اضطراب الشخصية الفصامية يعد من الاضطرابات التي تؤثر على عواطف وسلوك الفرد. كما يؤثر على علاقاته مع الآخرين، ليشعر الفرد بعدم الارتياح وسط العلاقات والمواقف الاجتماعية. لذلك دائمًا ما يلجأ للهروب، والتفرد الدائم بذاته، فما هو اضطراب الشخصية الفصامية، فيما يلي تعرف إلى أبرز 10 أعراض لهذه الحالة، أسباب ومضاعفات مرض الفصام مع طرق العلاج.
ما هو اضطراب الشخصية الفصامية؟
يُشخص هذا الاضطراب في مرحلة مبكرة منذ الطفولة، ومن الممكن أن يستمر مع المصاب لفترة طويلة تتجاوز سنين العمر حتى الوفاة. كما يراود الأشخاص المصابين بمرض اضطراب الفصام شعورًا بعدم الثقة بالآخرين، وعادةً ما تلاحظ على هؤلاء الأشخاص سلوكيات غريبة الأطوار. كما يتمتعون بعدد ضئيل جدًا من العلاقات، لأنهم لا يعرفون كيفية تكوين هذه العلاقات، أو كيفية التعامل مع الآخرين. لذلك تجدهم دائمًا يسيئون فهم سلوكيات ودوافع الآخرين، لهذا ما يلجأ هؤلاء الأشخاص دائمًا للتهرب من العلاقات والمواقف الاجتماعية.
أعراض الشخصية الفصامية
يشتمل هذا الاضطراب على العديد من الأعراض التي توضح إذا كان الشخص مصابًا بهذا الاضطراب أو أنها مجرد أعراض عارضه، ومن هذه الأعراض ما يلي:
- الوحدة والانعزال وعدم الانفتاح على الآخرين خارج حدود أفراد العائلة والمقربين.
- فقر الاستجابة للعلاقات العاطفية، وعادةً ما يعانون هؤلاء الأشخاص من تبلد المشاعر.
- القلق المفرط من العلاقات والمواقف الاجتماعية.
- التفسير الخاطئ للأحداث، مثل الشعور بأن شيئًا ما غير ضارٍ وهو على خلاف ذلك.
- التفكير بطريقة غريبة تعتمد على سلوكيات غريبة الأطوار.
- الشك الدائم حول ولاء الآخرين.
- الإيمان بالتخاطر العقلي والخرافات.
- تصور أشياء غير موجودة على أرض الواقع، مثل: تصور أشخاص وأشياء لا وجود لها إلا في خيال هذا الشخص فقط.
- ارتداء الملابس بطريقة تُثير آراء الآخرين حول مظهر هذا الشخص.
- التحدث بطريقة غير مفهومة بالنسبة للآخرين، مثل: التحدث بطريقة غامضة، الاستطراد بشكل غريب أثناء المحادثات.
تبدأ أعراض ومؤشرات اضطراب الشخصية الفصامية في الظهور عن طريق الاهتمام بالنشاطات الفردية، والإصابة بالقلق الاجتماعي في فترة المراهقة، وعادةً ما يظهر على الطفل عن طريق الأداء الغير جيد في المدرسة، أو عن طريق عدم التوافق والانسجام مع الأقارب، مما قد يؤدي إلى تعرض هذا الطفل للتنمر، لأنه يبدو مختلفًا بالنسبة إليهم.
الفرق بين اضطراب الشخصية الفصامية والفصام
الفصام عبارة عن مرض عقلي شديد الخطورة قد يُفقد الأشخاص الاتصال بالواقع. كذلك يمكن الدمج بينه وبين اضطراب الشخصية الفصامية، حيث يتعرض الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفُصامية إلى نوبات ذهانية قصيرة المدى يصطحبها التعرض للهلوسة والتوهمات، ولكن هذه النوبات لا تتكرر بصورة متكررة مثل نوبات الفصام. كما لا تشبها في الطول والحدة.
