الفضاء الكوني، Universe فيهِ تاهَ العُلماء ما بين نظرية وفرضية ولا زالوا حتى اليوم في حيرتهم تائهين، فهو منظومةُ إلهية حيّرت بدقتها العلماء! وَيطلقون عليه في بَعض الأحيان الفَضاء الخارجي Outer space! بينما يَصفهُ البعض أحياناً بالفَضاء الفارغ! رَغم ازدحامهِ حَتى التُخمة وَالامتلاء بالأجسام وَالمنظومات الهائلة الحَجم، القريبة منّا وَالبعيدة، تعرف إلى ماهيته ومدى اتساعه وترتيب الأجرام السماوية فيه.
تعريف الفضاء الكوني
قبلَ كلّ شيء، إنّ الفَضاء الكوني (Universe) مُنظمٌ بدقةٍ لا متناهية تَحبس الأنفاس في صَدرك، وَتربط الكلام في حنجرتك!منظمٌ بحيثُ أنّهُ يَربطُ حَركةِ أكبر الأحجام الهائلة بِحَركةِ أدقِ الأحجام المجهرية، أو تلكَ التي لا ترى أصلاً، كالمجالات المغناطيسية أو الطاقة وَالحرارة أو غيرها، من مَجالاتٍ تشكل أساس الفَضاء الكوني! وَكلها تَدور مَعاً وَتتفاعل في فَضاء خارجي ضمن مَنظومة فيزيائية الحركة معقدة، وَدقيقة في التَوقيت، وَفي الزمن، وَفي توزيع مَواقع الأجسام الهائلة مِنها وَالمُتناهية الصغر مَعاً، وَتَوزع نِسب القوى ما بينَ قوة وَضعف، وَفي نفس الوقت. إنّ كل هذا الفَضاء الكوني الهائل بأكمله مترابطٌ ببَعضهِ البعض، بحيثُ لا مَجال فيهِ للخطأ، أو حتى لشبهِ الخطأ! وَإلا! نَتيجة لذلك، فإنّ الفَضاء الكوني أجمع سَيصدم ببَعضهِ البَعض.
الفارق بين وصف الكون ووصف الفضاء الكوني
وَللتوضيح! هنالِكَ فارقٌ في الوَصف، ما بَينَ الكون! وَما بَينَ الفضاء الكوني! على الرَغمِ من أنّ الكلمة ذاتها! فَالكون يَختلف بالوَصف عن الفَضاء الكوني رَغم أنّهمّا في نهاية المَطاف واحد، لهذا سَنوضح، ما هوَ الكون؟ وَما هوَ الفَضاء الكوني؟
وصف الكون (Cosmos)
إنّهُ ذلكَ الفَضاء المَرئي لنّا، وَنستطيع رؤيتهُ بسهولة دونّما تَحليلٍ أو فَرضيات أو نَظريات، وَدونّما تِلسكوبات دقيقة، وَلا أبحاثُ، وَلا اختراعات علمية، وَلا تَجارب.
كونٌ بسيطٌ، في مَفهومهِ. فَلنُسمهِ مجازاً (كون العُشاق).
وصف الفضاء الكوني (Universe)
لكن وَمن ناحيةِ أخرى وَبالتعريف العلمي، الفضاء الكوني وَتحديداً، هوَ نسيجُ الكون كاملاً! وَالذي يدعى (الزَمكان). ما كان مَرئياً لنّا أو غيرَ مَرئي! ما نَعرفهُ أو ما زلنّا نَجهلهُ!
وَبِعبارةِ أخرى، إنّهُ ذلك المكان الذي يَحتوي على أعداد لامُتناهية من الأجسام وَالغُبار وَالسُحبِ الكونية، وَالسُدُم! وَأيضاَ الذَرات وَالأطياف وَالأشعة، وَالمَجالات المَغناطيسية المُختلفة، هذا وَبالإضافةِ إلى الثُقوبِ السوداء وَالبَيضاء! وَجميعها معاً تَدور في حركة شديدة التَنظيم وَالتَعقيد في الدقةِ، صارمة! وَلذلك، وَلِنُدرِكُهُ نَحتاج تِلسكوبات وَاختراعات، في منتّهى الدقة لتحتوي أبعاده، وَمركبات فَضائية في حركة مَكوكية بين الفَضاء وَالأرض لمواكبة حَركة الفَضاء في مساراته وَأنظمتهِ، وَقوانينه الفيزيائية الشديدة، وَلجمعِ معلومات أوفى عنهُ. وَبالتالي تساعدنا في الوصول أكثر إلى أعماق الفضاء، وَامتلاك المَعرفة اليقين حَول مَعلومة ما.
