-

تربس الأزهار؛ أسباب وعوامل تشجع الإصابة به في

تربس الأزهار؛ أسباب وعوامل تشجع الإصابة به في
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

تربس الأزهار؛ (Flowers thrips) يعد من الآفات الزراعية التي تهاجم أزهار النباتات مثل الفراولة والكرز ونباتات الزينة وتتغذى عليها، كما أن هذه الآفة تسبب ضعف النبات وتدني الإنتاج الزراعي، فما هي أسباب وعوامل الإصابة بتربس الأزهار، وكيف يمكن مكافحة تربس العنب الأزهار عند حدوث الإصابة به؟

آفة تربس الأزهار

إن تربس الأزهار هي حشرة تصيب أزهار النباتات المزروعة كالفاكهة والورد والزهر، من فراولة وكرز ونباتات زينة وغيرها. بالإضافة لذلك، فإن هذه الحشرة تصيب نباتات أخرى فهي متعددة العوائل وتم رصد هذا النوع من التربس على أكثر من 400 عائل نباتي. حيث يصيب الخوخ، والبرقوق، والخضار الورقية، وأزهار الحمضيات، والمحاصيل الحقلية، كما تصيب عدد كبيرًا من النباتات الأخرى. تنتشر الآفة بشكل خاص في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وشمال ووسط أفريقيا، وتوجد في دول شرق المتوسط.

الوصف

إن حشرة تربس الأزهار تشبه حشرات المن في صغر حجمها، وفي ما يلي وصفها:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة هي حشرة صغيرة الحجم بحوالي 0.5 سم متطاولة، أما لون الحشرة فهو أسود في طورها الكامل، وهي تتميز بشكل مائع ولون لامع عن باقي حشرات التربس من هذه الفصيلة. قرن الاستشعار فهو مؤلف من عدة عقل، والذكر يبلغ حجمه حوالي 0.4 سم أي أنه أصغر من الأنثى.

حوريات تربس الأزهار

بينما حوريات الحشرة الصغيرة فهي ذات لون أقل غمقًا وسوادًا من التربسة الكاملة، ما عدا الرأس وقرني الاستشعار والأرجل فلونها أصفر ليموني. تختلف الحوريات عن التربسة الكاملة في تدرج اللون وصغر الحجم.

الإصابة بتربس الأزهار

تتجلى أعراض الإصابة بتربس الأزهار على هيئة امتصاص للعصارة النباتية الخلوية لأزهار الفراولة والخوخ والحمضيات وغيرها من عوائل. إن حشرة التربس لا تسلك سلوك الحفارات أو صانعات الأنفاق، أو حشرات القلف والخشب، بل تسلك سلوك ماصات العصارة النباتية والأنسجة الخلوية، فتتلف الأزهار وتضعف أنسجة النبات وتتماوت. تهاجم الأطوار الضارة من حوريات صغيرة وتربسات الكاملة الفراولة وغيرها، وبعد ذلك، تشرع في امتصاص العصارة، وتهاجم السطح السفلي للأوراق، ثم تتلون أماكن الإصابة باللون الفضي الرمادي وتتبرقش. تتساقط الأوراق مع الإصابة الشديدة، أيضًا لا يتم تلقيح الأزهار وينعكس هذا على الإنتاج. كما تعتبر حشرات الجيل 2 الأكثر خطرًا وضررًا، ويكثر تواجد الحشرة في المناطق مرتفعة الحرارة، وقلما توجد في المناطق الباردة.

خطورة حشرة التربس على الأزهار

تنبع خطورة تربس الأزهار، من أنه يمنع تلقيح الأزهار لأن الأزهار تتلف وتسقط تويجاتها الزهرية، فينعكس هذا على الإنتاج. أيضًا فإنه يضعف أماكن الإصابة على العائل النباتي، مما يجذب حشرات أخرى، وآفات أخرى غير حشرية. قد تنجذب حشرات المن، أو حشرات البق الأسترالي، أو آفة الدفلة القشرية، أو حشرة الفواكه القشرية، أو الحشرة القشرية الأرجوانية، أو جعل الأزهار وغيرها. بالإضافة لذلك، قد تنجذب آفات فطرية كفطريات الذبول Fuzarium، وآفات بكتيرية كبكتريا التقرح Xanthomonas وفطر العفن الأسود Pencillium، ومع تداخل الآفات الزراعية في ما بينها، وتفاقم الخطورة، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية في أماكن زراعة الفراولة والحمضيات والخوخ وغيرها.

