-

مرض الليستيريا عند الأغنام

مرض الليستيريا عند الأغنام
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

مرض الليستيريا أو داء الليستريات في الأغنام (Listeriosis in Ovis)، ويُعرف كذلك باسم مرض الدوار أو الدوران عند الغنم، هو مرض معدي يصيب الماعز والخرفان ويؤدي بشكلٍ أكبر إلى التهاب الدماغ، ولكنه قادر أيضًا على التسبب في عدوى الدم والإجهاض. تعرّف على أسباب وأعراض وطرق علاج مرض الليستيريا في الأغنام.

شرح قراءه الأكواد ا...

Please enable JavaScript

شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

أسباب مرض الليستيريا عند الأغنام

مرض الليستيريا عند الأغنام هو مرض بكتيري تسببه بكتيريا (Listeria monocytogenes)، وهي بكتيريا سالبة الجرام، منتشرة في كل مكان، تنتمي إلى أصنوفة البكتيريا الأرضية، والتي يوجد منها العديد من الأنماط المصلية.

البكتيريا قادرة على النمو بين درجة حرارة تتراوح بين 2 و 42 درجة مئوية وبين درجة الحموضة من 5.6 إلى 9.6، وهي موجودة في أمعاء العديد من الأنواع الحيوانية (ما يقرب من 5 ٪ من عينات البراز من المجترات الصغيرة تحتوي على الليستريا monocytogenes).

العلف والتبن الرديئين الذين يتم حصادهما في الطقس الرطب أو على الأرض التي بها تلال، يساهمان بشكل كبير في الإنتقال المستمر لـ “بكتيريا الليستيريا” إلى براز الحيوانات المريضة أو إلى ناقلات المرض السليمة، أي تلك التي لا تظهر عليها أعراض.

يمكن أن يحدث تلوث العلف ولفائف التبن من خلال التربة التي يتم إحضارها بواسطة عجلات الجرارات أو عندما يتم حصاد المحاصيل من خلال قطعها بدرجة منخفضة جدًا قريبة من التربة. كذلك، يزداد تكاثر هذه الجراثيم بشكل خاص في المناطق التي يكون فيها مستوى الأكسجين مرتفعًا، ومن هنا يأتي الخطر المتمثل في “صوامع الغلال”.

تنتقل البكتيريا إلى الغالبية العظمى من الحيوانات الموجودة في القطعان التي تستهلك العلف الملوث، على الرغم من أن أغلبها لن يصاب بالمرض. حيث يظهر مرض الليستيريا في الغنم بسبب العوامل المساهمة (الموضحة أدناه) المسؤولة عن انخفاض مناعة الحيوان.

علم الأوبئة لمرض الليستيريا عند الأغنام

مرض الليستيريا عند الغنم
ما هي طرق انتشار وانتقال مرض الليستيريا أو الدوار عند الأغنام ؟

قابلية الإصابة

  • الخرفان أكثر حساسية من الماعز.
  • متوسط ​​عمر المرضى سنتان.
  • تصاب الحيوانات الصغيرة في كثير من الأحيان بعدوى الدم.
  • الإناث الحوامل عرضة بشكل رئيسي للمرض خلال الثلث الأخير من الحمل.

مصادر مرض الليستيريا في الأغنام

  • المصدر الرئيسي هو التربة.
  • الحيوانات المريضة.
  • الحيوانات الحاملة للمرض بشكل خاص: يتم إفراز البكتيريا في البراز والحليب بعد الإجهاد، وقد تظل هذه الحيوانات بدون أعراض لمدة تصل لأكثر من 3 سنوات.
  • يُعتقد أن للطيور البرية دور في انتشار المرض، لكن ما تزال الأبحاث قائمة.

