-

زراعة القمح: التربة المناسبة، شروط وخطوات للزراعة، وكيفية الحصاد

(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

زراعة القمح من أكثر أنواع الزراعات التي تحظى بالاهتمام والدراسات. كون القمح أحد المحاصيل الغذائية الأساسية بل يعد أهمها في جميع دول العالم. وبصفة عامة تشغل مساحة الأراضي المزروعة بالقمح أكبر مساحة من أي محصول زراعي آخر. حيث يقدر الإنتاج العالمي من القمح سنوياً بـ 735 مليون طن في العالم. لذلك نلاحظ مؤخراً زيادة في الاهتمام لمعرفة موعد وخطوات زراعة القمح الأفضل للحصول على الكمية المطلوبة من القمح بجودة عالية.

النبتة عند زراعة القمح

في البداية القمح هو نبات عشبي يتكون من عدة أجزاء لابد من ذكر لمحة عنها لتمكن من فهم كيفية زراعة القمح بطريقة مثلى. وذلك من خلال فهم آلية نمو النبات وحصوله على غذائه.

أجزاء النبتة

بالتأكيد يتكون القمح من الأجزاء نفسها التي يتكون منها أي نبات بصفة عامة وهي:

  • الجذر:

بالطبع الجذر هو الذي يمد النبات باحتياجاته من الماء والغذاء. ومن الجدير بالذكر أن نسبة وزن الجذور إلى وزن المجموع الهوائي تزداد من ناحية بانخفاض درجات الحرارة. ومن ناحية أخرى بازدياد شدة الإضاءة. وكذلك أيضاً بازدياد الإجهاد المائي ونقص محتوى النتروجين في الأرض.

  • الساق:

هي ساق أسطوانية يختلف ارتفاعها تبعاً لاختلاف الأصناف. إذ يتراوح بين 0.3 متر في الأصناف القصيرة ونحو 1.5 متر في الأصناف الطويلة. ومن ناحية أخرى يتأثر نمو الساق بعدة عوامل أهمها على سبيل المثال: خصوبة الأرض، وشدة الإضاءة، وكثافة النبات. في الحقيقة يهتم بعض المزارعين عند موعد زراعة القمح بالبحث عن الساق الطويلة كونها تشكل كمية كبيرة من علف الأبقار.

  • الورقة:

بداية توجد ورقة واحدة فقط عند كل عقدة، تتكون من الغمد الذي يحيط تمامًا بالنصل، حيث يكون شكل النصل رمحي شرطي إلى ضيق مستدق الطرف. بالإضافة إلى ذلك لورقة نبتة القمح أذين على كل جانب موجود عند قاعدة النصل.

  • النوارة:

من المهم جداً ذكر أن النوارة هي الجزء الأهم الذي من أجله يتم التركيز على كيفية زراعة القمح بالطريقة الأمثل. وذلك لأن النوارة هي السنبلة والتي يمكن أن تحمل من 10-30 سنيبلة بطول يتراوح من 5-17سم.

نبتة القمح تتكون من عدة أجزاء

شروط زراعة القمح

من شروط زراعة القمح انتقاء التقاوي ذات الجودة العالية

في البداية أهم ما يجب معرفته حول كيفية زراعة بذور القمح هو توفر الشروط المناخية المناسبة والتربة الملائمة وذلك من أجل الحصول على أعلى جودة من المحصول. لذلك يجب على المزارع أن يقوم على سبيل المثال بالآتي:

  • الاهتمام باستخدام التقاوي ذات الجودة العالية.
  • الحرص على تأكيد خلوها من أية أمراض.
  • التركيز على زراعة وحصيدة القمح في الوقت المناسب.
  • حماية المحصول الزراعي النامي من ناحية التلف الذي قد ينتج عن الآفات الزراعية والأمراض.

مزارع القمح

مما لا شك فيه أن الخطوات الأساسية لزراعة القمح تعد واحدة تقريباً في جميع أنحاء العالم. إلا أن مزارع القمح هي مزارع مختلفة في حجمها من ناحية وفي نوعية ومستوى جودة الآليات المستخدمة من ناحية أخرى وذلك في الحقيقة يتعلق بدرجة تطور وتقدم الدول أو تخلفها. حيث مازال يستخدم المزارعون في الدول الفقيرة حيوانات لجر المحراث في حقولهم الصغيرة إلى جانب زراعة المحصول وحصيدته يدوياً.

من ناحية أخرى تتم زراعة القمح في الدول الصناعية المتقدمة في مزارع ذات مساحات شاسعة باستخدام الجرارات والآليات الحديثة المتخصصة بزراعة بذور القمح.

الظروف المناخية المناسبة لزراع القمح

زراعة القمح ضمن الظروف المناسبة

في الواقع إن موعد زراعة القمح هو المناخ المعتدل الجاف إلى حد ما. حيث تؤثر درجات الحرارة والأمطار والظروف المناخية جميعها بشكل كبير في تحديد موسم البدء بزراعة القمح. بالإضافة إلى أن الزراعة المبكرة والزراعة المتأخرة عن هطول المطر تؤدي إلى تعريض المحصول للتلف عموماً.

