تجعد واصفرار البندورة؛ تعرف إلى أسبابها وخطورتها وعلاجها وطرق مكافحتها

تجعد واصفرار البندورة يعتبر من الأمراض الفيروسية الخطيرة جدًا على زراعة البندورة وخاصة في الزراعة المحمية (البيوت البلاستيكية والزجاجية). سنتحدث عن أسباب تجعد واصفرار البندورة، كما سنتعرف على طرق الوقاية وعلاج اصفرار وتجعد البندورة. لا شك بأن المزارع يجب أن يكون حريصًا على ما يزرع من محاصيل، أيضًا فيجب أن يهتم بالوقاية والإلمام بسبل علاج الآفات المختلفة، لذا تعرف إلى أسبابها وخطورتها وعلاجها وطرق مكافحتها.

فيروس تجعد واصفرار البندورة

في الحقيقة، إن فيروس اصفرار وتجعد البندورة يعد من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب البندورة في الزراعة المحمية (زراعة البندورة في البيوت البلاستيكية والزجاجية) وكذلك البندورة في الزراعة الحقلية. يعرف الفيروس علميًا باسم Tomato yellow leaf curl virus. كما يعرف باسم شائع هو فيروس زعترة البندورة. يؤثر الفيروس على زراعة وإنتاجية البندورة (المردود الاقتصادي الكلي). بالإضافة لذلك، تؤدي عدم مكافحة الفيروس إلى خسائر هائلة.

أسباب اصفرار وتجعد البندورة

بطبيعة الحال، إن لمرض تجعد واصفرار البندورة أسباب كثيرة، لا بد للمزارع أن يلم بها، وهذه الأسباب تنحصر في ما يلي:

• وجود الأعشاب المحيطة بالحقل أو البيت البلاستيكي أو الزجاجي؛ فهي وسيطة نقل الفيروس.
• وجود الذبابة البيضاء وهي الناقل الرئيسي للفيروس؛ بسبب عدم مكافحتها والوقاية منها بشكل جيد.
• زراعة النباتات الجاذبة للذبابة البيضاء دون مكافحتها.
• أيضًا، استعمال شتول مريضة في تشتيل البندورة.
• عدم اختيار المزارع للموعد الأفضل لزراعة البندورة.
• بالإضافة لذلك، عدم زراعة صنف بندورة مقاوم للمرض.
• كما يساعد عدم اهتمام المزارع بعمليات تقليم البندورة وتفريعها ولفها في نقل الفيروس.

الذبابة البيضاء هي الناقل

في الواقع، تعد الذبابة البيضاء (ذبابة البيوت البلاستيكية البيضاء) أهم أسباب تجعد واصفرار البندورة، لأنها ناقلة الفيروس الرئيسية. تعرف هذه الذبابة علميًا باسم (Trialorouds vaporariorum). كما تعرف أيضًا باسم ذبابة البيوت الزجاجية. هذه الذبابة تنتشر في أغلب دول العالم، وتنقل أكثر من ٢٠٠ مرض فيروسي. بالإضافة لذلك، فإن لهذه الذبابة أكثر من ٣٠٠ عائل نباتي مختلف (قرعيات، خيار، بطيخ، قطن، تبغ، بندورة، فاصولياء). تسهم هذه الآفة بنقل الأمراض الفيروسية لعائلها النباتي.

الإصابة بتجعد واصفرار البندورة

تظهر على نباتات البندورة المصابة بفيرس تجعد واصفرار البندورة أعراض تدل حكمًا على الإصابة بالمرض، وهذه الأعراض:

• تتجعد الأوراق والوريقات وتلتوي أطرافها نحو الأعلى.
• يتحول لون الأوراق والوريقات إلى الأصفر الباهت أو الشاحب.
• تصبح الأوراق صغيرة الحجم مختزلة.
• كما أن النبات المصاب يتقزم بالتدريج.
• أيضًا تتساقط الأزهار وتكون الثمار الناتجة من البندورة صغيرة الحجم.

خطورة تجعد واصفرار البندورة

تنبع خطورة فيروس تجعد واصفرار البندورة حين يتكاثر بأعداد هائلة دون أن تتم المكافحة السليمة. كما أن إصابة نبات البندورة نفسها تسبب الضعف العام للنبات، وضعف النبات سيؤدي لتشجيع ظهور آفات جديدة على البندورة مثل فيروس الذبول التبقعي للبندورة، وفطر البياض الدقيقي. كذلك سوف تنجذب آفات حشرية لنبات البندورة مثل آفة حفار أوراق البندورة، وآفة حالوش البطاطا. بالإضافة لذلك، قد تتداخل الآفات مع بعضها في البيت أو الحقل، وتصبح كثيرة جدًا، مما يضطر المزارع لتطبيق نظام المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية.

