الانهيار العصبي عرض النفسي ينبع عن كثرة القلق والخوف ومن أهم أسباب الإصابة به شدة التعرض للضغوط النفسية بشكل مستمر، حيث يسبب عجزا في التفكير ويجعل العقل في حالة اكتفاء عن تلقي الأفكار الجديدة، يوجد للانهيار العصبي النفسي عدة أشكال مختلفة بحيث يمكن علاج كل شكل بالأساليب المناسبة له.
Please enable JavaScript
ما هو الانهيار العصبي
هو عبارة حدوث تلف نفسي للأعصاب بحيث تعجز عن التحمل مما يؤثر على التفكير السليم واتخاذ القرار المناسب ويعتبر عرضا لبعض الأمراض النفسية، مثل:
- القلق المستمر.
ذلك حين يفكر الشخص في كوارث إن وقعت عليه فكيف سيستطيع تجاوزها، أو أن يشغل عقله في كيفية تسديد ديوانه والمصاريف الواقعة عليه.
- الصدمة العاطفية.
التي تنتج عن وفاة شخص عزيز أو الطلاق أو خسارة مالية أو أي شكل من أشكال الإحباط.
- الكبت العاطفي.
هو أي شعور يحاول الإنسان تجاهله دون اتخاذ الإجراءات الصحيحة لحله.
- الضغط النفسي.
كأن يحاول الشخص تحقيق هدف ما ليس في حدود طاقته ويلزم نفسه ما لا تسعه قدرته.
أسباب الانهيار العصبي
توجد عدة أسباب تؤدي إلى التعرض للانهيار العصبي، من أشهرها ما يلي:
قلة الخبرة وعدم الانخراط الصحيح بالحياة
قد يحدث الانهيار العصبي مع المرفهين أو الانعزالين الذين لم يعتادوا على التعامل مع الناس ومواجهة صعوبات الحياة، فهؤلاء يمكن أن يصابوا بالضغط النفسي المفضي للهلع لدى التعرض لأبسط موقف مشكل بسبب عدم امتلاكهم الخبرة المناسبة لاحتواء الموقف والتفكير السليم بتجاوزه مما يجعلهم في حالة استسلام للبكاء أو الصراخ.
سيطرة الأفكار السلبية
يتسم بعض الأشخاص بكونهم سلبيين حيث يتوقعون قدوم الأسوأ دائما، كما أنهم ينظرون إلى المشاكل التي تواجههم على أنه لا يمكن حلها، كما أن السلبية قد تؤدي إلى سوء الظن بالآخرين كالمصابين باضطراب الشخصية الاضطاهدية، فصاحب التفكير السلبي قد لا يجد متنفسا له مما يصعد من شدة الضغط النفسي عليه.
الخجل وعدم امتلاك القدرة على البوح بالمشاكل الذاتية.
في كثير من الأحيان قد يكمن الحل في البوح ومناقشة المشاكل مع الآخرين، لكن الخجل والانطواء على الذات يمثل ضغطا رهيبا ينتهي بالانفجار.
عدم القدرة على تقبل الواقع والرضى بالمكتوب.
استرسال الشخص مع نفسه بأن ما حدث ما كان يجب أن يحدث، أو أنني أستحق الأقدر وهذا القدر لا يليق بي، وغيرها من الأفكار التي تتحول إلى ضغط تخنق المسترسل بها وتمنعه عن تنفس الفرص المتاحة له.
الخلط بين معنى الاعتماد على النفس وعدم طلب العون اللازم من الآخرين.
الإنسان لم يخلق ليكتفي بنفسه والتعاون ضروري لبناء أواصر الصداقة بين الناس، فإذا اعتقد الشخص ضرورة إنجاز كل شيء بنفسه لتحقيق معنى الاعتماد على النفس، وحين لا يكون ذلك بوسعه فإن هذا قد يسبب له ضغطا نفسيا رهيبا يشله.
بعض الأمراض الجسدية
قد تساهم بعض الأمراض في زيادة حدة الانهيار النفسي وخروجه عن السيطرة، مثل تلك الأمراض التي تضعف التروية الدموية للدماغ كأمراض الضغط، وأيضا بعض الأمراض التي تسبب انطراح السموم في الدم مما يؤثر على صحة الدماغ كأمراض الكلى والكبد، وأيضا فإن قلة النواقل العصبية تؤدي إلى إضعاف قدرة الشخص في التعامل مع الأمور المعقدة المشكلة مما يسبب له الانهيار العصبي.
أشكال الانهيار العصبي
يأخذ الانهيار العصبي عدة أشكال نفسانية تتحكم بها عدة عوامل وتختلف بحسب الظروف الواقعة على الشخص، إلا أن أهم ما يميز الانهيار العصبي عن غيره من الأعراض النفسية أنه يشل قدرة الشخص على التفكير السليم ويمنعه عن مواجهة تحديات الحياة، وفيما يلي أهم الأشكال الشائعة للضغط النفسي:
الانهيار النفسي الارتيابي
يعرف بجنون الارتياب، والذي يتلخص بأن مريض الانهيار النفسي يعتقد أنه تحت التهديد أو مطارد، بحيث تنعدم ثقته بالآخرين ويلجأ إلى تفسيرات غير منطقية تمثلها عبارة : (الجميع يريد الإيقاع بي)، فيتملكه الشعور بأن كل من حوله متآمر ضده، والسبب في تحول الانهيار النفسي إلى الجنون الارتيابي أن المريض يحاول تخفيف الضغط عن نفسه وإلقاء حمل المسؤولية من خلال قذف الآخرين بوابل من التهم الزائفة.