القمح الشتوي والقمح الربيعي

من الجدير بالذكر أنه يوجد قمح شتوي وقمح ربيعي. حيث تتم زراعة القمح الشتوي في النصف الشمالي للكرة الأرضية من أول أيلول (سبتمبر) وحتى أوائل تشرين الأول (أوكتوبر) بما يتيح للنبات أن ينمو بصورة صحيحة وأن يصبح قوياً ليتمكن من مقاومة البرودة في الشتاء. فعلى سبيل المثال في المناطق الباردة تنثر بذور القمح ضمن خطوط ضيقة وعلى عمق قليل لا يتجاوز عدة بوصات. وبعد تساقط الثلوج تغطي خطوط البذور مشكلة دثاراً أو غطاء يعمل على وقاية نبات القمح من البرد الشديد لتلك المناطق.

في حين يلتزم المزارعون بوقت زراعة بذرة القمح الربيعي في أوائل شهر آذار (مارس). ونظراً لأن فترة نموه أقصر بكثير من القمح الشتوي فإنه يتعرض أقل للمخاطر الجوية. غير أنه في نصف الكرة الجنوبي تتم زراعة القمح حسب المناخ في كل دولة.

التربة المناسبة لزراعة القمح

في الحقيقة إن أنسب أنواع التربة لزراعة نبتة القمح هي التربة الطفالية الطينية والتربة الطفالية الغرينية. والأهم من ذلك كله يجب أن تحتوي التربة على نسب عالية من المواد العضوية المتحللة التي توفر الغذاء للنبات. ومن الجدير بالذكر أنه في حال كانت التربة فقيرة في هذه المواد يمكن للمزارع أن يقوم بإضافتها عن طريق اختيار النوع المناسب من السماد.

المزارعون يزرعون نفس التربة كل عام

في الواقع إن بعض المزارعين في مختلف أنحاء العالم يتبعون خطوات زراعة القمح في نفس الأرض كل عام. ففي بعض الأحيان تكون التربة قد فقدت الكثير من العناصر الغذائية اللازمة من خلال عدة عوامل على سبيل المثال المطر والرياح التي تجرف وتزيل الكثير من العناصر.

3 خطوات للزراعة

بداية يوجد العديد من خطوات زراعة القمح الهامة التي يجب أن تتبع بعناية حتى يتمكن المزارع من الحصول على محصول جيد.

  • تجهيز التربة
  • في الحقيقة لا بد عند اقتراب موعد زراعة القمح من حراثة الأرض سواء باستخدام الحراثة البدائية عن طريق الحيوانات. أو من خلال استخدام الآلات للحراثة ونثر البذور في المساحات الشاسعة. حيث تفيد عملية الحراثة بتهوية التربة والتقليل من الرطوبة. علاوة على ذلك تساعد في التخلص من الأعشاب الضارة ومخلفات المحصول الفائت والاستفادة منها من خلال تحللها في التربة ونبات انسيابها مع العناصر الغذائية للنبات الجديد.

    بعد أن تتم عملية تجهيز التربة تحفر خطوط في الأرض بعمق كاف من أجل زراعة الحبوب.

  • نثر بذور القمح
  • في الحقيقة يقوم الفلاح بعد حراثة التربة بنثر البذور في خطوط التربة في الزراعة اليدوية. بينما تتم زراعة الحبوب باستخدام الآلات الزراعية عن طريق إسقاط الحبوب حبة تلو الأخرى داخل الخطوط التي صنعتها الآلة نفسها. علاوة على ذلك تعمل الآلة على تغطية التربة كما تقوم بعض البزارات بإسقاط كمية من السماد مع الحبة عند الزراعة.

  • رعاية النبتة أثناء نموها
  • بالعموم قد تتعرض نبتة القمح للتلف نتيجة الإصابة بالآفات الحشرية والأمراض ومزاحمة الأعشاب الضارة. بالتالي من المهم رعاية هذه النبتة من خلال استخدام عدة طرق منها على سبيل المثال:

    • مكافحة الأمراض.
    • مقاومة الآفات الحشرية.

    حصاد القمح

    حصاد القمح في الأيام المشمسة

    في الحقيقة يحتاج القمح لكي ينمو إلى مدة تتراوح بين 1440 إلى 170 يوماً. حتى ينضج بشكل جيد. حيث تمر نبتة القمح بجميع مراحل النمو (البذوغ- تكوين السنابل- تكون العقدة الأولى- الإزهار- النضج). ومن ثم تتحول النبتة كاملة من السيقان إلى رؤوس السنابل للون للأصفر الذهبي مع انحنائها باتجاه الأرض. وبالتالي يصبح المحصول جاهزاً للحصاد.

    الفصل المناسب لحصاد القمح

    مما لاشك فيه أن وقت الحصاد مرتبط بوقت زراعة القمح حيث تكون عملية الحصاد في أيام مشمسة من فصل الخريف وذلك منعاً لتبلل البذور وترطيبها مما يجعلها عرضة للتلوث والجراثيم والتلف. ففي حال كان المحصول صغيراً يتم استخدام الوسائل اليدوية كالمناجل والمقصات. بينما في المساحات الشاسعة فتستخدم الآلات للحصاد وفصل القمح عن النبات.

    في النهاية تعد نبتة القمح من أهم النباتات التي تعنى جميع الدول في زراعتها. حيث أن القمح يعد المكون الأساسي الذي يدخل في أنواع تكاد لا تحصى من الأطعمة وبالتالي جني الكثير من الأرباح لذلك نجد أن معرفة وقت زراعة القمح الأنسب مهم جداً.