حشرة السونة؛ تعرف معنا إلى خطورتها ودورة حياتها

تعتبر حشرة السونة واحدة من أهم الحشرات الاقتصادية التي تصيب مختلف أنواع المحاصيل، لذلك فلا بد للمزارع أن يعرف شيئًا عن هذه الآفة الضارة اقتصاديًا بمحاصيله الزراعية، تعرف معنا إلى خطورتها ودورة حياتها وطرق مكافحتها.

ما هي حشرة السونة

في الواقع، إن حشرة السونة هي واحدة من أخطر الحشرات الاقتصادية على المحاصيل الحقلية. تصيب هذه الحشرة عددًا كبيرًا من العوائل النباتية قد يصل إلى ما يفوق ١٠٠٠ عائل نباتي. من ضمن العوائل الهامة القمح، والشعير، والشوفان، والذرة البيضاء والعادية. بالإضافة لما سبق، تهاجم الآفة عددًا من الأعشاب النجيلية. تؤثر هذه الحشرة في زراعة القمح والشعير وغيرها من محاصيل، تماما كما تفعل آفات أخرى كالدبابير وفراشات الأنفاق وغيرها.

الإصابة بحشرة السونة

يأتي ضرر حشرة السونة من الحوريات والحشرات الكاملة للآفة. انطلاقًا من ذلك، تهاجم الحوريات والحشرات الكاملة النبات وتمتص محتويات الأنسجة، ثم ينتج عن ذلك ضعف النبات. في حقيقة الأمر، تفضل الآفة الأوراق الغضة، وتظهر على الأوراق تبرقش أصفر على طول النصل. كذلك، فإن الحشرة تمتص محتويات الحبوب وهي ما زالت في طورها اللبني فتنكمش الحبوب وينخفض محتواها من المادة النشوية وأيضًا يخف وزنها. أحيانًا يصل الضرر على الحبوب إلى ٦٠%. ينتج عن الإصابة عدم صلاحية الطحين الناتج لصناعة الخبز.

خطورة حشرة السونة

تنبع خطورة حشرة السونة، من أنها تسبب ضررًا في الإنتاج قد يصل أحيانا إلى ٧٠% من المحصول. كذلك، فإن الإصابة بالآفة تسبب ضعف عام للنبات، مما يجذب آفات أخرى إلى المحصول. ومن أهم الآفات التي قد تنجذب حفار الذرة الأوروبي، وحفار أوراق البندورة. بالإضافة لذلك، قد يضطر المزارع لتطبيق المكافحة المتكاملة للآفات نتيجة تفاقم الضرر إلى حد كبير.

عوامل تشجع الإصابة

هناك جملة من العوامل التي تشجع الإصابة بحشرة السونة، ومن هذه العوامل:

• عدم العناية بالري المتوازن للحقل، واتباع طريقة غير سليمة تمامًا في الري.
• أيضًا، عدم الاعتناء بالتسميد الآزوتي، وزيادته في بعض الأحيان عما هو مسموح به.
• بالإضافة للتسميد الآزوتي، إهمال التسميد بالبوتاس والفوسفور.
• كذلك، فإن استعمال المبيدات الحشرية بشكل متكرر وبصورة غير مدروسة يشجع الإصابة.
• كما أن استعمال مبيد واحد في التعامل مع الحقل يجعل الآفة تنتج سلالات منيعة مستقبلاً.
• بالإضافة لما تقدم، تنتشر الآفة بسبب إهمال الأعشاب المنتشرة في الحقل، وعدم حراثة الحقل.