الانهيار النفسي المزاجي
هو أن يدخل المريض في دورة متكررة خلال مدة قصيرة _خلال يوم واحد أو بضع ساعات_ من المشاعر المتناقضة غير المبررة والتي لا تقوم على أساس واقعي بل تكون تبعا لخيالات وأفكار مريض الانهيار العصبي، كأن يشعر بنشوة عارمة من السعادة يليها حزن شديد قد يكون مصحوبا بنوبات من البكاء والتأسف.
أسباب الانهيار النفسي المزاجي
ينتج هذا الشكل من الانهيار العصبي عن الضغط العصبي الممزوج بالقلق، فيعمد المريض إلى تخيل أشياء تسعده ويسترسل معها حتى إذا رجع إلى واقعه عاوده القلق من عدم تحقق ما يرجوه مما يؤدي إلى انهياره من جديد، وطالما أن الأحلام والسعادة التي يبنيه المريض لا تقوم على أسس واقعية متينة فإنها سرعان ما تنهار بالمريض.
الانهيار النفسي الاكتئابي
ينتج هذا الشكل من الانهيار النفسي حين يعتقد المريض المنهار نفسيا أن أعصابه ليست حديدة ليواجه أعباء الحياة مما يدفعه إلى العزلة الاكتئابة كإجراء واقئي واحترازي لئلا تنهار نفسيته من المشاكل التي يعجز عن مواجهتها.
علاج الانهيار العصبي
يختلف علاج الانهيار النفسي باختلاف العامل المسبب له، بحيث يأخذ العلاج صورة السلب من خلال إزالة المسببات الرئيسية للانهيار النفسي، وتتضمن الطرق العلاجية ما يلي:
الراحة والاستجمام
هذا في حال كان ضغط العمل هو العامل الرئيسي للانهيار النفسي، ويفضل أن يعتزل الشخص المصاب بالانهيار العصبي في منطقة ريفية هادئة تتيح له المشي في ربوعها على الأقدام دون التعرض للزحام المهيج للانهيارات العصبية وذلك لمدة لا تقل عن نصف شهر.
الرياضة وممارسة التمارين بانتظام
قد لا تتاح للجميع رفاهية الانقطاع عن العمل وأخذ إجازة للاستجمام لذا فإن الرياضة قد تكون من الحلول المثلى حيث أثبتت التجارب أنها تبدد الطاقة السلبية وتطرد القلق، كما أنها تحفز الدورة الدموية وتجدد النمو الخلوي مما يساعد الذهن على التفكير الفعال لحل المشاكل وتوجيه الشخص إلى التصرف الحسن في التعامل مع الأزمات النفسية.
الفضفضة والتحدث مع الآخرين
حتى مع اعتقاد معظم الناس أن الحديث مع الآخرين لن يغير الواقع ولن يحل مشاكلهم وأنهم لن ينفعوهم بشيء، فإن الحديث مع الآخرين من شأنه أن يبقي الإنسان في حدود الواقعية دون أن يشتط بخيالاته وأوهامه إلى شيطنة من حوله، حيث أن من لا يتحدث مع الناس فإنه سيضطر للحديث مع وساوسه التي تقوم على أساس سوء الظن بالناس.
مواجهة الواقع وعدم التهرب منه
ذلك من خلال القيام بالواجبات وأداء الحقوق دون تسويف أو إهمال بحسب ما تسمح الطاقة به وتتسع له القدرة فإن التهرب من القيام بالمهام سيخلق هما وضغطا نفسيا يفضي إلى الانهيار.
الإفصاح عن المشاعر وإتاحة المجال لها لكي تتحقق
فعلى الإنسان أن يفهم على ذاته ويستكشف رغباتها ويعمل على تحقيقها بالطرق الصحيحة المشروعة، حيث أن الكبت العاطفي من المسببات الرئيسية للانهيار والذي قد يأخذ شكل الانفجار الفاضح الذي يفضي بالشخص إلى تصرفات مجنونة يصعب السيطرة عليها.
العلاج المعرفي السلوكي
هذا من خلال الحوار الهادئ المتفهم مع المريض من خلال معالج نفساني Psychiatrist أو من خلال خبير متمكن قادر على الوصول إلى المكامن التي ينشأ عنها الانهيار النفسي، حيث أن سماع مريض النفسي للكلمات المطمئنة من شخص ما وأن مخاوفه التي تؤرقه ليست بتلك الدرجة من الأهمية سيخلصه من ضغطه ويمنع الانهيار عنه.
أخذ الإبر المرخية للأعصاب
في الحالات الشديدة قد يسبب الانهيار النفسي تشنجا عصبيا مما يستوجب رعاية صحية في المستشفى، حيث يعطى الإبر المرخية.
تناول الحقن المهدئة
في حال تسبب الانهيار العصبي بالأرق المتتال لعدة أيام فهذا يستلزم حقن مهدئة تساعد على النوم وذلك تحت إشراف طبيب مختص، حيث أن النوم الكافي والعمق من الطرق الرئيسية التي يسلكها الجسد للتخلص من الانهيار النفسي.
الانهيار العصبي عرض نفسي له الكثير من الأسباب المرتبطة بالاضطرابات النفسية الأخرى، يأخذ صورا وأشكالا مختلفة كما تتنوع طرق علاجه بين العلاج المعرفي والتدخل الطبي.