العديد من الأمهات تطرح سؤال: كيف أجعل الطفل يثق بنفسه ؟ وهو سؤال مهم للغاية حيث أن ثقة الطفل بنفسه هي مفتاح كل تفوق ونجاح في المستقبل، بل إن الطفل الواثق من نفسه يكون على استعداد أكبر من غيره على تحمل المسؤولية وضغط الأقران، ولديه القدرة على التعامل مع الإحباط والمشاعر المختلفة.
ما هو تقدير الطفل لذاته؟
كلنا بشر وكلنا يتحدث مع نفسه على حسب، ولكن الطفل يتأثر تأثيرا كبيرا بالبيئة المحيطة، ونظرة الطفل لذاته هو كيف يرى نفسه؟ كيف يرى قدرته على القيام بالأشياء أو تنفيذ المهام؟ هل هو محبوب أم لا؟
الهدف من بناء طفل واثق من نفسه
هذه الوسائل ليست للأمهات فحسب بل للآباء والمعلمين والمهتمين بالأمر، فموضوع ثقة الطفل بنفسه لم يعد مقتصرا على هدف أن يقاوم الطفل ما يجده حوله من متاعب، بل إن بناء طفل واثق من نفسه يساعده على الإزدهار وحب الحياة والتفاؤل والإقبال على العمل والاجتهاد والإنجاز.
كيف أجعل الطفل يثق بنفسه؟
الوسيلة الأولى: لا تجعل حبك مشروطا بتحقيق أو إنجاز شيء معين
للإجابة عن سؤال كيف أجعل الطفل يثق بنفسه يجب أن تجعل حبك لأولادك لكونهم أطفالك أو طلابك، وإذا رأيت شيئا خطأ وعليك أن تنصحه، فانصح برفق وانقد الأسلوب نفسه وليس طفلك، حتى لا يكره نفسه لأنه أخطأ، لأن هناك أطفالا لا يحبون أن ينزعج منهم أحد، واحضن طفلك عندما يخرج أو يذهب للمدرسة أو يعود للمنزل. ما أجمل من أن نركز على نقاط القوة لديه ونطور منها!
الوسيلة الثانية: تحدث معهم بإيجابية
كأن تقول له، أنا أثق في قدراتك، وأثق في أنك ستفعل كذا، لا يحدث شيء إن أخطأت، فلو لم نخطئ لن نتعلم، وغيرها من المصطلحات الإيجابية التي تشجع الطفل.
الوسيلة الثالثة: خصص وقتًا للعب معهم
يشعر الطفل بأهميته عندما يخصص أحد الوالدين وقتا ويجلس معه، فيقضون وقتا ممتعا كقراءة قصة أو أن يستمع لحديثهم، أو ربما الخروج في نزهة، أو الحديث عن شيء ما. هذا له أهميته البالغة حيث أن الطفل عندما يشعر بأهميته، فإنه يكون على استعداد لمواجهة الحياة وتحدياتها، ويقلل من نسبة حدوث الاكتئاب والقلق.
الوسيلة الرابعة: خاطبه بأحب الأسماء إليه
لتزيد من ثقة الطفل بنفسه، وهي طريقة محببة ومفضلة لدى الجميع، قم بمخاطبة طفته باسم يحبه، مثل البطل أحمد، الطبيبة سلوان، ابني الجميل، ابنتي صديقتي، وغيرها من الألقاب التي تسعدهم وتصل إلى قلوبهم.
الوسيلة الخامسة: أعط طفلك مهاما ولو بسيطة
من الرائع والمفيد جدا في بناء ثقة الطفل بنفسه أن تعطيه بعض المهام المناسبة لعمره، مثل أن يقوم بترتيب الغرفة، أو إحضار بعض الخبز أو الخضار، أو مساعدتك في نقل بعض أثاث المنزل. بالطبع هذا غير المهام المدرسية أو واجب المدرسة. ليس هذا فحسب بل شجعه وقم بمدحه، ووضح له أن ما فعله جيد جدا بالنسبة لسنه الآن، وأنه سيتحسن لاحقا مع مرور الوقت.
الوسيلة السادسة: كن واقعياً في مدح طفلك
لكي أجعل طفلي واثقا من نفسه، جميل أن يسمع مني كلمات الثناء عليه، ولكن المدح المفرط قد يؤثر تأثيرا سلبيا على طفلك، لذا اجعل مدحك له في أوقات مناسبة.
