تعتبر آفة حلم العنب Eriophyes vitis من الآفات الزراعية التي قد تصيب العنب وتؤدي إلى ضعف الإنتاجية العامة، وكذلك فإنها تؤدي إلى انجذاب عدد من الآفات إلى الكرمة وشجيرات العنب، فما هي هذه الآفة، وما هي علامات ومظاهر الإصابة بحلم العنب، وكيف يمكن مكافحة حلم العنب عند الإصابة به؟
نبذة عن آفة حلم العنب
آفة حلم العنب هي واحدة من الآفات التي تصيب الكرمة (العنب) بكل أنواعه. السبب الرئيسي للحلم هو حيوان وليس حشرة أو شيئًا آخر. ينتشر الحيوان المسبب لحلم العنب في كافة مناطق زراعة العنب في العالم، حيث يتواجد في أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، كما يتواجد في دول شرق البحر المتوسط. يعرف هذا الحلم أيضًا باسم (حلم أوراق العنب) لأنه يهاجم الأوراق بصورة خاصة.
الوصف
آفة حلم العنب هي عبارة عن حيوان صغير الحجم (أصغر من حشرات البق الدقيقي وحشرات المن بكثير). يبلغ حجمه حوالي (١٦٠ – ٢٠٠) ميكرون. الجسم كباقي أفراد هذه الفصيلة أسطواني الشكل ومتطاول، كما أنه مزود بزوجين من الأرجل فقط. بينما سطح الجسم ذو حلقات كثيرة بحوالي (٦٥ – ٧٠ حلقة). أما بيضة الحيوان فهي صغيرة جدًا (٦٠ ميكرون).
الإصابة بآفة حلم العنب
تتجلى مظاهر الإصابة بآفة حلم العنب على السطح السفلي للأوارق بصورة خاصة. يهاجم الحيوان مناطق واسعة من السطح السفلي للأوراق، ثم يمتص العصارة النباتية تمامًا كما تفعل حشرات المن، ونتيجة لذلك، تضعف النباتات. تتخذ الأنسجة المصابة شكل الفقاعات أو البثور المخملية المتموجة. تكون البقع خضراء من جهة السطح العلوي، ومقعرة بيضاء من جهة السطح السفلي. كما يتغير لون البثور في نهاية الموسم أو عند جفافها لتصبح باللون الأحمر، ثم البني. في الحقيقة، توجد في كل بقعة أو درنة، أعداد كبيرة جدًا من حيوان الحلم.
خطورة آفة حلم العنب
تنبع خطورة آفة حلم العنب، من أنها تضعف الأوراق في مكان الإصابة، وبالتالي فهي تضعف النبات. كما أن ضعف النبات نفسه يشجع آفات جديدة لكي تهاجم شجيرات الكرمة، كالدبابير والحفارات وصانعات الأنفاق. أيضًا، ومع تداخل الآفات الزراعية بقوة في ما بينها، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية. رغم كل ما تقدم، فإن أضرار هذا الحلم ليست خطيرة في أغلب الحالات، وتصل نسبة الضرر من العتبة الاقتصادية حوالي ٢٠-٢٥٪ من الإنتاج العام.
متى نلجأ للمكافحة المتكاملة؟
لا يتم اللجوء إلى المكافحة المتكاملة لآفة حلم العنب بصورة خاصة. المكافحة المتكاملة تطبق فقط عند وجود آفات أخرى متداخلة في ما بينها كالحفارات وصانعات الأنفاق وماصات العصارة النباتية وحشرات القلف والخشب كحشرة قلف الأشجار مثلاً. يفضل عدم اللجوء إلى استعمال المبيدات إلا عند الضرورة وعند وصول الضرر إلى الحد الحرج. نعني بالحد الحرج (الحد الحرج للضرر الاقتصادي) هو مدى تعداد الآفة الذي وصلت إليه، ومدى الخطورة. انطلاقًا مما تقدم، نادرًا ما تستخدم المكافحة المتكاملة لهذا الحيوان.
