مرض الميكوبلازما في الدواجن (mycoplasmosis)، يعتبر من أخطر الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي في الدجاج والديك الرومي. كما أنه يسبب خسائر اقتصادية كبيرة، وللمرض أشكال ومسميات مختلفة على حسب نوع الطائر. ما هو مرض الميكوبلازما وما سبب حدوثه. تعرف إلى الأعراض وطرق الوقاية والعلاج.
ما هو مرض الميكوبلازما في الدواجن؟
مرض الميكوبلازما في الدواجن هو مرض تنفسي خطير ناتج عن كائنات دقيقة تصيب الجهاز التنفسي في الدجاج والطيور البرية، تُعرف بالميكوبلازما. كما أنها عدوى بطيئة التطور، ومن الممكن أن تتسبب في ظهور أعراض مرئية في القطيع أو لا ويعتمد ذلك على وجود عوامل أخرى. وللمرض مسميات أخرى وهي كالآتي:
- المرض التنفسي المزمن (CRD (chronic respiratory disease.
- التهاب الأكياس الهوائية (Infectious sinusitis).
مسبب المرض
الميكوبلازما ليس لها جدار خلوي، لذا فهي تحمل معلومات وراثية قليلة. كما أن لها قابلية للتحور الجيني، وذلك لأن الغشاء البلازمي لها يحتوي على أكثر من 200 بولي ببتيد. وهذه البروتينات هي المسؤولة عن الاستجابة المناعية للعدوى وتطور المرض. كما أن هذه البكتريا ليس لها مقاومة للبيئة فهي تموت خلال أيام قليلة خارج جسم العائل، ولكن تعيش لعدة أسابيع داخل البيض؛ خاصةً إذا توافر لها درجة الحرارة المناسبة. وللميكوبلازما التي تصيب قطعان الدواجن أنواع وهي كالتالي:
- جاليسبتيكم (mycoplasma gallisepticum).
- إيوي (mycoplasma iowea).
- سينوفي (mycoplasma synoviae).
- ميليجريديس (mycoplasma meliagridis).
طرق انتقال مرض الميكوبلازما في الدواجن
Please enable JavaScript
ينتشر مرض ميكوبلازما في الدواجن بطرق عديدة وفيما يلي استعراض لأهمها:
- ينتقل المرض عموديًا من خلال البيض، وذلك من القطعان المصابة إلى الكتاكيت الناتجة.
- كما ينتقل أفقيًا من خلال الهواء الملوث أو الأعلاف والمياه الملوثة.
- ينتقل أيضا من خلال المعدات وأحذية العمال الملوثة.
- قد تكون العدوى كامنة في الطيور المصابة من أيام لشهور، وعند تعرضها للإجهاد تظهر عليها الأعراض وتنتقل العدوى أفقيًا وبسرعة شديدة خلال الهواء.
- الطقس البارد أو التطعيمات الحية ضد الفيروسات عوامل مساعدة في سرعة انتشار العدوى وطرق انتقالها.
- سوء التهوية وازدحام الطيور وبلل الفرشة وزيادة نسبة الأمونيا، كلها عوامل تساعد على حدوث العدوى وانتشارها.
- الطيور البرية.
أعراض مرض الميكوبلازما في الدواجن
تختلف الأعراض على حسب نوع الميكروب، وفيما يلي نستعرض أهم نوعين منتشرين وأكثرهم تأثيرًا.
ميكوبلازما جاليسبتيكم
يصيب هذا الميكروب القطيع، ولكن لا تظهر الأعراض إلا بعد ثلاثة أسابيع تنتقل خلالها العدوى من الطيور المصابة إلى الطيور السليمة وتظهر الأعراض كالتالي:
- صعوبة في التنفس مع ظهور أصوات تنفسية مميزة لهذا المرض (صوت خنفرة).
- يمد الطائر رأسه للأمام مع فتح فمه.
- وجود إفرازات مائية من الأنف والفم.
- التهاب ملتحمة العين مع ظهور رغوة حول العين.
- انتفاخ الوجه.
- قلة استهلاك العلف مع قلة معدل التحويل الغذائي.
- انخفاض في إنتاج البيض.
- انخفاض في معدل الإنتاج الكلي.
- أما في الديوك الرومي تكون الإصابة أشد من الدجاج.
- الإصابة بالبكتيريا وحدها يسبب نفوق قليل، ولكن في الغالب ما توجد بكتيريا انتهازية تصيب الطيور أثناء فترة الإجهاد مسببة حالات مرضية أخرى وترفع نسبة النفوق.
ميكوبلازما سينوفي
تعتبر ميكوبلازما سينوفي أشد خطورة من جاليسبتيكم، لكن تكمن خطورتها في سرعة انتقالها خلال القطيع مسببة الأعراض المرضية بسرعة أكبر.
- ظهور أجزاء من الرأس شاحبه ومزرقة.
- تورم وسائد القدم.
- ظهور العرج على الطيور المصابة وتجلس معظم الوقت نتيجة لذلك.
- انتفاخ وتورم في المفاصل وأكثرها إصابة مفصل العرقوب ومفاصل الأصابع.
- انخفاض ملحوظ في الوزن وذلك لعدم قدرة الطائر للذهاب إلى مصادر الغذاء.
