في تلوث للتربة أو البيئة عكس الأسمدة الكيميائية.
- تزيد خصوبة التربة وتعزز نسبة المواد العضوية بها.
- تعمل زيادة نسبة المحصول، وتقلل تأثير الكائنات الضارة في التربة.
عيوب الأسمدة البيولوجية
- تحتاج لظروف خاصة لتخزينها لأنها عبارة عن كائنات حية.
- يجب أن تحتوي التربة على المغذيات اللازمة لنمو الكائنات الدقيقة.
- تغير ظروف التربة، مثل تغير درجة الحرارة أو الجفاف يُفقد الأسمدة البيولوجية فاعليتها.
- عدم توافر بعض الأسمدة البيولوجية نتيجة نقص سلالات معينة من الكائنات الدقيقة.
في الختام، عزيزي المزارع، لا توجد أجمل من الطبيعة التي خلقنا اللّه عز وجل عليها، فعند استخدام أنواع الأسمدة الزراعية فإنها تحقق كثير من الفوائد، ولكن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى أمراض كثيرة ويضر التربة.