عدم تحمل اللاكتوز أو عوز اللاكتاز عند القطط(Lactose Intolerance in Cats)، هي مشكلة في الجهاز الهضمي، ليس لها علاقة بالجهاز المناعي، تتمثل في عدم قدرة الجسم على هضم اللاكتوز. تعرّف على أسباب وأعراض وطرق علاج عدم تحمل اللاكتوز عند القطط.
Please enable JavaScript
ما هو عدم تحمل اللاكتوز؟
تحب العديد من القطط طعم حليب البقر ومنتجات الألبان الأخرى، مما يدفع أصحابها إلى تقديمها كطعام لها. تمتلك القطط عدداً قليلاً جدًا من إنزيمات اللاكتيز أو أحياناً تفتقدها تماماً، مما يسلب الجسم القدرة على هضم الحليب.
تبدأ سكريات اللاكتوز غير المهضومة في الأمعاء في جذب جميع أنواع البكتيريا، ثم يتخمر السكر، مسبباً ردود فعل سلبية على المعدة والجهاز الهضمي. يتجلى ذلك من خلال ارتفاع حمض المعدة وزيادة الغازات المؤلمة لدى الحيوان.
القطط البالغة هي حيوانات آكلة للحوم بشكل طبيعي 100٪. وعلى الرغم من أن الجهاز الهضمي للقطط يمكنه هضم الحليب الذي تنتجه الأم، فإنه يفقد هذه القدرة مع التقدم في السن، حيث يفقد الجسم الحاجة إلى إنتاج إنزيم اللاكتاز اللازم لهضم سكر اللاكتوز في الحليب.
[information]تقوم أجسام بعض القطط البالغة بإبطاء تخليق إنزيم اللاكتاز، بينما يتوقف البعض الآخر عن ذلك تماماً. لا يعد هذا في حد ذاته اضطرابًا حقيقيًا، وإنما عملية طبيعية تحدث خلال نضج الجهاز الهضمي للقطط.[/information]
أليست القطط بحاجة للحليب؟
مثل الثدييات الأخرى، تحتاج القطط إلى حليب أمهاتها لمنحها بداية صحية. ومن بين العديد من الفوائد الأخرى، يدعم حليب الأم تطوير ميكروبيوم الأمعاء، وهو أمر بالغ الأهمية لصحة الحيوان.
نظرًا لأن معظم الثدييات ليس لديها حاجة غذائية للحليب بمجرد بلوغها، فإن هذا الانخفاض في إنتاج اللاكتاز – وبالتالي درجة معينة من عدم تحمل اللاكتوز – هو في الواقع حدثٌ طبيعي.
القطط الصغيرة التي ترضع من ثدي الأم لديها:
- أنظمة مناعة قوية.
- انخفاض خطر الإصابة بالإسهال والإمساك والتهاب المعدة والأمعاء والارتجاع المعدي المريئي والتهاب الأمعاء والقولون الناخر (NEC).
- قلة نزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي.
- قلة التهابات الأذن، خاصة تلك التي تضر بالسمع.
- حالات أقل من التهاب السحايا الجرثومي.
- رؤية أفضل وتقليل اعتلال الشبكية الخداجي.
- انخفاض معدلات وفيات الرضع.
- انخفاض معدلات متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).
أعراض عدم تحمل اللاكتوز عند القطط
قد يتسبب إعطاء الحليب لقطك في اضطراب الجهاز الهضمي لديه. تجدر الإشارة إلى أن عدم تحمل اللاكتوز ليس رد فعل تحسسي، حيث يقوم الجهاز المناعي بإحداث استجابة داخل الجسم عند تناول طعام معين!
تشمل علامات عوز اللاكتاز عند القطط ما يلي:
- فرط الغازات.
- وجع في البطن.
- انتفاخ.
- قيء.
- إسهال.
- إمساك.
- عطاش (زيادة العطش).
- تجفاف.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- جفاف اللثة.