عوامل تشجع الإصابة

بطبيعة الحال، فإن هناك عوامل تشجع الإصابة بتربس الأزهار، وأهم 4 عوامل لتكاثر الآفة على الورود:

  • عدم عناية المزارع بالحالة العامة للحقول والبساتين من فراولة وحمضيات وكرز وخوخ وغيرها.
  • زراعة المحاصيل والنباتات الصغيرة بين الأشجار المثمرة وهذا لا يجوز.
  • ارتفاع درجات الحرارة فوق 28 مئوية يشجع هذا التربس في الحقول والبساتين.
  • أيضًا فإن إهمال عمليات التسميد المعدني للأشجار المثمرة والنباتات الصغيرة يضعف مقاومتها للآفات ويجذب التربس.
  • دورة الحياة

    تمتاز حشرة تربس الأزهار بنشاط ربيعي- صيفي.

    طور السبات

    إن طور السبات هو طور التشتية، حيث تقضي الآفة فصل الشتاء بطور التربسة الكاملة تحت الأوراق، أو في شقوق البراعم المستعدة للتفتح، أو في شقوق الساق وأغصان وأفرع الأشجار المثمرة. تحضر الحشرة جسمها فزيولوجيًا لكي تقوم بعملها بمجرد حلول الربيع مع بدايات نيسان/ أبريل حيث درجات الحرارة المناسبة للتربس.

    طور النشاط

    أما طور النشاط فيحصل في فصل الربيع، مع حلول درجات الحرارة المرتفعة 28 مئوية وما فوق، حيث تهاجر الآفة إلى السطح السفلي للأوراق. بعد التزاوج، تبدأ الأنثى بوضع البيض بحوالي 50- 100 بيضة اعتبارًا من منتصف نيسان/ أبريل بوساطة آلة وضع البيض الخاصة بها. يتم وضع البيض ضمن أنسجة السطح السفلي للورقة، أو ضمن البراعم في الفراولة والخوخ وغيرها. بعد ذلك، فإن الحوريات الخارجة من البيض تتغذى على عصارة النبات وتتابع تطورها ضمن بساتين الحمضيات والخوخ أو بين حقول الفراولة، فتمر الحوريات بعدة أعمار قبل بلوغها طور التربسة الكاملة.

    أجيال تربس الأزهار

    في حقيقة الأمر، تحتاج دورة الحياة حوالي 6- 7 أسابيع، حيث تظهر حشرات الجيل الأول في آذار/ مارس بينما تبدأ حشرات الجيل الثاني بالظهور في شهر آب/ أغسطس، أو قد تتأخر حتى بداية أيلول/ سبتمبر. أما حشرات الجيل الثالث والأخير فتظهر مع بداية تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تهاجر إلى مكان التشتية من جديد عند تساقط الأزهار التالفة في حقول الفراولة وبساتين الحمضيات، فتعطي الآفة 3 أجيال في العام.

    مكافحة تربس الأزهار

    من أجل مكافحة تربس الأزهار، تتبع جملة من الإجراءات الوقائية والعلاجية.

    مكافحة وقائية

    تتم المكافحة الوقائية من خلال أن يعتني المزارع قدر الإمكان بأشجار بساتين الحمضيات والخوخ ونباتات الحقل كالفراولة وغيرها. يفصل المزارع حقول الفراولة عن أماكن زراعة الأشجار المثمرة كالحمضيات والخوخ وغيرها. كما يحرص المزارع على استعمال المبيدات الفوسفو – عضوية ضد الحوريات الصغيرة للتربس مع مراعاة مواعيد المكافحة بدقة حيث تتم في آذار/ مارس أو نيسان/ أبريل. يتجنب المزارع استعمال المبيدات الباراثينوئيدية أو المبيدات التابعة لمشتقات الفحوم الهيدروجينية المكررة خاصة على الأشجار لأنها تضر بنحل العسل الذي يلقح أشجار الحمضيات والخوخ والبرقوق وغيرها. بالإضافة لذلك، يتخلص المزارع من الأعشاب المحيطة بالحقل، أيضًا فإن المزارع يسمد ما يزرع بتوازن ما بين الآزوت N والفوسفور P والبوتاس K وخاصة عند معاملة النباتات التي تكون الآزوت بنسبة قليلة في جسمها.