التواتر

ينتشر المرض بشكل أكبر في المناطق المعتدلة، على نحوٍ متفرّق، كما ينتشر المرض في المزارع التي تستخدم السيلاج أو العلف الأخضر بشكلٍ أكبر: تتأثر 22٪ من الأغنام المستهلكة للسيلاج مقابل 8٪ لتلك المستهلكة للأعشاب. تكون نسبة الإصابة في بعض الأحيان قريبة من 100٪ في المزارع لكن يبقى ظهور الأعراض متفرقا.

العوامل التي تساهم في ظهور الأعراض

أي عامل يسبب كبت المناعة يزيد من احتمال ظهور أعراض سريرية لمرض الليستريات:

  • الحمل.
  • الإجهاد.
  • البرد.
  • سوء التغذية، إلخ.

يزداد معدل الإصابة من ديسمبر إلى مايو، ويعد استخدام العلف رديء الجودة، وخاصة المُخزّن في صوامع الغلال، عاملاً مساهمًا في انتشار المرض.

المواد الملوثة

تشمل المواد التي من المحتمل أن تكون ملوثة ببكتيريا الليستيريا ما يلي:

  • الحليب.
  • البراز.
  • البول.
  • الرشح.
  • إفرازات الأنف.

تداعيات مرض الليستيريا في الغنم

أهمية مرض الليستيريا أو الدوران عند الغنم ما يلي:

  • طبية: قاتل في كثير من الأحيان.
  • اقتصادية: تكمن الخسائر الاقتصادية خصوصًا في الأشكال المُجهضة.
  • صحية: يعد مرض الليستيريا عند الأغنام من الأمراض حيوانية المنشأ.

طرق انتقال مرض الليستيريا عند الأغنام

غالبًا ما تدخل البكتيريا إلى جسم الحيوان من خلال جرح في الأغشية المخاطية للشفتين أو الأنف أو العين أو الفم أو الجهاز الهضمي، وتعد هذه الأخيرة الطريقة الرئيسية، كما يمكن أن ينتقل أيضًا عن طريق حليب الأمهات المصابة.

بمجرد دخول البكتيريا إلى الجسم، فإنها غالبًا ما تنتقل إلى الجهاز العصبي المركزي من خلال الأعصاب (غالبًا العصب الثلاثي التوائم) أو إذا دخلت عبر الأمعاء، فإنها تتكاثر في الكبد والطحال وتفرز سمًا يُدعى الليستريوليسين والذي يسبب الأعراض.

المناعة ضد المرض هي في الأساس خلوية (عن طريق الخلايا اللمفاوية التائية واللمفوكينات).

أعراض مرض الليستيريا عند الأغنام

عند انتشار المرض، يصاب ما يقرب من 100٪ من الحيوانات بالعدوى ولكن يظهر على جزء منها فقط علامات سريرية. تظهر هذه الأعراض نتيجة الإجهاد.

هناك ثلاثة أشكال سريرية للمرض: الشكل العصبي والشكل المجهض وأخيراً الشكل الإنتاني (تسمم الدم).

النوع العصبي

وهو الشكل الأكثر شيوعًا والأكثر خطورة (وفاة بنسبة 100٪ تقريبًا). في هذا النوع يمشي الحيوان في دوائر وتظهر عليه اضطرابات التوازن ويصاب بالحول …

قد تظهر على الحيوان المريض أعراض عامة مثل:

  • ارتفاع درجة الحرارة (41-42 درجة مئوية).
  • فقدان الشهية، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الإناث للحليب.

غالبًا ما يكون اضطراب التوازن جزئيٍا والرنح أحاديًا في البداية ثم ثنائيًا وسريعًا، مما يؤدي إلى اتخاذ الحيوان وضعية الاستلقاء.

عندما يتأثر العصب الثلاثي التوائم (III) والعصب الوجهي (VII)، يعاني الحيوان من شلل في الوجه مع تدلي الأذن، والجفن، وربما انحراف اللسان وميل الأنف إلى جانب واحد.

