-

أحمد خالد توفيق الطبيب والأديب

أحمد خالد توفيق الطبيب والأديب
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

أحمد خالد توفيق هو طبيب وكاتب مصري ذاع صيته بسبب مؤلفاته الشهيرة. منها على سبيل المثال سلسلة ما وراء الطبيعة وسلسلة سفاري. الأهم من ذلك، ترجمت عدة روايات له للغات مختلفة منها رواية يوتوبيا. وبسبب دوره الكبير في التأثير بجيل الشباب وحثّهم على القراءة تم منحه لقب “العراب”.

من هو أحمد خالد توفيق

في البداية، لا يمكننا كتابة تعريف عادي عن شخص استطاع أن يجمع بين الطّب والأدب بطريقة فريدة. علاوة على ذلك، لا يمكن ببساطة وصف شخص امتلك القدرة على مداواة الجسد بعلمه، وكداواة الروح بأدبه وإنسانيّته. إنّه الدّكتور المصري العربي الشهير أحمد خالد توفيق أحد أبرز أعلام الطب الأدباء في العالم العربي.

الولادة والنشأة

بتاريخ العاشر من حزيران (يونيو)، ولد الدكتور أحمد خالد توفيق وبالتحديد في العام 1962. ابناً لمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية في جمهورية مصر العربيّة. شغفه الطّب البشري فدرس في كليّة الطّب البشري بجامعة طنطا وتخرّج منها عام 1985.

التخصص والتعليم

بعد تخرّجه من كليّة الطّب البشري انتقى الدكتور أحمد خالد توفيق تخصص طب المناطق الحارّة. وهو فرع من فروع الطب البشري يعنى بدراسة الأمراض في مناطق معينة تتّسم بمناخها الحار. على سبيل المثال المناطق الاستوائية وغيرها. بعد ذلك، حصل على شهادة الدّكتوراة في اختصاصه في العام 1997. الأمر الذي أهّله لتولّي منصب عضو في الهيئة التدريسيّة ثم منصب الاستشاري المتخصص في الأمراض الباطنة. وذلك في كليّة طب طنطا المدينة التي كبر وترعرع فيها.

حياته العائلية

أثناء دراسته في كلية الطب أعجب بزميلة له متخصصة في طب أمراض الصدر وكانت تدعى منال. ثم بعد قصة حب تزوّجا وأنجبا شاب أسموه محمّد وفتاة تدعى مريم.

أحمد خالد توفيق الكاتب والأديب

سلسلة سفاري وسلسلة ما وراء الطبيعة
أحمد خالد توفيق له مؤلفات شهيرة أهمها سلسلة ما وراء الطبيعة وسلسلة سفاري

إلى جانب تخصصه في الطب البشري وربّما قبل أن يكون طبيباً، كان الدكتور أحمد خالد توفيق كاتباً وشاعراً ومبدعاً بفطرته. وإذا كان الأدب هو ما يميّز شخصيّته كطبيب، فإن ما يميّزه كأديب هو أنّه من أوائل الكتّاب الذين كتبوا في أدب الرعب وأدب الخيال العلمي.

بداية المشوار الأدبي

كانت طليعة وباكورة أعماله الأدبية سلسلة أطلق عليها اسم “سلسلة ما وراء الطبيعة”. وميزة هذه السلسلة أنها مزجت بين الخيال العلمي والطّب، فهي تتحدّث عن طبيب متخصص في أمراض الدّم لديه ذكريات خارجة عن المألوف وخارقة للطبيعة إن صحّ التعبير. علاوة على ذلك، فيها شيء من أدب الرّعب الذي لم يكن مألوفاً قبل ذلك.

بعد نشر سلسلة ما وراء الطبيعة

رغم أن الأدب الفريد الذي كتب فيه الدكتور أحمد خالد توفيق لم يكن متداولاً، ورغم أن التفكير في رد فعل الجمهور على أدب جديد مقلق نوعاً ما. أصدر الدكتور أحمد خالد توفيق سلسلته الأولى بكل ثقة، وقد حصدت نجاحاً مبهراً وإقبالاً كبيراً مما جعله يكمل الكتابة في هذا النوع من الأدب.

سلسلة فانتازيا

هي السلسلة الثانية التي أصدرها العراب بعد سلسلة ما وراء الطبيعة، واسمها يشرح محتواها. فبعد النجاح المبهر الذي حققته سلسلة ما وراء الطبيعة كان لابد من الاستمرار في كتابة أدب الرعب لتجيء جوهرته الثانية “سلسلة فانتازيا”. وهي عبارة عن سلسلة من الروايات المتتالية تدور حول شخصية رئيسة تحمل اسم عبير ولا تخلو أحداثها من التشويق والغموض.

سلسلة سفاري لأحمد خالد توفيق

ها هو المزيج الطبي الأدبي يظهر بأبهى حلّة في السلسلة الثالثة والتي حملت اسم “سلسلة سفاري”. والتي جاءت بعد عام واحد فقط من إطلاق سلسلة فانتازيا. علاوة على ذلك، اتسمت روايات سلسلة سفاري هذه المرّة بطابع أقرب للكوميديا والسخرية من الرّعب والخيال العلمي. كما أن شخصيتها الرئيسة طبيب يدعى علاء. علاوة على ذلك، تدور سلسلة سفاري حول مجموعة أحداث طبية في إفريقيا وتحديداً في الكاميرون.

