عيد الهالويين هو ليلة عيد مقدسة عند الغرب، يحتفل العديد من الناس بهذا العيد، حيث تقام حفلة الهالوين كل سنة، بينما يتساءل الكثير حول العالم حول عيد الهالوين؟ ومتى يوم الهالوين؟ وهل الهالوين حرام؟ خاصة أن العيد هو يوم مقدس يعود لما قبل الديانات السماوية. تعرف متى الاحتفال به وحكمه الشرعي في عدد من الأديان.
ما هو عيد الهالوين؟
عيد الهالوين هو ليلة يقام فيها احتفال في العديد من دول العالم. هي ليلة 31 من تشرين الأول (أكتوبر)، ويكون العيد عشية العيد المسيحي الغربي. إلا أنهما عيدان مختلفان. يعد هذا العيد مناسبة فرح ومرح بتذكر الأقرباء والأحبة المتوفين، حيث تكثر الزينة والحلويات والمشروبات والألعاب وكذلك زيارة القبور.
معنى كلمة هالوين
كلمة الهالوين اشتقت من عبارة (هالوين إيفينغ)، حيث تعني هذه العبارة الليلة التي تسبق عيد جميع القديسين، الذي تحتفل به الطائفة الكاثوليكية المسيحية. كما أنها الليلة المكرسة لإعادة إحياء ذكرى الموتى والقديسون.
تاريخ عيد الهالوين
هناك العديد من الأفكار المنتشرة حول عيد الهالوين، رغم التطور في مظاهر الاحتفال. إلا أن أكثر القصص تداولاً هي الآتي:
العيد الكلتي (سامهاين)
الاعتقاد الشائع بأن الاحتفالات بهذا العيد تعود إلى التقاليد السلتية أو (الكلتية) القديمة، والتي تمثل مجموعة من الشعوب (الهندو أوربية). حيث كان يقام عيد يسمى (سامهاين) مرتبط ببداية الظلام والبرد، فحسب معتقدات تلك الشعوب في يوم 31 تشرين الأول أكتوبر يقع إله الشمس في أسر الظلام والموت. والذي يحدث أيضاً في هذه الليلة هو تجوال أرواح الموتى ومحاولتها العودة لعالم الأحياء.
الطقوس الاحتفالية في سامهاين
كان الكهنة في هذه الليلة يؤمنون بأن إله الموت العظيم سامهاين يقوم بدعوة جميع الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة، وذلك لتستأنف الحياة في أجساد حيوانات كنوع من العقاب. ومن المؤكد أن هذه الاعتقادات كانت تثير الخوف والرعب في نفوس البشر، الذين بدأوا ردأً على هذه الاعتقادات بإشعال المواقد الضخمة ومحاولة مراقبة تلك الأرواح الشريرة.
القوى الغيبية
الاعتقاد بأن تلك الاحتفالات كانت مرتبطة بمواسم الحصاد وجني المحصول. من خلال إيمانهم بوجود قوى خفية غيبية تتحكم بوفرة المحصول والمواسم.
الطقوس الاحتفالية
تضمنت الاحتفالات طقوس التنبؤ بالمستقبل، خاصة فيما يتعلق بالموت والزواج، كالوقوف أمام المرأة وتخيل المستقبل.
تطور الاحتفال بعيد الهالوين
إن تزامن الهالوين مع عيد كل القديسين في اليوم الأول من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، حين كانت تقام في تلك الفترة احتفالات تتعلق بالأعياد المسيحية، إلا أن هذه الاحتفالات كانت ممنوعة بحجة أنه مرتبطة بعادات وثنية. ولكن مع الهجرات المختلفة بين البلدان والشعوب، تداخلت الأعياد إلى حد ما مع بعضها البعض. حتى أصبح التمييز بين العيدين غير وارد.
قصة الهالوين واليقطين
الهالوين مرتبط بالقرع، حيث نجد جميع صور الاحتفالات مرتبطة بالقرع الأرجواني (مصباح القرع)، فقد ارتبطت ثمار القرع بالهالوين في الكثير من الثقافات.
مصباح القرع
مصباح القرع هو رمز لقبس النار الذي أعطي لجاك في الأسطورة الكلتية القديمة. التي تقول بأن جاك كان شخصاً كسولاً يكره العمل كثيراً، إلا أنه كان ذكياً ، ولكنه بسبب وسوسة الشيطان لا يعمل شيئاً سوى السكر وقطع الطرقات. وذات مرة قرر جاك أن يتوب. عندها حاول التخلص من الشيطان بإقناعه الصعود إلى قمة الشجرة. وبعد أن صعد الشيطان شعر بالفزع الشديد وبقي عالقاً على الشجرة، لذلك تقول الأسطورة أنه عندما مات جاك، لم يسمح له بالدخول لا إلى الجنة ولا إلى النار وحكم عليه للأبد بالتشرد، وكي لا يهيم في الظلام أعطي شعلة من نار جهنم. وفي الاحتفالات القديمة كانت تستخدم الجزرة واستبدلت لاحقاً بثمر القرع.