“اقرأ أيضاً: الإمساك عند القطط”
أسباب عدم تحمل اللاكتوز عند القطط
التركيب الجيني العام للقطط هو ما يسبب عدم تحمل اللاكتوز، فالحليب ليس غذاءً طبيعياً للقطط البالغة، نظرًا لأنه غير مناسب لتركيبتها الجسمانية، لذلك تفقد الإنزيمات المناسبة لهضم الحليب مع التقدم في السن.
تظهر أعراض عدم تحمل اللاكتوز عندما يبتلع القط الحليب أو منتجات الألبان الأخرى، ستختلف شدة التفاعل داخل الجسم اعتمادًا على كمية إنزيمات اللاكتاز في الجهاز الهضمي للقط، حيث أن التركيبات الجينية تختلف من قط إلى آخر؛ مما يخلق مستويات مختلفة من عدم تحمل اللاكتوز.
التشخيص
إذا كنت قلقًا بشأن شدة الأعراض، فمن الأفضل دائمًا إحضار القط إلى الطبيب البيطري لفحصه، خاصةً إذا مر الحيوان بفترة طويلة من الإسهال أو القيء، وظهرت عليه علامات الجفاف.
تأكد من إبلاغ الطبيب البيطري بأي حليب أو منتجات ألبان تم إطعامها للقط وأدت إلى ظهور هذه الأعراض، سيحدد الطبيب البيطري بعد ذلك أفضل طريقة للتمييز بين عدم تحمل اللاكتوز والحالات الصحية الأخرى الأكثر خطورة التي تظهر ردود فعل مشابهة في الجسم.
يتم إجراء التشخيص من خلال:
- الفحص البدني للقط للتحقق من المشكلات الأساسية المحتملة مثل أمراض الجهاز الهضمي.
- إجراء اختبارات لتحديد مدى إصابة القط بالجفاف، مثل اختبار تورم الجلد.
- اختبارات تسمح للطبيب البيطري في التفريق بين نوبة عدم التحمل اللاكتوز ومرض التهاب الأمعاء (IBD) وسرطان الجهاز الهضمي والعدوى البكتيرية.
- يمكن جمع عينة من البراز لفحص الطفيليات في الجسم.
- سيتم إجراء تحاليل الدم بما في ذلك تعداد الدم الكامل واختبارات الكيمياء الحيوية، لمراقبة الصحة العامة للقط.
- قد يتم إجراء أشعة سينية على البطن للتأكد من عدم وجود تشوهات.
“اقرأ أيضاً: الإسهال عند القطط”
علاج عدم تحمل اللاكتوز عند القطط
في حين أن العلاج طويل الأمد يتطلب ببساطة التخلص من الحليب ومنتجات الألبان من النظام الغذائي للقط، فقد يتطلب علاج عدم تحمل اللاكتوز عند القطط على المدى القصير تقليل مقدار الألم الذي يمر به القط والتخلص من التجفاف.
إذا أصيب القط بجفاف شديد، فقد يكون من الضروري إجراء المزيد من العلاج:
السوائل الوريدية
إذا كان القط يتقيأ أو مصاباً بالإسهال لفترة طويلة من الزمن، فقد يحتاج إلى تعويض سوائل الجسم عن طريق الوريد. دخول القط للمستشفى ضروري لإجراء هذه العملية.
إعطاء السوائل تحت الجلد
إذا كان القط يعاني من تجفاف خفيف، فقد يقوم الطبيب البيطري بإعطاء السوائل عبر حقنة تحت الجلد المترهل في مؤخرة عنق القط.
قد يقوم الطبيب البيطري بإعطاء بعض الأدوات التي تساعد في مواصلة إعطاء السوائل تحت الجلد في المنزل.
الزبادي والجبن أسهل في الهضم بالنسبة للقطط
في بعض الأحيان، قد لا يعاني القط الذي يمكنه تحمل اللاكتوز من أي مشكلة عند استهلاك شكل آخر من منتجات الألبان، مثل:
- الزبادي.
- الجبن.
- الزبدة.
- الآيس كريم.
يرجع ذلك إلى أن الأشكال المختلفة من منتجات الألبان تحتوي على كميات متفاوتة من اللاكتوز.