إنما حَتى تِلكَ التلسكوبات وَالمركبات وَالاختراعات مع نظرياتها وَفرضياتها، مَهمّا تَطورت، لن تستطيع أن تَصل يَوماً إلى مَرحلة تَحتوي كلّ الكون الهائل، ليسَ فَقط لاتساعهِ! بل لأنهُ وَبكلِّ بساطة آخذٌ في اتساع سريع مذهل لا يتوقف!
في الواقع وَمهما حاولنا، لن تَستطيع تِلكَ التَجارب وَالاختراعات حَتى لو رَكضَ العقل فيها رَكضاً! مواكبة سرعة اتساعه.
آلية حركة أجسام الفضاء الكوني
إنما، وَبِدايةً! عَلينا أن نُدرك أمراً، إنّ كلّ أجسام الكون تَدور معاً في مَنظومة دقيقة دقة لامُتناهية مذهلة، بحيثُ لا مجالَ فيها للخطأ في موقعٍ ما، أو في حركةٍ، أو حتى في توقيتٍ يُقاس بالمقياس الذّري! وَهي دِقة حتى اليوم لم يَصل البشر إلى احتسابها حتّى وقتنا الحالي.
وَلن يَصلوا! وَذلكَ فَقط! بسبب آليةِ الاتساع الزَمكانية الغامضة فيهِ، وَالتي تسبقهم في كلّ مرة. وَكل هذا الذي نَعرفه! لا زالَ هنالكَ الكثير، الذي لم نَعرفهُ بعد حتى يومنا هذا! لا سيما أنّ المجرة تحتوي مَجموعات هائلة من النجوم، وَالتي تَبلغ المليارات في أعدادها، وَكلها تَدورُ بانتظام حولَ نفسها، وَبتبعية كاملة لتّلك المَجرة، وَبحركة كونية هائلة شديدة الدقة، معقدة!
علاوة على ذلك، ذات النجوم تَمتلك كواكب، وَتدور هي الأخرى بانتظام حَول نفسها بالإضافة لدورانها حولَ نجومها. وَمن ناحية أخرى إنّ تِلكَ الكواكب لديها أقمار تابعةٌ لها، وَهي أيضاً تَدور حول نَفسها وَحول كواكبها. وَكلهم معاً، يَدورون حول النجم الرئيسي!
لكن! وَالأهم من ذلكً كلّهُ إنّ المجرات بكلّ ما تَحتويهِ من مَجموعات هائلة الأعداد! تفاجئنا إنّها هي أيضاً، في حالة دوران في الفَضاء مع مجرات غيرها دونَما اصطدام ببَعضها البَعض في آلية فيزيائية الدقة، مدهشة! وَلا نَملكُ حتى اليوم إجابات عن منظومة حركاتها المذهلة.
اتساع الكون في الفضاء الكوني وتمدده
يعرف تَمددُ الكون، على أنّه عبارةٌ عن تَمدد أبعاد الكون على كافةِ الاتجاهات من نِقطة واحدة أولى، سُميت بالمُتفردة، وَلكن، وَقبلً كلّ شيء عليكَ أنّ تَعرف أمراً، لا زال العُلماء وَحتى يومنا هذا، عاجزين أمام هذا التَمدد العظيم، فهُم يُرجعونهُ لسبب مجهول حتى الآن، وّلذلك يعزو العُلماء هذا التَمدد الهائل وَالسريع، إلى طاقة مجهولة، وَغامضة، أطلقوا عليها اسم (المادة وَالطاقة المُظلمة)، وَهي التي تَدفعُ بالكون إلى تَمدده وَالاتساع. رغمَ أنه وَمنطقياً لا بدَ لهِ أن يتوقف، فكلّ شيء يبدأ بالتَمدد لأسباب، هنالِكَ حد نهائي لتَمددهِ وَلاتساعه، ولا بد لهُ أن يتباطأ وَأن يَتوقف في النهاية، إنّما يبدو أنّ للكون رأي آخر! يخالف هذه النظرية!
