-

مفهوم النسيان في علم النفس

مفهوم النسيان في علم النفس
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

مفهوم النسيان في علم النفس يعبر عن عدم القدرة على تذكر بعض الأحداث والأشخاص، وبعض الذكريات والمواقف المؤلمة.لذلك قام بعض العلماء ببعض التجارب لمحاولة فهم المغزى وراء كلمة النسيان المتداولة بين الأطفال وكبار السن وجميع الأشخاص بمختلف أعمارهم، فما هو مفهوم النسيان في علم النفس، وما هي أسباب، وأنواع النسيان في علم النفس، وما هي طرق العلاج؟

ما هو مفهوم النسيان في علم النفس؟

يعبر مفهوم النسيان عن فقدان القدرة على التذكر ما قام الإنسان بتخزينه وحفظه سابقًا في الذاكرة. كما أن العقل البشري يقوم بحفظ وتخزين وتنظيم جميع المواقف والذكريات والأشخاص. لذلك يوجد مفهوم النسيان في العديد من الحالات وخاصة كِبار السن حيث يحدث عملية تعديل وتغيير للمعلومات واسترجاعها في الوقت الحاضر.

حيث قام بعض العلماء مثل “أبين غاروس” ببعض التجارب على الذاكرة والنسيان عن طريق حفظ الدلالات الأولية من خلال عدد معين من القراءات لكل دلالة في فترات زمنية متفاوتة. كذلك عن طريق قياس معدل النسيان من خلال تحديد عدد القراءات المحددة التي تمكنه من تكرار الدلالات مرة أخرى. لذلك قام بإعداد منحنى النسيان. كما أن هذه التجربة لم تكن واضحة بشكل كامل بكل كانت هناك بعض الدلالات التي تذكر بسهولة أكثر من غيرها، لأنها تعتبر أكثر إثارة للاهتمام والقوافي. لذلك لجأ لاستبدال هذه الدلالات بمقاطع لفظية لا معنى لها. وقام بتقديمها للعين بطريقة ميكانيكية بسيطة حتى تتمكن من قراءة مقطع لفظي أكثر من مرة. لذلك كانت التجارب الأخيرة على الذاكرة هي تحسينات لهذه الطريقة. كذلك السقوط الأول للذاكرة أكبر من أي انخفاض يحدث فيما بعد. لذلك يعد الوقت المناسب لاسترجاع المواد المحفوظة حديثًا هو بعد وقتٍ قصيرٍ من الحصول عليها، وليس بعد فترة زمنية طويلة.

ففي قانون الانحدار الذي يتعلق بمفهوم النسيان، ينحدر النسيان تدريجيًا من غير المستقر إلى المستقر. لذلك تُنسى الأفكار الأولية، لأنها تعد مجردة، ثم تأتي بعد ذلك الأفعال، لأنها تعد ملموسة.

أسباب النسيان في علم النفس

طرق العلاج
أسباب النسيان في علم النفس

تتنوع أسباب مفهوم النسيان في علم النفس فيما يلي:

ظاهرة التثبيط

تعبر ظاهرة التثبيط عن تكوين العلاقات الترابطية بين علاقتين، ثم بعد ذلك تكونت رابطة بين علاقتين مختلفين عنهما. لذلك فإن تكوين العلاقة الأخيرة يعمل على تثبيط العلاقة الأولى.

ظاهرة اللاواعي

يحدث النسيان أحيانًا بسبب مسح جزء اللاواعي للتجارب السابقة وإن كانت صعبة وذات تأثير سلبي كبير على صاحبها، فإذا كان اللاواعي يتتبع الفن فلا يستطيع إحياؤه في الوعي، وإن تم محو الروابط بين آثار اللاواعي، فلا نستطيع إحياؤها هي الأخرى.

ضعف مخططات الأعصاب

لا يستطيع الإنسان تذكر الخبرات السابقة المتعلقة بالمخططات بين مسارات الأعصاب، بسبب ضعف مخططات الأعصاب في الدماغ (Nerve schematics in the brain).

