تحتفل الأمم المتحدة والعالم سنوياً باليوم الدولي للمهاجرين(International Migrants Day)،بتاريخ 18 كانون الأول. نظراً للأهمية البالغة لموضوع الهجرة إنسانيا واقتصاديا وسياسياً واجتماعياً، فما هو هذا اليوم؟ وما تاريخ اليوم الدولي للمهاجرين وما شعار الاحتفال به لهذا العام 2021؟
ماهو هذا اليوم وكيف يُحتفل به؟
هو يومٌ يحتفل به العالم من أفراد ومجتمعات ومنظمات، مثل منطمة العفو الدولية ومنظمة الهجرة العالمية، بدعوة من الأمم المتحدة بتاريخ الثامن عشر من ديسمبر من كل عام. يلقي الضوء على معاناة المهاجرين في العالم ويدفع الحكومات للعمل على تأمين واقع كريمٍ لهم في بلدان استضافتهم التي قد تكون مؤقتة أو دائمة.
مظاهر الاحتفال باليوم العالمي للمهاجرين
يتم إحياء هذا اليوم عالمياً من خلال:
- التعريف بحقوق الإنسان وتبادل المعلومات عن الحقوق الأساسية وحريات المهاجرين.
- العمل المشترك لوضع خطط تضمن حقوق وحرية المهاجرين وطرق حمايتهم.
- عرض أفلام وثائقية وتنظيم ندوات ومحاضرات عن المهاجرين والمشاكل التي يتعرضون لها، وحياة أطفالهم ومعاناة اللاجئين، وما يحدث من عنصرية أو اتجار بهم.
أهمية اليوم الدولي للمهاجرين
إن الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين يسلط الضوء على العديد من القضايا منها:
- التزايد الكبير في أعداد المهاجرين في القرن الحادي والعشرين نتيجة الحروب.
- تعرض حياة المئات من المهاجرين للخطر، وذلك بسبب اتخاذهم طرق غير آمنة وغير شرعية للهجرة وفقدان الكثير منهم.
- التأثيرات الكبيرة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على البلدان التي تعرضت للهجرة، بالإضافة أيضا إلى البلدان التي استقبلت المهاجرين.
- يعرف بالانجازات التي قدمها الآلاف من المهاجرين ومساهماتهم الاقتصادية في البلدان التي استضافتهم .
- يسلط الضوء على أهم حقوق الإنسان وضرورة احترامها.
تاريخ اليوم الدولي للمهاجرين
تعود فكرة هذا اليوم لعام 1977 حيث دعت المنظمات الآسيوية لتحديد يوم 18 من كانون الأول يوماً لتشجيع العالم فيه على التضامن مع المهاجرين وأسرهم ومايتعرضون له من معاناة. وبعد هذا لجأت هذه الجمعيات والمنظمات إلى شبكات النترنت للترويج لهذا اليوم وللضغط على الأمم المتحدة لاتخاذه يوماً رسمياً يحتفل به العالم، وهذا ما حدث بالفعل.
ففي عام 1990 بتاريخ 18 من شهر كانون الأول أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاتفاقية الدولية الخاصة بحماية حقوق المهاجرين العمال وأسرهم، وذلك بالقرار رقم(45/158). وفي عام2000 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة(اليونسكو) في يوم انعقادها في 4 كانون الأول من شهر ديسمبر، أن يوم 18 ديسمبر من كل عام هو يوماً دولياً للمهاجرين بالقرار(93/55).
- من ضمن بنود الاتفاقية الدولية لحماية العمال المهاجرين جاء:
- منح العامل المهاجر حرية الدين والعقيدة وحرية العمل.
- للعامل حقٌّ في رفض العمل بالسخرة.
- يمتلك العامل المهاجر الحق في العودة لبلده الأصل متى أراد.
ما تعريف المهاجر وأسباب الهجرة؟
المهاجر كلمة لاتينية الأصل، وهو الشخص الذي انتقل من مكان لآخر.
عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها التي أقرت فيها بنود الاتفاقية العالمية التي تضمن حقوق العمال المهاجرين عام 1990 بأن المهاجرين هم:
” أفراد غير مواطنين في الدولة، ولكنهم يقومون أو قاموا بأنشطة فيها مقابل أجرٍ معين”.
وعرفت المنظمة الدولية للهجرة بأن المهاجرين هم:
“أشخاصٌ تنقلو أو تحركوا عبر الحدود الدولية بين البلدان أو في نفس الدولة، بصرف النظر عن سبب الهجرة أو وضع الأشخاص قانونياً”.
أسباب الهجرة
كما بينت المنظمة الدولية للهجرة بأن أهم أسباب الهجرة هي العمل، ويغلب المهاجرين العمال على المهاجرين الدوليين في العالم. وهنالك أسباب كثبرة أخرى مثل:
- الحروب والصراعات.
- الكوارث الطبيعية.
- الفقر والبحث عن ظروف وواقع معيشي أفضل.
أنواع المهاجرين
هنالك أربعة أنواع للمهاجرين تتعلق بأسباب وظروف هجرتهم:
المهاجرين بشكل مؤقت
وهؤلاء غادروا مواطن سكنهم الأساسية بهدف تحسين حياتهم بعد العودة لبلدانهم من جديد، وجاءت مغادرتهم بناء على منحة دراسية أو عقد عمل يمكن له أن يؤمن ظروف حياتية أفضل فيما بعد في بلدانهم.
المهاجرين أصحاب الكفاءات
يغادر هؤلاء بنتيجة محفزات تقدمها لهم بلدان الاستضافة من أجور عالية وأماكن سكن وظروف عمل مغرية، يحصلون على الجنسية مع الوقت، ومنهم العلماء والأطباء وغيرهم.
المهاجرين بظروف غير شرعية
هؤلاء المهاجرين لا وثائق أو جوازات سفر لديهم، يتخذون طرقاً غير آمنة للهجرة ويتعرض الكثيرون منهم للغرق أو الموت والخطر.
المنفيين
هم من تعرضو للنفي والتهجير من قبل حكومات بلدانهم، وذلك لأسباب تتعلق بآرائهم غير المتوافقة مع آراء حكومتهم، يستمر حالهم هكذا حتى يحدث تغيير في حكوماتهم أو آرائها فتسمح لهم بالعودة عندها.
شعار اليوم الدولي للمهاجرين لعام 2021
أعلنت الأمم المتحدة (United Nations) موضوع وشعار الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين للعام 2021 وهو:
” تسخير إمكانيات التنقل البشرية ”
ويحمل هذا الشعار:
- تأكيداً واعترافاً بالدور الذي يساهم به المهاجرون وعائلاتهم وأصدقائهم ومايملكونه من طاقات وامكانيات في بناء المجتمعات وجعلها أكثر مرونة.
- الدعوة لاغتنام الفرص التي تمنحها هذه التحركات الإنسانية والتنقلات بين البلدان.
- تؤمن المنظمة الدولية للهجرة بهذا الشعار، وتساعد وساعدت على أرض الواقع الملايين من المهاجرين منذ لحظة تأسيسها قبل مايقرب من سبعين سنة.
في الختام بعد أن مررنا على أهم المعلومات المتعلقة باليوم الدولي للمهاجرين كتاريخ هذا اليوم وشعار الاحتفال به لعام 2021 وتعريف المهاجر، لا بد لنا كبشر نختلف بانتماءاتنا ولكن الإنسانية تجمعنا، لا بد لنا في هذا اليوم أن نتذكر ونقدر عاملاً ومهاجراً قذفت به الظروف في أصقاع الأرض، وهو مثل الجميع بالطبع عليه واجبات، ولكنه أيضا يمتلك حقوقاً ومشاعر وطموحاً وكرامة أيضا، فله حق الاحترام والتقدير.