بل وَعلى عكسِ ذلك، إنّ الكونُ لازالَ، وَمنذُ ذلك الحين، آخذاً بتمددهِ وَالاتساع، وَبسرعاتٍ هائلة، رغم أنه منذُ حوالي [1413,8] مليار سنة كان ذلكَ الانفجار العظيم! وَابتدأ بسرعات عَجز العُلماء عن احتسابها وَهو بحالة تسارع كبير منذُ ذلك الحين، في كلّ ثانية تَمر على الفَضاء الكوني، ولا زال مستمراً حتى تلكَ اللحظة! وَبأسرع آلاف المرات من التَسارع الأول.
وَعلى الرغم من كلّ هذا الحدث الذي لا يُحيطهُ عقل فإنهُ في كلّ مرة يُفاجئنا الفضاء الكوني بحدثٍ جديد! فَيخبرنا عن تَمددٍ جديد، وَتَوسع، وَعلى كافةِ الاتجاهات، وَبسرعة هائلة أيضاً، لتولد فيهِ أجرامٌ سماوية جديدة بكلّ أنواعها وَتصنيفاتها، وَمجرات وَأفلاك تَدورُ حول نفسها، وَحولَ بعضها البَعض ضمن ذات النظام الدقيق وَالمعقد وَالصارم.
كيف بدأ الكون؟
بالطبع هنالكَ نظريات مختلفة تَحدثت عن نشأة الكون، وما هي هندسة الفضاء الكوني، إنما حتى اليوم أكثر النظريات قبولاً وَلنسبهٍ كبيرةٍ من العُلماء، هي نَظرية الانفجار الكوني العَظيم Big Bang، وَالتي يَعتبرها العُلماء هي اللحظة الأولى التي بَدأ فيها الوجود وَالوقت! وَمن بعدها تمّ احتساب الزمان وَالأوقات التي تليها. وَهي تعد لَهم الأكثرُ غموضاُ بينَ الدراسات وَالأكثر صعوبة في فَهم آلية مَنظومة الكون، لأنّها تَخضع للتَكهن بِطريقة ما، وَمقاطعة ذلك التكهن مع قوانين الفيزياء، لإثباته علمياً، عدّا إنّهُ لا أحدَ يَستطيع العودة بالزمن ليَرى بأمِ عينهِ ما حدث، هذا إن استطاع جَسدهُ أو عقلهُ احتمال هائل الحدث، وَلا أحد أيضاً يأتي من الماضي السحيق ليُخبرنا.
فكلّ هذا الكون الهائل الحجم، بكلّ عظمتهِ! ابتدأ مِن… نقطة!
الأجرام السماوية في الفضاء الكوني
هو مصطلح يشمل أجسام الكون أجمعهُ، ما اكتشفه العلم، وَما لم يكتشفه إلى اليوم. وَنتيجة لذلك، هي كل جسم يسبح في الفَضاء الخارجي، بالإضافة إلى كوكبنا الأرضي، وَيشمل المجرات بكل ما فيها من أجسام هائلة الحجم كانت، أو متناهية الصغر. وَعليهِ نستطيع ترتيب هذا الأجرام السماوية بحسب الاحتواء. أي الأكبر فالأصغر. فَالأصغر يَدور في مدار الأكبر منهُ، وَالأكبر منهُ أيضاً يَدور في مدار جسم أكبر منهُ، وَهكذا، وَكلها معاً وَفي ذاتِ الوقتِ نفسه، تدورُ في دربٍ ما، تابعٍ لمجرة ما، ضمن منظومة كونية صارمةٌ، صارمة.
ترتيب الأجرام السماوية في الفضاء الكوني
المجرات Galaxies
وَالتي تعتبر الأكبر ضمن الأجرام السماوية ذلكَ لأنها هي ذاتها عبارة عن تجمع الأجسام في رصفٍ وَتنظيمٍ لامُتناهي الدقة، وَالتعقيد، وَالصرامة! من نجوم بكل توابعها، وَكواكب وَأقمار وَغبار وَغازات، وَكل جسمٍ يَدورُ في مدارِ تِلكَ النجوم.