وصف حشرة السونة

بطبيعة الحال، قد تشبه الحشرة الكاملة وكذلك الحوريات معظم أصناف رتبة نصفية الأجنحة. وفي ما يلي:

الحشرة الكاملة

إن الحشرة الكاملة متوسطة الحجم بحوالي ١٤مم. يغلب اللون الأصفر أو الأبيض المسمر مع وجود خطين طوليين غامقين يمتدان من قمة الرأس خلال الصدر الأمامي وإلى الأسفل على طول الصفيحة. أما الصدر المتوسط فهو ممتد للخلف ليعطي البطن ويزيد عنه بالطول. بينما فخذ الرجل فهو منقط بنقاط بنية اللون. كما تمتلك الحشرة قرن استشعار مكون من ٥ عقل تكون آخر عقلة أغمق من البقية.

الحوريات

أما الحوريات أو الأعمار الصغيرة للحشرة فهي مشابهة جدًا للحشرة الكاملة في الشكل مع تفاوت قليل جدًا في اللون.

دورة حياة حشرة السونة

إن طور النشاط من طور السكون غير معروفين تمامًا في أغلب الأحوال عند حشرة السونة. هذه الحشرة تنتمي إلى رتبة نصفية الأجنحة، ولها عدد كبير من الأجيال، لذلك يصعب تحديد دورة الحياة بدقة. لكن في العموم، تكون دورة الحياة كالتالي:

شتاءً

تمضي الآفة فصل الشتاء بطور الحشرة الكاملة في الهضاب والمرتفعات في مناطق زراعة النجيليات. مع أواخر الشتاء، تبدأ بالتغذية على بعض الأعشاب المحيطة بالحقل والنباتات النجيلية. غالبًا يتشابه طور نشاط هذه الآفة مع طور نشاط الدودة القارضة.

ربيعًا

بعد ذلك، وفي الربيع، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى الحد المناسب لفزيولوجيا جسم الحشرة، تهاجر إلى حقول القمح، ثم تتزواج هناك. تضع الإناث حوالي ١٨٠ بيضة لكل أنثى بشكل زوج من الصفوف يحوي كل زوج ١٤-٥٠ بيضة.

متابعة التطور

يفقس البيض بعد أيام، ثم تظهر الحوريات مع شهر أيار أو حزيران. قد تمر الحوريات بخمسة أعمار أو أكثر أو أقل حسب نوع العائل والمنطقة ومناخها. بعد ذلك، تصل إلى طور الحشرة الكاملة ثم تقضي بيات صيفي-شتوي حتى الربيع القادم.

أجيال حشرة السونة

عدد الأجيال يختلف عند الآفة من نوع نباتي إلى آخر، ومن منطقة لأخرى.

مكافحة حشرة السونة

تتم مكافحة حشرة السونة من خلال جملة من الإجراءات، ويتم ذلك بطبيعة الحال بمجرد وصول الضرر إلى العتبة الاقتصادية، وفيما يلي أبرز 7 طرق لمكافحتها:

• زراعة الأصناف المبكرة من القمح مثل الصنف فلورنس أورور، مما ينجي النباتات من الإصابة.
• زراعة الشعير.
• الجمع باليد للحشرات الكاملة والحوريات وحرقها بعيدًا.
• أيضًا تتلف الأجزاء النباتية المصابة بالحرق أو بالاستبعاد.
• كما تتم العناية بالحالة العامة للحقل من ري وتسميد متوازن.
• بالإضافة لذلك، يستعمل أحد مبيدات الحشرات الفوسفورية العضوية من أمثال المبيد (Parathion- methyl)، وتريكلورفون Trichlorfon، وكلورثيون Chlorhthion.
• كما يمكن تطبيق المكافحة الحيوية من خلال إطلاق طفيليات البيض من أمثال Trissolocus spp.

بذلك؛ نكون قد تعرفنا على حشرة السونة وأضرارها على المحاصيل المزروعة وخاصة القمح والشعير والذرة. بالإضافة لذلك، نكون قد تعرفنا على مظاهر الإصابة وسبل المكافحة الممكنة. لا بد أن المزارع الحريص على محاصيله وما يزرع يجب أن يكون على علم بالآفات التي تسبب له الخسارة الاقتصادية والضرر المحتوم، لذلك وجبت العناية والمكافحة.