    مكافحة علاجية استئصالية للقضاء على حشرة التربس

    تتم المكافحة بالمبيدات بمجرد حدوث الإصابة بما يستدعي استعمال المبيد ضمن حقول الفراولة وبساتين الحمضيات والخوخ، حيث يفضل استعمال أحد المبيدات ذات التأثير الجهازي، أو التأثير بالملامسة. يمكن استعمال المبيد باراثيون ميثيل Parathion- methyl أو ميتا سيستوكس بالرش على نبات الفراولة وأشجار البساتين، كما أن المبيد مالاثيون Malathion يعطي نتائج جيدة. يمكن أيضًا للمزارع استعمال المبيد مونوكروتوفوس monocrotophos ضد الحوريات ويتم رش كل المبيدات المذكورة في نيسان/ أبريل. بالإضافة لذلك، فيمكن استعمال المبيد ديميتون ميتيل Dimeton- methyl في شهر آذار/ مارس، وكل المبيدات السابقة تعطي نتائج فعالة مع هذا التربس.

    حلقة استعمال المبيدات

    حرصًا على منع مقاومة الآفات للمبيدات يلجأ إلى تطبيق حلقة لاستعمال المبيدات، حيث في الموسم الأول للإصابة بالتربس يستعمل المبيد ديمتون إس مثيل Dimeton-S-Methyl. أما في الموسم التالي فيستعمل المبيد باراثيون ميثيل Parathion methyl بالرش على الفراولة والأشجار المثمرة، وفي الموسم الثالث فالمبيد يكون مالاثيون (Malathion)، مع مراعاة الرش في منتصف الربيع. بالإضافة لذلك، يجب تغيير الحلقة السابقة نفسها كل 7-8 سنوات من أجل مكافحة دقيقة ولكي لا تكوّن التربسات سلالات مقاومة في حقول الفراولة وبساتين الخوخ والحمضيات المثمرة.

    مكافحة حيوية

    هناك أعداء حيوية طفيلية تهاجم هذه الآفة يمكن أن توجد هذه الأعداء في الطبيعة في حقول الفراولة وبساتين الخوخ وغيرها، كما يمكن أن يتم إكثار هذه الأعداء في المخابر المتخصصة وإطلاقها في البساتين والحقول المصابة. من أهم طرق المكافحة الحيوية إطلاق الفيروسات Viruses والبكتريا Bacteria الممرضة للحشرات أو توطين الفيروسات بالإدخال الفصلي إلى حقول الفراولة وبساتين الأشجار المثمرة؛ حيث يتم إطلاق الفيروس ويتكاثر بصورة طبيعية وهذا يفيد في المواسم اللاحقة ويخفض تكاليف استعمال المبيدات.

    تطبيق الإدارة المتكاملة

    إن المقصود بالإدارة المتكاملة لتربس الأزهار السوري، جملة من الإجراءات. نخص بالذكر الإجراءات الزراعية من عناية بحقول الفراولة وأشجار الحمضيات والخوخ المثمرة، وتعقيم التربة بالطاقة الشمسية. بالإضافة لذلك، يحرث المزارع ترب الأشجار المثمرة كالخوخ والحمضيات حراثة سطحية ويكتفى بـ 12 سم عمقًا، أما الفراولة والنباتات الصغيرة فيجب أن يعتني المزارع عند زراعتها بالعزيق، والتعشيب، حيث يكرر العزيق 2-3 مرات لتعنيم التربة والقضاء على بذور الأعشاب وعذارى الآفات الساكنة ومنها التربس. كما يحرص المزارع على استعمال سماد بلدي متخمر لمدة لا تقل عن 6- 8 أشهر قبل نثره على التراب، والتسميد الآزوتي على ثلاث دفعات.

    مقالات مقترحة:

    بذلك؛ نكون قد تعرفنا على تربس الأزهار ومدى أضراره على حقول الفراولة وبساتين الأشجار المثمرة في حال تفاقم الإصابة وكذلك سبل الوقاية والعلاج الممكن اتباعه. كما نكون حد أحطنا العلم بدورة الحياة، وكيفية تطبيق الإدارة المتكاملة في بساتين الخوخ والحمضيات وحقول الفراولة. يجب على المزارع، أن يكون حريصًا على النباتات الحقلية وأشجار البساتين من الآفات الخطيرة كحشرة التربس.