وَعلى سبيل المثال، أنّ مَجموعتنا الشمسية تتبع مَجرة (دربَ التبانة أو الطريق اللبني – Milky Way)، حيثُ تَدورُ مَجموعتنا الشمسية في فلكها الهائل، وَهي مجرةٌ توصف بالمَجرة الحَلزونية الضلعية، فيها مئات البلايين من النُجوم، وعلاوة على ذلك تنتشرُ في شتى أطرافها سحابات هائلة من ذَرات التُراب وَالغاز.
أما أقرب مَجرة لمَجرتنا فَتدعى (أندروميدا Andromeda Galaxy – أو المرأة المسلسلة أو المرأة الأرملة، أو المرأة التي لم ترَ بعلاً).
إنما هنالكَ تصنيفات وَتقسيمات لأنواع المَجرات وَذلكَ بحسبِ شكلها، فما هي تصنيفاتها، وَتقسيماتها؟
- المَجرات الحلزونية Spiral galaxy وَهي لولبية الشكل.
- المَجرات الإهليجية Elliptical galaxy وَتكون بيضاوية الشكل.
- هنالك المَجرات العدسية Lenticular galaxy وَهي ذات شكل محدب، وَتبدو بشكلها بين الإهليجية وَالحلزونية.
- أيضا المَجرات غير المنتظمة Irregular galaxy وَالتي توصف بالشاذة.
- لِيتبقى لدينا مَجرات صغيرة، تلكَ التي تدعى بالمَجرات القزمة (dwarf galaxy)، وَهي تحتوي حوالي ألف [1000] حتى المليار نجم فقط!
النُجوم Stars
أما النُجوم فهي أجسام هائلة الحجم تَدور حول نفسها، وَهي من البلازما وَتتماسك بفعل الجاذبية، حيثُ يصدر منها ضوء وَحرارة من طاقتها النووية ذاتها المُتولدة فيها، وَحولَ تلكً النجوم تَدور الكواكب التي تتبعها. فَهي مركز رئيسي لدوران مَجموعة من الكواكب وَما يتبعها من أقمار، وَنتيجة لذلك، فمَجموعتنا الشمسية، نَجمها الشمس!
الكواكب Planets
من جهة أخرى يعدُ الكوكب أحد الأجرام السماوية وَالذي لا بد أن يتحرك حولَ نفسهِ، وَحَولَ مسار نَجم هوَ تابعٌ لهُ معاً، وَهوَ رغم هائلِ حَجمه بحيثُ كتلته تكفي لتشكيل جاذبية ذاتية كبيرة خاصة بهِ، وَلكنهُ رغم ذلك أصغر بنسبة كبيرة من النَجم، وَهوَ خاضع في دورانهِ وَبشكل كبير لجاذبية هذا النَجم.
وَنتيجة لذلك، فإنّ مَجموعتنا الشمسية التي تَدور حول نَجمها الشمس، تَحتوي ثمانية كواكب بينها كوكبنا الأرضي، وَنرتبها لكم بحسب الأقرب من نَجم الشمس كالتالي:
- عطارد.
- الزُهرة.
- الأرض.
- المَريخ.
- المُشتري.
- زحل.
- أورانوس.
- نبتون.
فإذن! إنّ عطارد هو الأقرب للشمس، بينمَا نبتون هو الأبعد، وَزيادة على ذلك تضمُ المجموعة الشمسية كويكبات أصغر، إنّما هي كواكبٌ قزمة قياساً للكواكب التي ذكرناها, وَمع ذلك هي الأخرى تَدور حول نفسها وَحول كوكب أكبر تتبع لهُ، وَهي أيضاً جزءاً من منظومة مَجموعتنا الشمسية:
- سيريس.
- بلوتو.
- ميكميك.
- هاوميا.
- إيريس.