العلامات التي أبلغ عنها المربون هي ميل الرأس دائمًا إلى نفس الجانب، أو ضرب الرأس على الحائط أو الدوران على شكل دوائر. ويمكن ملاحظة أعراض عصبية أخرى مثل:

  • عسر البلع.
  • النزف النخاعي.
  • انخفاض نغمة المضغ.
  • الحول الإنسي أو شلل اللسان.

يموت الحيوان بعد يوم إلى أربعة أيام من مرحلة الاستلقاء. وتتمثل آفات المرض في التالي:

  • كثيرًا ما يُلاحظ تلف في جذع الدماغ يمتد إلى الأجزاء الأولى من النخاع.
  • احتقان شديد في الأوعية السحائية مع ارتشاح لمفاوي حول الأوعية.
  • في بعض الأحيان يُلاحظ وجود “الليستريوما” أو الخراجات الدقيقة الغنية بالعدلات والخلايا وحيدة النواة.

النوع المُجهض

هذا الشكل شائع في الخرفان ونادر في الماعز، وغالبًا ما يحدث بسبب الطعام أو الإجهاد المناخي، ويعد ظهور الحمى والإسهال الغزير من الأمور غير المعتادة قبل الإجهاض.

يحدث الإجهاض في الغالب في الثلث الثالث من الحمل، ولكن يمكن أن يحدث في بعض الحالات في الأسبوع 12 من الحمل. وهي حالات متفرّقة من المرض.

في بعض الإناث، قد يكون المرض معقدًا بسبب التهاب جدار الرحم أو تعفن الدم، مما يجعل المرض قاتلًا. تشمل الآفات التي يمكن ملاحظتها ما يلي:

  • الوذمة.
  • التهاب بطانة الرحم.

أعراض الليستريا عند الأغنام : تعفن الدم

هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا عند الأغنام صغيرة السن، حيث يتسبب في وفاة المواليد المصابين، ويمكن أن يصيب أيضًا الأغنام الصغيرة حتى سن 3 أشهر أو حتى البالغين في حالات نادرة إلى حد ما. وتتمثل الآفات في بؤر النخر المتعددة على الكبد والطحال وقلب الأطفال حديثي الولادة.

هناك نوع يصيب الثدي ويعد تحت الإكلينيكي، لأنه لا يؤدي إلى ظهور أعراض واضحة. ويمكن ملاحظة بعض الأشكال الأخرى مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشغاف أو التهاب القزحية.

تشخيص مرض الليستيريا عند الأغنام

مرض الدوار عند الأغنام
كيف يتم تشخيص مرض الدوار عند الأغنام ؟

أولاً : الشتخيص التفريقي

النوع العصبي لمرض الليستيريا عند الأغنام

  • تسمم الحمل.
  • نخر القشرة الدماغية.
  • التسمم الحاد بالرصاص.
  • خراج في المخ أو إصابة طفيلية.

النوع المُجهض لمرض الليستيريا في الغنم

  • أسباب أخرى للإجهاض في الثلث الأخير من الحمل.
  • أسباب أخرى للإجهاض المتقطع.

ثانيًا : التحليل المخبري

السحب المباشر للعينة

  • عزل العينة هو الأسلوب الأكثر استخدامًا.
  • يمكن لـ ELISA اكتشاف المستضدات البكتيرية.
  • يعتبر تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) والزراعة البكتيرية في وسط مخصب من أكثر التقنيات التي تساعد في إعطاء تشخيص دقيق للمرض.
  • الكيمياء المناعية لدماغ المجترات لمستضدات الليستريا هي الطريقة الأفضل لتشخيص النوع العصبي.
  • يمكن إجراء الفحص البكتريولوجي على عينات من المخ أو المشيمة أو المنفحة (abomasum) والإفرازات المهبلية.
  • يتيح فحص السائل الدماغي النخاعي إجراء تشخيص في الحيوانات الحية.

تحليل بلازما الدم

يمكن إجراء هذا الاختبار في النوع الذي يؤدي إلى تعفن الدم أو الإجهاض. ومع ذلك، يجب أن يتم إجراء هذا الاختبار على مجموعة بها أعراض ومجموعة بدون أعراض، لأن العديد من الحيوانات السليمة يمكن أن تُظهر أجسامًا مضادة.

