يعتبر نبات صمغ الكندر من أبرز المعالم الطبيعية في جنوب الجزيرة العربية، والتي تعتبر الموطن الأصلي له، حيث ارتبطت شهرته بما له من الفوائد الطبية الناشئة من القيمة الغذائية التي يمتلكها مما جعله متعدد الاستخدامات في الكثير من المجالات، تعرف إلى فوائده العجبية وقيمته الغذائية واستخداماته.
موطن صمغ الكندر
تعتبر من الأشجار متوسطة الطول، حيث لا يتجاوز طولها ثمانية أمتار، كما أنها تنمو بجذع واحد أو بتفرع بسيط عند القاعدة. أوراقها مركبة. متفاوتة العدد وفردية. تنمو باتجاه معاكس حول الأغصان. لها أزهار صغيرة بيضاء اللون مشوبة بصفرة ذات خمس بتلات يتبعها عشر أسدية.
تنمو أشجار الكندر بشكل رئيسي في جنوب شبه الجزيرة العربية. ومن أشهر المناطق التي ارتبطت بها ظفار عمان. حيث تصنف على أنها ذات جودة عالية. وذلك لكون التربة هناك ذات محتوى عال من الكلس، كما أن بعدها عن البحر يهيئ الظروف المثلى لأجود إنتاج.
نبذة عن صمغ الكندر
ويطلق عليه اللبان تشبيها له بلبن المواشي. فقد اعتبرته العرب لبنا للشجرة. وذلك لكونه ذو لون أبيض عند بداية سيله. ويطلق عليه مجازا ثمار الكندر، لكن هو ليس بثمرة. إنما هو السائل الداخلي للشجرة الناتج عن غددها الصمغية.
طريقة جني صمغ الكندر
ينتج اللبان عن قطع أي جزء من أجزاء الشجرة، حتى من الأوراق، لكن الطريقة الرئيسية لجنيه تتمثل بقطع الجذع في مواضع متخصصة يستدل عليها من خلال الخبرة. حيث يبدأ موسم جني اللبان في الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة في شهر إبريل. وتتم عملية جني اللبان على ثلاثة مراحل:
- المرحلة الأولى
يقطع جذع الشجرة لينفر منها سائل معتدل القوام، ويجمد إذا ترك معرضا للهواء. حيث يستخدم أهل جنوب الجزيرة العربية هذا السائل للاستعاضة به عن الماء. وذلك لبرودته ونقاوته. إضافة إلى المعادن المدعمة بتركيبته الفريدة، تترك الشجرة لتسيل لمدة نصف شهر.
- المرحلة الثانية
ثم تقطع في مواضع أخرى لتسيل للمرة الثانية. في هذه المرحلة ينتج اللبان الرديء ذو القوام الرقيق. وكما في المرحلة الأولى تترك الشجرة أيضا لتسيل لنفس المدة
- المرحلة الثالثة
ثم تضرب في أماكن متخصصة لينتج اللبان الكثيف ذو الجودة العالية.
استخدامات نبات صمغ الكندر
يمكن استخدام نبات الكندر بصورتين:
أوراق الكندر
وذلك من خلال غليها لتحصيل الزيوت الطيارة والصمغ بشكله الخفيف، حيث تتميز تلك الزيوت بتأثيراتها اللطيفة على الأعصاب وأفعالها العميقة على الحواس.
صمغ الكندر
يستخدم بعدة صور:
- العلك للمضغ
- البخور
- المذاب في الماء
- المضاف إلى الطبخ لتحسين النكهة
الطريقة العلاجية لاستهلاك صمغ الكندر
لزيادة فاعلية صمغ الكندر يجب اتباع الطريقة التالية:
سكب مغلي الماء في كوب يحتوي على قطعة من صمغ اللبان ( تكون بطول 1 سم، وعرض 0.5 سم)، ثم تركه لعدة ساعات تتراوح من ست ٦_١٢ ساعة، مع تغطية الكوب بإحكام. حيث يفضل إجراء هذه العملية في الليل ليستهلك المزيج على الريق صباحا. وهذا لضمان الامتصاص الكامل له من قبل الأمعاء، فلا تكون مشغولة بغيره من الأطعمة، وخاصة إذا كان الغرض من استعماله لعلاج بطانة الأمعاء.
صمغ الكندر والقيمة الغذائية
تصنف مركباته الكيميائية في ثلاثة مجموعات:
- الزيوت الطيارة بنسبة 5%
- الصمغ الدهني الذي لا يذوب في الماء75%
- الصمغ السكري، الذائب في الماء 20%
كما أنه يحتوي على ألياف ذائبة في الماء، من شأنها أن ترفع من قيمته الغذائية.
صمغ الكندر والفوائد الطبية
معظم فوائد صمغ الكندر العلاجية تنشأ عن احتوائه على الكوتيزون ( cortisone) الطبيعي، حيث أنه ذو خصائص مضادة للالتهاب، سواء تلك الالتهابات الناتجة عن عوامل خارجية أو تلك الناشئة من العوامل الداخلية.
يعتبر صمغ الكندر آمنا بشكل عام، لكن لابد من استشارة طبية في حالات تناوله بشكل مترافق مع أدوية الكورتزون، وفيما يلي أبرز 8 فوائد طبية:
تسكين الألم
يمكن استعمال صمغ الكندر في التقليل من شدة استجابة الجسم للالتهاب. وبالتالي التقليل من الألم المرافق للالتهاب كما في حالات التهاب حمى الروماتزيم.
تحسين المناعة الذاتية
تعمل السكريات البسيطة في صمغ اللبان على تنشيط الجسم مما يرفع من جاهزيته في التصدي للهجمات الخارجية.
المساهمة في القضاء على السرطانات
وهذا من خلال تنشيط الجسم وجعله في مستوى أرفع للمقاومة السرطان ومنع انتشاره، كما أن له تأثيرا وقائيا من خلال تحسين صحة الجسم والتي من شأنها أن تكبت تطور الورم.
تعزيز صحة البشرة
وهذا من خلال خصائصه المضادة للالتهاب، حيث أنه يعمل على التقليل من تهيج البشرة. مما يجعله وصفة سحرية لأولئك الذين يعانون من الحساسية الجلدية.
دعم وظائف الجهاز الهضمي
فهو يرفع من كفاءة الامتصاص للأمعاء. ولهذا انعكاس إيجابي على عموم صحة الجسم. فإن تدني القدرة على الامتصاص يسبب عجزا في الوصول إلى العناصر الغذائية، رغم توفرها في الطعام، كما أن لصمغ الكندر تأثيرا مهدئا على القولون العصبي.
التخلص من الدهون المتراكمة
يساهم صمغ الكندر في التخلص من الوزن الزائد من خلال تنشيط الجسم وتحفيزه على حرق الدهون.
تقليل من حدة التهاب الحلق
وذلك لاحتوائه على كورتيزون. فهو يقلل من تورم الحلق المزعج المصاحب للالتهابه.
المساهمة في علاج أمراض المناعة الذاتية
فهو يعمل على التقليل من فرط نشاط المناعة الجسدية التي تتسبب في مهاجمة الأنسجة الداخلية، مما يجعله وصفة فعالة لأمراض الحساسية والصدفية والربو.
لصمغ الكندر أهمية علاجية من خلال خصائصه المضادة للالتهاب الناشئة عن مادة الكورتزون. مما يجعل صمغ الكندر فريدا في خصائصه وتأثيراته العلاجية.