إنّما وَبشكل عام كل تلك الكواكب سواءً كانت كبيرة أم كانت قزمة، أغلبها يَدور حولها أقمار تخصها! وَذلكَ مع ملاحظة، أنّ الفضاء الكوني لازالَ يفاجأ العلماء باكتشاف نجوم، وَكواكب جديدة وَأقمار، إضافة إلى المَجرات وَالثقوب! لذا نجد أن علم الفضاء الكوني علم واسع.
الأقمار Moons
وَبالطبع هي الأخرى أجسامٌ فلكية، تَدور حولَ نفسها، وَفي الوقتِ نفسه تُزامن دوران الكوكب الذي تَتبعه، وَالذي بدوره يَدور حول نفسهِ وَمن جهة أخرى يزامن دوران نجمه الذي يتبعهُ! وَكلّها تِلكَ الأقمار يَجب أن تَتوزع حول كواكبها التي تتبعها سواء كان للكوكب قمرٌ واحد أو اثنان أو حتى ثلاثة فَأكثر.
في الحقيقة إن الأقمار ذات أعداد كبيرة، وَلكن ما يهمنا على وجه الخصوص، الأقمار الطبيعية منها Natural Satellite، ما بينَ أقمار مؤكدة، وَما بينَ أقمار مؤقتة!
المُذَنبات Comets
إنها تلكَ الأجسام الصغيرة التي تَدور في المَجموعة الشمسية، إلا أنّها في معظمها عشوائية.
النيازك والشهب Melancholy and Meteor
على الرغم من أنّ الشُهب هي ذاتها النيازك في أساسها كجسم يسبح في الفضاء، إلا أنها وَبحسب موقعها في الفَضاء يكون اسمها نَيزك أو شهاب.
فإذا كانت ضمن الفَضاء سُميت بالنيزك، إنّما وَإذا اخترقت الغلاف الجوي سُميت بالشهاب، أما حين سقوطها على الأرض فَتُسمى حجز نيزكي (سَنُفرد لها شرحاً وَمقارنة في المقالات اللاحقة).
حزام الكُويكبات Asteroid Belt
إنهُ عبارة عن أعدادٌ ضخمة من الأجسام الصخرية الصغيرة، وَالتي تمتد على مسافات كبيرة وَعموماً هي بعيدة في المَجموعة الشمسية.
السُدُم Nebulae
وَمفردها سَديم، وَهو من أفراد الأجرام السماوية، وَتلكَ السُدُم عبارة عن غاز متخلخل غير منتظم وَغبار كوني، تشبه السَحاب.
أنواع السُدُم
- السُدُم المُظلمة Dark Nebula: أو سَديم الامتصاص Absorption Nebula
وَهي سُدُم مكونة من غبار وَغاز كوني كثيف، وَنتيجة لذلك هي تحجب الضوء القادم فلا يستطيع العُبور من خلالها، وَعلاوة على ذلك هي مظلمة لأنها لا تنتج ضوءاً، وَأيضاً لا يوجد نجوم قريبة منها لِتعكس ضوءها.
- سُدُم عاكسة Reflection Nebula: أو سَديم الانعكاس.
تشبهُ السُدُم المَظلمة لدرجة ما، وَلكنها تعكس ضوء النجوم التي تحيطها فتلمع.
- فقاعات أو سَديم وولف-رايت Wolf–Rayet Nebula
تلكَ سُدُمٌ تشبهُ في شكلها بقايا المُستعرات العظيمة، تنتج منها فقاعات غاز على شكل رياح نجمية شديدة القوة.
- السُدُم الانبعاثية أو الإشعاعية Emission Nebula
وَهي سُدُمٌ تختلف عن السُدُم المُظلمة أو العاكسة بأنها تصنع ضوءها بذات نفسها، وَفي الوقت نفسه لديها أنواع:
قوانين الفضاء الكوني
وَبالطبع وَنتيجة لذلك، سَيَتحرك سؤال فينا وَيبعث حيرتنا: هَل الأجرام السماوية التي تَدورُ في هذا الفضاء الكوني الشاسع تَتحرك على غير هداية؟ وَدون ضابط أو رابط وَدون قيود وَقوانين؟ أم تراهُ يَخضع لقوانينٍ صارمة؟
في الواقع، كل هذا الفضاء الكوني الشاسع الامتداد خاضعٌ لقوانين صارمةٌ، وَصارمة! وَدقيقة، وَمعقدة، وَشديدة التوازن بين كلّ الأجرام السماوية وَبين حركاتها! وَبناءً على ذلك هي تتحرك ضمن قوانينٌ فيزيائية لا مجالَ للخطأِ فيها أو الخَلل، وَإلا كانَ الاصطدام بينَ الأجرام السماوية، وَكان الدمار الكوني، الشامل.
