-

لماذا يعتبر الخفاش موطن للفيروسات الخطيرة؟

لماذا يعتبر الخفاش موطن للفيروسات الخطيرة؟
(اخر تعديل 2024-09-09 15:29:20 )
بواسطة

الخفاش موطن للفيروسات الأكثر خطورة، و هو الثديي الوحيد القادر على الطيران بشكل طبيعي ومستدام. تعيش الخفافيش في بيئات مختلفة، مثل: الغابات، الصحاري، المدن والقرى.

يوجد أكثر من 150 نوع من الخفافيش على مستوى العالم. ومن المعروف أن الخفافيش موطن للفيروسات والأوبئة الخطيرة.

أشار الباحثون أن كل نوع من الخفافيش بإمكانه حمل أكثر من 60 نوع من الفيروسات الحيوانية القاتلة للبشر

حيث أثبتت جميع الأبحاث، أن الخفاش كان العائل الأساسي لفيروس إيبولا (Ebola) الذي انتشر في افريقيا، و مرض السارس الذي تفشى أيضا في الصين.

لماذا يحمل الخفاش الكثير من الفيروسات والأمراض؟

يفضل الخفاش العيش في تجمعات دائما.

الخفاش مخلوق اجتماعي بطبعه، يعني أنه يفضل أن يعيش في تجمعات. ولا يوجد أي مشكلة من تعايش أكثر من نوع في مكان واحد عكس معظم الثدييات.

هذا يزيد من فرص انتقال الفيروسات والأمراض من نوع الى آخر.

إذا دخلت كهف يوجد به خفافيش، تلاحظ وجود الآلاف من الخفافيش بجانب بعضها، وبذلك يمكن خفاش واحد حامل لفيروس معين بنقله الى جميع الخفافيش الموجودة بنفس المكان.

كما أن جسم الخفاش بيئة ممتازة لتطوير الفيروسات وتكاثرها، لتصبح أكثر فتكا عند انتقالها من الخفاش إلى الإنسان.

تكون درجة حرارة جسم الخفافيش مرتفعة، نتيجة لحركتها وطيرانها المستمر. حيث تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية.

لا يمكن لكثير من الفيروسات التكيف مع هذه حرارة الجسم المرتفعة، يعني ذلك أن الفيروسات التى تمكنت من التعايش في جسم الخفاش تكون أكثر قوة وخطورة من الفيروسات الأخرى.

وبما أن درجة حرارة جسم الإنسان العادية 37.5 درجة مئوية قريبة من درجة حرارة الخفاش، فيصبح من السهل جدا انتقال الفيروسات من الخفافيش إلى الإنسان وتكون أكثر فتكا داخل جسم الانسان.

يعتقد معظم العالم أن فيروس كورونا المستجد (Covid-19) نابع من الخفاش، نظرا لتطور الفيروس وانتشاره بهذا الشكل المفزع في جميع أنحاء العالم. وبجانب ان الخفاش موطن للفيروسات الفتاكة ايضا.

لكن حتى الآن لم يتمكن أحد في تأكيد هذا، لأن الأمر يحتاج إلى كثير من البحث والأدلة.

لماذا لا تموت الخفافيش بالفيروسات المميتة التي تحملها؟

على عكس جميع الحيوانات البرية الأخرى، أن الخفاش موطن للفيروسات الفتاكة ولا تكون مميتة له.

فمثلا، عند تفشي مرض انفلونزا الطيور الذي كان العائل الأصلي له هو الطيور بأنواعها.

ظهرت أعراض الفيروس على الطائر المصاب كتغير لونه، واضرابه عن الطعام حتى يموت. لكن الخفاش يمكن أن يحمل فيروس قاتل لجميع المخلوقات، ويعيش حياته الطبيعية دون تأثر أو ظهور أي أعراض عليه. فما السبب وراء ذلك؟

السر فى عدم تأثر الخفاش بالأمراض التي يحملها، يكمن في قدرته على الطيران. حيث يستهلك الخفاش الكثير من الطاقة في الطيران لفترات طويلة يوميا.

