-

أهمية صحة النبات على الأمن الغذائي

أهمية صحة النبات على الأمن الغذائي
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

صحة النبات مسألة ذات أهمية حيوية للجميع. وللتخلص من أمراض النبات ومكافحة الآفات الزراعية، يستخدم المزارعون المبيدات الكيميائية التي تؤثر على البيئة، ومن ثم على الأمن الغذائي. فما هي صحة النبات؟ وكيف تؤثر على الأمن الغذائي؟

ما هي صحة النبات؟

مصطلح “صحة النبات” له استخدامان متداخلان. يشير إلى الإطار العلمي والتنظيمي لفحص النباتات بحثاً عن الآفات، ومسببات الأمراض المحتملة. أما الاستخدام الثاني للمصطلح فهو أقل تحديداً ويمس جميع مجالات وقاية النبات.

إن مرض النبات هو الوجه المقابل لصحة النبات حيث أن المرض هو نوع من ضعف القدرة الوظيفية الطبيعية، أي انخفاض واحد أو أكثر من القدرات الوظيفية التي تسببها العوامل البيئية.

تعتمد وقاية النبات التقليدية في المقام الأول على المكافحة الكيميائية باستخدام مبيدات الآفات الاصطناعية التي تهدف إلى قتل مسببات الأمراض والآفات. أما حماية النبات البديلة أو البيئية فتعتمد على التفاعلات مع النظام البيئي من أجل تنظيم مسببات الأمراض والآفات، مثل استخدام الأصناف المقاومة، ووقت الزراعة المناسب بين المحاصيل وغيرها.

“اقرأ أيضًا: أسباب الإجهاد النباتي وعلاجه

تأثير الآفات الزراعية على صحة النبات والأمن الغذائي

تعرض الآفات الزراعية الجديدة المحاصيل للخطر في جميع أنحاء العالم، مما يشكل تهديداً أكبر للأمن الغذائي أكثر من أي وقت مضى. كما أن زيادة التجارة العالمية وتغير المناخ تخلق ظروفاً مواتية لحركة وانتشار الآفات. وفيما يتعلق بالإنتاج الزراعي تؤثر الآفات النباتية سلباً على الأبعاد الأربعة للأمن الغذائي، وهذه الأبعاد تتمثل في الآتي:

المساهمة في توافر الغذاء.

تتعرض المحاصيل الغذائية للهجوم من قبل أكثر من 1000 نوع من الآفات الزراعية، وتُشير الدراسات إلى أن خسائر المحاصيل تشكل من 10% إلى 16% من المحصول العالمي سنوياً نتيجة لآثار الدمار التي تسببها الآفات الزراعية. وفي الوقت نفسه يمكن استعادة غلة المحاصيل بنسبة من 10% إلى 30% أو حتى 50% من خلال التنفيذ الفعال لتدابير صحة النبات.

المساهمة في الوصول إلى الغذاء.

تساهم صحة النبات بشكل مباشر في تعزيز إمكانية الوصول إلى الغذاء من خلال تسهيل التجارة، وقد تم اعتماد 37 معياراً دولياً لتدابير الصحة النباتية، تشتمل هذه المعايير على التصدير والواردات والمراقبة ومخاطر الغذاء، ومن خلال تنفيذ جميع هذه المعايير، يتم تسهيل تجارة الأغذية العالمية بشكل كبير.

المساهمة في القدرة على تحمل تكاليف الغذاء.

تعزز صحة النبات القدرة على تحمل تكلفة الغذاء بالتقليل الفعال للخسائر الاقتصادية للمزارعين الناتجة عن أضرار الآفات الزراعية. على سبيل المثال، يتم زيادة صافي الفوائد الاقتصادية للمزارعين بنسبة 20-40 % من خلال التنفيذ الفعال للإدارة المتكاملة لآفات المحاصيل.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل صحة النبات أيضاً على تعزيز القدرة على تحمل تكاليف الغذاء من خلال زيادة دخل المزارعين بشكل فعال من خلال تعزيز التجارة الزراعية.

المساهمة في سلامة وصحة الغذاء.

من المعروف أن أكثر من 70٪ من المبيدات الكيميائية تستخدم في المحاصيل الحقلية ونباتات البستنة، مما يؤدي إلى مخاطر على سلامة الأغذية.

يمكن لتدابير صحة النبات أن تعزز بشكل كبير سلامة الأغذية من خلال التنفيذ الفعال للإدارة المتكاملة للآفات. على سبيل المثال، يمكن تقليل 30-60% من استخدام مبيدات الآفات الزراعية من خلال تطبيق المكافحة المتكاملة للآفات، مما سيزيد بالتالي من سلامة الأغذية.

أمراض النبات

40 في المائة من محاصيل العالم يمكن أن تُفقد كل عام بسبب الآفات والأمراض المختلفة. هذا أمر مقلق للغاية بالنظر إلى احتياجات سكاننا المتزايدة، وتحديات تغير المناخ، وهشاشة سلسلة إنتاج الغذاء الطويلة. لذلك ليس من المستغرب أن تعلن الأمم المتحدة عام 2020 السنة الدولية لصحة النبات.

تحتوي النباتات على حواجز تحمي خلاياها، ويمكنها إطلاق مواد تطرد مسببات الأمراض أو تجذب عوامل الحماية. لقد طورت بعض النباتات نظام مناعة معقد قد يؤدي عند الإصابة بالمرض إلى موت الخلايا، وبالتالي عزل المناطق المصابة. إنها مجموعة رائعة من الآليات التي تجذب البحوث البيولوجية الأساسية.

أمراض النبات الجديدة

تتمثل الأولوية القصوى للمزارعين في زيادة مقاومة النباتات لمسببات الأمراض. نشهد حالياً تقدم أمراض جديدة تكون في بعض الحالات نتيجة للتغيرات في المناخ التي تفضل انتشار العامل الممرض أو نواقله.

تنتشر أمراض فطرية جديدة في الحبوب وأشجار الموز مسببة خسائر كبيرة في الإنتاج. كما تهاجم البكتيريا أشجار الفاكهة في البحر الأبيض المتوسط ​​مثل أشجار الزيتون أو اللوز. مما يؤدي إلى دمار واسع النطاق في مناطق معينة، وكذلك تهاجم الآفات الحشرية الجديدة أشجار النخيل أو الشجيرات البرية.

تأثير مبيدات الآفات والمحاصيل المعدلة وراثياً على صحة النبات

يدرك المزارعون جيداً الحاجة إلى زراعة النباتات صحية، ومن أجل ضمان أفضل صحة ممكنة يحتاج المزارعون إلى استخدام عدد من العلاجات لحماية محاصيلهم، ولكن في بعض الحالات تخلق هذه المواد العلاجية مشاكل بيئية أو صحية غير مرغوب فيها، ولذك فإن الحد من استخدام مبيدات الآفات له أولوية كبرى.

قامت البحوث البيولوجية بتطوير أنظمة بديلة لحماية النباتات مثل المكافحة المتكاملة للآفات، واستخدام المحاصيل المعدلة وراثياً التي تنتج السموم البيولوجية الخاصة بها ضد الحشرات.

تعد صحة النبات لها تأثير كبير على الأمن الغذائي العالمي. لذا من واجبنا تطبيق أفضل العلوم الممكنة وتوفير الأدوات اللازمة للمزارعين من أجل زراعة نباتات أكثر صحة في حقولنا.