سابقاً وقبل تاريخ يومنا الحالي
باختصار! نقفُ اليوم في صمت وَحيرة، وَخُشوع أمام الفضاء الكوني، عاجزين، لاسيّما بعدما بتنا متيقنين أنه يتمدد، بتسارع يفوق قدرتنا على الاستيعاب.
وَلذلك ما عدنا نملك اليوم جرأة الرفضَ أو الاستهجان، لأننا بحالة يقين مطلق أن هذا الكون لا يقبل الكشف عن أسرارهِ دفعة واحدة! وَمن جهة أخرى، لسنا بقادرين على استيعاب حجم أسراره، أو مواكبة سرعة اتساعه!
خاصة أنّ أسراره بحدِ ذاتها آخذة بالتوسع، وَلازالت بحالة اتساع يفوق قدراتنا العقلية! فهي ذاتها لم تُخلق بعد! أو أنّها تُخلق الآن، أو ستُخلق لاحقاً!
- قبلَ [100] عام لو قلنا أن الكون ممتلئ بالمَجرات، الأكثر من مليار مجرة، غيرَ مجرتنا، لَوَصفنا قائلها دون تَردد بالجنون.
- أما قبلَ [200] عام ما كنّا سَنقبل مجرد التفكير أن الأجرام السماوية تَبعد عنّا بمقياسٍ يدعى السنوات الضوئية.
- وَفي حالِ عُدنا [500] سنة! ففكرة أنّ الأرض كروية بحد ذاتها كفرٌ بالذات الإلهية، وَإلحاد نحاكم عليهِ، وَنقتل!
- وَلكن! مُنذُ آلاف السنين؟ مُنذُ الحضارات التي سبقتنا! ما حال علم الكون في أزمانهم؟!
في الوقت الحالي، لا نَملكُ حتى اليوم الجواب، فالشواهد والآثار! تشي بعلم كوني هائل وهو علم الفضاء الكوني الذي يَفوق ما وصلنا إليه حتّى اليوم وَما اخترعناه!
الفضاء الكوني، بوابة عشق اللّه
وَحينّما يرى العُشاق الكون من جهة عاطفية، بأنّهُ بسحرهِ ملاذ لتنهداتهم وَغزلهم الجميل.
يَحمل العُلماء دفاترهم وَنظرياتهم وَأسئلتهم الكثيرةٌ، من جهة أخرى، يَحومون في فضاءٍ كونيٍ عظيم! لا تتوقف عقولهم فيهِ عن الذهول، وَعن الانبهار، بينما قلوبهم ترتجفُ من النبض لروعة ما يرون! وَفي الوقتِ نفسه، لا تتوقف أرواحهم عن الحيرة! وَعن اللهفة وراء سرٍ كوني عظيم!
وَعن الاستفهام في أسئلة كثيرة تحيرهم، سؤال تلو السؤال، وَما يكادون بعدَ جهد سنوات وَسنوات معرفة أجوبتها، وَمن ثم نوعاً ما أن يستوعبوها، وَيطنون أنهم ملكوا الإجابات وَانتهى!
يأتي ذات السؤال ليضعكَ أمام سؤالٍ آخر! هذا إذا لم ينسف سابقهُ! فيعيدك للصفر.
بعدما تكونُ ظننتَ أنكَ وصلتَ إلى اكتشاف الفضاء الكوني وَفهمت أهم 10 معلومات مثيرة حوله، تدرك أنكَ نعم لربما فهمت، وَلربما وصلتَ تلكَ النقطة، وَربما استوعبت، ولكن، أَسقط من قاموسكَ (انتهى)! لأنه لم ينتهِ، فَلا زالَ في جعبةِ الكون مفاجآت، ومفاجآت.