غالبًا ما يتم تخفيف الأطعمة مثل الزبادي والآيس كريم بأشياء أخرى، مثل الماء أو الدهون المضافة،وقد يتم استزراعها أيضًا، مما يعني أن الكائنات الحية الدقيقة قد هضمت جزءًا من اللاكتوز الكائن فيها.
“اقرأ أيضاً: التهاب الفم عند القطط”
التعافي
إذا أصيب قطك بالجفاف كأحد أعراض عدم تحمل اللاكتوز، تأكد من التالي:
- تزويده بالمياه العذبة عدة مرات في اليوم أثناء التعافي.
- تخلص من جميع منتجات الألبان المبسترة من النظام الغذائي لقطك لضمان عدم حدوث النوبة مرة أخرى.
الحليب الخالي من اللاكتوز ليس بديلاً مناسباً لأنه يحتوي على سكر زائد، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، والتي يمكن أن يكون لها آثار سلبية وخيمة على القطط.
[notice]يجب ألا يكون السائل الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر جزءًا من النظام الغذائي المعتاد للقطط.[/notice]
تجدر الإشارة إلى أن منتجات الألبان غير المبسترة تقلل من خطر الإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي عند القطط، حيث أن البكتيريا الموجودة في منتجات الألبان تستقلب بالفعل الكثير من اللاكتوز. ومنه فالعناصر التالية تعد بدائلاً ممتازة، إذا كان قطك يحب الأطعمة التي تحتوي على الحليب:
- الزبادي العادي غير المبستر.
- جبن الشيدر.
- جبن القريش.
على الأكثر، يجب تقديم هذه العناصر في بعض الأحيان لأنها ليست جزءًا طبيعيًا من النظام الغذائي للقط.
نظرًا لأن منتجات الألبان وبدائل الحليب والمنتجات المماثلة، لا تحل محل النظام الغذائي المتوازن، فهي تضيف سعرات حرارية وبروتينات ودهون إلى النظام الغذائي الحالي لقطك، تذكر أن تحسبها كجزء من السعرات الحرارية اليومية لقطك حتى تجنبه زيادة الوزن، وغيره من المشاكل الصحية.
تذكر أن الأطعمة التالية:
- التونة.
- اللحوم.
- الجبن أو غيرها من “أطعمة البشر”.
ينبغي ألا تشكل أكثر من 5٪ إلى 10٪ من النظام الغذائي لقطك، يجب أن تأتي باقي السعرات الحرارية في نظام قطك الغذائي من طعام القطط عالي الجودة والكامل من الناحية التغذوية.
القطط بحاجة إلى الماء أولاً!
بغض النظر عن ماذا إذا كان قطك يتحمل اللاكتوز أم لا، فهو سيحتاج دائمًا إلى الكثير من المياه العذبة والنظيفة. وفقًا لموقع الويب الخاص بكلية الطب البيطري بجامعة كورنيل، فإن الماء يساعد القط على:
- تنظيم درجة حرارة الجسم
- هضم الطعام.
- التخلص من فضلات الجسم.
- تليين الأنسجة.
- السماح للملح والشوارد الأخرى بالمرور عبر الجسم.
لتشجيع قطتك على شرب الماء، حاول وضع عدة أوعية بأعماق مختلفة حول المنزل. يقال أن القطط تحب شرب المياه وهي متدفقة، يمكنك العثور على نوافير الماء الخاصة بالقطط في معظم متاجر الحيوانات الأليفة، إذا كنت ترغب باقتناء واحدة لقطك.
مقالات ذات صلة:
- ماذا تأكل القطط من طعام البيت؟
- ماذا تأكل القطط؟
- فيروس كورونا في القطط
- مرض الكبد الدهني في القطط
- أسباب فقدان الوزن عند القطط
أخيراً، احرص على استشارة الطبيب البيطري للحصول على المزيد من المعلومات حول عدم تحمل اللاكتوز عند القطط (Lactose Intolerance in Cats)، ومعرفة الأطعمة الأكثر ملائمة لقطك.