مفهوم النسيان في علم النفس وظاهرة القمع

تعبر هذه الظاهرة عن الرغبة في النسيان، حيث قام العالم فرويد بتشخيص حالة مرضية كانت تعاني من قرحة في المعدة بشكل خاطئ، وقام بعالجها من العصاب، لأنه تجاهل ونسي سبب مرضها الأول، تحت تأثير الرغبة في النسيان. حيث يعد النسيان في بعض الأحيان هو الدافع بسبب القمع في التجارب المؤلمة. كما أن الرغبة المُلحة في التذكر تدفعنا نحو التذكر، فإن السبب الرئيسي للنسيان يأتي بسبب الرغبة في النسيان، حيث يحدث فقدان الذاكرة بسبب القمع في حالات عديدة، مثل: الجنود الذين عانوا بشدة خلال الحرب العالمية الأولى.

ظاهرة المنوم المغناطيسي

يحدث أحيانا فقدان في الذاكرة أو نسيان أمر ما بسبب منوم خاص، مثل: المنوم المغناطيسي الذي يسيطر ويتحكم في الطاقات المخروطية للموضوع من خلال الاقتراحات المناسبة، ويقدم اقتراح أثناء عملية التنويم لنسيان تجربة معينة، ثم يحظر استدعاء هذه التجربة في الذاكرة مرة أخرى.

مفهوم النسيان في علم النفس ونقص الانتباه

إن النسيان في بعض الأحيان قد يحدث بسبب نقص الانتباه أو التعليم غير المكتمل، مثل: فشل بعض السائحين في تذكر العديد من الأشياء والأحداث أثناء السياحة بسبب الانطباعات غير الكافية.

ظاهرة المخطط القريب والبعيد

يحدث نسيان للتجارب الحديثة في بعض الأحيان. ذلك لأن مخططات أعصاب الشخص ليست ثابتة، ثم يحدث بعد ذلك نسيان للتجارب البعيدة، لأن مخططات الأعصاب تكون غير راسخة. لهذا لن يتم ربط آثار التجارب الحديثة بالتجارب البعيدة، ولم يتم تشكيل أنظمة معرفية. لأن آثار التجارب البعيدة ارتبطت بآثار التجارب الحديثة وشكلت نظامًا للمعرفة.

أنواع النسيان في علم النفس

مفهوم النسيان في علم النفس
أنواع النسيان في علم النفس

إنه من الطبيعي أن ينسى المرء بعض الأشياء من وقتٍ لآخر، ومن الممكن أن يصبح أكثر نسيانًا مع تقدم العمر، لكن هل هناك مقدار للنسيان، ومتى يكون النسيان مفرطًا في الحد؟ ومتى يكون النسيان طبيعي، ومتى يكون النسيان خطيرًا؟، فهناك 7 أنواع من النسيان في علم النفس، هما:

النسيان العابر

يعبر هذا النوع عن عدم تذكر الأحداث أو المواقف مع مرور الوقت، ومن الممكن أن ينسى المرء المعلومات بعد وقتٍ قصير. لذلك تعتبر المعلومات التي يتم استخدامها بشكل متكرر هي الأقل احتمالًا للنسيان. كما أن زوال النسيان في بعض الأحيان يدل على ضعف الذاكرة إلا أن بعض العلماء يعتبرونه مؤشرًا جيدًا يزيل الذكريات غير المستخدمة، ويفسح المجال لذكريات أخرى أكثر فائدة.

النسيان الشرودي

يتم ظهور هذا النوع من النسيان عندما لا يولي المرء اهتمامًا كافيًا لشيء ما، حيث من الممكن أن ينسى المكان الذي قام بوضع قلمه فيه للتو، لأنه لم يركز على هذا المكان تحديدًا، وكان فكره مشغولًا بأمر آخر. لذلك لم يشفر العقل المعلومات. كما يتضمن الشرود نسيان عمل شيء ما في وقت محدد، مثل: تحديد موعد، أو نسيان موعد الدواء..وغيرهما.

النسيان الحاجب

يعبر هذا النوع عن التساؤلات التي تكون إجاباتها مخزنه في عقلك، لكنك تفقد السبيل إلى التحدث بها، ويعتبر هذا مفهوم لعدم القدرة على استعادة الذاكرة لفترات مؤقتة. كما يعتبر الحاجز عبارة عن ذاكرة مشابهة للتي تبحث عنها، وحينها يتم استرداد الذاكرة الخاطئة، هذه الذاكرة التنافسية الداخلية لدرجة تفقد فيها القدرة على التفكير في الذكرى التي تريدها. كما يعتقد العلماء أن كتل الذاكرة تصبح أكثر شيوعًا مع تقدم العمر. لذلك يواجه كبار السن مشكلة في تذكر أسماء الآخرين. كما أكدت الأبحاث أن الأشخاص قادرون على استعادة نصف الذكريات المحجوبة في غضون دقيقة واحدة فقط.

