يؤثر سوء التغذية عند الكلاب (Poor Nutrition in Dogs) في الجسم على العديد من الجوانب، وخصوصاً الجلد والفراء، وقد يؤدي إلى فقدان الوزن والهزال. تعرّف على أسباب وكذلك أعراض وطرق علاج سوء (نقص أو فرط) التغذية عند الكلاب.
ما هو سوء التغذية؟
يمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى العديد من الاضطرابات الخطيرة عند الكلاب، بما في ذلك السمنة والهزال والكساح والحساسية وتساقط الشعر، وغالبًا ما تحدث هذه الاضطرابات إما بسبب كمية أو جودة الطعام الذي يتم تقديمه للكلب، ويمكن أن تحدث أيضا بسبب بعض الاضطرابات الطبية والأمراض الطفيلية.
إذا ظهرت على كلبك علامات سوء التغذية، فيجب تقييم صحة جهازه الهضمي ونظامه الغذائي اليومي من قبل أخصائي بيطري حتى يضع له خطة علاج مناسبة.
يمكن أن يكون لمشكلة نقص التغذية تأثير كبير على جلد الكلب وفراءه، يحدث هذا غالبًا بسبب العوامل التالية:
- عندما يتغذى الكلب على نظام غذائي منزلي على مدى فترة طويلة من الزمن.
- عندما يتم إطعامه طعامًا تجارياً جافًا رديء الجودة.
- إطعامه طعامًا تجاريًا يحتوي على فائض من المغذيات.
- إذا تم استكمال طعامه بنظام غذائي تجاري غير مناسب.
يعتبر عمر الكلب عاملاً مهما، يُؤخذ بعين الاعتبار عند التفكير في سبب المشكلة الغذائية، لأن جسم الكلب يتطلب مستويات أعلى من بعض العناصر الغذائية أثناء مرحلة النمو مقارنة بفترة البلوغ، ونظرًا لأن الجسم يستجيب بطرق مختلفة للأمراض أو نقص التغذية، فمن المهم البحث عن أي أمراض جهازية أو طفيليات تصيب الحيوان ومعالجتها.
يجب مراعاة المشكلات الغذائية في حالة ظهور أي من التغييرات التالية في جلد وفراء الكلب:
- شعر متناثر وجاف وباهت مع “أطراف متقصفة”.
- نمو بطيء أو عدم نمو الشعر من البقع التي تم قصها أو حلقها.
- تراكم قشور الجلد الجافة.
- قرح الفراش.
- تغير في لون الشعر أو تساقطه.
تتضمن عوامل الخطر المرتبطة بالتغذية، والتي تؤدي إلى الإصابة بأمراض الجلد ما يلي:
- محتوى دهون أقل.
- بروتين أو دهون ذات نوعية رديئة.
- انخفاض هضم الجسم للعناصر الغذائية.
- مستويات عالية من بعض العناصر الغذائية التي يمكن أن تمنع امتصاص الزنك (مهم للبشرة الطبيعية).
أعراض سوء التغذية عند الكلاب
هناك العديد من أعراض سوء التغذية عند الكلاب، والتي يمكن أن تشير إلى أن حيوانك الأليف يتلقى تغذية سيئة أو غير كافية. يمكن أن تتضمن بعض العلامات التي تدل على أن نظام الحيوان الغذائي أو عملية الهضم لديه بحاجة إلى إعادة التقييم ما يلي:
- رائحة الفم الكريهة.
- رائحة الجسم.
- قشرة الرأس.
- جلد باهت اللون.
- تساقط مفرط للشعر.
- انتفاخ.
- تدهور حالة الفراء.
- حركات الأمعاء غير المتسقة أو غير الطبيعية.
- زيادة الحساسية.
- السمنة.
- أمراض جلدية.
- فقدان الوزن أو عدم القدرة على زيادة الوزن.
- توقف النمو.
- تقوس الأطراف.
- كثرة الإصابة بالعدوى.