كما يوجد فرق جوهري بين المصابين بمرض اضطراب الشخصية الفصامية حيث يمكن توعيتهم بالفارق بين أفكارهم المزعومة والواقع، لكن المصابين بمرض الفصام لا يستطيع أحد فصلهم عن التوهمات الذين يعيشون تحت ظلالها. ورغم هذه الفوارق، يستطيع المصابون باضطراب الشخصية الفُصامية أن يستفيدوا من العلاجات المشابهة لعلاجات مرضى الفصام. لذلك يعد اضطراب الشخصية الفصامية في موازه مع الفصام، ولكنه أقل حدة.
أسباب الشخصية الفصامية
التحديد الدقيق لأسباب اضطراب الشخصية الفصامية لم يتم كغيره من الاضطرابات النفسية، ولكن يرجع سبب الإصابة بهذا الاضطراب إلى عوامل وراثية وبيئية، ومن هذه العوامل:
- العوامل الوراثية
حيث تزداد احتمالات الإصابة بمرض اضطراب الشخصية الفصامية للأفراد الذي لديهم أحد أفراد العائلة مصاب بهذا الاضطراب، أو يعانون من إحدى الأمراض العقلية، أو إحدى الاضطرابات النفسية الأخرى.
- العوامل البيئية
حيث تزداد معدلات الإصابة بمرض اضطراب الشخصية الفصامية لدى الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة نفسية، أو الإجهاد المزمن، أو التعرض للتعامل السيء منذ الطفولة من قبل الأهل والأصدقاء، أو تناول المخدرات، أو تدخين الأم أثناء فترة الحمل.
مضاعفات الشخصية الفصامية
تزداد حدة الإصابة بإحدى الاضطرابات النفسية أثناء التعرض لمرض اضطراب الشخصية الفصامية، من ضمنهما:
- الإصابة بمرض الاكتئاب.
- التعرض للقلق.
- الإصابة باضطرابات أخرى في الشخصية.
- التعرض للإصابة بفصام الشخصية (schizophrenia).
- الإصابة بنوبات ذهانية لفترة محددة، وتكون نتيجة الإصابة بالتوتر.
- التعرض لمحاولات الانتحار.
- المعانة من أزمات نتيجة الكحول والمخدرات.
- التعرض لمشاكل في الدراسة، والعمل، ومشاكل في العلاقات العاطفية والاجتماعية.
طرق العلاج
تتنوع طرق العلاج حسب خطورة الحالة وما تحتاج إليه من نصح وإرشادات، ومن أهم طرق العلاج ما يلي:
- العلاج الدوائي
يتعرض المريض للفحص الطبي، ليتضح مدى تأخر وتقدم الحالة، وحينها يصف الطبيب الأدوية العلاجية والجرعات المناسبة، وعادةً ما يتم وصف مضادات الذهان، أو أدوية مضادة للقلق، والاكتئاب.
- العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي من أهم طرق علاج اضطراب الشخصية الفصامية حيث يركز على جوانب شخصيته الفرد، والعمل على تعزيز الثقة بالنفس، والتعرف على المرض الذي يعانون منه بصورة تجعلهم العامل الأول في شفاء أنفسهم.
- العلاج السلوكي المعرفي
يحتوي على تغيير أنماط الشخصية والتفكير بطريقة سليمة خالية من أي تشوهات عقلية. كما يساعد على اكتساب مهارات اجتماعية جديدة، ويساعد أيضا على تعديل السلوك.
- العلاج الداعم
يعد العلاج الداعم من طرق علاج اضطراب الشخصية الفصامية التي تعتمد على تقديم يد الدعم والمساعدة والتشجيع على التكيف مع الظروف المحيطة والبيئة. كما يساعد على تعزيز المهارات.
- العلاج الأسري
يعد العلاج الأسري من أهم طرق العلاج التي تساعد على تقبل المريض لحالته النفسية، والعمل على تخفيف حدة التوتر والقلق، وتعزيز الثقة بالنفس.
اضطراب الشخصية الفصامية، ومضاعفات الشخصية الفصامية من الاضطرابات التي تؤثر على صحة الإنسان النفسية. كذلك الجسدية والعقلية. لذلك يجب الاهتمام بمرضى هذا الاضطراب، ودعمهم نفسيًا، وتشجيعهم على اتخاذ خطوة الطبيب، كي لا يزداد الأمر خطورة، ويلازم هذا الاضطراب صاحبه طوال العمر.