النسيان ذات الإسناد الخاطئ

يحدث هذا النوع نتيجة عندما يتذكر الإنسان شيء ما دون التفاصيل الكاملة، مثل: الوقت، والمكان، والشخص المعني. كما يحدث نوع آخر من الإسناد الخاطئ عندما يظن المرء أن الفكرة التي لديه كانت أصلية، لكن في الواقع تأتي من شيء سمعته أو قرأته ولكنك نسيته. كذلك يشرح الإسناد الخاطئ حالات الانتحال غير المعتمد، حيث يعتقد الكاتب أن بعض المعلومات تكون أصلية عندما قرأها في مكان ما من قبل. كذلك الحال مع أنواع من هفوات الذاكرة، حيث يعتبر الإسناد الخاطئ أكثر شيوعا مع تقدم العمر.

النسيان الإيحائي

يعبر هذا النوع عن ضعف الذاكرة أمام قوة الاقتراح، حيث أن المعلومات المعروفة عن حدث ما بعد دمج الحقيقة في ذاكرتك للحادث رغم عدم اختبار هذه التفاصيل، وعدم معرفته عن كيفية عمل القابلية للإيحاء في الدماغ. لذلك يخدع الاقتراح عقلك في التفكير بأن الذاكرة حقيقية.

نسيان التحيز

يعبر هذا النوع عن تصفية التصورات من خلال الخبرة والمعتقدات الشخصية والمعرفة السابقة والمزاج في الوقت الحالي، فعندما يستعيد الإنسان ذكرى فإن حالته المزاجية والتحيزات الأخرى في تلك اللحظة تؤثر على المعلومات التي تتذكرها بالفعل، على الرغم من أن الجميع ومواقفهم ومفاهيمهم السابقة تحيز ذكرياتهم، إلا أنه لم يتم أخذ أي إجراء أو بحث حول آليات الدماغ وراء تحيز الذاكرة مع تقدم العمر.

النسيان ما بعد الصدمة

يشعر بعض الأشخاص بالقلق من النسيان ومن طرق العلاج، لكن في بعض الحالات، يواجه البعض صعوبة من الذكريات التي يرغبون في نسيانها، ويفشلون في فعل ذلك. كما أن استمرار الذكريات والأحداث المؤلمة والمشاعر السلبية والمخاوف المستمرة تعتبر شكلًا من أشكال مشاكل الذاكرة، حيث تعكس بعض هذه الذكريات الأحداث المؤلمة، والأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب معرضون بشكل خاص لذكريات مزعجة. كذلك الأشخاص المصابون بمرض اضطراب الكرب التالي للرضح حيث ينتج نتيجة التعرض للصدمات.

طرق العلاج للنسيان في علم النفس

يمكن السيطرة على فقدان الذاكرة وعدم التعرض لنسيان الأمور المهمة من خلال بعض طرق العلاج الأتية:

  • الاهتمام بالنشاط البدني، حيث أن النشاط البدني يعمل على زيادة تدفق الدم لكامل الجسد، مما يحافظ على قوة الذاكرة، ويساعد في طرق العلاج.
  • الحفاظ على صحة العقل من خلال الأنشطة التي تحفز العقل.
  • الانخراط الاجتماعي، حيث يساهم التفاعل الاجتماعي على تقليل الاكتئاب والتوتر، وكلاهما يساهم في فقدان الذاكرة. لذلك يجب البحث عن فرص التجمعات العائلية والأصدقاء.
  • كن منظمًا، حيث أن التنظيم يساعد على عدم النسيان.
  • التقليل من مصادر التشتت، حيث أن التركيز على أكثر من شيء في وقت واحد يؤدي إلى النسيان.
  • التمتع بالنوم الجيد، حيث أن النوم يلعب دورًا مهمًا في ترسيخ الذاكرة.

مفهوم النسيان في علم النفس يشكل خطورة لدى البعض، حيث أن النسيان يضع الكثير في موقف محرج. لذلك يجب التعرف على أنواع وأسباب النسيان في علم النفس، وطرق العلاج للنسيان واتباعها بشكل منظم للحفاظ على ذاكرة جيدة.