عند استخدام هذا الكم الهائل من الطاقة، يؤدي إلى ظهور نفايات داخل الخفاش تعرف باسم الجذور الحرة (Free Radicals). هذه الجذور الحرة تسبب اجهاد تاكسدي بالجسم، مما يؤدي إلى إتلاف الحمض النووي الخاص بالخفاش وقد يؤدي الى موته.

ولكي يتمكن الخفاش في التغلب على هذه المشكلة المهددة لحياته، يعمل على إفراز مواد معينة مثل: السيتوكينات المضادة للالتهاب، و الانترفيرونات.

تحتوي هذه المواد على مضادات الفيروسات، التي تهاجم الفيروس الذي يحاول الدخول الى جسم الخفاش وتقضي عليه.

كما أن الخفافيش تتميز بجهاز مناعي قوي ومذهل في مقاومة الفيروس أو مرض فتاك مثل: سرطان الدم، لذلك تم تصنيف الخفاش من أكثر المخلوقات المعمرة على قيد الحياة مقارنة بباقي الثدييات.

هل تجنب الخفافيش يساعد في الوقاية من الفيروسات الخطيرة؟

الاجابة لا؛ لأن الفيروسات الموجودة بجسم الخفاش يمكن أن تنتقل للإنسان بصورة غير مباشرة عن طريق حيوان آخر. حيث يمكن أن تتعامل الخفافيش مع كثير من الحيوانات التي نتناولها أو نربيها.

على سبيل المثال، إذا لمس خفاش حامل للفيروس القط الخاص بك أو تعرض القط لفضلات الخفاش، تستطيع الفيروسات أن تنتقل من الخفاش للقط. وعن طريق تعاملك مع القط تصاب بهذه الفيروسات بكل سهولة.

عندما تفشى فيروس إيبولا في البلاد كان يهدد حياة البشر والقرود ايضا. لذلك قامت منظمة الصحة العالمية بنشر خطابات توعية لسكان دول افريقيا بالتجنب التعامل مع الحيوانات البرية، خاصة الشمبانزي. لاحتمالية وجود العدوى في أى حيوان قد تعرض للخفاش.

و هنا يأتي السؤال الآخر، هل بإمكاننا القضاء على جميع الخفافيش للوقاية من الفيروسات والأوبئة التي تحملها؟.

هذا أيضا لا يمكن، على الرغم من أن الخفاش موطن للفيروسات القاتلة والمهددة لحياتنا الى أن لها أهمية كبيرة أيضا في البيئة المحيطة. فما هي؟

ما هي أهمية الخفافيش؟

الخفافيش لها الفضل الأول في تلقيح الكثير من أشجار الفاكهة، حيث تساعد على تكاثرها وطرحها. لذلك من دون الخفافيش لن تستطيع تناول هذا الكم الكبير من الفاكهة المتنوعة واللذيذة.

كما أن الكثير من الخفافيش تتغذى على الحشرات الضارة والمزعجة.

والأمر الآخر المدهش، هو اقتراح علماء البيولوجيا في استخدام الخفافيش كدليل في تصنيع الأدوية واللقاحات لعلاج الفيروسات والأمراض الخطيرة.

حيث إذا تم معرفة جميع المواد الكيميائية التى الخفافيش لحماية نفسها، يكون من السهل صنع أدوية من مشتقات هذه المواد لعلاج العديد من الأمراض والأوبئة.

وبذلك، تعرفنا على جميع الاشياء الخاصة بالخفاش. و تعرفنا أيضاً على دوره الحيوي في البيئة ومدى أهميته إلى جانب أضراره الفتاكة التي تهدد البشر، وأن الخفاش موطن للفيروسات والأوبئة التي تنتشر خاصة من الصين، وذلك لتناولهم جميع أنواع الخفاش.