- البط والإوز والببغاوات وطيور غينيا والسمان أكثر قابلية للإصابة بهذا النوع من الميكوبلازما.
الصفات التشريحية لمرض الميكوبلازما في الدواجن
تختلف الصفات التشريحية على حسب نوع الميكوبلازما في الدواجن، فتظهر في حالة الميكوبلازما جاليسبتيكم كالتالي:
- امتلاء الأكياس الهوائية بإفرازات متجبنة.
- وجود التهاب في الجيوب الأنفية وخروج إفرازات مائية عند الضغط عليها.
- تكوّن غشاء أبيض حول القلب والكبد.
أما في حالة الميكوبلازما سينوفي تظهر الصفات التشريحية كالتالي:
- وجود إفراز كريمي إلى أصفر لزج في المفاصل.
- تضخم الكبد ويكون لونه أخضر.
- تضخم الكلى وشحوبها وتضخم الطحال.
تشخيص مرض الميكوبلازما في الدواجن
يعتبر تاريخ المزرعة والأعراض والصفات التشريحية للمرض؛ من أهم العوامل المساعدة في تشخيص الميكوبلازما في الدواجن. كما يعتمد أيضا على استخدام اختبار ال (PCR)، والذي يعتبر اختبار حساس ومحدد وسريع للكشف عن الميكوبلازما جاليسبتيكم وسينوفي. وذلك عند إجراؤه في الوقت المناسب، ويمكن إجراؤه مباشرة على المسحات السريرية المأخوذة من المناطق المصابة في جسم الطائر.
أو عن طريق إجراء اختبار تخثر كرات الدم؛ حيث يستخدم للكشف عن الأجسام المضادة للميكوبلازما في مصل الدم. حيث يتميز بأنه اختبار سريع وقليل التكلفة وحساس لميكوبلازما جاليسبتيكم. كما يمكن عمل اختبار ELIZA للكشف عن الأجسام المضادة لميكوبلازما ميليجريديس وذلك في عينات صفار البيض، ومسحات الجهاز التنفسي في الطيور المصابة.
التشخيص المقارن
يجب التفريق بين داء ميكوبلازما في الدواجن والأمراض التي لها أعراض تنفسية مثل:
- النيوكاسل.
- الالتهاب الشعبي المعدي.
علاج مرض الميكوبلازما في الدواجن
يتم علاج داء ميكوبلازما في الدواجن من خلال تقديم المضادات الحيوية المناسبة للطيور. ولكن يجب معرفة أن المضادات الحيوية تقلل من نسبة النفوق وانتشار العدوى، لكنها لا تقضي على المرض. وفيما يلي أسماء لأهم المضادات الحيوية المستخدمة في العلاج:المضاد الحيويالجرعة المستخدمةلينكوميسين أو سبيكتينوميسين528 مجم/ لتر مياه لمدة 7 أيام.التيامولين0.25 جم/ لتر مياه لمدة 3-5 أيام.التليموكوزين100-500 مجم/ لتر مياه لمدة 5 أيام.التيلوزين250-1000 مجم/ لتر مياه.
كما يمكن استخدام بعض العناصر الطبيعية فهي تساهم في العلاج بصورة كبيرة. مثل خلط الثوم المفروم مع العلف أو إضافة خل التفاح إلى مياه الشرب. أيضا إضافة النعناع المغلي مع الليمون أو الزنجبيل إلى مياه الشرب. وإعطاء جرعة من البروبيوتك (Probiotic) مهم جدا. كما يمكن استخدام بعض الزيوت الطيارة بمعدل نصف مل لكل لتر مياه، ويتم رش الطيور به لمساعدتهم على التنفس. كما يجب إعطاء مقوي للمناعة مثل السيلينوم وذلك لرفع مناعة الطيور لمواجهة المرض.
الوقاية من مرض الميكوبلازما في الدواجن
تطبيق الأمن الحيوي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على المزرعة من الإصابة بمرض الميكوبلازما في الدواجن، لذا إليك أهم 4 طرق للوقاية:
- مراقبة العنبر جيدًا وعزل الطيور التي تظهر عليها الأعراض فورًا.
- عدم تعريض الطيور لأي إجهاد والحفاظ على درجة الحرارة والتهوية وتنظيف الفرشة باستمرار.
- منع الطيور البرية من الدخول إلى المزرعة.
التحصين كوسيلة للوقاية من المرض
يوجد ثلاث لقاحات حية تم اعتمادها للتحصين ضد الميكوبلازما، وهي كالتالي:
- F-strain ولها رد فعل قوي ومن الممكن أن تتسبب في خفض إنتاج البيض.
- 6/85 وهي أقل في رد الفعل ولكنها لا تستمر لفترة طويلة.
- ts-11 تعطي رد فعل أقل ولكن مناعة لفترات طويلة، لذا فهي أفضلهم وأكثرهم استخدامًا. أما التحصين فيكون من خلال قطرات في العين وذلك في عمر من 8-9 أسابيع ويكرر عند عمر 18 أسبوع.
مرض الميكوبلازما في الدواجن، يعتبر من أخطر الأمراض التنفسية التي تصيب الطيور وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة. لذا كان من المهم معرفة اعراض مرض ميكوبلازما في الدواجن وطرق الوقاية منه والعلاج اللازم.