عوامل تشجع الإصابة
بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بآفة حلم العنب. من أهم العوامل عدم عناية المزارع بالتسميد المتوازن للتربة مما يشجع على الإصابة. يلجأ المزارع في أوقات كثيرة إلى التسميد بالآزوت وحده وهذا خاطئ. يجب أن يتم التسميد بالآزوت، والفوسفور، والبوتاس معًا. في هذه الحالة يجب على المزارع أن يستعمل سوبر فوسفات ثلاثي، وسلفات البوتاسيوم، والآزوت أو اليوريا. كما أن عدم التخلص من الأعشاب الضارة في الحقل يشجع الإصابة بالحلم وغيره من آفات. أيضًا، فإن وجود آفات أخرى كالدبور الأحمر Vespa orientalis، والذباب، وحافرات الأنفاق، يشجع على الإصابة. انطلاقًا من ذلك، يجب على المزارع مكافحة هذه الحشرات بأحد المبيدات الفوسفو- عضوية.
دورة الحياة
تقضي آفة حلم العنب فصل الشتاء بطور الحيوانات الكاملة في شقوق الشجرة أو شقوق القلف. قد تقضي الآفة أيضًا هذا الطور في زوايا الأغصان، أو بين اﻷوراق، أو بين حراشف براعم الكرمة. بعد ذلك، يهاجر الحلم أو الحيوان في الربيع إلى السطح السفلي للأوراق. يتكاثر الحلم في مكان الإصابة لعدة أجيال قد تصل إلى عشرين جيل سنويًا. عدد الأجيال يتوقف على طبيعة المناخ، والظروف السائدة من حرارة ورطوبة. بعد ذلك، يهاجر الحلم من جديد إلى البراعم في الخريف قبل سقوط الأوراق.
مكافحة آفة حلم العنب
لا يتم اللجوء إلى مكافحة آفة حلم العنب إلا عند وجود الإصابة بما يستدعي استخدام المبيد. تتم المكافحة الكيميائية تمامًا كما تتم عند الإصابة بفطر البياض الدقيقي. في واقع الأمر، عندما يكون المزارع قد رش الكرمة للوقاية من فطر البياض الدقيقي والفطور الأخرى (بمبيدات مشتقات كربماتية)، فإن هذا وحده يعد كافيًا للوقاية من هذا الحلم. عمومًا، تتم المكافحة الكيميائية من خلال الرش بالكبريت المكروني في أوائل الربيع (نيسان). كما يمكن استعمال مبيدات مختلفة، نخص منها المبيد كلوروبينزيلات (chlorobenzilate). أيضًا يمكن استعمال المبيد بروموبروبيلات bromopropylate فهو يفيد كثيرًا مع هذا الحلم. كما يمكن استعمال أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية من أمثال باراثيون ميثيل Parathion- methyl.
إجراءات الإدارة المتكاملة
المقصود بالإدارة المتكاملة لآفة حلم العنب؛ مجموعة من الإجراءات الزراعية والعنائية والوقائية وكذلك العلاجية. يعتني المزارع بأشجار الكرمة بالتقليم سنويًا، كما يخصبها بالآزوت والفسفور والبوتاس والعناصر الصغرى والكبرى. يمكن أيضًا أن يسمد الكرمة بالمغنيزيوم حين تكون التربة فقيرة به. بالإضافة لذلك، يتخلص المزارع من الأعشاب في الحقل. كما يحاول المزارع قدر الإمكان مكافحة الحشرات والآفات الأخرى بأحد المبيدات الفطرية الجهازية، والأخرى الحشرية الفوسفورية.
بذلك؛ نكون قد تعرفنا على آفة حلم العنب التي يمكن لها أن تصيب أشجار العنب. كما نكون قد أدركنا سبل الوقاية والمكافحة الممكنة بعد تعرفنا على دورة الحياة. لا بد أن يكون المزارع حريصًا على أرضه وما يزرع من أي آفات ضارة، سواء كانت حشرية أو فطرية أو بكتيرية أو غيرها. انطلاقًا من ذلك، وجب على المزارع أن يعرف شيئًا عن هذا الحيوان الضار.