جعل الشباب يقرؤون

لقد استطاع الدكتور أحمد أن يؤثر في أجيال كاملة من الشباب وحبّبهم بالقراءة إلى الدرجة التي تجعلهم يقرؤون ويقرؤون ويطلبون المزيد. نتيجة ذلك منحه محبّوه لقب العراب وتداولوا اقتباساته وكلماته على نطاق واسع.

أشهر روايات أحمد خالد توفيق

في ظل هذا الزخم الأدبي والنجاح المبهر يصعب انتقاء رواية مميزة أكثر من سواها للعراب المصري. فقد كان شخصية مميزة أضافت لمساتها إلى كلّ شيء بتفرّد، كيف لا وهو ابن أمّ الدّنيا وليد تفرّد الأهرامات وكاتب نشأ في مصر أم الحضارات.

رواية يوتوبيا

أصدر العراب المصري رواية يوتوبيا في العام 2008 والذي ميّزها هو نسبة المبيعات الهائلة التي حققتها بعد نشرها. ومن المذهل أنه كتب في ذلك الوقت في رواية يوتوبيا عن مصر في العام 2023 وانقسانها إلى طبقتين إحداهما تكون طبقة اليوتوبيا حيث الرفاهية والثراء. والطبقة الثانية هي طبقة الفقراء وأصحاب الحاجة الذين يكدّون لكسب لقمة العيش. الأهم من ذلك، أن هذه الرواية ترجمت للغات عديدة وأعيد نشرها مرّات ومرّات.

رواية السنجة لأحمد خالد توفيق

تلت رواية يوتوبيا رواية شهيرة تحمل اسم السنجة، وقد تم إصدارها في العام 2012. وإذا كنت تتساءل عن معنى السنجة فلن تجد الجواب في هذه اللمحة لأن الكتاب برمّته يدور حول تفسير كلمة غير مفهومة قد تكون سبحة أو سنحة مكتوبة على الحائط. يحاول البطل فك لغزها ومعرفة ما تخفيه.

مثل إيكاروس

مجدداً يأخذنا الدكتور أحمد خالد توفيق “العراب” في رحلة إلى المستقبل، حيث يحطّ رحاله في العام 2020. وهي تدور حول فكرة الذوبان بعد معرفة الحقيقة وتشتهر بالعبرة التي تقدّمها “للحقيقة ثمن وللمعرفة ثمن”. والمميز في رواية “مثل إيكاروس” أنها تدمج بين الطب النفسي وتسبر أغوار النفس ثم تدمج بين هذا الجانب والتنبؤ بالمستقبل.

أحمد خالد توفيق والترجمة

ربما انتقى العراب المصري بعض الكتب الأجنبية لترجمتها بسبب ما تدور حوله من مواضيع تتشرب اهتماماته بشكل خاص. على سبيل المثال تلك التي تتحدث عن الطب النفسي وغيرها ونذكر منها على سبيل المثال:

رواية نادي القتال

اهتم الدكتور أحمد خالد توفيق “العراب” بترجمة رواية نادي القتال Fight Club للعربية وهي الرواية الأولى للأديب الأمريكي تشارلز مايكل تشاك بولانيك، تلك الرواية التي تحوّلت فيما بعد إلى فيلم يروي قصّتها. حيث تدور حول شخص يعاني من الأرق فيلجأ للطب النفسي وجلسات العلاج النفسي الجماعية لعلاج الاكتئاب والضغط النفسي.

ديرمافوريا

تلاقى موضوع هذه الرواية مع اهتمام الدكتور أحمد خالد توفيق “العراب” بالسفر عبر الزمن والتنقل بين الماضي والحاضر. فهي تدور حول شخص استيقظ في السجن لا يتذكر شيئاً عن ماضيه ثم تبدأ رحلة التذكر بطريقة تمزج بين الحاضر والمستقبل.

إضافة إلى ذلك اهتم الدكتور أحمد خالد توفيق بترجمة كتاب المقابر الكتاب المصري القديم. كما اهتمّ أيضاً بترجمة سيرة حياة الطبيب والزعيم أرنستو تشي جيفارا.

وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق

إن وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق خلّف حسرة كبيرة في قلوب محبّيه من الأطباء والأدباء والقرّاء. فكان غيابه فقداناً لقامة عريقة أثبتت ذاتها في الطّب وفي الأدب الفريد. وكان الدكتور أحمد خالد توفيق قد توفّي بتاريخ الثاني من نيسان (أبريل) من العام 2018 عن عمر لم يتجاوز 55 عاماً. بسبب الرجفان البطيني وهي حالة خطيرة تصيب القلب وتهدد حياة المريض.

وداع الدكتور أحمد خالد توفيق

وفي حفل تشييع مهيب ودّعته مصر وحملته زنود الأحبّة على الأكتاف كما حملته قلوب الناس الطيبة في قلوبها وذاكرتها.

لم يكن الدكتور أحمد خالد توفيق شخصية عادية بل أصبح أيقونة وقدوة يحتذى بها. فقد حبّب الشباب بالقراءة وكتب لأجيال كاملة ستظل تحفظ ذكرياته الحميدة وتتداولها.