الاحتفال بعيد الهالوين
الاحتفالات الشعائرية بهذا العيد قديمة منذ أيام السامهاين الوثنية، حيث يقال بأن القوم الكلتين كانوا يحتفلون من أجل التواصل مع الأرواح، وقد تطورت طريقة الاحتفالات في جميع البلدان، ولكنها جميعها تدور حول ارتداء الأزياء الغريبة، وإشعال النيران والأنواع المختلفة من الطعام. سنذكر بعض من تفاصيلها على سبيل المثال:
الأزياء في عيد الهالوين
إن ارتداء الأزياء وخاصة الغريبة والمخيفة وأزياء الحيوانات، هو الأمر الشائع في احتفالات الهالوين سواء للأطفال أو للبالغين، كما يتم في كثير من الأحيان ارتداء الأقنعة المخيفة. في محاولة منهم للسخرية من الشيطان.
المرح والألعاب
يوجد عدد كبير من الألعاب التي كانت تمارس كطقوس تقليدية للعيد. بعضها نشأ كنوع من الخرافة والتنبؤ بالمستقبل خاصة ما يتعلق بالموت والزواج. في العصور القديمة كانت ألعاباً خطيرة ومخيفة تتعلق بالساحرات، بينما حالياً أصبحت هذه الألعاب مدعاة للمرح والترفيه. ومن الألعاب الشائعة لعبة تمايل التفاح والكثير من الألعاب الجميلة والمسلية.
حلوى عيد الهالوين
أشهرها حلوى التفاح، ويعود ذلك لأن العيد يأتي في نهاية موسم قطاف التفاح، حيث تصنع الحلويات التي تحوي ثمرة التفاح كحلوى تفاح الكراميل، كما توجد في بعض البلدان كعكة الفواكه الخفيفة التي يوضع فيها عملة معدنية أو خاتم رمزاً للحظ.
هل الهالوين حرام؟
بدأت الاحتفالات بطقوس الهالوين منذ أيام الوثنين، وتزامنت إقامة طقوسها مع ممارسة العديد من الأديان اللاحقة لصلواتها وشعائرها، حتى أننا نجد الكثير من التداخل في هذه الاحتفالات. لذلك نجد المواقف تجاه هذا العيد مختلفة. سنذكر مواقف بعض الأديان من الهالوين على سيل المثال:
الديانة اليهودية
اعتبر اليهود هذا العيد حرام، وبأنه مخالف لطقوس الديانة اليهودية، على الرغم من قيام العديد من اليهود (Jews) إقامة احتفالات جماعية عديدة خلال السنة بقصد الصلاة من أجل الشهداء ومن أجل العائلة. حيث اعتبر بعض الحاخامات أنه لا يوجد سبب ديني يمنع اليهود المعاصرين من الاحتفال بهذا العيد، في حين يقف البعض ضد هذا العيد باعتباره امتداداً للوثنية.
الديانة المسيحية
المواقف المسيحية تجاه يوم الهالوين متنوعة ما بين رافض وبين مؤيد، حيث أن العديد من الشعائر والاحتفالات التي تتم في الهالوين، كانت تقيمها الطوائف المسيحية من أجل أن تجد أرواح الموتى الراحة كالصلاة بصوت عال في الغابات أو قرع أجراس الكنائس وتقديم الفطائر وغير ذلك، وعلى اعتبار أن عيد القديسين يأتي مع عيد الهالوين. ونتيجة لهجرات واختلاط الشعوب اندمجت العادات، وأصبح الاحتفال واحد، فالكنائس أصبحت تجد فيه حدث ممتع للأطفال. إلا أن البعض من المسيحين مازال يعارض الهالويين بشدة ويعتبر الهالوين حرام لأنه عيد وثني.
الديانة الإسلامية
اعتبر شيوخ الإسلام الهالويين حرام كونه يعود لأصول وثنية، وقد وافقت مؤخراً دار الإفتاء المصرية على القيام بالاحتفالات والطقوس المفرحة، شريطة أن لا يشار للاحتفال بيوم الهالوين على أنه عيد، وأن يكون الاحتفال متوافقاً مع المبادىء الإسلامية.
الديانة الهندوسية
عارض بعض الهندوسيين الاحتفال بيوم الهالوين بناءً على أنها أعياد غربية تغزو الأعياد القومية الهندوسية، إلا أنه في الهند يتم الاحتفال بطرق مشابهة من أجل راحة بال الموتى، لذلك يختار بعض الهندوسيين المشاركة في احتفاليات عيد الهالوين.
تحدثما عن عيد الهالوين حكمه في أكثر من 3 أديان مختلفة. عيد الهالوين من الأعياد القديمة جداً، ارتبطت بطقوس وخرافات تتعلق بالموتى والأرواح، كما ارتبط بطقوس تتعلق بالتنبؤ للمستقبل والبحث عن الازواج. أصبحت العديد من الشعوب حول العالم تشارك باحتفالية هذا اليوم، حيث يكون المرح والألعاب وتفريغ الطاقات السلبية.