علاج تجعد واصفرار البندورة

تتم عملية علاج اصفرار وتجعد البندورة، بالطبع، من خلال جملة من الإجراءات؛ منها ما هو وقائي، ومنها ما هو عملي حقلي. بينما تعتمد الإجراءات الوقائية على تصرفات المزارع وسلوكه في الوقاية ضمن الحقل أو البيت البلاستيكي، أما الإجراءات العملية فتتم بوسائل تلزمها الخبرة الحقيقية للمزارع ورصيده المعرفي الزراعي.

الوقاية من تجعد واصفرار البندورة

في الحقيقة، تتم الوقاية من خلال قيام المزارع بإجراءات هامة للغاية قبل وعند وبعد زراعة البندورة، وفيما يلي أبرز 9 طرق للوقاية:

• التخلص من الأعشاب المحيطة بالحقل أو البيت البلاستيكي قبل زراعة البندورة، وبعد زراعتها وانتهاء الحصاد.
• تعقيم التربة في البيوت المحمية بالفورمالين ٣٧.٥% الممدد بالماء ١٠٠ لتر.
• مكافحة الذبابة البيضاء (ذبابة البيوت البلاستيكية البيضاء) وهي أهم إجراءات الوقاية على الإطلاق.
• الحصول على شتول سليمة للبندورة قبل الزراعة.
• اعتماد مصائد خاصة لصيد الذبابة البيضاء في حال تواجدت أو منع تواجدها.
• اختيار الموعد الأنسب لزراعة البندورة.
• أيضًا اختيار أصناف مقاومة للمرض من البندورة.
• تقليم البندورة بشكل سليم كل ٤-٧ أيام عند ظهور ثلاث عناقيد زهرية، بإزالة نهايات الأفرع الزائدة وبعض الأوراق.
• تفريع البندورة بشكل سليم (إزالة الأفرع المتزاحمة والأفرق القريبة من سطح التربة).

مكافحة تجعد واصفرار البندورة

لا بد من القيام بإجراءات مكافحة لمرض اصفرار وتجعد البندورة في حال شوهدت أعراض الإصابة، ويتم ذلك كالتالي:

استئصال اصفرار وتجعد البندورة

في الحقيقة، يجب استئصال الفيروس المسبب للمرض في حال الإصابة عن طريق مكافحة المسبب (الذبابة البيضاء). تكافح الذبابة البيضاء باستخدام أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية من أمثال دايمثوات (Dimethoate)، أو بريميكارب primicarb، أو أسيتامبريد Acetamiprid (زينيث). حيث يتم رش النباتات بأحد هذه المبيدات، مع الانتباه أن يكون المبيد جهازيًا لكي لا يقضي على المفترسات الطبيعة مثل خنافس أبو العيد النافعة أو أسد المن المفيد.

مكافحة حيوية

تطبق المكافحة الحيوية عن طريق مفترسات أبو العيد Coccinella وأسد المن Chrysoperla، أو من خلال مسحتضرات الفطور الممرضة للحشرات، أو استخدام الطفيل Encarsia formosa.

مكافحة عملية

يتم التخلص من الأجزاء المصابة من النباتات وحرقها تمامًا. كما أنه يتم توزيع مصائد لصيد الذبابة البيضاء داخل البيت البلاستيكي أو الزجاجي بمعدل ٨-١٠ مصائد للبيت الواحد ذو المساحة ٤٠٠ متر مربع، و ٨-١٢ مصائد للحقل ذو المساحة ٨٠٠ متر المربع. يجب أن يراعي المزارع التوزيع بشكل جيد للمصائد واستعمال مصائد متنوعة (مصائد غذائية، مصائد فرمونية، مصائد طعوم سامة…. إلخ). أيضًا، وبالإضافة لما سبق، توضع مناخل أو لوحات شبكية للصيد على باب البيت الزجاجي أو البلاستيكي، مع الحرص أيضًا على وجود المنخل الأخضر على قمرية البيت.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تجعد واصفرار البندورة وأسبابه المباشرة وغير المباشرة. كما نكون قد أحطنا العلم بذبابة البيوت البلاستيكية البيضاء الناقلة للمرض، ونكون قد أدركنا سبل الوقاية والمكافحة. لأن المزارع لا بد أن يكون حريصًا على ما يزرع وراغبًا في الحصول على أكبر إنتاج من دون خسارة؛ إذن فيجب أن يطبق وسائل الوقاية ويلتزم بالعلاج في حال الإصابة.