الأنواع
هناك العديد من الأمراض والحالات التي تظهر بسبب سوء التغذية عند الكلاب. يمكن أن تشمل بعض الأمراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
قصور القلب الاحتقاني
يمكن أن يؤدي تناول الملح المفرط في النظام الغذائي إلى زيادة خطر إصابة الكلب بفشل القلب الاحتقاني أو تفاقمه.
اضطرابات النمو
قد تصاب الكلاب التي تتلقى كمية كبيرة جدًا أو قليلة جدًا من الكالسيوم خلال مراحل تكوينها بمشاكل العظام وأمراض المفاصل.
أمراض الكلى
يمكن أن تتفاقم أمراض الكلى بسبب عدد من الاختلالات الغذائية، مثل:
- الكميات الزائدة من الصوديوم.
- الكميات الزائدة من البوتاسيوم
- كميات زائدة من الفوسفور.
- نقص التروية.
السمنة
يمكن أن تحدث السمنة للأسباب التالية:
- عن طريق تناول الكثير من الطعام.
- تناول طعام غير متوازن وظروف كلبك.
- طعام يحتوي على نسبة عالية جدًا من الدهون والكربوهيدرات.
- طعام منخفض جدًا في البروتين.
التهاب البنكرياس
غالبًا ما يحدث التهاب البنكرياس بسبب الدهون الزائدة في النظام الغذائي.
أسباب سوء التغذية عند الكلاب
تشمل أسباب سوء – نقص أو فرط – التغذية عند الكلاب ما يلي:
الاضطرابات الطبية
يمكن لبعض الاضطرابات والأمراض أن تؤدي إلى مشاكل التغذية عند الكلاب، وتشمل:
- فرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة.
- الأورام المعوية.
- قصور البنكرياس الإفرازي.
- مرض التهاب الأمعاء.
هذه الأمراض تجعل حتى أفضل الأنظمة الغذائية غير كافي لعلاج المشكلة، لأنها تمنع امتصاص العناصر الغذائية من الأساس.
الإفراط في التغذية
يمكن أن يعزى سوء التغذية ليس فقط إلى نقص العناصر الغذائية الضرورية، ولكن أيضًا إلى الوفرة المفرطة في بعض العناصر، ومن المعروف أن استهلاك المزيد من السعرات الحرارية الإجمالية يمكن أن يؤدي إلى السمنة؛ كما أن الوفرة المفرطة لمغذيات معينة مثل فيتامين أ أو الفوسفور يمكن أن تسبب اختلالات خطيرة أو حتى التسمم.
الطفيليات
أشهر الطفيليات المسببة لسوء التغذية هي الدودة الشريطية، على الرغم من أن الطفيليات الأخرى مثل الديدان الأسطوانية أو الجيارديا قد تؤدي أيضاً إلى سوء امتصاص بعض العناصر الغذائية.
جودة الطعام السيئة
إذا كان الطعام الذي تطعمه إلى كلبك ينقصه بعض العناصر الغذائية، مثل فيتامين (د) أو الكالسيوم أو حتى البروتينات، فقد يسبب ذلك له اضطرابات خطيرة غالبًا ما يكون لها عواقب لا رجعة فيها.
نقص التغذية
تفقد الكلاب التي لا يُعطى لها طعامًا كافيًا وزنها، وتصبح عادةً ضعيفة وعرضة للأمراض والحساسية، وقد تصبح خاملة؛ وإذا لم تتم معالجة نقص السعرات الحرارية، فقد يؤدي ذلك إلى موتها جوعاً مع مرور الوقت.
التشخيص
يبدأ التشخيص لدى الكلب الذي يعاني من أعراض سوء التغذية بالفحص البدني، ثم الاختبارات الطبية التالية:
- تحليل البول.
- اختبارات الكيمياء الحيوية.
- تعداد الدم الكامل.
- تحليل البراز.
- الفحص المجهري للجلد.
