فهؤلاء الأصدقاء هم السند الذي يمكن أن يستند اليه الشخص عند تعرضه للأزمات والمواقف الصعبة، ومعهم يمكن قضاء أجمل الأوقات التي تجعل الحياة مثيرة للفرح والاهتمام.
أهمية تكوين صداقات ناجحة: إن ابتعاد الأصدقاء واختفائهم يؤدي الى معاناة الفرد وبالخصوص في عمر الشباب والنضوج، وقد أشارت الدراسات العلمية التي أجريت أن الانسان الذي يمتلك صداقة ناجحة وقوية في حياته، يكون أكثر سعادة، ويتفاعل أكثر مع محيطه الاجتماعي.
كما أن الكثير من الدراسات أكدت أن الصداقات القوية تخفف من الضغط النفسي وتقلل نسب الارتفاع في ضغط الدم، وبالتالي يعيش الانسان بصحة جيدة وسعادة كبيرة وعمر مديد.
ونظراً لأهمية هذا الموضوع وانعكاسه على جودة الحياة، فسنقدم لكم بعض النصائح التي تساعدكم على تكوين صداقة ناجحة ومتينة.
أهم خطوات لصداقة ناجحة:
تحديد الهدف من الصداقة الحقيقية
إن السعي الى الصداقة المتينة والقوية يحتاج اتباع خطوات لصداقة ناجحة، ومن أبرزها تحديد الهدف الذي يدفعك لتكوين الصداقة، ومن أهم هذه الاهداف الحصول على أوقات سعيدة، والوصول الى الاطمئنان والسلام الداخلي.
ولذلك عليك أن تدرك أن الصداقات الحقيقية ليست ترفاً أو إضاعة للوقت، بل هي حاجة لتطور الشخص ونموه، ولتكوين عالم أجمل يعيش فيه، فابحث عن الشخص الذي يليق بك، والذي يعرف قيمة الصداقة من جميع جوانبها.
الاعتماد على بعض الخطوات الصغيرة
هناك بعض الخطوات الصغيرة التي يمكننا القيام بها لتكون المفتاح الذي يساعدنا في إنجاح حياتنا الاجتماعية، وتحقيق أهدافنا في الحياة.
من الامثلة على هذه الخطوات البسيطة يمكننا أن نذكر، حضور الشخص للأحداث الاجتماعية، ومحاولته تبادل أطراف الحديث مع بعض الأشخاص فيها، ومحاولة اكتشاف أقربهم اليه، للتقرب منه لاحقاً، فربما يكون هذا الشخص هو الصديق الحقيقي الذي نبحث عنه.
الثقة بالنفس وعدم الخوف
على الإنسان أن يثق بشخصيته، وأن لا يحمل أية أفكار سلبية تجاهها، فلنكن واثقين من أن شخصيتنا الجميلة كافية لجذب الآخرين الينا، وتكوين أقوى الصداقات معهم.
فالخطوة الأولى تكون من خلال ابتعادنا عن فكرة الخوف تجاه وجودنا في مكان لا نعرف الأشخاص الموجودين فيه، والاتجاه الى التصرف على سجيتنا، والتعرف على هؤلاء الأشخاص وتأسيس علاقات اجتماعية قوية معهم، لأن هذه العلاقات قد تكون النواة التي تنطلق منها باقي خطوات لصداقة ناجحة.
الخروج واكتشاف الأصدقاء
هل تبحث عن صداقات جديدة ومتينة؟ إذا حاول الذهاب الى الأماكن التي تشبهك، والتي يتواجد فيها أشخاص لهم اهتمامات تماثل اهتماماتك، فهذه الأماكن تكون مثالية للحصول على الصداقات الجديدة.
Please enable JavaScript
ولأن الانطباع الأول يستمر ويؤثر كثيراً بالعلاقة مع الآخرين، فمن الضروري أن يهتم الشخص بمظهره، وأن يكون بأفضل حالاته عندما يقابل لأول مرة صديقه المستقبلي.
الاهتمام بلغة الجسد
تلعب لغة الجسد دوراً كبيراً في التعبير عن ما يجول داخل الفرد من افكار ومشاعر، ولذلك من الجيد الاهتمام بالتعابير الظاهرة على الوجه، فالتواصل البصري والابتسامة لهما دور في جذب الآخر، وهي من أهم خطوات لصداقة ناجحة.
التعامل الصادق
إن الصداقة الناجحة والمتينة تعتمد بشكل أساسي على التعامل الصادق، فالكذب يقضي على الثقة ويهدم العلاقات، وبالتالي من الضروري جذب الآخرين من خلال الصدق وعدم التظاهر بشخصية مخالفة لحقيقة الشخص، لأن هذا سيظهر مع الأيام مما يتسبب بخسارة هذا الصديق.
احترام الصديق والاهتمام به
لا يمكن بناء صداقة ناجحة وقوية، إلا إذا كان الاحترام متبادل بين الطرفين، وكان كلاهما يملكان نفس الرغبة والحماس لتأسيس علاقة صداقة قوية.
ولذلك تعامل بكل لطف واحترام مع صديقك، وقف الى جانبه دائماً، وحاول أن تعيش السعادة رفقته، وأن تسانده في العقبات والمشاكل التي يتعرض لها، لأن هذه الامور هي من أساسيات الصداقة الناجحة.
علاقة الصداقة مع العطاء
من الامور التي تساهم في استمرار الصداقة وتمتينها، أن يتسم الشخص بالعطاء، فلا ينتظر صديقه ليقدم له شيء ما، بل عليه المبادرة هو الى ذلك.
ولا نقصد هنا العطاء المادي فقط، فعلى الرغم من إيجابية تقديم الهدايا حتى وإن كانت رمزية، إلا أن مفهوم العطاء كخطوة من خطوات لصداقة ناجحة، يكون أعم وأشمل، فالأمور المعنوية في غاية الاهمية ومنها مثلاً: (مساندة الصديق، تشجيعه ودعمه بشكل دائم، الوفاء والاخلاص للصداقة، الدعاء له بالتوفيق.. وغيرها الكثير).
التعامل الإيجابي
إن الانسان بطبيعته يتمنى ان يقضي وقته مع الشخص الإيجابي الذي يمنحه طاقة إيجابية، ويحاول الابتعاد عن الشخص السلبي الكئيب وكثير التذمر، لأنه ينشر الطاقة السلبية على من هم حوله.
ولذلك عليك الاتسام بالإيجابية والتفاؤل بشكل عام، إذا كنت تريد الوصول الى صداقات متينة وناجحة (طبعاً نحن هنا لا نقصد الفترات القاسية أو الصعبة التي قد يمرر بها الانسان في بعض الأحيان).
وبذلك نجد أن خطوات لصداقة ناجحة تستلزم وجود بعض المتطلبات في العلاقة بين الأصدقاء، فالمهم ليس عدد الأصدقاء، بل من منهم صديق حقيقي؟