الوسيلة السابعة: لا تبدأ بالمساعدة
كثيرا من الآباء والأمهات يبادر مسرعا لإنقاذ طفله إذا سقط على الأرض، أو تشاجر مع أحد إخوته، ولكن هذا ليس صحيحا دائما، فعندما نترك مساحة للطفل بأن ينهض بنفسه أو يقوم بحل مشكلته بمفرده، فهذا أفضل جدا، لأنه ينمي القدرة على حل المشكلات لدى طفلك، بل ويزيد من قدرته على التحدي والمواجهة.
الوسيلة الثامنة: أصلح من نفسك وطورها
مهما سمع الطفل من كلمات وتوجيهات فإنها ستظل مغمورة وغامضة إلى أن يراها أمام عينه. اجعله يرى فيك هذه الثقة لكي يكتسبها. الطفل يتأثر بالمحيطين به، فمن الرائع أن تعمل على تطوير ثقتك بنفسك. وننصح بهذا المعلمين والمهتمين أيضا، فالطفل يكتسب العديد من الصفات ممن حوله، فلننتبه من تصرفاتنا أمامه ومعه.
الوسيلة التاسعة: اترك لطفلك مساحة لكي يجرب ويخطئ
هذا له ثماره اليانعة، حيث أن التجربة والمحاولة تزيد من ثقة طفلك، وفي حالة تعرضه للفشل فهنا يأتي دورك في تشجيعه وتعليمه. أنه لا بد من حدوث الخطأ ولولاه ما تعلمنا ولا اكتشفنا أشياء جديدة. لن يحدث شيء إذا حاولنا مرة أخرى، ويمكنك أن تبدأ معه في تعلم هواية جديدة أو لعبة جديدة لكي يخرج الطفل من حالة الإحباط، ويشعر بلحظات الإنجاز.
الوسيلة العاشرة: شاركهم الرأي
الرأي والمشورة، لكي يشعر الطفل بمدى أهميته وأنه مهم، وبهذا يدرك الطفل أن الكبار يحتاجون إلى الرأي والمساندة أيضا، ويقوي العلاقة بينك وبين أطفالك.
الوسيلة الحادية عشر: اتسم بالتحدي والصبر
عندما يراك طفلك متمسكا بالمحاولة، ومصراً على النجاح وعدم الاستسلام. هذا سيجعل من الطفل واثقا من نفسه، لأن الطفل بطبيعته بارع جدا في التقليد والمحاكاة.
الوسيلة الثانية عشر: تخلص من الكلمات المحبطة
لكن تلك الكلمة التي تزعج من يسمعها وتجعله يشعر بالإحباط. يمكنك أن تسأل طفلك حسنا أنك أنهيت الواجب المدرسي، وأنا على يقين أنك قمت بمراجعة بقية الدروس.
هذه الكلمات أفضل بكثير؛ رائع ما قدمت ولكن هل راجعت ما عليك. ما فائدة كلمة “لكن” إنها مثبطة! وما أجمل أن تتسبدلها بكلمات تشجيعية.
الوسيلة الثالثة عشر: أوراق ملونة وأهداف
يمكنك شراء مجموعة من الأوراق الملونة، وتعطيها لطفلك. كذلكاطلب منه أن يكتب المهام التي عليه اليوم، وفي نهاية اليوم راجعا الورقة معا، هل تم الانتهاء منها جميعا أم لا؟ بالمداومة على نشاط كهذا، يصبح طفلك شخصا مراعيا لوقته، محددا لهدفه، يشعر بلذة الانتصار والوصول، بل ومطورا من نفسه أيضا واثقا في نفسه وعمله، مقبلا على الحياة ومحبا للتجربة، وحقًا هذه إجابة مثلى عن سؤال كيف أجعل الطفل يثق بنفسه .
الوسيلة الرابعة عشر: انتبه لطفلك
يمكنك أن تعطي وقتا لطفلك، وتقضي معه وقتا جميلا ولو لنصف ساعة. لكن بعيداً عن تلك الأجهزة والمشتات الذهنية، فالطفل يشعر إذا كان اهتمامك كاملاً أم أن ذهنك شاردا في أمر آخر.
الوسيلة الخامسة عشر: الذهاب للنادي
من الأشياء المفيدة حقا والتي تزيد ثقة الطفل بنفسه، هي الاشتراك في نادي موثوق منه، يتعرف الطفل على أصدقاء جدد ويمارس ألعابا رياضية مفيدة صحيا وذهنيا، وتجعله يخرج ويرى ويتعلم مما حوله.
كيف أجعل الطفل يثق بنفسه؟ ما قدمناه من طرق مفيد في زيادة ثقة الطفل بنفسه، بالإضافة إلى أن قراءة القصص والاطلاع ومشاهدة البرامج النافعة، تملأ ذهن الطفل بأشياء مفيدة، وتجعله مليئا بداخله، وتساهم في تنمية مواهبة وقدراته،