تساعد هذه الاختبارات الطبيب البيطري في تحديد أفضل طريقة للتعامل مع حالة الحيوان، ومعرفة ما إذا كان وزنه يزيد أو ينقص، كما تكشف عن صحة الكبد والكلى، ويمكن استخدام تحليل البراز للكشف عن وجود أي طفيليات تصيب الجهاز الهضمي، ويمكن أيضا فحص عينات الجلد مجهريًا لمعرفة ما إذا كان الجلد قد تأثر بسوء التغذية.
بمجرد علاج أو استبعاد أي اضطرابات أو أمراض كامنة لدى الكلب، سيقوم الطبيب البيطري بالتحقق من نظامه الغذائي اليومي ومستويات نشاطه. وذلك من خلال:
- تقييم كمية السعرات الحرارية اليومية.
- التحقق مما إذا كان الطعام المقدم متوازن غذائياً.
- التحقق من مستوى نشاط الحيوان.
- تاريخ ظهور أعراض سوء التغذية.
ويهدف هذا التقييم إلى تحديد أفضل خطة لعلاج الكلب. أخبر الطبيب البيطري عن كل شيء يأكله حيوانك الأليف بما في ذلك طعام الكلاب، والحلويات، وألعاب المضغ وأي طعام بشري.
علاج سوء التغذية عند الكلاب
يتم علاج مشاكل سوء التغذية عند الكلاب من خلال:
- إعطاء العلاجات الداعمة داخل العيادة البيطرية، مثل السوائل الوريدية لمنع الجفاف.
- إعطاء الكلاب المصابة بالطفيليات أدوية التخلص من الديدان لاستعادة وظائفها الهضمية.
- إزالة السرطانات أو الأورام الحميدة في الجهاز الهضمي أو علاجها طبياً.
- معالجة أمراض الجهاز الهضمي مثل مرض التهاب الأمعاء والنمو البكتيري الزائد.
بمجرد معالجة جميع المشكلات الطبية لدى الكلب، سيستغل الطبيب البيطري المعلومات المستمدة من تقييم النظام الغذائي اليومي للمريض ومستويات التمارين الرياضية لديه، للكشف عما إذا كان الطعام المقدم للكلب ذا نوعية رديئة أو إذا كان غير مناسب لسلالة الكلب، وصحته العامة، أو عمره.
في معظم الحالات، يوصى بإجراء تغييرات على النظام الغذائي للكلب ونمط حياته؛ يمكن أن تشمل التغييرات ما يلي:
- تغيير الطعام المعتاد للحيوان.
- زيادة مستويات نشاط الحيوان أو خفضها.
- إضافة الفيتامينات والمعادن التكميلية للتغلب على أي نقص لا يمكن معالجته عن طريق تغيير نوعية الطعام.
- يمكن أيضا إعطاء علاج من البروبيوتيك.
التعافي
إذا تم اكتشاف سوء التغذية عند الكلاب مبكرًا، فيمكن عكس العديد من الأمراض الناجمة عنه. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات، فقد تتطلب بعض الأمراض، مثل مرض السكري وأمراض الكلى والتهاب البنكرياس المزمن، الأدوية والعلاجات مدى الحياة، وقد يتسبب نقص التغذية الذي يحدث خلال مرحلة النمو في حدوث تشوه أو إعاقة دائمة.
غالبًا ما تؤدي حالات نقص التغذية عند الكلاب التي لا يتم علاجها إلى إعاقة خطيرة وحتى الموت، لذلك يجب أن تأخذ الأعراض التي تشير إلى أن كلبك لا يحظى بنظام غذائي كافي ومتوازن على محمل الجد، ويجب أن تستشير الطبيب البيطري في أسرع وقت ممكن.
تظهر الدراسات بوضوح العلاقة الوثيقة بين التغذية وصحة الجلد والفراء، لذلك فالوقاية من سوء التغذية عند الكلاب (Poor Nutrition in Dogs) ضرورية – وذلك عن طريق منع نقص العناصر الغذائية الأساسية وتجنب الإفراط في إعطاء المغذيات.