اختبارات الدم واختبارات علم الخلايا والكيمياء الحيوية

في التهاب الدماغ، قد يُظهر السائل الدماغي النخاعي تفاعلًا التهابيًا: البروتينات أكبر من أو تساوي 0.5 جم / لتر، سيساعد ذلك في توجيه التشخيص.

الاختبارات على الدم ليست ذات فائدة كبيرة.

علاج مرض الليستيريا عند الأغنام

لكي يكون علاج مرض الليستيريا أو الدوار عند الأغنام فعالًا، يجب أن يكون سريعًا وطويل الأمد (14 إلى 21 يومًا). خيارات العلاج تتمثل في الآتي:

  • أوكسي تتراسيكلين (10 مجم / كجم عن طريق الوريد).
  • توليفة جنتاميسين + بنسلين (3 و 7 مجم / كجم).
  • الفينيكول (20 مجم / كجم من TPQ).

البكتيريا مقاومة للسيفالوسبورينات وقد زادت مقاومتها مؤخرًا للمضادات الحيوية التالية:

  • الإريثروميسين.
  • التتراسكلين.
  • الستربتومايسين.

يعد مآل مرض الليستيريا عند الغنم سيئًا، خاصة بالنسبة للحالات الأولى للإصابة، والتي غالبًا ما يتم علاجها بعد فوات الأوان.

الوقاية من مرض الليستيريا عند الأغنام

داء الليستيريات عند الأغنام
كيف يمكن الوقاية من مرض الدوار عند الأغنام ؟

إجراءات الوقاية الصحية

نظرًا لأن التلوث يحدث بشكل أساسي من خلال التبن أو السيلاج:

  • يجب إيلاء اهتمام خاص عند تحضير هذه الأطعمة.
  • يجب تجنيبها الرطوبة الزائدة.
  • ينبغي أن يكون التبن الملفوف خاليًا من التربة.

إجراءات الوقاية الطبية

التطعيم ممكن بلقاح موهن، لكنه لا يزال مثيرًا للجدل في الأوساط العلمية. قد يكون هذا اللقاح مفيدًا في قطعان أكثر من 100 أنثى حيث يكون حدوث حالتين من التهاب الدماغ سنويًا أمرًا شائعًا. كذلك، يمكن إعطاء البروبيوتيك (بكتيريا حمض اللاكتيك الحية).

مخاطر مرض الليستيريا عند الغنم على البشر

يعد داء الليستيريا عند الماعز والخرفان من الأمراض حيوانية المصدر، أي يمكن أن تنتقل إلى البشر، ومع ذلك فإن انتقال العدوى مباشرة من الحيوان إلى الإنسان ليس الطريقة الرئيسية لانتقال المرض.

ينتقل المرض إلى الإنسان عن طريق استهلاكه للمواد الغذائية من أصل حيواني أو نباتي ملوثة بالبراز أو المواد الغذائية من حيوان مريض (حليب الثدي).

يتطور داء الليستريات عند البشر بشكل رئيسي لدى النساء الحوامل والأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، وهم:

  • كبار السن.
  • الأشخاص المصابون بالإيدز.
  • مرضى السرطان.
  • مرضى السكر.
  • الأشخاص المصابون بالفشل الكلوي.
  • المرضى الذين يتناولون بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات.

الجبن الطري يعد من الأطعمة التي يمكن أن تكون ملوثة بالليستريات.

التعافي من مرض الليستيريا عند الأغنام (Listeriosis in Ovis) يعد نادر الحدوث، ولكنه ممكن مع العلاج المبكر بالمضادات الحيوية والرعاية الداعمة للحيوانات المصابة. ولكن مع الأسف لا توجد علاجات فعالة للحيوانات المجترة الصغيرة، وعادة ما تموت بعد الإصابة.